يعد تصميم قائمة طعام متوازنة غذائيًا ومربحة في آن واحد أمر شاق يحتاج إلى موهبة وقدرة كبيرة على موازنة المعايير والشروط، وهو الأمر الذي يتطلب شخصية متمكنة تدرك أبعاد هذا الفن جيدًا، وما يحتاجه من أسس وأساليب وقواعد لتوظيفه بشكل مثالي.
ومع التطور السريع الذي يشهده مجال الفنادق والمطاعم في مصر، ومع ارتفاع الإقبال على التجارة من خلال تدشين المطاعم والتفنن في تقديم خدمات الأغذية والضيافة إلى الزبائن، تزداد الحاجة لوجود تفنن وابتكار في تصميم قوائم الأطعمة.
وذلك لا ينبع من فراغ، فقائمة الطعام تحتل قيمة كبيرة للغاية عندما نتطرق بالحديث عن المطاعم؛ فهي أول وسيلة تواصل بين المقبلين وبين إدارة المطعم بما تمتلكه من توجهات وأفكار ورغبات تجارية، وعلى أساسها يُكَوّن الضيف تقييمه المبدئي عن المطعم وجودته ومستوى الرقاء فيما يقدمه للزبائن.
لذا كان دور جمعية الطهاة المصريين في شغل هذه الفجوة المعرفية بالعلم والخبرة عبر واحدة من أهم دوراتها التدريبية، والتي قام بتقديمها الشيف ماركوس إيتن، مؤسس الجمعية، والرئيس الفخري مدى الحياة لها، ومستشار مجلس الإدارة، والذي يشغل في المنظمة العالمية لجمعيات الشيفات "واكس" منصب مساعد المدير القاري وممثل لجنة التعليم عن منطقة أفريقيا والشرق الأوسط.
ويأتي هذا انطلاقًا من دور جمعية الطهاة المصريين في تطوير مجالات الطهي وتقديم خدمات الأغذية والضيافة في مصر، ولكن هذه المرة في الاهتمام بأدق التفاصيل الفنية المتعلقة بزيادة الأرباح عبر تعزيز قوة العلاقة بين الضيوف والمطعم، وذلك من خلال خلق لوحة فنية مبتكرة من قائمة الطعام، تسيطر على انتباه الزبائن وتحصد إعجابهم في وقت قصير، خاصة إن كانت واحدة من جوانب الضعف التي تحتاج صناعة المطاعم لتطويرها في الآونة الأخيرة.
ولا ريب من استعانة الجمعية بالشيف ماركوس في إتمام الجانب التعليمي المتعلق بهذه الجزئية لما يمتلكه من باع طويل في هذا المجال؛ حيث عمل لعدة سنوات في جنوب أفريقيا مشاركًا في تطوير جمعية جنوب أفريقيا للشيفات خلال مراحلها الأولى، وكان قد شغل منصب الشيف التنفيذي لفندق كارلتون جوهانسبرج قبل سفره إلى كوريا الجنوبية.
وهناك استطاع إتقان دوره في المشاركة بنشاط إعادة إحياء جميعة كوريا الجنوبية للشيفات لتعود للعمل من جديد، لينتقل بعدها إلى مصر في عام ١٩٩٢م، ليتولى منصب الشيف التنفيذي لفندق موفنبيك هليوبوليس بالقاهرة في البداية، ثم يعقبها ذلك بشغل منصب الشيف التنفيذي في الكثير من الفنادق فئة الخمس نجوم في جميع أنحاء مصر.
وتخللت هذه المناصب جهوده المذكورة في تأسيس جمعية الطهاة المصريين، لما اكتسبه من مهارة وخبرة واسعة في مسابقات فنون الطهي التي كان عضوًا في الكثير من لجان تحكيمها على المستويين المحلي والعالمي، ولا ننسى أنه مؤسس ومدرب الفريق القومي المصري -منتخب مصر- لفنون الطهي، والذي استطاع أن يحرز الكثير من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في العديد من المسابقات العالمية العريقة.
وامتلكت هذه الدورة أجواءها الخاصة كواحدة من الفعاليات التي تتضمن مدربًا / محاضرًا يتكلم الإنجليزية، ناقلًا بذلك الإحساس الخاص باختلاط الثقافات والمعارف، والاصطدام بالعالم الخارجي، والذي يَسعد أعضاء جمعية الطهاة المصريين من الشباب والحضور المشاركين في الدورة بالتعرض لها واكتساب كل المعرفة والعلوم الممكنة منها.
وهي واحدة من الأهداف التي لطالما سَعت جمعية الطهاة المصريين بتحقيقها إرضاءً للفضول والطموح المعرفي الذي يمتلكه شباب الطهاة وأصحاب رأس المال والإداريين في مجال صناعة وتدشين المطاعم، وبحثًا عن أنسب الطرق للإعلاء بقيمة ومستوى المطبخ المصري على المستوى الإقليمي والعالمي.
كيف كانت الدورة؟
دارت فعاليات الدورة حول كيفية التخطيط والهندسة المثالية لقوائم الأطعمة المقدمة إلى الزبائن، حيث اهتمت بتعريف المتطلبات ونقل المعارف اللازمة لأجل هذا التخطيط حتى يتم بشكل احترافي، إلى جانب التعريف بأنواع قوائم الطعام المختلفة وخصائص كل منها، وقد انطلقت هذه الدورة بقول الشيف: "We are solving the puzzle to create well-balanced and profitable menu".
واهتمت الدورة بتعريف الأنواع المختلفة من عمليات الخدمة الغذائية وما تتسم كل منها من خصائص، وكذلك حرصت على تعريف مجموعة العناصر الغذائية الأساسية الست الموجودة في الأغذية، مع تحديد مدى أهمية إيجاد وجبة أو قائمة أطعمة متوازنة غذائيًا مع شرح كيفية بلوغ هذا الهدف بكفاءة.
وساعدت هذه الدورة الطهاة الحاضرين على تعلم كيفية حل المعادلات الحسابية وإتمام المعادلات الرياضية والقواعد المستخدمة في تقدير تكاليف قائمة طعام بشكل صحيح، بما يقود إلى تحقيق الفائدة والأرباح المالية الملائمة للخدمات الغذائية المقدمة، وذلك مع الاهتمام بتزويد الضيوف بوجبات ذات مستوى راقي، سواء من حيث الجودة أو السعر، وطباعة تصميم نهائي جذاب ومبتكر.
واستطاع الشيف ماركوس تحديد خواص وصفات المصمم المتميز، وما يحتاجه من مميزات وقدرات ومعارف تساعده على الإتيان بأفضل النتائج فيما يتعلق ببدء تدشين قوائم مختلفة الأنواع والأشكال بحيث يعبر كل منها عن مكوناته حق التعبير، مع تحديده بدقة لطبيعة هذه المعارف سواء في مجال الأغذية أو المجالات الإدارية والمالية الخاصة.
وتضمن الشيف خلال دورته أيضًا الحديث عن أنواع المؤسسات والشركات والهيئات المختلفة التي يتم تصنيع قوائم الطعام لها، وأسباب تنوعها وكيف يتم الوصل بين احتياجات الجهات المختلفة والأسلوب الأمثل لتصميم القائمة بالشكل المؤسسي والصناعي والتجاري، وحتى مع اختلاف منهج المطعم الواحد سواء كان يعتمد على الوجبات السريعة أو الـ "Fine dining" أو النهج العائلي في تقديم الوجبات.
ثم تطرق الشيف بالحديث عن اختلاف نوعية العملاء المتعرضين لقائمة الطعام، وكشف عن أهم المعايير والخواص التي يبحث عنها الضيوف في قوائم الطعام المختلفة، وكيف يمكن لمصمم القائمة المثالي أن يبرز هذه المعايير.
وربط كذلك بين التصميمات الداخلية والخارجية في المطعم ودورهما في إتمام قائمة الطعام لدورها التأثيري الفعال في نفوس المتعرضين والمقبلين، مشيرًا إلى بعض الدراسات العلمية والأبحاث النفسية المنشورة في هذا المجال.
واهتم ماركوس بالحديث خلال دورته عن هوامش الربح الناتجة عن بيع المنتجات الغذائية من الأطعمة والمشروبات، وما تمتلكه قائمة الطعام من دور هام في هذا الجزء، مع حرصه على توجيه انتباه الحضور نحو طبيعة المنافسة المتواجدة في السوق -من قبل باقي المطاعم -، وكيفية رصدها ودراستها وتحليلها وتضمين نتائجها في الخطة الموضوعة لتصميم قائمة الطعام، مع كشفه لطبيعة العلاقة بين هذه المنافسة وقوة ظهور قائمة الطعام.
ولم يكتفي الشيف بذلك، بل توجه بالحديث عن أهم الصيحات الحديثة وما تمتلكه من أهمية في أجندة اهتمامات المصمم المتميز، وكيف تؤثر على تخطيطه للقائمة من حيث الأشكال والمعلومات والمكونات والوصفات والوجبات المتضمنة بداخلها.
وذيّل الشيف تقديمه للجزء الأول من هذه الدورة التدريبية بشرح الأسلوب المنهجي لمسح السوق، وكيفية دراسته بالتفصيل من حيث خواص الناس والمجتمع وموقع المنشأة وقاعدتها المادية، وغيرها من الجزئيات المتعلقة بإيجاد نتائج مسحية دقيقة وسليمة للسوق التنافسي.
ليبدأ معها الجزء الثاني من فهرس هذه الدورة بالحديث عن علم التغذية وعلاقته بتخطيط قائمة الطعام، وكيف أن كل مكون يمتلك أهميته الخاصة في القائمة بطرحه مجموعة من الأمثلة من واقع العمل في السوق المصري.
وكان ذلك بالحديث تفصيليًا عن مجموعة العناصر الغذائية الأساسية الست الموجودة في الأغذية، وهي البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية والماء.
متطرقًا بالحديث عن كيفية تلبية احتياجات الجسم السليم من هذه العناصر الغذائية في الوجبات المختلفة المطروحة داخل قائمة الطعام بالأرقام والنسب المئوية ، واستخدام الأشكال والرسوم التوضيحية.
وكان ذلك هو مدخل الشيف ماركوس للحديث عن ضرورة الوقاية من الأمراض، والسلوكيات الخاطئة المتبعة من قبل العديد من المطاعم في تضمين مجموعة العناصر والمكونات بقائمة الطعام والتي تؤدي للعديد من الأمراض، معللاً أسباب الإصابة بها وموضحًا لكيفية تجنبها والوقاية منها.
وقد تعمّق في هذه الجزئية بشرحه كيفية حل معادلة خفض أو زيادة معدلات استخدام عناصر الأغذية المختلفة داخل وجبة محددة بحيث يكون الاختيار الواحد داخل القائمة مستوعبًا لأكبر قدر من الاتزان والامتثال الغذائي عبر مكوناته المختلفة.
وخصص كذلك جزء من دورته خلال هذه المرحلة من الشرح للمقارنة بين الأغذية المجمدة والطازجة والمعلبة، والقيمة الغذائية التي يمتلكها كل منها، وأفضلها للاستخدام في الأطعمة والمشروبات المقدمة للزبائن.
وكانت هذه بداية الجزء الثالث من دورته التدريبية، حيث كان الحديث عن أساليب وأنواع القوائم المختلفة، وماهية خصائص الخدمة الغذائية التي يجب مراعاتها عند تخطيط قوائم الطعام، باختلاف أنواعها وطبيعة الجهات والشخصيات التي يصمم لها المصمم المتميز هذه القائمة.
وكيفية حساب تكاليف الأغذية والوصفات وتسعير الأصناف المختلفة المتضمنة بالقائمة، إلى جانب كيفية اختبار عدد الأطباق المقدمة والجاهزة، متحدثًا عن مفهوم وخصائص ومبادئ الوصفات القياسية، والحجج المتواجدة في الغالب ضد استخدامها في التخطيط لقائمة الطعام، وفي المقابل ذِكر الأسباب التي تستدعي ضرورة إدخال هذا النظام ضمن العملية الإنشائية للقائمة.
وقد شملت الدورة في هذه المرحلة مجموعة من الأمثلة والتدريبات الحسابية العملية كنوع من الاختبار التجريبي قبل الاختبار النهائي الخاص بتسلم شهادة الدورة من جمعية الطهاة المصريين.
ليعود بعدها الشيف ماركوس إيتن للتعميم وإحاطة الدورة بالعديد من المفاهيم والمعلومات والخبرات التي تختص بالتصميم المثالي لقائمة الطعام، ولكنها كانت تحتاج إلى فهم جميع ما سبق حتى يتمكن الشيف من شرحها بسلاسة وبساطة للحضور.
حيث اهتم بالحديث عن مجموعة من الأمور النهائية التي يجب وضعها في الحسبان عند تأليف قائمة الطعام، متطرقًا بالحديث عن معايير التوازن والتنوع والخلط والترتيب والتصنيف والوصف والمصداقية والمظهر والورق واللون والطباعة، وذلك جاء بالوصف الدقيق والشرح التفصيلي لكل نقطة على حدة.
وراعى المحاضر في هذه الدورة شرح بعض المصطلحات الخاصة بقائمة الطعام، وذكر بعض القواعد الأساسية المرافقة لكتابة القائمة من النصوص المستخدمة والاختصارات وكيفية العرض للمعلومات والبيانات الخاصة بالقائمة.
١٥ نصيحة خاصة من الشيف ماركوس
وتضمنت الدورة العديد من النصائح الفرعية الخاصة بمجال الطهي وتدشين المطاعم وصفات الشيف المتميز وتصميم قوائم الطعام وغيرها العديد من المجالات التي برع الشيف ماركوس في تغطيتها بخبرة ومهارة عبر اختياره لأنسب المصطلحات والكلمات والأمثلة التوضيحية لقيادة الحضور نحو التميز في وظائفهم المختلفة وليس فقط تصميم قوائم الأغذية.
هناك ٣ عناصر مهمة تتحكم في مهمة إعداد وتقديم خدمات الأغذية وتصميم قوائم الطعام
قبل الدخول في أي شيء هناك ثلاث عناصر أساسية تتحكم في عملية تقديم خدمات الأغذية لضيوف مطعمك عليك الاهتمام بها وإدراك أبعادها وكل المعارف المتعلقة بها، وهي " الوقت – Time" و"درجات الحرارة – Temperature" و" الوزن – Weight"، وهؤلاء هم الأساس المكون لقاعدة الشيف المعرفية، فبدونها لا يمتلك لقب التميز أو القدرة على خلق الاختلاف فيما يقدمه من أطعمة ومشروبات، فالوقت يتعلق بالمدة المتروكة للمكونات خلال الوصفة، ودرجات الحرارة ندرك تمامًا من خلالها أنسب حالة حرارية لطهي المكونات، والوزن يتعلق بكتلة المكون المتروكة لوقت ودرجة حرارة محددين بدقة.
كل شيء يؤثر على تصميم القائمة حتى أدق المكونات
تصميم قائمة الطعام أمر حساس للغاية، فلا تعتقد أن تضمين بعض الوجبات أو المكونات لها قد لا يؤثر، بل على العكس، فمهمًا كانت المكونات ضئيلة والكميات المستهلكة منها قليلة للغاية إلا أنها تمتلك تأثير، وخير دليل على حديثي هذا مكعبات الثلج الموضوعة في أكواب العصير الباردة، أنت تستورد هذه المكعبات أو تقوم بشرائها بشكل دوري وتخزنها لديك، أو أنك تمتلك جهاز تصنيع ثلوج خاص يستهلك الكهرباء، وفي الحالتين أنت تستهلك من الخامات المادية التي تمتلكها، لذلك فهي تزيد من أسعار المشروبات التي تقدمها لزبائنك وتجعلها تمتلك قيمة مالية أكبر من المعتاد.
عليك معرفة طرق الطهي الـ ١٨ ودرجات حرارتها المتفاوتة
يسألني البعض، لما علينا دراسة وإدراك أساليب الطهي الـ ١٨ جميعها قبل تصميم قائمة الطعام؟ عليك ذلك لأنها السبيل الوحيد نحو إدراك النهج الخاص بمطبخك ونوعية الأطعمة المنتجة من خلاله، وذلك حتى تستطيع أن تحدد بدقة نوعية الوجبات وأسعارها وأنسبها للتضمين في قائمة الطعام، كيف ستتمكن من التحكم في تصميم القائمة وأسعارها وأنت لا تعلم أي شيء عما ينتجه مطبخك.
تصميم قائمة الطعام يحتاج شخصية بمعايير خاصة
لا يستطيع أي شخص تصميم قائمة طعام، إلا إن كانت تقليدية لا تهدف إلى أي شيء سوى العرض كما هو شائع، لكن عندما نتحدث عن المثالية والربحية الناتجين عن استخدام قائمة ورقية لعرض الأطعمة، فهذا أمر يحتاج إلى مصمم بقدرات ومعرفة خاصة، فعليه أن يكون على علم بـ "مجال الأطعمة – Knowledge of food" و "الجوانب المادية – Finance Management" المتعلقة بها.
عليك معرفة منهجك حتى لا تخسر هويتك
قائمة الطعام تعبر عن شكل وهيئة وتوجه مطعمك، وكذلك عن نوع المطبخ وأسلوب الطهي الذي تتخذه، لذلك عليك كمصمم محترف أن تدرك توجهات مطعمك حتى تتمكن من تصميم قائمة معبرة عنه، وذلك حتى لا يكون مطمك في اتجاه وقائمتك تعبر عن اتجاه مناقض.
على الشيف المتميز إدراك جميع مكوناته، وامتلاك السرعة في طهيها جميعًا
واحدة من الأمور التي تعجبني في الشيف المتميز إدراكه لجميع المكونات المستخدمة والوصفات التي يتم تحضيرها في مطبخه، وليس فقط على علم بها، بل يمتلك القدرة على تحضيرها وطهيها وتقديمها جميعها بسرعة شديدة وفي أقصر الأوقات الممكنة، فهذه واحدة من الخصائص المميزة للشيف المحترف، أن يكون هو المسيطر والحائز على اليد العليا في المطبخ.
تعرف على مصادر المكونات والأصناف الغذائية
أنا أعشق السعي خلف مصادر المكونات المختلفة، فهذه واحدة من أهم الصفات المميزة للشيف المبتكر، أن يكون دائم الاطلاع والبحث خلف المكونات باحثًا عن مصدرها وأنواعها وصفاتها ومذاقاتها المختلفة، وذلك بالطبع يؤثر على نوعية الوجبات والأطباق التي يتم تضمينها في قائمة الطعام، حيث يساعد هذا الأمر على معرفة أسعار المكونات وإمكانية توافر البدائل لها.
لا تعتمد على الكمية .. بل على الجودة
واحدة من الأخطاء التي يجب عليك تداركها في مطعمك الاهتمام بتوفير كميات كبيرة من الأطعمة في مقابل أنها بجودة رديئة للغاية، أنت شيف! احترم هذه المهنة ، اصنع الاختلاف والابتكار في أطعمتك المقدمة إلى الزبائن مهمًا كلفتك من أموال، وإن كنت تبحث عن الموازنة بين الجودة والتكلفة ما عليك سوى الاهتمام بإيجاد بدائل أقل في السعر ولكن تحمل جودة عالية أيضًا أو التقليل من الكميات المقدمة من الوجبة، أو الاهتمام بزرع وإنتاج الخامات بشكل خاص في مطعمك وعدم الاعتماد على شرائها من الخارج، يمكنك البحث عن العديد من الحلول أو التفكير فيها ، ولكن لا تستهن بضرورة تقديم الجودة العالية من أطعمتك، فهنا يتحدد مدى شغفك بفن الطهي، هل تتخذه كمسلك مادي في حياتك أم مهنة بُنيت على عشق دفين بداخلك.
نحن لا نمتلك حياة طبيعية
أعزائي الشيفات المتميزين، نحن لا نمتلك حياة طبيعية، يجب أن تقتنعوا بذلك، كيف يمكنك أن تجد الوقت للمزيد من الرفاهية الاجتماعية بينما تعمل ١٤ ساعة يوميًا بدون توقف؟ هناك العديد من التضحيات التي ستتخذها في هذه المهنة، فهي تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد وصولًا للتميز والمثالية.
اختيار موقع المطعم خطوة تحتاج لدراسة مقننة
هناك من يبحث عن المركزية حيث المناطق المزدحمة بالسكان وذلك لزيادة نسب التعرض من قبل المحيطين بالمطعم، وهناك من يبحث عن المناطق الريفية، رغبة في الابتعاد عن التنافس أو بحثًا عن أجواء التذوق الهادئة، وأيًا كان اختيارك عليك الاهتمام برصد ومعرفة كيفية الاستفادة والتوظيف للمنتجات المحلية المحيطة بك في صناعة وجباتك الخاصة، ويفضل قبل تدشين مطعمك أن تختار المنطقة الأنسب والمحتوية على نفس المكونات التي تتطلع لتوظيفها في وصفاتك.
العالم يتجه نحو مفاهيم "الاستدامة" و"صديقة البيئة"
عليك أن تتنبه لتغيرات السوق، وما يرافقها من صيحات عالمية وتوجهات من المطاعم والفنادق حول العالم، فبقاءك واستمرار تميزك في هذا التنافس يتوقف على متابعتك الدائمة لأجدد الأخبار والأحداث في هذا المجال، ولعل أهم الصيحات التي تتوجه إليها الفنادق والمطاعم حول العالم في الفترة الراهنة هي تحقيق "الاستدامة -Sustainability " و " صداقة البيئة – Going Green"، حيث تهتم المطاعم بتقليل نسبة المخلفات وبقايا الأطعمة عن طريق إعادة استخدامها وبيعها مرة أخرى، وكذلك التقليل تدريجيًا من استخدام المنتجات البلاستيكية أو الاستغناء عنها واستبدالها بمكونات سريعة التحلل وأقل ضررًا بالبيئة المحيطة، والاهتمام بالتوجه نحو المنتجات الصحية الخالية من المواد المسببة للسرطان وغيرها العديد من الخطوات والإجراءات التي تُتخذ في هذا الشأن، لذا عليك المتابعة والاطلاع باستمرار؛ فذلك يساعدك أيضًا على تصميم قائمة طعام أغذية مثالية.
عليك التخطيط للتغيرات الموسمية
هل يعقل أن تتغير المواسم وأنت لا تغير قائمة أغذية مطعمك؟ يجب عليك تغييرها مرتين في العام على أقل تقدير، وهناك من يغيرها ثلاث مرات وهذا جيد، وهناك من يغيرها أربع مرات وهذا أكثر تميزًا، فهذا التغيير يضاعف أعداد المقبلين عليك ويزيد من أعداد الوجبات المفضلة لدى زبائن مطعمك، أي تزيد من فرص إقامة علاقات دائمة والحفاظ على ضيف دائم، وهو ما تسعى إليه في حقيقة الأمر، ولكن احرص على وضع سيناريوهات محتملة للمصروفات التي ستبذلها في هذا الشأن حتى لا تفاجأ بدفع أرقام كبيرة في سبيل إيجاد قوائم طعام مختلفة لمطعمك، واختر أنسب استراتيجية تغيير تتناسب مع ميزانيتك المالية، فالتغيير المتكرر في نوعية الوجبات المقدمة يتكلف الكثير من المال والجهد.
كل ما يتعلق بأجواء التذوق في مطعمك يؤثر على قائمة طعامك
التصميم الداخلي لمطعمك، والديكورات المستخدمة، والمقاعد والطاولات المرفقة، وألوان الطلاء وأشكال الأرضيات، والرائحة المستقرة في الجو، والإضاءة ، والمساحات المتروكة لحرية الحركة، وتوزيع الطاولات، وأسلوب المستقبلين والمضيفين، وشكل الأزياء الرسمية والموحدة للعاملين، ومدى توافر الأدوات والأجهزة التكنولوجية المتطورة، وغيرها الكثير من الأمور المتعلقة بأجواء التذوق داخل مطعمك تؤثر على رغبة الضيف في التعرض لقائمة الطعام، وكذلك رغبته في إمضاء وقت طويل في النظر إليها واختيار أنسب وجبة له ولعائلته، فتنبه لهذه النقطة، قائمة الطعام لا تستطيع أن تعمل بمفردها بدون أجواء تذوق مثالية، كما أن هذه الأجواء لا تستطيع أن تعمل بكفاءة بدون قائمة تُذيل دورها وتختم تأثيرها الإيجابي.
٣ أمور أساسية عندما نتحدث عن مظهر القائمة
عندما تنتهي من تصميم قائمة الطعام الخاصة بمطعمك، تنبه إلى امتيازية ٣ أمور بها، وهي وضوح اختيارات الوجبات والأطعمة والفقرات الوصفية المختصرة عن كل منها، ووضوح الأسعار الخاصة بكل وصفة وأسعار المكونات والإضافات الخاصة بها إن وجد، وأخيرًا الابتكارية في عرض العاملين السابقين، من حيث التصميم واختيارات الألوان والتوزيع للعناصر الشكلية والرسومات.
البساطة في التصميم أقرب للقلوب
لماذا نفكر في التعقيدات الشكلية عندما نتطرق بالحديث عن تصميم قوائم الأطعمة؟ هل تعلمون أن البساطة في التصميم أسرع في تأثيرها الإيجابي على الضيوف من تلك المتسمة بالتعقيد والابتكار المبالغ فيه؟ نعم هذه حقيقة، فالزبائن يبحثون عن المعلومة السريعة والمباشرة، ما هي الوجبات وماهي أسعارها وليس أكثر، ولا أعني بذلك عدم تضمين بعض الجوانب الابتكارية في تصميم قائمة الطعام، بل يجب عليك مراعاة ذلك لما يقدمه لك من تميز في ترويج علامتك التجارية، ولكن لا تبالغ في هذه العملية الابتكارية.
واتضح من خلال مشاركة مدونة آي هوريكا في فعاليات هذه الدورة التعليمية رغبة الشيف ماركوس الشديدة في زيادة قدرات ومهارات الحاضرين، وتعزيز ملكاتهم النقدية والتحليلية، وذلك انطلاقًا من تاريخه العريق في تدريب وتأسيس الهيئات الخاصة بتطوير مجالات تقديم خدمات الأغذية والضيافة.
وأكد أ/ أشرف جمال المدير التنفيذي "للطهاة المصريين" في حديث خاص للمدونة أن الجمعية تضع في أجندة تدريباتها القادمة المزيد من الدورات الخاصة بإعداد الطهاة وتوجيههم نحو أحدث الصيحات المتبعة عالميًا في مجال صناعة المطاعم وتصميم أجواء الطهي والتذوق بكفاءة.
كذلك تتطلع لاحتواء كافة المعايير والتوصيات المتعلقة بجوانب إيجاد مطابخ مستدامة في المجتمع المصري، إلى جانب العديد من الدورات المصممة للتعمق في مجال الطهي بالمطبخ الحلواني، وأهم النصائح والتوصيات المتعلقة بالطهي في الفنادق، وغيرها العديد من المجالات التي تشغل اهتمامات الطهاة في الفترة الراهنة؛ بحثًا عن سبل الارتقاء بالمطبخ المصري وإعطائه التميز الذي يستحق.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
١٥ نصيحة هامة من الشيف ماركوس إيتن في دورة "الطهاة المصريين" لتصميم قائمة الطعام