قد تكون حياة الطهاة سهلة ومثيرة وفق تصور الكثيرين، ولكن العكس صحيح، فمتطلبات الحياة الوظيفية عبر هذا السوق التنافسي تجعلها متعبة ومرهقة للغاية؛ فهي بيئة سريعة التقلب تزخر بالمتغيرات مليئة بالتحديات.
فأنت لا تتحدث عن مجرد إتمام مهام فنون الطهي المختلفة من تخطيط وكتابة الوصفات أو استلام وتحضير المنتجات والمكونات الغذائية أو حتى تصميم وتقديم الأطباق المميزة! بل أنت تهتم بالارتقاء بالعلامة التجارية للمنشأة التي تعمل فيها من خلال محاولة إرضاء أعداد مهولة ومتعاقبة من الزوار والضيوف بتقديم نفس الجودة المتفق عليها في كل طبق يصدر من مطبخك بما يتفق مع العديد من الإجراءات والمعايير الإنشائية والمحلية والدولية المتباينة الموضوعة والمتفق عليها.
معادلة صعبة، تتطلب المرور عبر العديد من الخطوات والإجراءات والالتزام بمجموعة من المعايير والإرشادات، وهو ما يضع أي موظف تحت مجموعة من الضغوط مرورًا بالعديد من الصعوبات والمعوقات التي تفصله عن إتقان التميز وإيجاد محاور المثالية والكمال فيما يسعى لتقديمه من خدمات أغذية وضيافة، وهنا تنشأ العديد من المشكلات والسلبيات، والتي يعد من أهمها -والتي نذكرها عبر السطور القادمة- " إرهاق وإجهاد الشيف " أو ما يعرف بالـ "Chef Burnout".
وهو مصطلح يصف أقصى معاني التعب والعناء التي قد يصل إليها الشيف جرّاء العمل المتواصل عبر سلسلة من الضغوطات اللانهائية والتي تقوده إلى الإهمال والتهاون الإجباري في بعض الأحيان، والقصور في إتمام المهام الموكلة إليه بدقة وإتقان في أحيان أخرى، مسببة بذلك احتمالات الفصل من العمل من جانب المدير أو التخلي عنه من جانب الشيف في النهاية بعد المرور بمجموعة من الأمراض أو التأثيرات السلبية على النفسية والمشاعر الخاصة.
للتعمق أكثر في هذه المشكلة بحثًا عن أفضل حلولها، من الأفضل دراسة ما يمكن أن يفعله كل من صاحب العمل من جهة، والطاهي من جهة أخرى لتجنب الإرهاق أو تقليله في حالة وجوده، فعلى المالك أو صاحب العمل للمنشأة المقدمة لخدمات الأغذية مسؤولية تجاه الطهاة، وفيما يلي بعض النصائح لأصحاب العمل لتجنب إجهادهم:
١- توفير التدريب المثالي
في أي مؤسسة يعد تدريب الموظفين بانتظام وتحديث نطاقات التعلم الخاصة بهم، بل وإكسابهم مجموعة جديدة من المهارات والقدرات أمرًا ضروريًا لإدارة عمل ناجح، وضمان إتمام المهام المختلفة بدقة وإتقان، وذلك في سبيل تقديم الصورة الأمثل عن علامتك التجارية.
ولا يوجد اختلافات بالنسبة للطهاة في جميع المطاعم والفنادق، فمن الخطأ افتراض امتلاك الطهاة والمضيفين والمستقبلين في منشأتك المقدمة لخدمات الأغذية للقدرات والمهارات الكافية لإتمام أعمالهم والمهام الموكلة إليهم بكفاءة، وكذلك يعد من الخطأ تصور عدم افتقادهم لشيء أو احتياج محدد فيما يتعلق بمستلزمات ومتطلبات وظائفهم، وهذا إذا ما وضعت في الحسبان الحقيقة المتعلقة بأن: "معظم الطهاة إما أنهم قاموا بتعليم أنفسهم، أو أنهم قد التحقوا بمدرسة للطهي".
ولكن في جميع الحالات لازالوا بحاجة إلى العديد من المهارات العملية والحياتية الأخرى فيما يتعلق بمجال العمل، مثل مهارات التعامل مع الآخرين، وتنسيق وإتمام المهام تحت ضغط عالي، وكذلك المهارات الإدارية المرتبطة بوظيفته، والتي لا يتم تدريسها في مدارس الطهي التي تركز في الأغلب على فنون الطهي.
ولذلك فإنه من الضروري تقديم تدريبات محددة إلى الطهاة لتطوير أنفسهم؛ حتى يساعدهم ذلك في تحديد ومعرفة موضع الخلل، والذي يمكنهم من تجنب وتقليل الإرهاق لديهم، كما أنه ينقل لهم مدى حرص واهتمام منشأتك بموظفيها، غارسًا بذلك علاقة ارتباط وثيقة بين العلامة التجارية والموظف، علاقة منفعة متبادلة يستوعب من خلالها الموظف مدى الفائدة الشخصية والمادية المكتسبة من المنشأة، ومدى الفائدة التسويقية والتجارية للمنشأة المكتسبة من خلال الطاهي.
٢- توظيف المدير المتميز
وانطلاقًا من الجزئية السابقة، يعد أيضًا وجود مدير للمطعم عاملاً رئيسيًا في تجنب إجهاد الطهاة، وفي حالة عدم وجوده، فإن كافة المسؤوليات تقع على عاتق الطاهي الرئيسي وتمثل عبئًا إضافيًا عليه؛ حيث يكون مسؤولًا عن جميع من يعمل في دائرة المطبخ من إداريين وموردين وعمال خدمات، بالإضافة إلى التزامات التعامل مع الزبائن، مما يؤدي إلى خلق بيئة مجهدة، يرفقها زيادة احتمالات وفرص الوقوع في أخطاء كثيرة، قد تضر من الصورة الذهنية الإيجابية المتكونة عن العلامة التجارية التي يمتلكها المطعم والمتجسدة في خدمات أغذية وضيافة تسعى لأن تكون على قدر كبير من التميز والمثالية.
لذلك يجب أن يتم فتح المجال للطهاة للتركيز فقط في إتمام مهام الطهي وكتابة الوصفات وإعداد الأطباق وتقديم الوجبات بشكل مثالي للزبائن والضيوف المقبلين على المنشأة، وهو الأمر الذي سيساهم فيه مدير المطعم أو فريق المسؤولين عن المهام الإدارية في فرع المطعم، حيث أنه سيساهم في عمل منظومة وبيئة مناسبة لتعامل كافة الإدارات والموظفين مع بعضهم البعض بأسلوب مريح وفعال وتخفيف الضغوط على الطاهي والتأكد من أن المطعم يعمل بشكل جيد ويحكمه نظام عمل محدد.
يمكنك قراءة أيضًا: ١٠ خصائص لمدير المطعم تساعده على إتمام مهامه بمثالية
٣- إيجاد بيئة التفاعل
هناك طرق عديدة لخلق بيئة عمل مرنة تفاعلية وخالية من الإجهاد في المطاعم والفنادق، حيث يمكن وضع أسس وأنظمة تشغيل وتداول المهام والأعمال بما يسمح للطهاة بالعمل بسلاسة وكفاءة، ولعل أهم الخطوات المتعلقة بإيجاد بيئة التفاعل المناسبة للطهاة هي:
· العمل بنظام الفترتين في اليوم مع إيجاد فاصل زمني -استراحة- فيما بينهما، وعادة ما تكون هناك أوقات خلال اليوم تعتبر ساعات خارج أوقات الذروة حيث يكون عدد المقبلين قليل للغاية، وفي خلال هذه الأوقات، يمكن السماح للطهاة أن يأخذوا بعض الوقت للراحة والاسترخاء، ويجب أن تتفهم أيضًا إذا كان الطهاة لديهم التزامات أو تكاليف خاصة أو عملية إضافية، خارج ساعات العمل، مثل موعد الطبيب أو اصطحاب الأطفال من المدرسة، مما يتطلب الحاجة إلى إيجاد مشاعر المراعاة والتفهم والتقدير، وبالتالي إعطاء المزيد من الشعور بالانتماء والشعور بأهمية الذات في نفس الموظف، فالقليل من المرونة يزيد من معدلات كفاءة العمل لدى الطهاة.
· تجهيز مساحات مطبخك التابع للمطعم أو الفندق بشكل ملائم، فمن الضروري الانتباه إلى تصميم مساحات العمل القياسية في المطابخ، مع تعيين العدد الكافي من الطهاة والمساعدين والمديرين، فالمطبخ الذي يعاني من نقص في الطهاة أو المساعدين يعد كارثة تقف أمام نجاح المنشأة في تقديم خدمات الأغذية بفعالية، مما يقود في النهاية إلى إجهاد الطهاة المتواجدين بالفعل، بسبب كثرة الطلبات المطلوبة منهم في أوقات الذروة.
وما يزيد من سوء هذه الكارثة ضيق مساحات العمل داخل المطبخ أو التوزيع الخاطئ -أو الغير مثالي- لوحدات العمل من أحواض الغسيل ووحدات التبريد ومواقع التحضير مما يدفع الطهاة لاتخاذ خطوات إضافية مبالغ فيها لا تساعد في اختزال الطاقة أو الجهود المبذولة في سبيل إعداد وتقديم الوجبات للضيوف، مما يقود في النهاية لمضاعفة الإرهاق واحتماليات التعرض للإجهاد وشعور الطاهي بالرغبة في ترك العمل.
لذا يجب فهم متطلبات مطبخك ومراعاة جوانب القدرة الاستيعابية فيه لتشغيل الموظفين بمثالية، ويمكن القيام بذلك إما من خلال توظيف المزيد من الموظفين بدوام كامل، أو إذا لم يكن لديك ما يكفي من الموارد المادية، فتعيين موظفين مؤقتين لتقديم الدعم خلال أوقات الذروة كذلك يعد خطوة إيجابية، خاصة في أوقات المناسبات والفعاليات الخاصة.
يمكنك قراءة أيضًا: مطبخك يؤثر على أدائك: نصائح تفصيلية لأجواء طهي مثالية
· تحديد الأدوار وتوزيع المهام كذلك يعد واحدة من أهم الخطوات المساهمة في تقليل نسب الإرهاق والإجهاد التي يتعرض إليها الطهاة في العديد من الحالات خلال فترات ذروة العمل في السوق التنافسي، فواحدة من الخطوات السلبية في إدارة مهام المطبخ هو عدم إدراك الطاهي لطبيعة عمله ونوعية المهام الموكلة إليه، مما يدفعه لأداء المزيد من الفروض والتكليفات، وبالتالي الخفض من معدلات الكفاءة والإنتاجية التي قد تقود في النهاية للمساءلة والجزاء والمحاسبة الشديدة، مما يعرضه أيضًا للإجهاد.
لذلك يعد التحديد الدقيق من جانب رئيس الطهاة أو المدير المسؤول عن المطعم خطوة غاية في الأهمية، وذلك بالإضافة إلى إجراء اجتماعات متكررة مع الطهاة؛ حيث يمكن أن تكون هناك محادثات قصيرة خلال الأوقات الهادئة في المطبخ أو اجتماع محدد أسبوعيًا أو كل أسبوعين لمعرفة أحدث الأخبار والاتجاهات والتحديات الخاصة بهم وما يعيقهم من مشكلات عملية أو حتى خاصة، بجانب الاطلاع على رؤيتهم ومقترحاتهم لتطوير الأداء وكفاءة العمل في المنشأة، وليس بالضرورة أن تركز هذه الاجتماعات فقط على إذا كان الطاهي مجهد أم لا، ويجب أن تتعلق أكثر بفهم متطلبات أداء مهامهم بصورة تؤدي لنجاح المطعم، وكذلك بمراقبتهم وفهم حالاتهم وتوجهاتهم الذهنية مما سيسمح لك باتخاذ إجراءات سريعة إذا ظهرت أي مشكلة.
٤- طرح سياسة العطلات
تسمح العديد من المطاعم ومنشآت تقديم خدمات الأغذية لموظفيها بعطلة نهاية الأسبوع الخاصة باستعادة الطاقة وتفريغ الشحن السلبي بداخلهم -إن وجد-، ونادرًا ما يمتلك الطهاة نفس هذه الرفاهية، ولكن يجب أن يحصلوا على بعض أيام الراحة الأسبوعية المتصلة المتتالية أو حتى المنفصلة الكافية لإفراغ ثقل تفكير الذهن وتكدس العاطفة بداخلهم، مما يساعدهم على العودة للعمل مرة أخرى بمزيد من الحماس والإقبال والرغبة في الإنتاج.
ولذلك يجب الحرص قدر الإمكان على تقديم هذا الخيار، ويمكن أن يكون أي يومين من أيام الأسبوع، وليس بالضرورة عطلة نهاية الأسبوع نفسها، وإذا ما لوحظ في أي وقت أن الطهاة غير سعداء، تأكد أنه يجب منحهم بعض الراحة إما عن طريق السماح لهم بالمغادرة مبكرًا أو القدوم إلى العمل في وقت متأخر أو التأكد من أنهم يستخدمون عطلتهم المستحقة والمدفوعة، فلا تنسى أنك دائمًا في حاجة إلى الطهاة الموهوبين إلى جانبك، فحافظ عليهم واحرص على مراعاة اتزان دوافعهم النفسية، ولا يجب أن تنتظر حتى تظهر أعراض التعب والإرهاق على الطهاة لديك حتى تقدم لهم عطلات خاصة، بل يجب عليك استشعار العلامات الأولية الدافعة لضرورة تقديم فترات راحة لهم والتي من أهمها على سبيل المثال:
- الشعور بالغضب الشديد وصعوبة التحكم في التصرفات العصبية واللفظية.
- تجد الشيف منزعجًا من زملائه في العمل أو الزبائن وينتقدهم باستمرار.
- الشعور بالاكتئاب وعدم وجود دافع للعمل.
فمن الأفضل الحصول على عطلة على الأقل لمدة يوم واحد أو استخدام العطلات الشهرية والسنوية لتمكين الشيفات من الاستمتاع بأوقاتهم بدلًا من مضاعفة احتمالات فقدانهم وتعريض خدمات المنشأة بأكملها للضرر أو التوقف.
٥- نصائح خاصة للطهاة
كما أن على الطهاة اتباع بعض الخطوات والإجراءات الاحترازية التي بوسعها حمايتهم من التعرض للإجهاد الشديد، ولعل أهمها:
- تجنب العمل في وظيفتين: من الأفضل أن تكون ممتازًا في أمر واحد بدلاً من أن تتم مهام كثيرة بدون إتقان، فإذا كنت تعمل بدوام جزئي أو كنت طالبًا وشيفًا في نفس الوقت، فاهتم بالتركيز على مطعم واحد، وبالرغم من أن في بعض الأحيان الطهي لا يحصد المقابل الجيد، إلا أنه من الأفضل الالتحاق بعمل واحد والتطور فيه، مما يزيد من الأجور، بدلاً من أن تجد نفسك تعاني من الإرهاق.
- وازن بين العمل والأسرة: التركيز على عائلتك وأصدقائك يمكن أن يوقف عقلك عن العمل ويقلل من التوتر، لذا حاول أن تعيش دائمًا وفق هذه اللحظات ولا تحصر نفسك في بيئة العمل، واقتصر على الطهي أثناء فترات العمل فقط حتى لا تجده مملاً في النهاية.
- اهتم بالصحة العامة: لا تقتصر علامات إجهاد الطهاة على التعبيرات السلوكية فقط، فيمكن أن تكون الأمراض الجسدية أيضًا علامة على الإرهاق، وعندما يتجلى الإجهاد جسديًا، يمكن أن يظهر على هيئة ألم أو التهاب في العضلات والمفاصل؛ حيث يتحرك الطهاة باستمرار في المطبخ ولهذا السبب يتعرضون لحركات متكررة والتي يمكن أن تتسبب في تدهور أجزاء من أجسادهم، ففي كثير من الأوقات سيجد الطهاة أنفسهم يعملون في بقعة واحدة، ينقلون أجسادهم على محور الوركين والركبتين والكاحلين ويثنون خصرهم على الطاولات والمعدات التي تم تركيبها على مستوى منخفض للغاية، ويستخدمون أيديهم في حركات مفاجئة، فكل هذه الحركات قد تؤدي الي حدوث آلام في اليدين والقدمين والظهر ويمكن أن يتم الإصابة بأمراض مزمنة؛ فلذلك يجب على الطهاة مراعاة الاهتمام بالصحة العامة والمواظبة على أداء التمارين الرياضية من آن لآخر، فالاهتمام بصحة الجسم الجيدة يجنبك الإرهاق ويقدم لك ذهنا صافيًا.
- اصنع روتين ممتع: من الجيد أيضًا تغيير روتينك بين الحين والآخر وإنشاء أهداف محددة، وقد تتجسد هذه الأهداف في تغيير عرض أطباقك أو تحسين مستوياتك العملية كشيف، فعلى سبيل المثال، إذا كنت عادةً غير منظم، اجعل من أهدافك أن تتلقى الدورات التدريبية لتنظيم مهامك وأعمالك، كما يمكنك القيام بتغيير سير العمل في مطبخك إذا كنت ترغب في اتباع نهج آخر، ومن الجيد أيضًا اكتشاف وصفات جديدة، ومحاولة تقديم أطباق مبتكرة، ويمكنك أيضًا تجربة تأليف كتاب للطهي حيث تتمكن من مشاركته بعد ذلك مع ضيوفك بشكل عام، ولا تنسى أن من الجيد دائمًا إعداد تحديات جديدة لتحفيز قدراتك.
يمكنك قراءة أيضًا: ٦ قواعد تساعد الطهاة الشباب على الوصول إلى الاحترافية في مجال الطبخ
وفي النهاية يجب عليك كمالك أو مدير مسؤول إدراك أهمية نقل شعور التقدير والاهتمام من طرفك للطهاة لديك، وأنهم يحتلون جزء كبير من النجاح والتطور والتقدم الذي تظهره علامتك التجارية في السوق التنافسي، ولا يجب أن يظهر هذا التقدير في طرح سياسة العطلات فقط -كما ذكرنا سابقًا- بل يمكن أن تظهر على هيئة العديد من الأشكال الأخرى مثل:
- تقديم خدمة التوصيل إلى المنزل مجانًا إن كانوا يعملون لأوقات متأخرة وخاصة الإناث منهم
- تقديم المكافآت مع كل نجاح جديد للمطعم.
- شراء معدات مطبخ جديدة تسهل عليهم مهامهم وتشعرهم بالراحة.
- السماح لهم باختيار الخامات التي يستعملونها لإعداد الوجبات المبتكرة.
- الاستثمار في تقديم تدريبات الطهي المتطورة الخاصة في حالة تقدم مستوياتهم وإظهارهم لمشاهد التميز والإصرار أثناء العمل.
كما يتوجب عليك كمالك للمنشأة المقدمة لخدمات الأغذية إدراك أن إنهاك الطهاة هو أمر شائع يمكن أن يواجهه أي طاهي ويمكن أن يظهر على هيئة مرض نفسي أو إجهاد جسدي، ومع ذلك، لم يفت الأوان أبدًا لمعالجته؛ فما عليك سوى اتخاذ الخطوة الأولى في بناء بيئة أفضل لموظفك -إن كنت مالكًا، والاعتناء بنفسك جيدًا -إن كنت طاهيًا-.
ويجب الإشارة عبر سطور هذه المقالة إلا حقيقة مثبتة من واقع الحياة العملية في البيئة التنافسية الراهنة، فقد تحتم عليك الظروف في العديد من الأوقات وعبر مهنة الطهي، المرور عبر الكثير من أوقات الضغط والذروة وتكاثر الطلبات وقلة الاهتمام ومساحات العمل المزدحمة والأجواء القاسية من العمل وعدم وجود أوقات للراحة أو الاسترخاء أو حتى قضاء بعض الوقت مع الأسرة والأصدقاء، وهذه حقيقة لا يمكننا إنكارها، ولكن، تظل دائمًا المهارة والقدرة على التعامل مع هذه الأمور والظروف بذكاء خطوة هامة تعكس مدى قدرة الشيف على مواجهة الأزمات والفصل بين الحياة العملية والشخصية وعدم السماح للضغوط بالتأثير السلبي على النفسية والدوافع الشخصية، فبمجرد أن تجد الفرصة مناسبة لتفريغ ما يعتليك من مشاعر سلبية، لا تتردد في ذلك، اجعل دائمًا العمل في مهنة الطهي نابع من الشغف والحب بداخلك، وليست وظيفة تعرضك للإرهاق والإنهاك في سبيل الحصول على المقابل المادي فقط.
تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة في مجال الأغذية والضيافة
٥ خطوات لحماية الشيف من التعرض للإجهاد أثناء العمل