تعد المطاعم واحدة من أكثر الأقسام المهمة المتواجدة في الفنادق والمنشآت الخاصة بتقديم خدمات الضيافة، والتي يمكنها أن تزيد من قيمة المبيعات والحجوزات والإقبال من طرف الزبائن، وكذلك تعزز ظهور علامتك التجارية ومدى تميزك في السوق التنافسي.
وذلك يأتي من كونه الجزء الوحيد الذي قد يتعرض له كل الزبائن المحتملين في فندقك أثناء أوقات الطعام، إلى جانب أنه القسم الذي يحصد إعجاب النزلاء ويقضي حاجاتهم المختلفة إذا ما قمت بالاهتمام بالجودة المثالية للخدمات والأغذية والمشروبات المقدمة عبره.
ويظهر النجاح في هذا المجال بشدة ما إذا كان الفندق سياحي بالدرجة الأولى، حيث يتوافد عليه الكثير من السائحين والمسافرين، مقبلين بذلك على ما توفره من خدمات وأساليب ضيافة تعكس روح المدينة والأجواء المحلية التي يقومون بزيارتها، ويقومون بتجربة مميزاتها، بما يحمله ذلك من تجارب التذوق للأغذية والمشروبات المحلية المختلفة.
١- التعرف على التفضيلات والتوقعات
فقبل أن تقرر نوعية الأطعمة والمشروبات التي سيتم تقديمها في مطعمك داخل الفندق، أو ما سيتم تقديمها في مجموعة من المطاعم داخل فندق أنت مسؤول عنه، وقبل حتى أن تقوم باختيار طريقة وأسلوب الخدمة، من الضروري أن تتعرف على ما يفضل زوار الفندق والنزلاء تناوله، وما يتوقعوه من مستوى وجودة الخدمة المقدمة أثناء فترة إقامتهم في الفندق.
وإذا ما استطعت أن تحصل على نتيجة نهائية من هذه العملية البحثية، عليك أن تقارن بين نتائجها ونتائج رصدك لنوعيات الأغذية والمشروبات وأساليب الخدمة المتداولة والأفكار والاتجاهات المتعلقة بأساليب الضيافة في البيئة المحيطة بالفندق المحتضن للمطعم، وذلك وصولًا إلى نتيجة واحدة شاملة، خالقًا بذلك مفهوم ملائم ومثالي لنوعيات الأطعمة وأساليب الخدمة المقدمة داخل المطعم.
فإن كان فندقك يقبع في روما على سبيل المثال، فشيء واحد عليك أن تعلمه! أن نزلاءك سيرغبون في تناول البيتزا، نعم، قد تكون متوفرة بسهولة وبأرخص الأسعار في كل أرجاء المدينة، لذلك عليك أن تبحث عن أفضل الطرق والسبل لتجديد التجربة الغذائية التي قد يحصل عليها نزيلك من خلال البيتزا التي يقدمه المطعم في فندقك. سواء أكان ذلك من خلال مكونات ومقادير هذه البيتزا أو من خلال طريقة العرض والخدمة نفسها، فهدفك دائمًا يتلخص في الحصول على إعجاب ورضا المسافرين، مما يدفعهم للبقاء لمدة أطول داخل فندقك، وبالتالي زيادة فترة الإقامة والحجز.
ولكن بشكل عام، يفضل الزوار والنزلاء عادةً الحصول على تجارب تذوق وضيافة محلية، من الأطعمة والأجواء المتفقة مع العادات والتقاليد المحيطة بالمدينة أو البلد الذي يزورونه، فهذا هو هدفهم من السفر في الأساس، الاستمتاع بالتجارب الثقافية المختلفة عنهم، لذا لا تتردد في إضافة لمسات شرقية أو محلية خاصة بك في قائمة الطعام التي تقدمها إليهم، كذلك لا تتردد في تصميم أجواء ضيافة تستمد معالمها من الخلفيات الثقافية المحلية التي يتواجد فيها فندقك، وهو ما سنطرحه في الننقاط التالية.
٢- تضمين أنواع وأشكال مختلفة من الخدمات
ونختص بالحديث في هذه الفرعية عن خدمات الأغذية والمشروبات والضيافة المقدمة للنزلاء والزوار، حيث يتوجب عليك القيام باختيار الموقع المناسب للمطاعم داخل فندقك، بشرط أن تركز على جودة ما تقدمه هذه المطاعم من أشهى وأرقى المأكولات والخدمات، محاولًا خلال ذلك أن تقوم بعمل تصميمات متباينة وفريدة لمطاعمك، بحيث تكون مختلفة الشكل والهيئة عن تصميم فندقك.
وذلك لكي توفر لضيوفك فرصة اكتشاف مجموعة من التجارب الجديدة تنعش قدراتهم التذوقية وتعطي لهم الفرصة التعرف على جوانب وأقسام جديدة في فندقك.
فإذا كنت تمتلك منتجع شاطئي على سبيل المثال، حاول أن تقوم ببناء مطعمك بعيدًا قدر الإمكان عن مبنى الفندق الأساسي؛ وذلك لكي تعطي للمسافرين فرصة للإدراك الاختلاف النوعي للأجواء المقدمة خلال وجباتهم على البحر.
وتأكد من أن التصميم الداخلي لمطعمك يعرض الجوانب الأكثر تميزًا لواجهة فندقك وجودة خدماتك، فيمكنك على سبيل المثال إذا كنت تدشن لمطعم خاص للفندق أن تقوم ببنائه على الواجهة البحرية، لإبراز رونق تجربة الشاطئ.
٣- لاهتمام بالبصمة المحلية
ويتعلق بتقديم نوعيات الأطباق والوجبات ذات الطابع المحلي، حيث يعتبر الأكل الشهي والمقدم بجودة عالية واحدة من أكثر الطرق فعالية لصناعة تجربة إقامة مثيرة في الفندق، وتقديم شخصية محلية وطابع سياحي فريد للزوار، فأول شئ يبحث عنه السائح والزائر في مطاعم الفندق هو فرصة تجربة الوجبات والأطباق المحلية في الوجهة التي يقومون بزيارتها بأفضل جودة وأرقى خدمة.
لذلك احرص على أن تطلب من "الشيف" المسؤول عن أطباق مطعمك الخاص أو ذلك المتواجد في فندقك من أن يتضمن مجموعة من الوجبات التي توفر للزبائن فرصة التعرف على المذاق والمكونات المحلية، باختلاف الوجبات المقدمة سواء الإفطار أو العشاء أو الأطباق الخاصة.
فإذا كان فندقك على سبيل المثال في اليونان، فتأكد دائمًا بأن هناك ركنًا خاصًا يقدم الطعام ووجبات الإفطار والمنتجات والوصفات اليونانية الخاصة، مثل جبن الفيتا والعسل وزيت الزيتون، ويمكنك أيضًا أن تتضمن في قائمة مطعمك الرئيسي مجموعة من الوصفات اليونانية الشعبية، مثل السلطة اليونانية الشهيرة، والفطائر المحلاة، إلى جانب مجموعة من الأطباق التقليدية مثل حساء الفاصوليا التي يفضلها الكثير من السواح في اليونان.
٤- التنويع في أشكال صالات الطعام
حيث يتطلب تجنب تقديم وجبات الإفطار في نفس أماكن تناول وجبات الغداء والعشاء، فتعد "هوية المكان" من أهم العوامل التي تؤثر على تجربة الاستمتاع بالنسبة لضيوفك، فيسعى العديد من الزوار بتضمين وجبات الإفطار في حجوزاتهم الفندقية متوقعين بذلك الحصول على التجارب السياحية من خلال هذه الوجبات المحلية، ونظرًا لأن وجبة الإفطار هي الوجبة التي يسعى خلفها النسبة الأكبر من الحاجزين بالفندق، فتوقع أن تجد تجمعات كبيرة من الناس حول طاولات الإفطار والمساحات التي تخصصها لها.
لذلك تأكد من اختيار موقع واسع ومضيء بشكل مثالي ومريح، واضعًا في اعتبارك أن تضع أفضل وأرقى عناصرك الجذابة والمحلية والسياحية في لحظات استمتاع السائح أو النزيل بوجبة إفطاره.
وحاول أن تتجنب دائمًا تكرار نفس التجربة مع الضيف أو المتذوق في وجبات الغداء والعشاء، بل حاول أن تجعل لوجبة الفطار موقعها الخاص في كل مرة بينما الوجبات الأخرى في اليوم خصص لها مواقع أخرى حتى وإن تشابهت.
ذلك أن لا أحد يفضل تناول العشاء حيث تناول وجبة الإفطار، فأي شخص وخاصة إذا ما كان سائحًا يفضل أن يعيش تغيرات واختيارات التجربة الفندقية والمحلية المختلفة.
فعلى سبيل المثال إذا كنت ترغب في إيجاد مساحة إفطار خاصة في مطعم الفندق اطلب من المهندس المعماري أن يصممه بطريقة مختلفة تمامًا عن المساحات الأخرى في فندقك، بحيث يكون أكثر أناقة وحصرية، فإذا كانت غرفة الإفطار مشرقة وبيضاء، اجعل مطعمك مظلمًا وبه أجواء من الحميمية والرومانسية المثالية للضيوف، وهكذا.
٥- خلق هوية متميزة للمطعم داخل الفندق
يسعى المسافرون والسائحون دائمًا لاكتشاف كل ما هو جديد ومثير في البيئة المحلية المتواجدة في محيط الفندق المقيمين فيه، لذلك ستكون خطوة تسويقية ناجحة للمطعم وكذلك للفندق إذا ما استطعت أن تجعل منهما مركزًا سياحيًا لروح المدينة التي يقومون بزيارتها.
لذلك فكر دائمًا في أن تخلق هوية تجارية خاصة ومنفصلة لكل مطعم داخل الفندق، مما ينقل الشعور لضيوفك بالتنوع والتباين في التجارب التذوقية ويعطي لهم أقصى منفعة وخبرة سياحية بالمكان، وأكبر إقبال يمكنك أن تحصل عليه بالمقابل.
وكمثال على ذلك إن كنت تمتلك فندقك الخاص في مصر، أو حتى إن كان لديك مطعمًا في إحدى الفنادق السياحية، فحاول أن تركز على أن تجعل هذا المطعم، أو هذه المطاعم معبرة عن مختلف الثقافات المصرية، إحداها على سبيل المثال يقدم وجبات الإفطار، وأخرى تقدم الغداء، وأخرى تركز على مجموعة الوجبات الشعبية الخاصة، ولا ننسى بذلك ذكر تصميم المرافق الداخلية والخارجية بما يتلاءم مع أجواء التذوق المصرية الشهيرة والراقية، وذلك بهدف توفير تجربة تذوق مثالية ومعبرة.
وبذلك تستطيع في النهاية أن تعطي الفرصة لمختلف السائحين أن يتذوقوا مجموعة كبيرة من الأطباق والوجبات المصرية مكتشفين بذلك مجموعة كبيرة من الخبرات والمذاقات المجتمعية بدون حتى أن يتطرقوا للخروج من الفندق، وهذا هو النجاح الحقيقي الذي يمكنك أن تخلقه من مطعمك داخل الفندق أو مجمل المطاعم داخل فندقك، عندما تخلق بداخل ضيوفك الشعور بوجود تجربة تعايش متكاملة الأركان داخل أروقة موقع الضيافة.
تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة في مجال الأغذية والضيافة
٥ خطوات أساسية تساعدك على بناء مطعم متميز داخل الفندق