" ١٥ نصيحة يقدمها الشيف ماجد محسن للطهاة الشباب في " اسأل الشيف

جلسة تدريبية في جمعية الطهاة لتطوير وثَقل مهارات الشيفات في مجال الحلواني
September 19, 2019 by
" ١٥ نصيحة يقدمها الشيف ماجد محسن للطهاة الشباب في " اسأل الشيف
iHoreca Blog Team

استضافت جمعية الطهاة المصريين في جلستها الصباحية الثانية من " اسأل الشيف " الشيف ماجد محسن، شيف حلواني تنفيذي بفندق سوفيتيل الجزيرة القاهرة.

وقد جاءت هذه الجلسة في نسخة خاصة من حلقات هذا البرنامج التدريبي الذي يستهدف عينة الطهاة الشباب المنتسبين للجمعية، والباحثين عن المعرفة والخبرة في مجالات الطهي وتدشين المطاعم وتقديم خدمات الضيافة المثالية.

وأجاب الشيف ماجد محسن خلال فعاليات الجلسة على جميع تساؤلات الحضور فيما يتعلق بمجال تصنيع منتجات الحلواني، وتدشين وإدارة المنشآت والمشروعات والأعمال المقامة وفقًا لها.

٤٤ عامًا من من التدرب والعمل والمنافسة في العديد من المواقع حول العالم، ومنها فرنسا وألمانيا، جعلت لماجد محسن باع طويل من الخبرة والمعرفة العملية والتميز الابتكاري في مجال الحلواني.

وذلك إلى جانب ما امتلكه من بريق خاص في العديد من منافسات الـ "Pastry" الدولية والمحلية، والتي حصل فيها على العديد من الميداليات الذهبية والفضية، وقد دارت فعاليات ومناقشات الجلسة الصباحية بالجمعية حول العديد من الأسئلة والجزئيات التي تَشْغل أذهان الحضور من الشيفات الشباب والعاملين في الفنادق والمطاعم.

واستطاع الشيف ماجد محسن اختزالها في ١٥ نصيحة قدمها تباعًا إلى الحضور كالتالي:

 "الحلواني .. أكثر مما تتخيل"

كانت هذه بداية الحديث في جلسة الشيف ماجد محسن، حيث كان التوضيح أولًا لدور شيف الحلواني في المطاعم والفنادق، وما يقع على عاتقه من مهام ووظائف لا يدركها العديد من الطهاة الشباب المقبلين على هذا المجال أو حتى العاملين في مجالات الطهي المختلفة بشكل عام، حيث يقول الشيف "محسن": " الشيف الحلواني لا يقوم فقط بتصنيع قطعة الحلوى المقدمة إلى الزبائن، بل هو يتخصص في تصنيع أشكال مختلفة منها تتناسب مع طبيعة المنشأة التي يعمل بداخلها، وبإسلوب خاص يساعد على تمييز علامتها التجارية.

ويضيف قائلًا: "إلى جانب أنه مسؤول عن مراقبة ومتابعة تصنيع ووضع "البوفيهات" الملزمة منه داخل الفندق أو المطعم وكذلك خارجها، وذلك بالحديث عن المؤسسات والمناسبات والاحتفالات الخاصة التي تتطلب وجود "بوفيهات" من مطابخ الحلواني، ولا نتجاهل متابعة أحدث التريندات ومراقبة جودة المنتجات والخامات وأساليب التخزين والطهي المتبعة من قبل فريق الطهاة الخاص به، هذا إلى جانب ما يتم تحضيره من أفكار منتجات مبتكرة للمنافسة بها في المسابقات المحلية والدولية".

ويؤكد على دقة هذه المهنة قائلًأ: "وهذا كله يأتي إلى جانب دقة وحساسية ما تتعامل معه من مكونات وخامات ومقادير ووصفات، فالخطأة البسيط الواحد يعرض منتجك بأكمله للفشل، على النقيض من المطابخ الأخرى التي يمكنك التعديل والتغيير فيها سريعًا دون القلق من تغير الناتج النهائي، أنت هنا لا تمتلك خيار التعديل ، فإما نجاح أو فشل".

 "العلاقات مهمة للغاية .. داخل المطبخ وخارجه"

أوضح الشيف ماجد محسن أن بناء العلاقات بين أقسام المطبخ المختلفة أمر غاية في الأهمية، حيث أن أول خطوة يجب على الطاهي الشاب إدراكها، هو التعرف على أقسام المطبخ الذي يعمل بداخله، وخاصة مطبخ الحلواني، وأن يقيم علاقات طيبة مع طواقم العمل في هذه الأقسام، ولا مانع مطلقًا من التعرف على طبيعة المهام التي يقومون بها والتدرب على أدائها، لأن هذا الأمر سيعود بالنفع عليه أولًا في تطوير مهاراته الشخصية.

وتابع قائلًا: "أما إذا كنت شيفًا متمرسًا أو مديرًا لمجموعة من الشيفات العاملين تحت يديك، فأنت بحاجة لبناء علاقات شخصية طيبة معهم، لأنك كشيف حلواني، لن تمتلك الكثير من الوقت بسبب ما تمتلكه من التزامات ومهام كثيرة للغاية خارج المطعم أو الفندق، فإن كنت تمتلك علاقات قوية ومثالية مع فريقك الخاص في المطبخ، ستضمن فعالية وإنتاجية ما يقدموه من وجبات للزبائن".

 "لا تفتخر بذاتك .. وشارِك خبراتك"

يؤكد الشيف "محسن" على ضرورة أن تكون شخصية الشيف متواضعة، مبتعدة قدر الإمكان عن الافتخار بالذات المبالغ فيه، لأنه كلما ازداد هذا الشعور لدى الشيف، تغلبت الأنا بداخله على رغبة المعرفة، ومهنة الحلواني ما هي إلا معرفة، مؤكدًا على خطورة ما يؤول إليه هذا الشعور من تدمير شخصية الشيف، وتوقف مراحل تطور خبراته.

واستكمل تنبيهه قائلًا: " واحدة من علامات الشيف المتواضع، امتلاك القدرة على مشاركة وتعليم الخبرات المكتسبة للباحثين عنها من حوله، وخاصة المستجدين في مجال العمل، حيث لا تتوقف قدراته عند حد الابتكار والتفنن في تصنيع أطباق الحلويات، بل يمتد لحدود نقل الخبرة للأجيال المتعاقبة، خاصة إذا كان الشيف يمتلك مدرسة من صنعه الخاص في مجال الحلواني، هكذا يحقق معيار الدوام لاسمه وشهرته الخاصة"

 "احذر من الروتين"

"لا تسيئوا فهمي .. النظام أمر لا بد منه في العمل داخل مطبخ الحلواني .. ولكن ابتعد عن الروتين"، كانت هذه هي كلمات الشيف ماجد عندما تطرق بالحديث عن تطور مهارات الشيف الحلواني الشاب، حيث حذر من خطورة اتباع نفس الخطوات العملية بشكل يومي لفترات طويلة، موضحًا أنها لا تثقل مهارات العمل في المطبخ أو تزيد من الحصيلة المعرفية في عالم الطهي، وخاصة في مجال صنع الحلويات.

معللًا بقوله: " لابد من التجديد والتطوير في عملك وما تمتلكه من قدرات وخبرات من خلال التعرف على مهام جديدة، أو القيام بأداء وظائف مختلفة عن سابقتها، وهذا هو الفرق بين من يبحث عن التطوير والارتقاء بمستواه الوظيفي في هذا المجال، وبين من يبحث عن المال وتصنيع الحلويات في المطبخ فقط، لذا احذر من الاعتماد على أداء الروتين لعدة أعوام دون تطوير، فأنت تمتلك العديد من الساعات بعد مواعيد الانصراف، قم باستغلالها جيدًا، وذلك إذا ما أردت الخروج عن إطار المألوف وصناعة جودة راقية وبصمة خاصة".

 "لا تخشى الانشغال والتنقل باستمرار"

أكد الشيف ماجد محسن خلال لقائه في الجلسة على عدم خشية الانشغال التام بالعمل داخل المطبخ، قائلًا: "بدايات الطريق دائمًا ما تحمل مجموعة من المتطلبات الأساسية، أهمها الانشغال عن الأصدقاء والعائلة لأيام وشهور متتالية دون اتصال، وهذه هي ضريبة النجاح في هذا المجال، لما يحتاجه من أوقات تدريب ودراسة طويلة للغاية، وهنا يظهر مدى شغفك بالطهي وحب تصنيع الحلوى".

كذلك أكد على عدم خشية التنقل كثيرًا من موقع عمل إلى آخر، قائلًا: "أعلم أن كثير من الشباب يخافون من فكرة التنقل من موقع وظيفي إلى آخر، قلقًا من أن يُفهم هذا التنقل بشكل خاطئ من قبل ملاك وإداريي المطاعم، ولكن في حقيقة الأمر أنت بحاجة إلى هذا التنقل والتغيير من موقع إلى آخر، ومن إدارة لأخرى، والأهم، من مدرسة طهي لمدرسة أخرى في نفس المجال الذي تعمل فيه"

ويضيف: "ولكن احذر .. أرجو ألا يكون انتقالك هذا بحثًا عن فرصة مادية أفضل فقط، بل يجب أن يكون انتقالك هذا لسبب فني هام، كأن تكون الوجهة الجديدة متضمنة لشيف متميز في المجال الذي تبحث عن التخصص والتميز فيه، أو أن تكون هذه الوجهة تمتلك مجموعة متطورة من التكنولوجيات والأدوات المستخدمة في مجال عمل الحلواني والتي ترغب في التدرب على استعمالها."

 "التعلم في هذا العصر مختلف"

ويستكمل شيف حلواني ماجد محسن إجاباته على أسئلة ضيوف الجلسة قائلًا: "لقد أصبحت الأمور أكثر سهولة في هذا العصر، الحياة أصبحت سريعة، ومليئة بالأحداث والأفكار والتفاصيل التي يمكن تضمينها في وصفات ومكونات طهي الحلويات، والأهم من ذلك هو توسع وانتشار مصادر الحصول على المعلومات، وسرعة التوصل إليها والحصول عليها في وقت قصير وبدون أي جهد يذكر".

وقارن الشيف بين الحاضر والماضي، حيث كان الاعتماد في السابق على الكتب والمقابلات والتجارب الشخصية كمصادر أساسية ووحيدة لتعلم فنون وخبرات الطهي والارتقاء إلى شيف حلواني مميز، بينما الآن تستطيع الحصول على كل ما شئت بضغطة زر عبر مواقع شبكة الانترنت أو حتى من خلال صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، وهو ما يتميز به الطهاة الشباب في هذا العصر، فقد توفر لهم عاملي الوقت والجهد في الإتيان بالمعلومات والأفكار المختلفة، وما قد تعلمه الطهاة المحترفين في سنين، سيتمكن شباب الطهاة من تعلمه في شهور.

 "اللغة و التدوين والأساسيات .. الأهم في مجالنا"

ويؤكد الشيف ماجد على أهمية هذه العوامل الثلاثة في مسيرة الشيف الحلواني قائلًا: "اللغة أمر لا بد منه في مجال الطهي بشكل عام وفي مجال تخصصنا بشكل خاص؛ وذلك لسببين، الأول أن أساس هذا العلم أوروبي المنهج، بما يحمله من ألفاظ ومصطلحات ووصفات، فلن تمتلك القدرة الكافية على تفهم واحتواء جميع الأساسيات والمجالات الخاصة بهذا العلم إن لم تمتلك لغة ثانوية تساعدك على أداء هذه المهمة، خاصًة إذا علمت أن نفس المنتج قد يمتلك أكثر من مسمى بأكثر من لغة مختلفة، والسبب الثاني يكمن في ضرورة الحاجة إليه للتواصل مع الأجانب في حالة السفر أو الاختلاط بالشيفات الأجانب أصحاب الشأن والخبرة في مجال الحلواني".

ويضيف "محسن" أن التدوين واحدة من الأسلحة السرية التي يجب أن يمتلكها الشيف الشاب في بداية طريقه، فإيجاد أجندة خاصة باستمرار تحتوي على أهم المعلومات والأفكار والوصفات والمكونات التي يقابلها الطاهي هي خطوة أولى نحو التميز في تصنيع وصفات وأطباق خاصة للحلواني.

ويشير الشيف بكلماته إلى ضرورة تعلم أساسيات علم الطهي في مطبخ الحلواني، وهو الأمر الذي يتطلب بالضرورة التفرع إلى كل التخصصات التي يتضمنها هذا العلم، ويحذر من محاولة التطور في هذا المجال دون التطرق في كافة التفاصيل والمعلومات التي يمتلكها كل تخصص بداخله.

 "من قال أن الخطأ عيبًا!؟"

طرح الشيف هذا السؤال على الحضور متعجبًا ومجيبًا على تساؤلاتهم حول كيفية التخلص من الأخطاء ومدى السوء الناتج عنها، موكدًا على ضرورة الوقوع في الخطأ، قائلًا: " الخطأ يُمثّل وضع الأقدام على الطريق الصحيح بمجال الطهي، وخاصة في الحلواني، أنت بحاجة إلى أن تخطئ، ولكن احرص على أن تتعلم من هذا الخطأ، وألا تقع فيه مرة أخرى".

ويضيف: " كذلك الحال عند الهبوط بعد الصعود، أو الفشل بعد النجاح، هذا أيضًا بسبب خطأ قمت به، وهذه هي سنة الحياة، ولكن يجب أن تتعلم من أخطائك، وأن تؤمن بأنها دفعة إلى الأمام وليست عائق يحول بينك وبين الوصول لغاياتك وأحلامك، وذلك من خلال البحث عن سبب الخطأ والعمل على تعديل السلوك وخطوات العمل".

 "الأخلاق هي كل شيء"

يقول الشيف ماجد: "كما أكدنا على ضرورة امتلاك الحلواني للشغف حتى يبدأ هذا الطريق، علينا أن نأكد على أن هذه المهنة يجب أن تسيطر عليها أخلاقيات وقواعد العمل، إلى جانب ما يمتلكه الشيف من أخلاقيات خاصة، فبدونها لا يمتلك الشيف أي قيمة بأطباقه ومنتجاته الخاصة، ويمكنك أن تكتشف ما يمتلكه الشيف من أخلاقيات عبر اهتمامه بالمواعيد وأسلوب الحوار، فمن السهل تعلم فنون الطهي، ولكن من الصعب تعلم المبادئ والأخلاق".

 "أبدًا لا تترك الممارسة العملية"

يحذر الشيف "محسن" من ترك الممارسة العملية لمهنة الحلواني لأي سبب، فتركها لفترة طويلة يقلل من درجات خبرة ووعي ومهارة الشيف العامل، فهي مهنة تحتاج لتكرار التعرض للمكونات والأجهزة وسلسلة الخطوات المتعلقة بتصنيع كل منتج، وبفقدان ذلك تنخفض حساسية الشيف اتجاه المكونات والأجهزة المستخدمة في تحضير الوصفات".

ويضيف: "امتلك طاولة خاصة اعمل عليها يوميًا في الصباح، برغم أنّي امتلك العديد من الالتزامات الخاصة بالمراقبة والمتابعة والتجهيز والتحضير والتذوق، وغيرها الكثير، إلا أنني لا أستطيع التخلي عن الممارسة الفعلية في تصنيع الحلويات ومنتجات الشوكولاتة المختلفة، ذلك أنها واحدة من أهم القواعد في هذه المهنة، وأوجه نصيحتي هذه بالأخص للمديرين الذي يهتمون بمتابعة ومراقبة مجريات الأمور وينسون أنهم في الأساس شيفات محترفين يمتلكون رصيدًا من الخبرة على وشك الخمود" . 

وتابع حديثه مجيبًا على واحدة من الأسئلة المطروحة والمعنية بكيفية الوصول بأقل مجهود إلى المناصب الإدارية في المطابخ كرئيسًا للطهاة قائلًا: " ولا تجعل طموحك مركزًا إداريًا، أنت لا تدرك ما ينتظرك هناك، بين إدارة أطعمة المطاعم أو الفنادق ومراقبة جودة المنتجات وشكل البوفيهات وتوظيف أفراد طاقم العمل، ومعرفة أحدث الصيحات وإيجاد أسلوب وشخصية خاصة في استخدام المكونات وغيرها الكثير من المهام اليومية الشاقة خارج جدران المنشأة التي تعمل بها، والتي بالتأكيد ستعيقك عن ممارسة شغفك في طهي الحلويات بشكل مثالي"

وينهي قائلًا: " الشيف الحلواني ليس مركزًا إداريًا، بل هو فن خاص يحمل في طياته عوامل كثيرة من الشخصية والابتكار والاطلاع والشغف والتخصص، فواحدة من سلبيات أن تصبح مديرًا أنك ستفقد فرصة الشهرة الحقيقية التي يمكن أن يحققها أحد تلاميذك الذين تدربهم ويصل بشهرته إلى العالمية بينما أنت مازلت تدير مطبخًا لمنتجات الحلواني في فندق أو مطعم".

 "لا ضرر من التخصص"

" هل تعلم أنه يمكنك صناعة امبراطوريتك الخاصة في مجال الحلواني بمجرد التخصص في ابتكار وتقديم نوع محدد للغاية من الأصناف بشكل جديد؟" كان هذا سؤال الشيف للحضور، موضحًا حديثه بقوله: " واحدة من أهم الأمثلة على حديثي هو "Christophe Michalak"، الذي استطاع أن يخلق اسمًا جديدًا لفنونه من خلال التغيير والابتكار في صنع الـ "ميل فاي"، وتقديمه في مجموعة كبيرة من الأشكال المختلفة والمبتكرة، ولعل أهمها وضعه على جانبه وسكب الكريمة عليه"

ونفى من خلال كلماته ضرورة ابتكار وعمل الشيف الحلواني في جميع مجالات وتخصصات صناعة الحلويات، بل من الكافي التخصص في تقديم هيئة مختلفة من صنف واحد يحصد انتباه وإعجاب المتذوقين حول العالم، فبهذه الطريقة يستطيع الشيف أن يبني شهرته وعلامته التجارية الخاصة.

 "أنتم بحاجة إلى الاهتمام وتوفير الحلول"

وعند سؤاله عن أهم النصائح الموجهة للطهاة الشباب في مجال الحلواني أجاب الشيف ماجد قائلًأ: " اهتموا بأدق التفاصيل فيما تقومون بصنعه من منتجات وحلويات وأطباق ذات مشاهد جذابة، فهناك ضعف بين الشباب فيما يتعلق بجانب الدراسة والتعلم والتجربة بسبب اعتقادهم بعدم توافر الوقت الكافي للتدرب، كذلك عليكم التفكير من زاوية الابتكار وإيجاد الحلول البسيطة والمثيرة التي يمكن من خلالها صنع أطباق حلويات مختلفة ومبدعة ومشوقة بالشكل الكافي لجذب الزبائن نحوها"

وأكد على ضرورة التجربة والمحاولة مرارًا وتكرارًا في سبيل الوصول لأنسب الأفكار الملائمة للبيئة المحلية التي يتواجد فيها المطعم أو الفندق الذي يعمل فيه الشيف الحلواني، معللًا ذلك بأنها السبيل الوحيد نحو إيجاد بصمة خاصة في هذا المجال، كما أنه السبيل الوحيد لإيجاد أفكار خاصة تساعد الشيف على إنهاء أطباقه بمثالية، من خلال وضع اللمسات الأخيرة الملائمة لكل صحن مقدم.

وقد أعرب مجموعة من الضيوف عن حاجتهم لنصائح الشيف فيما يتعلق بقواعد واستراتيجيات إنهاء الأطباق ووضع اللمسات الأخيرة، ومن طرفه أوضح الشيف أن هذه المسألة لن تحل إلا بمرور الوقت وتلقي الخبرات المختلفة من مواقع عمل مختلفة والإصرار على خوض التجربة في المجالات المختلفة.

 "ستواجهك هذه التحديات في مجال الحلواني"

ويوضح الشيف ماجد محسن طبيعة التحديات التي سيواجهها صاحب رأس المال أو رئيس طاقم الطهاة في المطبخ الحلواني في إحدى الفنادق عندما يغرب في تدشين مطعم خاص أو بناء مطبخ مختص بتقديم الحلويات والمعجنات قائلًا: " ستواجهك مجموعة من العقبات ألخصها لكم في هذه النقاط : 

·     أولًا: هناك انخفاض كبير في أعداد العمالة المدربة بشكل مثالي على العمل في مطبخ الحلواني وتصنيع المعجنات، وقليل من الطهاة والشيفات من يبرع في هذا المجال ويفكر في البحث عن خباياه ومجالات التخصص المختلفة بداخله، وهذا ما سيواجهك في البداية، أن تجد طاقم العمل المناسب لقائمة مأكولاتك المقدمة، والملائم لاحتياجات وتقلبات وضغوط السوق.

·     ثانيًاطبيعة الإمكانيات التي يتم توفيرها من الجهات المعنية بتأسيس هذه المنشآت، سواء أكانت الفنادق أم المطاعم، ونخصص بحديثنا هنا طبيعة الأدوات والأجهزة المستخدمة والخامات المستوردة والمرتبات المدفوعة إلى طاقم العاملين، وكذلك التمويل الموضوع لتدشين المشروع، هذه العوامل جميعها تساهم في مدى التأثير على أصحاب الشأن والخبرة في المجال للتوجه إليك والعمل وفقًا لخططك وأهدافك" 

·     ثالثا: توافر أفراد طاقم مضيفين وطهاة قادرين على التعامل بكفاءة مع الزبائن المختلفين والباحثين عن أنواع محددة من الأطعمة انطلاقًا من الذوق الخاص الذي يمتلكونه، وخاصة في الفنادق، حيث يتحتم على المضيفين في المطاعم التعامل المباشر والسريع مع متطلبات السائحين والزوار غير المتواجدة في قائمة مأكولاتك الأساسية، فلا يمكنك أن تقول "لا يوجد" بل تكمن المهارة في تحقيق الطلب بأي شكل من الأشكال.

·     رابعًا: التحديد الدقيق لطبيعة الأصناف والمنتجات التي سيتم تقديمها عبر هذا المشروع، وهو أمر يتطلب بالضرورة امتلاك الخبرة وقضاء بعض الوقت في دراسة المنافسين، واحتياجات الجمهور، وطبيعة التسهيلات المقدمة من طرف الجهات المختصة، وغيرها من الأمور التي تؤثر على نوعية ما يتم تصنيعه وتقديمه من منتجات

·     خامسًا: العنصر الخامس هنا هو المكان، فأين يتم تقديم منتجاتك الخاصة، وخاصة أطباق الحلواني؟ هل في مطعم أم في فندق؟ وهل هي منطقة سياحية أم مدنية؟ وما مدى امتثال الاستعدادات المتواجدة في موقع المنشأة لتقديم خدمات مثالية للزبائن.

·     سادسًا: كيف ستتم عمليات التصوير والتسويق لأطباق ومنتجات الحلواني؟ وهذه يا أعزائي واحدة من أهم وأخطر العناصر في عملية تسويق اسمك الخاص في السوق التنافسي، وخير مثال على ذلك عمليات الدعاية والتسويق لأطباق الحلواني التي نراها في شهر رمضان، فكلما كانت جذابة ومثيرة وتؤدي الغرض منها كلما استطاعت الجهات المسؤولة عنها زيادة أرباحها في السوق.

·     سابعًا: وأخيرًا، كيف سيتم تقديم خدمات الضيافة المثالية إلى زبائنك، واحذر من هذه الجزئية، فتجربة الضيف داخل مطعمك أو فندقك قد تكون أهم كثيرًا من مذاق الأطعمة والحلويات والمعجنات المقدمة إليه"

وأضاف أن عدم مراعاة الدقة في واحدة من هذه العناصر قد يهدم جميع ما تم إنجازه بكفاءة في باقي العناصر، لذلك يجب أن تكون دقيق في جميع مخططاتك، ويجب أن تفسح لنفسك المجال في العمل وخوض التجربة بعد تدشين مطعمك فترة من ٣ إلى ٦ أشهر قبل اتخاذ أي قرار بالتعديل أو إعادة الدراسة والتقييم، فهذا هو الوقت الذي سيحتاجه زبائنك حتى يتفاعلون بنجاح مع ما تقدمه من "Product Line" خاص بك.

وأخيرًا، عليك أن تلاحظ وجود العديد من المطاعم المتشابهة والمكررة فيما تقدمه من منتجات وخدمات، ولكن دائمًا هناك الأصل، أو الوجهة الواحدة الشهيرة بامتلاكها لجذور هذه المنتجات، وأنها الأفضل دائمًا فيما تقديم هذه الأصناف والوصفات للزبائن.

 "نحتاج للحديث عن المطبخ الجزيئي"

وقد اهتم الشيف بتخصيص جزء كبير من الجلسة الصباحية في جمعية الطهاة المصريين للإجابة عن واحدة من الأسئلة المهمة من وجهة نظره، وهي أهمية وكيفية توظيف المطبخ الجزيئي في مجال الحلواني، حيث قال: " المطبخ الجزيئي يمتلك مجموعة جميلة من الألوان والمكونات المستخدمة، وهي واحدة من الصيحات العصرية في مجال الطهي، ويعتمد على استخدام المركبات الكيميائية في تصنيع وتلوين الأطباق المقدمة إلى الزبائن، وإضافة مجموعة جديدة من النكهات إلى المأكولات"

ويضيف قائلًا: "ولكنه للأسف يحتاج إلى مكان واسع ومخصص بكافة الأدوات والمكونات التي تكون باهظة للغاية، وتحتاج أيضًا إلى وقت طويل للتعلم والتدريب حتى يتسنى للشيف امتلاك مهارات وقدرات الإبداع فيه، والسؤال هنا، هل ستقوم بالتدرب على مجموعة من المكونات التي قد يصل مقدار نصف الكيلو منها إلى ١٥ ألف جنيه؟".

وأكد الشيف أننا نمتلك في مصر مجموعة محددة للغاية من الشيفات الذين يتميزون بخبرة العمل في هذا النوع من المطابخ، وهو ما يزيد من صعوبة انتشاره وامتلاكه لرصيد خاص من المتابعين والمهتمين من الشيفات الشباب.

 "السفر ليس ضرورة .. والسوشيال ميديا خطوة مستقبلية"

كانت هذه كلمات الشيف ماجد محسن عندما تطرق أحد الحضور بالحديث عن أهمية السفر للشيف الحلواني في تطوير خبراته وثقل مهاراته، وقد أيَّد الشيف ماجد هذه العبارة قائلًا: " بالطبع السفر خطوة إضافية مهمة للغاية في مسيرة الشيف الحلواني العلمية والعملية، وذلك إن امتلك الموارد المادية الكافية التي تسانده على إتمام هذه الرحلة بكفاءة عالية"

مضيفًا بقوله: "ولكنها ليست ضرورة ملحة في حياة الشيف حتى يصبح مبدعًا أو مميزًا في ابتكاراته المطبخية، خاصةً مع ارتفاع تكاليف السفر والحجز في أشهر مدارس طهي منتجات الحلواني حول العالم، والتي يمكنك أن تجدها في فرنسا وانجلترا وبلجيكا، حيث تشتهر هذه الوجهات الثلاثة بمجموعة كبيرة من مدارس الطهي ذات الشأن العالمي في مجال الحلواني".

وتابع حديثه: "وتدفعني هذه الجزئية للحديث عن اهتمام مجموعة من الطهاة الشباب بإيجاد صفحات خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بدافع البحث عن الشهرة والمتابعة من المتواجدين على هذه المواقع، متجاهلين بذلك ضرورة اكتساب الخبرة والمعرفة والعمل بموجبهما لفترات طويلة أولًا ثم الاستعانة بفكرة الترويج والدعاية للاسم الشخصي أو للعلامة التجارية التي يمتلكها الشيف، وإلا ما استطاع أن يقدم أي شيء مختلف ومميز للمتابعين".

وتأتي هذه الجلسة انطلاقًا من دور جمعية الطهاة المصريين في تطوير قدرات الشيفات الشباب، وتدريبهم على العمل في السوق وتوظيف ما يمتلكوه من خبرات وملكات خاصة في تصنيع مجموعة مميزة من المأكولات والمشروبات في مجالات الطهي المختلفة وبتضمين كافة أنواع المطابخ العالمية بأسلوبهم الخاص.

وتمثلت قيمة المناقشة المتبادلة بين الحضور والشيف ماجد محسن فيما يمتلكه من زخر معلوماتي ومعرفي في مجال الحلواني وتصنيع منتجات الـ "Pastry" المختلفة مثل الـ " Cakes – Tartes – Mousses".

ودرس الشيف فنون تصنيع وطهي الحلواني في فرنسا، حيث تعلم أسس تشكيل وتصميم الحلويات، وتدرب على كيفية تصنيع الشوكولاته الخام من خلال دراسة تاريخ تكوينها بالكامل.

واستطاع الشيف ماجد الفوز بالعديد من الميداليات الذهبية في العديد من المسابقات والمنافسات الدولية بمجال الـ"Pastry"، لقدرته على إيجاد أشكال متنوعة ومثيرة من حلويات الشوكولاته بكافة أنواعها وألوانها، بالإضافة إلى ما يمكن الاختلاط بها من فاكهة و توابل وأنواع الـ "كريمة".

وهذا ما ساعده على وضع وصفات خاصة به مدروسة بعناية بمعايير ونسب وأرقام وإضافات دقيقة ومحددة للغاية، جعلت من قوائم الأطعمة والمشروبات التي يقدمها للضيوف والزبائن واحدة من أفضل منتجات الحلواني التي يمكنهم تجربتها على الإطلاق.

تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة

اعرف أكثر