يتسم قطاع الفنادق وتقديم خدمات الضيافة بكونه أحد أكثر القطاعات التجارية والصناعية تطورًا ونموًا حول العالم، ويعزى هذا التطور إلى الأهمية الكبيرة والتأثير القوي الذي يصنعه هذا القطاع، ومع انطلاق العام الجديد، تتطلع الفنادق إلى التكيف مع التحولات السريعة والتغيرات المتنوعة التي تشهدها.
فتغيرات سلوكيات الضيوف أصبحت تحدد منحى التطور في هذا القطاع؛ حيث أصبح النزلاء والمسافرون أكثر وعيًا بصحتهم وبيئتهم، مما أدى إلى زيادة الطلب على خيارات الطعام الصحية والصديقة للبيئة، ومع التقدم التكنولوجي، ظهرت حلول جديدة وابتكارات تقنية تمكّن من تجارب طعام جديدة ومثيرة، مما يعزز تجربة النزلاء ويثري رحلتهم الفندقية.
ومن خلال تحليل أحدث التطورات والأنماط العالمية، يمكن تحديد ٨ اتجاهات رئيسية تتجه نحوها صناعة الفنادق والضيافة في عام ٢٠٢٤، يمكن تقديمها كالتالي:
١- تخصيص الضيافة - Personalized Experiences
أحد أهم الاتجاهات في مجال الضيافة هو التخصيص، حيث يتوقع الضيوف تجارب مخصصة تلبي تفضيلاتهم واحتياجاتهم الفردية، وتستخدم الفنادق في هذا الشأن التقنيات التكنولوجية مثل تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل بيانات الضيوف، مما يسمح لها بتخصيص خدماتها وعروضها لتناسب كل فرد، وهذا يخلق تجربة لا تنسى وممتعة للضيف.
٢- الممارسات الصديقة للبيئة - Eco-Friendly Practices
ومع ازدياد الوعي العام بالبيئة، تحذو الفنادق و خدمات الضيافة حذوها، حيث تحتل المبادرات الصديقة للبيئة صدارة أجندات العديد من الفنادق والمطاعم، ويشمل ذلك أشياء مثل الحد من الهدر وتقليل النفايات البلاستيكية، واستخدام مواد ومكونات مستدامة، وتنفيذ ممارسات موفرة للطاقة، ولا تساعد مثل هذه التدابير البيئة فحسب، بل يتردد صداها أيضًا لدى الضيوف الذين يقدرون الأعمال المسؤولة اجتماعيًا، حيث يجد العديد من الخبراء والرواد أن العقلية المستدامة هي مفتاح نجاح أي عمل تجاري في القرن الحادي والعشرين.
٣- تجارب الهايبر لوكال - Hyper-Local Experiences
تكتسب تجارب خدمات الضيافة والأغذية المحلية المركزة شعبية كبيرة، حيث يبحث الضيوف عن تجارب فريدة وأصيلة عبر الوجهات التي يقومون بزيارتها، وخاصة إذا كانت وجهات سياحية لدولة أخرى، حيث تركز الفنادق والمطاعم على تسليط الضوء على الثقافة والتاريخ والمأكولات المحلية .
وهذا يعني الشراكة مع البائعين والموردين المحليين، وتقديم المكونات من مصادر محلية، وتوفير الجولات والأنشطة التي تعرض السمات الفريدة للمنطقة التي يزروها الضيف، ويعبر مصطلح الـ " هايبر لوكال " عن تجارب وخدمات الضيافة والأغذية التي تعتمد بشكل أساسي على زراعة واستخدام المكونات المحلية التي تستخدمها الفنادق والمطاعم مما يعد توجهًا حديثًا نحو الاستدامة في هذا القطاع.
٤- التكامل التكنولوجي - Technology Integration
يتزايد استخدام التكنولوجيا في جميع أنحاء صناعة الضيافة، بدءًا من الحجز عبر الإنترنت وحتى خدمات الضيافة الذكية " Internet of Things – IoT "، وأيضًا استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، حيث توظف الفنادق التقنيات المتطورة لتبسيط وتمييز تجربة الضيف وتحسينها، فعلى سبيل المثال، تطبق الفنادق أنظمة روبوتات الدردشة " Chatbots " لتقديم الخدمة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، إلى جانب استخدامها مميزات الاتصال الافتراضي لتقليل الاتصال الجسدي. ومع ذلك، في حين أن التكنولوجيا يمكن أن تحسن الكفاءة، فمن المهم أيضًا الحفاظ على اللمسة الإنسانية وعدم فقدان الاتصال الشخصي مع الضيوف.
٥- السياحة الاستشفائية – Wellness Tourism
أحد أبرز الاتجاهات في السفر خلال الأعوام الأخيرة هو ما يُعرف بالسفر الاستشفائي؛ حيث يقوم الناس بالسفر بهدف تحسين صحتهم البدنية والعقلية لتحقيق شعور عام بالرفاهية والسعادة، ويتزايد الوعي بالصحة بين المسافرين، ويساعد التقدم التكنولوجي في متابعة حالتهم الصحية بشكل أفضل، حيث أصبح لزامًا على الفنادق أن تبذل جهودًا إضافية لتلبية احتياجات الضيوف الذين يسعون للعناية بصحتهم ورفاهيتهم أثناء السفر، ويمكن أن تشمل هذه الجهود تغيير قوائم الطعام في الفنادق لتضمن الخيارات الصحية، وتحسين المرافق والخدمات، وتخصيصها في كثير من الأحيان، إلى جانب تقديم البرامج التدريبية المناسبة، بالإضافة إلى تحديث الغرف لتوفير بيئة تسمح للنزلاء بالاستمتاع بتجربة تشبه تلك التي يعيشونها في منازلهم.
٦- المساحات المرنة - Flexible Spaces
المسافرون اليوم يقدرون المرونة، حيث يبحث العديد من الضيوف عن مساحات يمكنها التكيف مع احتياجاتهم، سواء كانت مساحة عمل مشتركة أو غرفة متعددة الوظائف، وتستجيب الفنادق ومنشآت خدمات الضيافة لذلك من خلال توفير مساحات متعددة الاستخدامات يمكن استخدامها لمجموعة متنوعة من الأغراض، فعلى سبيل المثال، قد توفر الفنادق غرف اجتماعات قابلة للتحويل إلى مساحات للفعاليات أو مناطق عمل خاصة، بينما قد تقدم المطاعم طاولات عمل مشتركة خلال النهار تتحول إلى مساحات خاصة لتناول الطعام لخدمة العشاء.
٧- سياحة فنون الطهي - Culinary Tourism
هو اتجاه يركز على استكشاف وتجربة الثقافة والتراث الغذائي لمناطق مختلفة حول العالم، حيث يعتبر الطعام الآن عاملاً جذابًا رئيسيًا للسياح، وبالتالي اختيار فنادق محددة تقدم خدمات ضيافة تتناسب مع هذا التوجه أو تنسق سهولة وسلاسة الوصول إليه، حيث يسعى العديد من المسافرين إلى تجربة أطباق جديدة ومثيرة واكتشاف المأكولات الفريدة التي تميز كل مكان.
ويؤدي هذه الشغف بالطعام إلى زيادة في عدد المهرجانات الغذائية والفعاليات ذات الصلة، بالإضافة إلى العروض الخاصة بالطهي والدروس التعليمية، فتتوجه العديد من الفنادق والمطاعم نحو خلق تجارب طعام فريدة من نوعها، تسلط الضوء على المكونات والمأكولات المحلية وتعزز التواصل الثقافي بين النزلاء والمجتمعات المحلية، فمن خلال سياحة فنون الطهي، يمكن للمسافرين الاستمتاع بتجارب غنية بالتنوع والتاريخ والثقافة، حيث يمكنهم الانغماس في عالم من النكهات والتقاليد الفريدة التي تعبر عن هوية كل وجهة.
٨- المساحات التفاعلية - Collaborative Spaces
لم تعد الفنادق مجرد أماكن للنوم فحسب، بل أصبحت اليوم وجهات في حد ذاتها، حيث تسعى إلى تقديم تجارب فريدة ووسائل راحة استثنائية للضيوف، وينتشر مفهوم المساحات التفاعلية بشكل متزايد، حيث تقدم الفنادق مرافق مثل الصالات على السطح ومناطق العمل المشتركة، مما يوفر بيئة اجتماعية ومجتمعية تعزز التواصل بين النزلاء والمسافرين الآخرين وحتى السكان المحليين.
وتعد هذه المساحات التعاونية نقطة اجتماعية حيوية في الفنادق، حيث يتم تصميمها بعناية لتلبية احتياجات الضيوف الاجتماعية والمهنية، وتمكن الضيوف من التواصل وتبادل الأفكار والخبرات في بيئة مريحة ومحفزة، مما يعزز التفاعل ويبني روابط بين الأشخاص.
ويذكر أنه سيظل تحديد هذه الاتجاهات والتكيف معها على مدار الأعوام جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الأعمال في قطاع الفنادق و خدمات الضيافة في العام الجديد، حيث يسعى القطاع إلى تلبية تطلعات النزلاء الجديدة والمتغيرة بمرور الوقت وتقديم تجارب استثنائية تتناسب مع التحديات المستقبلية.
تعرف على كل جديد في مجال خدمات الضيافة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة لمجال خدمات الضيافة والأغذية
٨ ترندات تتجه لها الفنادق و خدمات الضيافة في ٢٠٢٤