يعد قطاع الأغذية وتقديم خدمات الضيافة أحد أكثر المجالات التجارية والقطاعات الصناعية تميزًا وتطورًا ونموًا حول العالم؛ وذلك انطلاقًا من الأهمية الكبيرة والتأثير القوي الذي يمتلكه.
وهي حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، وخاصة للمعنيين بمشتقاتها وفروعها المختلفة، سواء بالحديث عن المطاعم والفنادق أو عربات الطعام المتنقلة أو مشروعات خدمات الأغذية والمشروبات عن بعد، والمعتمدة بدرجة أساسية على خدمات توصيل الطلبات، وذلك بالحديث عن كافة المستويات، سواء المتعلقة بالإطار المحلي لاستهداف المجتمع المتواجد في البيئة المحيطة، أو المتعلقة بالإطار السياحي الدولي، لجذب الزوار والمتذوقين من الثقافات والبيئات المختلفة.
وواحدة من العوامل الهامة التي تكسب هذا القطاع خصوصيته الدائمة هي تغيره وتطوره بمرور الوقت فيما يعرف بظهور الصيحات والاتجاهات والـ " Trends " الحديثة، نتيجة للعديد من العوامل مثل تطور العادات والسلوكيات المجتمعية المختلفة، أو ظهور التحديات والاشتراطات الجديدة مثل تفشي فيروس كورونا المستجد، أو تطور التكنولوجيات وسبل الاتصال بين الأفراد، وتغير أجندة الأولويات والاحتياجات الغذائية والضيافة للجمهور الباحث عن هذه النوعية من الخدمات، أو حتى التغير في المنظومة المجسدة للعواطف والدوافع النفسية المتعلقة بهذه الخدمات، فلا يشترط أن تعبر الصيحة عن الأفراد، بل تمتد لنظم التشغيل وأفكار التسويق وأساليب التأثير العقلي والنفسي، ولا سيما عند تعلقها بالطعام والضيافة.
وبذكر هذه المنوعات السابقة، ومع بداية عام ٢٠٢١، يسيطر على قطاع المطاعم والفنادق بما يتخلله من أطباق ومشروبات وأساليب ضيافة مجموعة من الصيحات والاتجاهات والتحديات التي نتطرق إليها بشيء من التفصيل عبر الدليل القادم من آي هوريكا
يمكنك قراءة أيضًا: ٦ صيحات تحكم عمل المطاعم والفنادق في ٢٠٢٠
كانت ولا تزال الاستدامة " Sustainability " إحدى صيحات المطاعم والفنادق الساطعة عبر السنين القليلة السابقة، فنظرًا لما يجابه قطاع خدمات الأغذية والضيافة كل يوم من قضايا ومشاكل بيئية وتحديات متعلقة بمعايير وأسس الصحة والسلامة الغذائية، يصبح التوجه لحلول معايير الاستدامة أمر هام الذكر في صيحات المطاعم والفنادق؛ لذلك أصبحت العديد من المؤسسات المتواجدة في قطاع الضيافة تشارك في محاولة إيجاد طرق جديدة لصداقة البيئة أو أن تصبح " Eco Friendly "، بهدف التقليل من التأثير السلبي على البيئة، هذا أمر قد أثبت جدارته بالفعل سواء على مستوى البيئة المحيطة، أو على مستوى إدارة وتشغيل المهام والأعمال التجارية المختلفة الخاصة بالمنشأة نفسها.
التركيز على معايير التطهير والتنظيف الفعال: وممارسات الاستدامة عديدة ومتنوعة تتمثل في التالي:
· الاستخدام والاستهلاك والتدوير
· الاختيار المثالي للمضيفين والموردين
· ترشيد الاستهلاك في المكونات والطاقة والماء
· التعديل في قوائم الطعام والانتقال للبار
· الاهتمام بالمنتجات المحلية والانتاج الذاتي
· التنظيف والسلامة الغذائية
حيث يمكنك التطرق إلى تفاصيلها عبر المقال: " ٦ ممارسات تساعدك على تحقيق مفهوم الاستدامة في المطاعم والفنادق "، ولكن يتضاعف الاهتمام ببعض منها خلال العام القادم، وأهم هذه الممارسات تضاعف الاهتمام بأسس ومعايير التطهير والتنظيف، حيث أصبح من الواجب على جميع المؤسسات اتباع معايير عالية من النظافة بسبب ما يمر به العالم من انتشار فيروس كورونا، وقطاع تقديم الأغذية وخدمات الضيافة ليس باستثناء، فبالرغم من أنه يجب على الزوار والعملاء الاهتمام بالنظافة الشخصية ولكن من المهم على المنشآت تقديم سبل ومعايير الهايجين عالية المستوى من حيث البيئة المحيطة والعاملين المتواجدين بمكان العمل، ويجب عليهم إنشاء خطتهم الخاصة مع وضع حجم المؤسسة وعدد العاملين بها في الحسبان، وهناك بعض من الخطوات التي يجب اتباعها لضمان سلاسة عملية التعقيم المستمر في العام المقبل وهي:
· إمداد العاملين بمعدات وقائية شخصية كالكمامات والقفازات الطبية.
· استخدام مواد التنظيف المضادة للفيروسات والمطهرات.
· وضع رشاشات كهربائية معقمة للجو تلقائيًا.
· تثبيت موزعات أتوماتيكية لمطهرات الأيدي في المناطق التي يوجد بها الكثير من التعامل والاختلاط.
· استخدام نظام تنقية للهواء عالي الجودة
· تزويد الغرف بمناديل مطهرة متعددة الاستخدامات.
· توفير أدوات طعام معقمة ومغلفة.
تعميق التوجه نحو المحلية: وتأتي صيحة الاهتمام بمعايير التنظيف والتطهير بالتوافق مع تصاعد التوجه نحو الاعتماد في إعداد وصفات قائمة الطعام وتصميم الأطباق وخدمات التقديم على البيئة المحلية المحيطة بالمنشأة سواء مطعم أو فندق أو عربة طعام أو مشروع خاص لتقديم خدمات الأغذية والمشروبات، وهو توجه اقتصادي هام في قطاع هذه الصناعة، فصيحة الربط بين المكونات المحلية والأطباق المقدمة هي من أكثر الصيحات التي تشجع على الطعم الأصيل والفريد، ويعتمد بدرجة أساسية على الأغذية المصنعة محليًا والعناصر النباتية المتواجدة في البيئة المحيطة.
وذلك يوفر الكثير من الطاقة المهدرة في التخزين والشحن والنقل ويساعد على خلق قائمة طعام مبتكرة عما هو متاح في أماكن أخرى مما قد يتيح فرصة التفرد والاختلاف، لأن كل طبق يحكي حكاية متمثلة في المكونات وطريقة التحضير وثقافة السكان المحليين العاملين عليها، بجانب أن ذلك النهج يساعد على الاستدامة البيئية ويحافظ على التراث الزراعي للمنطقة، علاوة على أنه يضمن أن الطعام المقدم طازج وصحي وموسمي، وذلك يخدم بدرجة كبيرة العديد من الجوانب الاقتصادية والسياحية التي سنتطرق إليها بالتفصيل عبر السطور القادمة.
التقليل من معدلات الطعام المهدر: حيث يصاب قطاع المطاعم والفنادق بداء هدر الغذاء ومكونات ومنتجات الطعام، ويرى العديد من الملاك والمعيين بمجال هذه الصناعة على القدرة على وقف هذه المشكلة، ولكن هناك بعض الخطوات التي من الممكن لإدارات الفنادق والمطاعم اتباعها حتى تحاول التقليل من الكميات المهدرة، وأولى هذه الخطوات الاعتماد على فحص وتدقيق منبع المخلفات والهدر، وكشف مسبباتها ثم التفكير في كيفية تقليلها أو التخلص منها بشكل فعال ونهائي، ويمكن وفقًا لهذا الأمر، وهي الصحية الحديثة الأولى للعام المقبل والمعنية بهذه الممارسة المستدامة، حيث الاعتماد على تطبيقات ونظم تكنولوجية مُعَدّة خصيصًا للتحكم في كميات الأغذية ووضع نظام تشغيلي فعال يساعد الملاك والطهاة على تفادي هذه الإشكالية في المستقبل.
حيث تعتمد هذه النظم على هو أدوات رقمية قائمة على تطوير الذكاء الصناعي المصمم لإدارة المطعم من خلال مراقبة المخلفات وتقديم معلومات لتحسين عمليات الإنتاج في المطابخ، وتلك التكنولوجيا بإمكانها أن تساعد الطباخين في تقليل كمية الطعام المهدر بنسبة ٥٠ – ٦٠ بالمئة خلال ٦ – ١٢ شهر، وذلك يوفر المال ويقلل من الأثر السلبي على البيئة.
أما الصيحة الثانية فتتجسد في توجيه الجهود نحو التبرع بفائض الطعام الصالح للأكل للجهات الأكثر احتياجًا لها، أو المؤسسات والمنشآت حديثة الظهور والمعنية بتوظيف وتحويل فائض الغذاء المقدم إليها إلى وصفات وأطباق وخدمات غذاء جديدة صالحة للاستخدام ويتم بيعها مرة أخرى، وقد أصبح هناك العديد من الخدمات التي تتيح وصول إدارات المطاعم والفنادق إلى من هم في حاجة إلى الطعام في مقابل التخلص من بقايا الطعام بشكل مناسب وبنهج نافع للمجتمع.
مراقبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون: فدائما ما يربط الأشخاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالسيارات والمصانع ولكن ما صرحت به الأمم المتحدة أنه ينتج عن قطاع المطاعم والفنادق حوالي ١٪ من فضالات ثاني أكسيد الكربون المتواجدة وهي نسبة ليست قليلة، وهي واحدة من المعايير التي سيتم توجيه الأنظار إليها خلال العام القادم، والتي يمكن إدراجها ضمن ممارسات الهايجين الخاصة بالحفاظ على سلامة وصحة ونظافة أجواء ومساحات التذوق والاستمتاع بأجواء وخدمات الضيافة، لذلك يجب على إدارات الفنادق إيجاد حلول للتقليل من نسبة التلوث تلك من خلال اتباع الحلول التالية:
· الاستثمار في أجهزة الطاقة الشمسية.
· تعيين خبير لفحص استخدامات الطاقة المتعلقة بالمنشأة.
· غلق المكيفات في الغرف التي لا يوجد بها نزلاء أو ضيوف
· التقليل من استخدام البلاستيك.
ومن الممكن أن تأخذ تلك الحلول بعض من الوقت والكثير من الأموال ولكنها تساعد على المدى البعيد في الحفاظ على البيئة بشكل كبير وتفادي العديد من التحديات والمشكلات المستقبلية، بجانب أن التطوير المستمر للتقنيات البيئية يعمل على تقليل تكاليف المطاعم والفنادق وتحسين كفاءتها على المدى الطويل.
فهناك العديد من الصيحات التكنولوجية الجديدة التي أصبحت متوفرة في الأسواق وبإمكانها أن تغير التجربة الفردية للزوار في قطاع تقديم الأغذية وخدمات الضيافة، وتقدم أقصى معاني الرفاهية وتدعم التواصل بشكل كبير بين المطعم أو الفندق وبين الزائر أو العميل، ومن ضمنها الوسائل التالية:
هيمنة الذكاء الصناعي: فهناك أسباب عديدة لجعل الذكاء الصناعي من ضمن أهم الصيحات التكنولوجية في هذا القطاع وهناك بعض من التكنولوجيات المثيرة التي تعتمد على الذكاء الصناعي التي بإمكانها أن تغير من شكل قطاع الضيافة وتمده ببعُد جديد بمساعدة المعلومات التكنولوجية الضخمة التي ستجعله قادرًا على تقديم خدمة عملاء أفضل إلى جانب فهم واستيعاب أعمق لطبيعة احتياجات واهتمامات العملاء، ولها العديد من الأمثلة على أرض الواقع، مثل الاعتماد على الإنسان الآلي عوضًا عن موظف الاستقبال في الفندق أو المضيف في المطعم، أو الاعتماد على التطبيقات الإلكترونية المعتمدة على تقنية الذكاء الاصطناعي، سواء المعنية بخدمة العملاء أو المعنية بإدارة وتدوير المهام والعمليات في المطعم أو الفندق.
يمكنك أيضًا قراءة: هل تسيطر الروبوتات على مجال تقديم خدمات الأغذية بعد الكورونا؟
تقدم أكشاك الخدمة الذاتية: وهي شبيهة للغاية لأكشاك الخدمة الذاتية المتوفرة في بعض المطاعم حديثًا، حيث أنها تمثل ماكينات داخل المطعم أو الفندق، أو عربات صغيرة متنقلة ذات شاشات لمس وأوامر صوتية محددة، والتي تمد المطاعم برفاهية تقليل طوابير الانتظار وتسهيل عملية الطلب وتتيح للزبائن فرصة التحكم في طلباتهم، وتلك الخدمة بإمكانها أن ترفع من معدلات إيرادات المطاعم فمن المتوقع وصول ربح تلك الأكشاك إلى حوالي ٣٠ مليون دولار عالميًا في عام ٢٠٢٤، وفي صيحة جديدة فريدة من نوعها تتيحها تلك الأكشاك تقنية التعرف على الوجه والتي قد تسهل على العملاء عملية الطلب من خلال تعرفها على اسم العميل وطلباته السابقة في حالة إذا كان زبون دائم للمطعم ويفضل تكرار نفس الطلب أو خدمة الغذاء.
انطلاق الواقع الافتراضي والواقع المعزز: "VR and AR": برغم تعرف وإدراك قطاع الضيافة بشكل خاص للواقع الافتراضي والواقع المعزز، إلا أنه من المتوقع أن يكون من أهم الصيحات في عالم السفر والضيافة في الأعوام المقبلة، فقد أصبح من الممكن تقديم تجربة سفر مميزة من داخل غرفة الفندق من خلال نقل الزوار إلى وجهات عالمية متعددة ويكون بإمكان الزائر الشعور بتجربة الإقلاع والهبوط وأخذ جولة في المدن التي يفضلها دون أن يخرج من غرفته من خلال تقنية الواقع الافتراضي، وبالرغم من أنها خدمة متواجدة حاليًا إلا أنه من المتوقع زيادة عدد المؤسسات التي تقدمها في العام المقبل.
التكنولوجيا من أجل التقليل من التلامس: فمن الصيحات الحديثة في عالم الفنادق هو تسجيل الوصول الإلكتروني أو الـ " Electronic Check-in " حيث يقوم الزائر بتسجيل الدخول أونلاين ومن ثم يقوم الفندق بإرسال مفتاح الغرفة الإلكتروني إليه وعندما يصل إلى الفندق يقوم ببعث رسالة له تحتوي على رقم الغرفة والتفاصيل الأخرى المتعلقة بالغرفة، فحينما يصل العميل إلى الفندق لا يكون في حاجة للتعامل مع مكتب الاستقبال ويكون بإمكانه الذهاب مباشرةً إلى غرفته المجهزة مسبقًا واستخدام المفتاح الإلكتروني الخاص به، ولكن ذلك النوع الحديث من التكنولوجيا قد يسبب بعض المعوقات في التعامل مع العملاء لذلك يجب أن تحرص إدارة الفندق في فهم طبيعة تلك الصيحات التكنولوجية وتجربتها والتأكد من كونها مناسبة ومتعارف عليها من قبل العاملين والعملاء بشكل واضح.
فمعظم الزبائن سوف تفضل التعامل المحدود مع العاملين بالمكان، ولذلك تحاول المؤسسات العاملة بقطاع الضيافة التقليل من المقابلات الفعلية واستخدام وسائل تكنولوجية عوضًا عنها، فهناك بعض الفنادق التي تتيح استخدام الأكشاك أو الـ " Mobile hotel kiosks " وهي أكشاك إلكترونية صغيرة مخصصة لتسجيل الدخول والخروج في قاعة استقبال الفندق للتقليل من التعاملات المباشرة عند مكتب الاستقبال، وكذلك التقليل من وقت الانتظار وعدد المتواجدين في الردهة، ولكن في حالة لم يكن من المتاح توفير خاصية كذلك فمن الضروري توفير إمكانية تسجيل الدخول أونلاين قبل الوصول إلى الفندق.
كما أنه مع وجود فرص محدودة للجلوس أصبح من الصعب الحصول على طاولة فور وصول العملاء إلى المطعم لذلك حجز الطاولات عبر الإنترنت أصبح لديه أهمية جديدة، عبر إتاحته الفرصة للعملاء بحجز طاولة سريعًا دون عناء الاتصال والحجز، وذلك يوفر لإدارة المطعم وسيلة أسهل للتعرف على الحجوزات والتعامل معها بدون متاعب أو التباسات، فقد وفر للمطاعم إمكانية التعامل مع حجز المقاعد على مسافة آمنة وتنظيم أوقات وصول الزبائن وتسهيل قوائم الانتظار الافتراضية ومراقبة السعة لتقليل الزحام وكل ذلك عبر خدمة بسيطة سهلة التعامل معها عبر موقع العلامة التجارية أو صفحتها الخاصة على شبكة الإنترنت بمساندة بعض النظم التكنولوجية.
وكما كان الحديث عن خدمة الحجز عبر الإنترنت، فكذلك الوضع مع خدمتي الطلب والدفع، فمنذ فترة طويلة أصبح من المتعارف عليه الطلب عبر تطبيقات الهواتف والدفع من خلال أرقام الهواتف أو عن طريق بطاقات الائتمان فهي وسائل سهلة وسريعة، بينما كانت تمد المطعم بيانات الضيوف المحدثة تلقائيًا وبعد انتشار الوباء أصبحت تلك الطرق من أفضل الوسائل للتعامل للتقليل من التعاملات البشرية، ولكن حتى مع احتمال توقف تفشي الوباء في المستقبل ستظل وسائل الدفع والطلب عبر شبكة الإنترنت متواجدة لتعود العملاء على سرعة وسهولة استخدامها.
وبالحديث عن الجزئية الأخيرة والمتعلقة بالتواجد على شبكة الإنترنت وخلق الصور والسمعة المثالية، فما يتم نشره وتناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المختلفة من خبرات وتعليقات وآراء الزبائن والزائرين والمتعرضين مسبقًا لخدمات علامتك التجارية أصبح يمتلك التأثير القوي الكافي للارتقاء أو الانحدار بصورة المطعم أو الفندق، فالاهتمام بهذه الصورة من قبل العاملين بقطاع الضيافة لتحقيق علاقات جيدة مع الزائرين والمحافظة على مستوى الثقة بين مقدم الخدمة ومتلقيها أمر غاية في الأهمية.
ففي السابق
كان من الممكن أن تتفاعل وتستجيب لطلبات واحتياجات العملاء من خلال الطرق الفعلية
المباشرة ولكن مع وجود منصات إلكترونية متنوعة ومتطورة، يكون متاح العديد من
الأساليب لإدارة شهرة وسمعة المكان وهنا يكمن التحدي في إدارة وسائل التواصل
الاجتماعي بأفضل صورة ممكنة في كل الأوقات، وهي واحدة من أهم الاتجاهات في عام
٢٠٢٠، حيث إيجاد جوانب الابتكار والإبداع إما في الترويج عن رؤية العلامة التجارية
أو في التواصل مع العملاء والزوار.
يمكنك قراءة أيضًا:
من المتعارف عليه تقسيم رحلات السفر إلى نوعين، حيث الترفيه أو العمل، إلا أنه قد تم ملاحظة أن معظم الذين يسافرون من أجل العمل يقوموا بمد فترة سفرهم وتحويلها إلى رحلة ترفيه لذلك أصبح من المتوقع أن أعداد كبيرة من رحلات العمل في عام ٢٠٢١ ستتحول إلى رحلات ترفيه لذلك يجب على إدارات الفنادق وضع ذلك في الحسبان، وتوفير برامج مخصصة للاستمتاع بأجواء الضيافة لديها بجانب التنظيمات التابعة لأعمالهم.
ولكي تتمكن الفنادق من جذب ذلك النوع من الزوار يجب عليهم توفير فرص وأنشطة خارج النطاق المتعارف عليه من خلال إتاحة العروض والتخفيضات والفعاليات التي تناسب ميزانية الزوار وتسهل عملية جذبهم، خاصة بعد فترات الركود الاقتصادي والتحديات المالية الفردية أو تناقص الأرباح التجارية إثر تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، مما يعني أنه سيحثون عن أفضل ترفيه ببعض الاعتدال في الإنفاق، فلا عجب من تفضيل الأغذية المحلية وأطعمة الشارع أو الـ " Street Food " قليلة التكلفة عوضًا عن الأغذية الفاخرة التي لا تتماشى مع قدراتهم المادية على سبيل المثال.
حيث تتوجه المطاعم والفنادق لعقد الشراكات الثنائية مع الشركات والمؤسسات الدولية والمحلية المحيطة بها أو الملائمة لفعالياتها وأشكال الإقامة بها وعروضها وأنواع الأغذية وخدمات الترفيه التي تقدمها، وذلك سعيًا نحو تقديم تجربة الضيافة كاملة من العمل والترفيه وتجربة الغذاء المحلي أو الراقي المقدم بأعلى درجات السلامة الغذائية، وهو ما يتطلب ضرورة التوجه نحو مضاعفة أساليب ورسائل الدعاية والترويج عبر كافة قنوات الاتصال الفعالة.
إضافة إلى ذلك فإن أجيال ما بعد الألفية يفضلون التعاملات الإلكترونية مما قد يؤثر على طريقة التسوق والدفع، علاوة على أن تعاملهم مع الخدمات الإلكترونية يكون أسهل من الأجيال السابقة، لذلك تعد الصيحات التكنولوجية وأنظمة الذكاء الصناعي -التي تطرقنا للحديث عنها خلال سطور هذا المقال – من أكثر العوامل التي ستروق لهم في شكل خدمات الأغذية والضيافة المقدمة لهم، مما يجعل روبوتات المحادثة التي توفر لهم إجابات أو خدمات تلقائية، وكذلك خدمات تسجيل الدخول الإلكتروني " Mobile Check-in " ضرورية للفنادق المهتمة بجذب العملاء الشباب.
وعلى خلاف النقطة السابقة، وبسبب صعوبة التحديات المتواجدة في العام الماضي، فمن المتوقع وجود نسبة ليست بالبسيطة من السائحين والمتذوقين متشوقين لأرقى خدمات الضيافة الترفيهية بما يتخللها من أبعاد فاخرة، فأولئك الذين ينوون السفر لن يترددوا في الإسراف للحصول على تجربة فاخرة جديدة ومريحة، لذلك يجب على إدارات الفنادق الاهتمام بخدمات المنتجعات الصحية أو الـ " SPA "، مع محاولة تقديم خدمات تتماشى مع معايير السلامة كوضع الفواصل بين الكراسي، وتقليل عدد مستخدمي الخدمات في الوقت ذاته، والحرص على ارتداء العاملين للكمامات والقفازات الطبية لضمان الحصول على رضا وثقة العملاء.
إيجاد وإعداد
العمالة المثالية والحفاظ عليها: وهي واحدة من الصيحات – التي يمكننا أن نطلق عليها مهنية – في قطاع
الضيافة، لتعلقها بالمستويات الإدارية والتنفيذية ونظم التشغيل في المطاعم
والفنادق، وخاصة بعد تحديات ومعوقات العمل في هذا القطاع خلال عام ٢٠٢٠، حيث تعتمد
المطاعم والفنادق بدرجة كبيرة على التعاملات البشرية سواء من قبل النزلاء والضيوف
أو العمالة والموظفين، لذلك مع اتساع النشاط بذلك القطاع أصبح من الضروري على
أصحاب الأعمال جذب وتشغيل وإعداد العمالة الموهوبة ذات الخبرة والمهارة ليكون
لديهم كفاءة تنافسية، ولكن مهمة تعيين الموظفين مهمة ليست بهينة، وحتى بعد التعيين
والتدريب هناك بعض الصعوبة لإبقائهم والحفاظ عليهم لكبر حجم سوق العمل، لذلك يجب
على الإدارات الاهتمام بطرق تحفيزهم ورفع إنتاجيتهم ومعنوياتهم من خلال توفير
جداول عمل مرنة وأساليب تساعدهم على الابتكار وإتاحة بيئة عمل صالحة وجيدة للعمل.
يمكنك قراءة أيضًا:
· ٨ إرشادات لتطوير فرق العمل في مجال المطاعم والفنادق
· ٥ خطوات لحماية الشيف من التعرض للإجهاد أثناء العمل
· ٦ نصائح لخلق أجواء عمل مثالية بين الطهاة في المطابخ التجارية
انتقال طعام الشارع إلى المطاعم: حيث تضاعف الاهتمام بتذوق التجربة المحلية، وهي جوهر العديد من الرحلات السياحية، الدولية كانت أو المحلية، أو حتى اكتشاف المواقع والأماكن الجديدة، يتعلق الأمر بتجربة مذاق الثقافات المختلفة،ولعل هذه واحدة من أهم النقاط التي قامت آي هوريكا بتغطيتها مسبقًا، حيث الرغبة في الإثارة واكتشاف كل ما هو جديد، وفي ظل سعي الزوار والمحليين في تجربة هذا المذاق المثير والفريد عبر الشوارع والطرقات والأحياء الشعبية الضيقة، حيث أفضل الوصفات والنكهات الأصيلة المعبرة عن واقع المناخ المحلي بما يتخلله من ثقافات وأفكار وفنون طهوية متنوعة، تظهر الصيحة المعنية بنقل هذه التجارب إلى الفنادق في رؤية خدمة المطبخ المحلي، وتوسيع القدرة التعبيرية له حول العالم، مع الحرص على تقديمها بمعايير وأسس طهوية سليمة تتلاءم مع المعايير الطهوية العالمية الموضوعة، ويجدر الذكر أنها واحدة من التحديات المشوقة في الفترة القادمة، وخاصة على المستوى المحلي، حيث تتطلب أمرين هامين، الأول هو البحث في طيات وخبايا المطبخ المحلي بما يتضمنه من فنون ومكونات، والثاني هو تقديمه بشكل سياحي فاخر وبأسس ومعايير عالمية.
تظل خدمة توصيل الطلبات أو الـ " Delivery " في تصاعد مستمر: فلا يمكننا إنكار قوة الظهور لهذه الخدمة في قطاع المطاعم والفنادق وتقديم الأغذية وخدمات الضيافة خلال عام ٢٠٢٠؛ نظرًا للتحديات المعنية بـ " COVID19 "، ومن المتوقع أن تظل صيحة مستمرة الظهور بقوة في عام ٢٠٢١، بمزيد من الابتكار والإبداع والسرعة والمثالية والنظافة في التغليف والتوصيل والمتابعة اللاحقة مع العملاء وتقديم العروض والخصومات أو حتى خدمات التوصيل المجانية مع فواتير شراء بقيم شراء محددة، حيث السعي خلف الإبقاء على رغبة العميل في طلب نفس العلامة التجارية وعدم التوجه إلى أي منافس آخر، وهي تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية:
· سهولة وسلاسة الولوج للقائمة والحجز والطلب
· توصيل المنتج أو خدمة الغذاء بسرعة وبأقصى معايير الصحة والسلامة
· الاهتمام بالاتصال اللاحق ومتابعة مدى الرضا وخلق الاعتماد
ولكن، وبالإضافة
إلى ذلك، تبدأ في الظهور خدمة توفير الطلبات للسيارات حيث لا يحتاج العميل الدخول
إلى المطعم، بل كل ما عليه فعله هو الاتصال بالمطعم قبل وصوله بفترة وعمل الطلب
ومن ثم يأتي إليه أحد العاملين بالمكان لتقديم الطعام له وهو في سيارته، وهي خدمة
ساعدت كثير من المطاعم في الاستمرار خلال انتشار وباء كورونا ومن المرتقب أن تستمر
تلك الخدمة في التواجد وزيادة عدد المطاعم التي تقدمها لما توفره للعملاء من سهولة
وراحة وسلامة.
وعلى نفس السياق يتضاعف توجه المطاعم والفنادق وحتى عربات الطعام والمشروعات الصغيرة المعنية بتقديم خدمات الأغذية والضيافة نحو الاعتماد على توفير قوائم طعام بنسخ افتراضية على شبكة الإنترنت، وذلك توجهًا حديثًا منهم نحو معيارين هامين، الأول المتعلق بتحقيق عامل محدد من محددات الاستدامة وهو التوفير المادي والجسدي والزمني المتعلق بإعداد قوائم الطعام الورقية وطباعتها والتعديل الموسمي عليها، والمعيار الثاني المتعلق بتحقيق عامل محدد من محددات إجراءات الهايجين وهو الحد من التلامس وتجنب التعامل مع قوائم الطعام الورقية التي قد تسبب فرصة انتقال عدوى الإصابة بفيروس كوفيد – ١٩ عبر الحضور والزوار.
كما أنها تساهم بشكل عام في تحسين فرصة التطوير والتعديل المستمر في قائمة الطعام ووصافتها وأطباقها المختلفة وحتى تصميماتها وشكل ظهورها على مواقع التواصل الاجتماعي دون الحاجة إلى بذل جهود مضاعفة، وهو ما يخلق الفرصة المثالية لإيجاد زوايا التميز والاختلاف في خدمات الأغذية والضيافة التي تقدمها المطاعم والفنادق على مدار الشهور المتعاقبة
يمكنك أيضًا قراءة: كيف يمكنك إنشاء قائمة طعام مثالية لخدمة توصيل الطلبات؟
الشفافية والسرعة في الخدمة المقدمة: من أهم المعايير التي سيعتمد عليها السوق التنافسي في العام القادم، فعلى أصحاب المطاعم والفنادق وعربات الطعام ومشاريع تقديم خدمات الأغذية المختلفة إدراك أن الزبائن قد أصبحوا أكثر إدراكًا لتأثير الوجبات التي يتناولونها، وكذلك أكثر فضولًا لمعرفة كل التفاصيل الخاصة بالوجبة المقدمة لهم، من حيث مصدر المكونات المستخدمة وتأثير تناولها عليهم والتلوث الناتج عنها والطاقة المستخدمة لإنتاجها والأسعار وأداء وصورة وسمعة العلامة التجارية العامة، والأنشطة التي تشارك بها والقضايا التي تدعمها وأدوات التقديم من حيث إذا كانت قابلة لإعادة التدوير أم لا، حيث الإلمام التام بكل التفاصيل التي ستحدث عند شرائهم للأغذية المقدمة أو استمتاعهم بالخدمات المتوفرة، لذلك على سبيل المثال أصبح من الأشياء التي قد تجذب العملاء لمطعم محدد هو علمهم بأنه مطبخه يعمل بنظام الـ " Zero Waste ".
ولكن يأتي هذا بالتوافق مع معيار السرعة في تقديم الخدمات، فأصبح معظم الزبائن يفضلون الطعام السريع الذي لا حاجة للانتظار طويلًا حتى يتم تحضيره، لذلك أصبح من المهم أخذ ذلك في الاعتبار لتقليل الوقت اللازم لتحضير الطعام بأكبر شكل ممكن ليتماشى مع رغبة العملاء، بالإضافة إلى أن عدد كبير من الأشخاص صاروا يفضلون تناول وجبات سريعة متكررة عوضًا عن ثلاث وجبات محددة، فصاروا يفضلون الأماكن التي تقدم السندويتشات والأطباق السريعة التي تتناسب مع أوقاتهم الضيقة، ولكن بقيم غذائية كافية أو ملائمة لاحتياجاتهم اليومية، لذلك يتوقع تضاعف ظهور عربات الطعام التقليدية أو القائمة على الخدمة الذاتية -الآلية- الخاصة بعلامات وماركات تجارية شهيرة في الفترة القادمة، وخاصة في المواقع التي يحتمل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد فيها، مع الوضع في الاعتبار القدرة الآلية على تحقيق معدلات الدقة والسرعة في آن واحد، ولكنها تتطلب القاعدة المادية القوية لتوفيرها بالشكل المثالي.
تضاعف تدشين المطاعم السريعة الغير رسمية أو الـ" Fast-Casual Restaurant " : وبالحديث عن عربات الطعام المتنقلة، واحتمالات عودة الحياة لنهجها الطبيعي، يستمر في الظهور بقوة شكل آخر من منشآت تقديم الأغذية وخدمات الضيافة، وهي مطاعة الفاست كاجوال، حيث تختلف مطاعم الطعام السريع أو الـ " Fast-Food Restaurant " عن الـ " Fast-Casual Restaurant " ، فمطاعم الطعام السريع تعد من سلاسل الطعام التي تعتمد على تقديم طعام سريع التحضير وبسعر قليل ودائما ما يكون بنفس الطعم بينما الـ " Fast-Casual Restaurant " يقدم وجبات طازجة التحضير بجودة عالية في جو سلس غير رسمي ولكن يعتمد على السرعة في تقديمه للطعام، وهو ما أصبح من أشهر الصيحات في الأعوام المقبلة ومن المتوقع توسع ذلك القطاع وانتشاره أكثر في العام المقبل، وذلك يعود إلى سبب تقديم مذاق أفضل من سلاسل الطعام السريع الأخرى، وسبب توفير منتجات طازجة ذات جودة مرتفعة بسعر قليل نسبيًا، وأخيرًا سبب سهولة الحصول عليه وسرعة تحضيره.
تصبح التجربة الشخصية المثالية هي معيار نجاح العلامة التجارية: " العاطفة والشعور بمكانة الذات وأهميتها " إحدى أهم المتطلبات والاحتياجات النفسية على مدار الأعوام السابقة وتستمر بقوة هذا العام، قد يكون الحاجة إلى الشعور بالسلامة والأمان أولًا، ولكن تظل قنوات التواصل الاجتماعي وصفحات السوشيال ميديا لها ذلك التأثير الفريد على السائح، ودفعه لرغبة التقاط الصور ونشر الإشعارات والكلمات الخاصة من داخل أحد المطاعم أو الفنادق مع الذكر والإشارة إلى العلامة التجارية له، في شكل حديث من أساليب الدعاية والترويج الفعالة والمؤثرة بشدة في العصر الحديث.
ولن تتحقق هذه الرغبة بداخل الضيف أو الزائر أو المتذوق في مطعمك أو فندقك إلا عند شعوره بالتميز والخصوصية والأهمية لديك ولدى العلامة التجارية التي تمثلها خدماتك، منذ الوهلة الأولى لتعرضه لخدماتك سواء بشكل مباشر أو عبر شبكة الإنترنت أو رسائل الهاتف، وحتى انتهاء فترة إقامته لديك، أو تسلمه لخدماتك والغذائية خارج إطار المنشأة، وهي واحدة من المعايير التي سيسلط عليها الضوء هذا العام من جانب المديرين وأصحاب رأس المال والمستثمرين المعنيين بمجال هذه الصناعة.
كما يتعين على قطاع الضيافة الاهتمام بتجربة " السعة الفندقية " بسبب القيود والاشتراطات المفروضة في ظل وباء كورونا وذلك من خلال ترتيب أحداث فردية للأفراد أو لمجموعات صغيرة ومحددة العدد، وذلك لإضفاء الشعور بالأمان والرفاهية والخصوصية والاسترخاء، فعلى سبيل المثال من الممكن تخصيص منطقة حوض السباحة لمجموعة قليلة من الزوار لليلة محددة ويتم تغييرها يوميًا.
والجدير بالذكر أن من أحدث الصيحات المتوافقة مع هذه الفرعية، هي تحويل غرف الفنادق إلى مطاعم خاصة، حيث يمكن للزوار حجز غرفة لمدة ساعتين تساع إلى مجموعات من ٢ إلى ١٢ ومن ثم يقوموا بطلب ما يرغبون في تناوله عبر الهاتف قبل الذهاب وبذلك يحصلون على تجربة تذوق مميزة وخاصة خالية من التز احم.
التوجه نحو نظم الدمج وبرامج الولاء: في الأعوام السابقة كانت المبيعات واستراتيجيات الإيرادات والتسويق في العديد من المنشآت المعنية بمجال هذه التجارة تتوزع في إدارات مختلفة تعمل كلًا منها على حدة، فكل قسم يعمل على أهدافه وحلوله وعملائه ولكن في أحيان كثيرة لا يكون هناك تواصل فعال بين جميع الإدارات مما يؤدي إلى انخفاض الربح وضياع الفرص التسويقية، ولكن من الاختلافات التي من الموقع ملاحظتها خلال العامل الجديد هو الدمج بين جميع الإدارات السابقة بدلًا من العزل، في سبيل عمل قسم واحد جديد يسمى بـ فريق توليد الدخل الواحد أو الـ " One Revenue-generation Team ".
ومن المتوقع أن يعملوا بالتنسيق سويًا لجذب العملاء والاحتفاظ بهم بحلول مبتكرة متكاملة خصيصًا الطرق المعتمدة على الذكاء الصناعي لتجميع البيانات الضخمة أو الـ " Big Data " التي تساعد الفنادق على رفع ربحية الفندق ومضاعفة هوامش الربح، وتلك الزيادة في الإيرادات بإمكانها أن تحدث عن طريق تجميع ملف واحد شخصي متعدد الوظائف لكل عميل، فعلى سبيل المثال يجب أن يحتوي ذلك الملف على أسباب السفر ومدة السفر وسلوكياته وما كان يفضله في الماضي، وهي البيانات التي تحمل أهمية كبيرة في قيام تصميم برامج الولاء المعدة خصيصًا لكل عميل، والتي تتيح لهم الخصومات والعروض المميزة لضمان الإبقاء على ولائهم واختيار نفس العلامة التجارية في كل زيارة أو رغبة للحصول على نفس الخدمة مرة أخرى.
حيث سيتحول الانتباه نحو الاعتماد على مجموعة من النكهات والعناصر والمنتجات الغذائية في إعداد وتقديم وصفات وأطباق الطعام، كما سيتم الاعتماد على بعض الاتجاهات والأفكار أثناء توظيف النكهات الحديثة،فلعلك تدرك أن مكونات صحن الطعام المقدم إلى الزبائن وكيفية تقديمه، وحتى مدى تطور التكنولوجيات المستخدمة في تقديم هذه الخدمة الغذائية إحدى أهم الأسس والمعايير لنجاح أي مطعم أو فندق، وخاصة أولى هذه العوامل، والمتعلقة بالمكونات والعناصر والمنتجات والنكهات الغذائية المتضمنة في الأطباق المقدمة إلى الزبائن والضيوف، فهي كذلك في تطور وتبدل مستمر من حيث جانب التفضيل والاهتمام والتوظيف في الوصفات، فلا يجب تجاهل حقيقة أن المذاق يحتل نصف قيمة الصحن المقدم، لذا إليك أهم الصيحات والاتجاهات العالمية المتبعة في مجال النكهات والمكونات الغذائية المستخدمة في وصفات الطعام:
الاهتمام بالقيمة والمعيار الصحي: فدائمًا ما كان الاهتمام بالقيمة الغذائية واستخدام الأعشاب ذات الخصائص العلاجية متواجد لدى الأفراد منذ قديم الأزل، ولكن ذلك النهج أصبح أكثر سطوعًا وشهرةً، وتضاعف الاهتمام به بزيادة الوعي بالفوائد الصحية التي قد يحتويها الغذاء الذي يتناوله الفرد، بجانب وعي الأفراد بأنه يجب عليهم حماية أنفسهم من الأمراض والحرص على أجهزتهم المناعية، مع إدراكهم لطبيعة المشاكل التي قد يسببها الطعام المليء بالدهون والمواد الغير صحية كمواد حفظ الطعام والدهون المهدرجة و الهرمونات التي قد تسبب في زيادة الوزن والأمراض القلبية ومشاكل في عملية التمثيل الغذائي.
ومع تضاعف اعتناق هذا الفكر، من المتوقع تضاعف الاهتمام بأنظمة وخدمات الغذاء وقوائم الطعام الصحية، سواء تلك المعنية بالمطاعم والفنادق، أو بمشروعات تقديم خدمات الأغذية الخاصة بالأفراد، سواء المتعلقة بحمية طعام محددة مثل " الكيتو " أو الصيام المتقطع، أو تقديم وصفات طعام تخلو من مكون ما مثل الأغذية النباتية أو الجلوتين، على ألا تكون حمية يتبعها الفرد لعدد محدد من الأيام بل بأن يصبح نهج وأسلوب حياة دائم في التعامل مع الطعام للحفاظ على الصحة الجسدية والحسية.
التوجه
للأغذية النباتية وبدائل اللحوم: في الأعوام القليلة الماضية تصاعد الاحتضان لنهج الغذاء النباتي، حيث
الاعتماد على العناصر النباتية والمواد الغذائية العضوية؛ لذلك بدأت الكثير من
المطاعم في تبني ذلك النهج وتقديم أطباق نباتية وأطباق تحتوي على بدائل للحوم
لتعويض البروتينات المتواجدة في اللحوم والدجاج، وهي صيحة في تصاعد سريع ومن
المتوقع استمرارها وارتفاع عدد المتابعين لها، وما يسهل عملية انتقال المطاعم في
تقديم الأطعمة النباتية هي وفرة المنتجات النباتية في السوق أكثر عما قبل كبدائل
الجبن والزبدة واللبن الحيواني بجانب تواجد المنتجات العضوية كالخضروات والفاكهة.
يمكنك قراءة أيضًا:
· ٤ وصفات من الشيف سلمى صالح لقائمة طعام نباتية مميزة
· ٦ معلومات من الشيف مفيدة عبد المنعم عن تقديم الأكل الصحي بطرق ذكية
· ١٣ سؤال يجيب عليهم الشيف مصطفى الرفاعي في اسأل الشيف
التوجه لمكونات الطبيعة المحيطة: تطرقنا في السطور السابقة للحديث عن ممارسات الاستدامة المعنية بتضاعف الاهتمام بالمحلية في تقديم الأغذية وخدمات الضيافة، وهو نفس الأمر عندما نتطرق للحديث عن النكهات والمكونات الطبيعة المحيطة بالمنشأة، وهي فكرة استخدام العناصر الطبيعية المحيطة بالمنشأة أو الفرد أو ما تقدمه جغرافيا الموقع الذي يتم تقديم فيه خدمات الغذاء والضيافة، ومحاولة اكتشاف أساليب ووصفات وأفكار توظيف جديدة لهذه العناصر لتقدم نكهات أفضل وأكثر ملاءمة لاحتياجات الزوار والسياح ممن يبحثون عن تجربة النكهات المحلية الخاصة بالوجهة السياحية التي يقومون باختيارها.
ومن الممكن تعريف ذلك التوجه الطبيعي بأنه تفضيل المنتجات الزراعية العضوية أو الـ " Organic Food " في عادات الغذاء، واستخدام النماذج الزراعية التي تعتمد على استغلال خصوبة التربة الطبيعية وتحد من التدخلات الخارجية، فالزراعة العضوية تحث على التنوع البيولوجي للبيئة لتقليل استخدام المنتجات الصناعية إلى الحد الأدنى في مراحل الإنتاج والمعالجة والتخزين المختلفة.
ومن ناحية طهوية لا يعتمد مبدأ التوجه إلى الطبيعة على استخدام وتوظيف المواد العضوية فقط، بل يمتد إلى طريقة تقديم وتحضير الأطباق، حيث يعتمد على التبسيط واستخدام أقل المكونات في التحضير، وتقديم المنتجات المتاحة موسميًا ومحليًا – كما تطرقنا بالذكر عبر الصيحات السابقة - بجانب تفضيل تقديم الطعام في حالته الطبيعية دون تغير هيئته قدر المستطاع أو طهي أكثر من اللازم حتى لا يفقد قيمته الغذائية.
وفي ذلك السياق من المتوقع تقليل استخدام المنتجات الغذائية التي ينتج عنها نسبة عالية من ثاني أكسيد الكربون – كما ذكرنا في السطور السابقة - " High Carbon Footprints " مثل الأجبان واللحوم وذلك لمحاولة التقليل من الأثر السلبي على المناخ الجوي، فالصيحة الجديدة هي التوجه نحو تقديم لحوم أقل وخضروات وفاكهة أكثر
تصويب الانتباه نحو عولمة النكهات: حيث رغبة الأفراد والسواح والمتذوقين في التعرف على الحضارات والثقافات والنكهات العديدة والمتنوعة، فعولمة النكهات هي عملية تصميم وصفات وتقديم خدمات غذاء وضيافة، بل وإنشاء مطاعم، من مطابخ جديدة، وذلك عبر المزج بين نكهات ومقادير من بلاد مختلفة كالمطبخ التايواني والمطبخ الجنوب أفريقي على سبيل المثال، وكلما استطاع المطبخ تقديم نكهات وتقاليد مختلفة عما هو متعارف عليه للذوق العام كلما جذب انتباه الزبائن وتضاعفت رغبة تذوق نكهاته.
وعلاوة على ذلك، فتجربة الطعام الغريب لا تكون مقصور على الأكلات الأصيلة للمطبخ، بل تشمل أيضًا المزج بين عناصر ومُذُق المطابخ المتعددة لخلق طبق جديد بنكهات مبتكرة مميزة لا تنتمي لمطبخ واحد بعينه، وهو من أهم صيحات تقديم الطعام، ولكن بدرجات أعلى من الإثارة عما سبق، وبتضمين أعمق للثقافات من حيث أجواء ومساحات الضيافة وأشكال تقديم الأطباق، وابتكار الوصفات المميزة ذات المذاق الفريد، الآن وهو ما يسمى بالـ " Fusion cuisine ".
الاعتماد إما على الطعام الفاخر أو منخفض التكلفة: في حين، وعلى نحو آخر، ومع ظهور وتفشي فيروس كورونا حول العالم، قد يحمل العام الجديد تضاعف في أعداد المهتمين بتجربة وتذوق الطعام الفاخر، حيث أصبح الزبائن على قدر أكبر من الإدراك لمعايير وأسس الصحة والسلامة الغذائية وإجراءات الهايجين ومساحات التذوق الآمنة وخدمات الغذاء الراقية والخالية من أي مسببات تلوث، أو حتى المتضمنة لمكونات محددة تتبع لحمية أو نظام غذائي ما، أو مكونات نادرة وباهظة الثمن.
لذلك أصبح بعضهم لا يمانع دفع المزيد من الأموال في مقابل تلبية متطلبات الأصالة والطبيعة مثل استخدام العناصر العضوية والمكونات المنتجة محليًا وهو ما أصبح يعد حاليًا كطعام فاخر " Luxury Food "، فقد صارت تلك الأطعمة الباهظة مبررة بجودتها العالية وصعوبة الحصول عليها وهي مكونات لم يكن متعارف عليها من قبل كأطعمة فارهة مثل الكافيار والزعفران والكمأ أو الـ " Truffles " ولكنها مكونات سائدة ومتعارف عليها ولكنها أصبحت ذات قيمة أكفأ كالمربى العضوية والشوكولاتة الفاخرة.
وبالتوافق مع الصيحة السابقة، يعد كذلك الطعام قليل التكلفة أو " Low cost Food " إحدى الصيحات المنتشرة بقوة وفعالية في الآونة الأخيرة؛ وذلك نتيجة لبعض الأزمات الاقتصادية العالمية التي جعلت من الطعام قليل التكلفة ملجأ لكثير من الأشخاص والعائلات، وبشكل عام، تقدم هذه النوعية من الوصفات والخدمات فرصة وصول واستهلاك أكبر وأكثر سلاسة، وتضمن للأفراد الوفرة على نطاق واسع، مما يجعل فرصته الشرائية أعلى، بخلاف الطعام الفاخر الذي يكون له عدد محدد من المتذوقين.
الاعتماد على مكونات محددة في وصفات الطعام: فواحد من سبل تحقيق الشعور بالرضا خلال التجربة الطهوية هو تلبية الاحتياجات الحسية المتعلقة خاصةً بالمذاق المثير والمختلف المتواجد بالأطباق المقدمة، وذلك يكون عن طريق إيجاد نكهات جديدة غير مألوفة للطابع العام ليجعل الأفراد دائمًا في رغبة لتناوله وتجربته، لذا إليك بعض من النكهات المتوقع استخدامها بشكل كبير في العام الجديد.
· المذاق الحلو واللذيذ / أومامي أو الـ " Umami ": من المُذُق المنتظر انتشارها بشدة في الفترة القادمة، وهو الدمج بين الحلو والأومامي ولجعل ذلك المثال أكثر وضوحًا يمكن تخيل مزيج فشار الكراميل مع فشار بنكهة الجبن أو جبن الشيدر مع فطيرة التفاح.
· الخروب: من النكهات الجديدة المتوقع اجتياحها لعالم النكهات مجددًا، فهو عنصر غذائي يحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات، ويمتلك طعم حلو طبيعي وخالي من الكافيين، بجانب أنه مليء بمضادات الأكسدة والحديد والكالسيوم والألياف، فمن المتوقع اعتماده كطعام ونكهة جديدة صحية قريبًا، ومن الممكن استخدامه في المخبوزات والمشروبات وصلصات الطعام أو الـ " Dressings " ووصفات التتبيل وحتى لإضافة طعم خاص للقهوة.
· زيت الزيتون: كان ولازال زيت الزيتون البكر من النكهات المتواجدة بشكل قوي في المطابخ المختلفة، وهو بسبب تعدد جوانب استعماله وتماشيه مع نكهات مختلفة، فمن الممكن استخدامه في طهي معظم الأطباق والمعجنات بجانب استعماله في صلصات السلطات.
· أكوافابا أو الـ " Aquafaba ": الأكوفابا هو ماء نقيع البقوليات والحبوب وأشهرها هو الحمص، وهي صيحة جديدة وعصرية واستطاعت في وقت قليل التغيير من طريقة تحضير العديد من الحلويات، فهي تعد بديل رائع للبيض والحليب، فطريقة إعداده بسيطة وهي عن طريق خفق ماء الغلي للحمص أو البقوليات الأخرى حتى يمتلك رغوة ومن ثم يتم استخدامه في الحلويات كالمارينج والموس والآيس كريم أو في المايونيز كبديل للبيض.
· القهوة: من المتوقع أن يستمر طعم القهوة في التواجد بشكل حيوي في الأغذية خلال العام المقبل من خلال استخدامه في السموثي والجرانولا والزبادي والحلويات.
· زيوت المكسرات والحبوب: أصبح من الشائع بشدة استخدام زيوت المكسرات والحبوب مثل زيت عين الجمل وزيت حبوب قرع العسل لإضافة مذاق غني جديد للسلطات وفي طرق الطهي التي تحتاج إلى درجات حرارة عالية.
· الشاي الأبيض: يصنع الشاي الأبيض من نفس أوراق الشاي الأسود ولكنه يتم تنشيفه قبل السماح له بالتأكسد ليكتسب نكهته العطرية القوية، وتعد نكهة الشاي الأبيض من ضمن الإضافات الرائعة للحلويات والآيس كريم والمشروبات الباردة، فمن الممكن مزجه مع العديد من الفواكه كالخوخ والتوت والنكهات الأخرى بسهولة.
· السمسم المحمص: يحتوي السمسم المحمص على مقومات تجعله صالح للاستعمال سواء في الأطباق المالحة أو في الحلويات، وبسبب تقبل عدد كبير من الزوار لمذاق الطحينة عالميًا، فذلك يُسهل عملية تقبل السمسم المحمص للذوق العام، ومن الصيحات الجديدة دمجه مع الشوكولاتة الغامقة والأجبان والبقوليات.
· جبن الماسكربوني: وهو جبن لين إيطالي الأصل ويدخل في صناعة العديد من الحلويات والأطباق المالحة، ومن صيحات العام الجديد دمجه في الوصفات مع الطماطم والشوكولاتة الغامقة والتوت البري.
وكما كان الحديث أعلاه عن أهم الصيحات والاتجاهات في مجال المطاعم والفنادق لعام ٢٠٢١، يجدر التطرق في النهاية إلى ذكر أهم التحديات المحتمل مواجهتها حديثًا من قبل الملاك والمديرين والمعنيين بمجال هذه الصناعة، وخاصة مع تفشي فيروس كورونا ، وتعطل رحلات السياحة والسفر، وانخفاض معدلات الاعتماد على التواجد في مساحات وأجواء التذوق المزدحمة التي تقدمها العلامات التجارية المختلفة سواء المستقلة أو المتواجدة داخل الفندق.
ومن أهم هذه التحديات تلك المتعلقة بالجوانب المالية، فبدرجة كبيرة يعتمد استقرار وازدهار قطاع الضيافة على قوة الجانب المادي للعلامة التجارية، لذا يتطلب الأمر في الفترة القادمة وضع خطط التمويل الاستراتيجية المثالية لدعم مشاريع وأعمال المطعم أو الفندق والحفاظ على استقراره في البيئة التنافسية المحيطة به.
كما تتطلب المرحلة القادمة تصميم وتنفيذ خطة واضحة ودقيقة لضمان تقديم خدمة غذاء وضيافة مبتكرة وحديثة تتوافق مع متطلبات العصر المتطورة بما يتخلله من صيحات واتجاهات وتشبع احتياجات ورغبات الزوار والمتذوقين، فلم تعد تقتصر الضيافة الحديثة على تحديد معايير محددة واتباعها، بل تبدلت إلى فن فهم تطور وتغير احتياجات الزوار والسائحين ومحاولة، ومحاولة إشباعها بتميز لضمان تحقيق أعلى مستويات الرضاء والتمكن من خلق علاقة دائمة مع المنشأة أو العلامة التجارية.
وهو الأمر الذي يتطلب التوافق كذلك مع تطور الأجهزة والمعدات والأنظمة التكنولوجية المستخدمة في تقديم خدمات الأغذية والضيافة، سواء تلك الخاصة بتوفير مساحات استقبال وضيافة داخل المطعم، أو تلك المعنية بتقديم وتوصيل الأغذية بمثالية خارج جدران المنشأة، وتلك الأخيرة تتعلق بدرجة أساسية بمدى قدرة العلامة التجارية على تصميم نهج دعائي وترويجي على أعلى درجة من التنافسية والظهور والانتشار عبر صفحات وقنوات التواصل الاجتماعي الافتراضية والتقليدية.
ويظل التحدي الأهم في المرحلة القادمة هو الحفاظ على معيار تميز العلامة التجارية في تقديم خدماتها وهو أحد عوامل الاختلاف بين استقرار العلامة التجارية وازدهارها في السوق التنافسي، والذي لن يتحقق سوى بالاهتمام الدائم بالرصد والتحليل المبكر للمتغيرات المختلفة، ومحاولة الوصول لأفضل النتائج والحلول المساهمة في الإبقاء على قوة المطعم أو الفندق في خريطة التنافس.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
٤ صيحات أساسية تسيطر على قطاع المطاعم والفنادق في ٢٠٢١