لا شك أن امتلاك مشروع خاص كالمطعم يعد مغامرة مثيرة، والتي كانت في السابق مهمة شاقة؛ لما كان يجوبها من تحديات وصعوبات في سبيل تقديم الخدمة المثالية والوجبات اللذيذة للزبائن.
ولكن، هذه الأيام أصبحت فكرة امتلاك مطعم خاص أمر غاية في السهولة، ما إن اتبعت الأصول والخطوات اللازمة لهذا المشروع، بالإضافة لبعض الشغف والروح الابتكارية، وتسخير الأدوات والأجهزة التكنولوجية المناسبة لتقديم الخدمة المثالية.
وتلك الأخيرة هي الأساس الجوهري لمقالنا اليوم، فالعلاقة بين التكنولوجيا والمطاعم هي واحدة من أهم الأسباب المحققة لنجاح وارتقاء المطعم في سلم المنافسة بمجال " الهوريكا " حول العالم، فكلما ازداد اعتمادك على الأجهزة التكنولوجية الموفرة للوقت والجهد والمحققة لكفاءة العمل وجودة المنتج ورقي الخدمة، كلما ازداد إقبال الناس على مطعمك.
لذا، ما هي الأجهزة والتقنيات التكنولوجية التي قد تشكل فارقًا كبيرًا في إتمام أعمال مطعمك بكفاءة وفعالية عاليتين؟
وحتى نستطيع الاجابة على هذا السؤال بدقة، ونتمكن من تحديد طبيعة ما تحتاجه في مطعمك من أجهزة وتقنيات تكنولوجية سيكون علينا الحديث من خلال السطور القادمة وفقًا لأربعة محاور أساسية، تمثل في مجملها دليلك التقني لبناء الأساس التكنولوجي السليم لمطعمك
المحور الأول: تقنيات الطلب
" قم بتدوين الطلبات بشكل سريع ودقيق"، هذه النصيحة القديمة والفعالة هي واحدة من أهم الخطوات للعمل في المطعم، حيث تُثمر العديد من الفوائد؛ فستتمكن من خلالها جعل زبائن مطعمك أكثر سعادة من ناحية، وستتمكن من إنهاء دور المضيف على الطاولة في دقائق معدودة من ناحية أخرى، وكذلك ستتمكن من تقليص الإهدار المتواجد في الأغذية والمشروبات المقدمة عبر مطبخك بسبب التدوين غير الدقيق للطلبات
وهو ما تركز عليه المطاعم في الآونة الأخيرة من خلال التطوير في الأساليب التالية:
1- الطلب عبر الإنترنت
هل مطعمك من النوع الذي يقدم الوجبات الجاهزة؟ أم أنه يتصف بتقديم الوجبات السريعة التي لا تحتاج إلى وقت؟ وهل يعتمد على إنقاذ الضيوف من انتظار وجباتهم الخاصة لفترات طويلًا أم لا؟
إن كانت الإجابة بنعم، فأنت تحتاج إلى الاعتماد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بالطلب عبر شبكة الانترنت؛ حيث يزداد الطلب على الأطعمة والوجبات المختلفة من المستهلكين عبرها في الآونة الأخيرة، ويحصد ملاك المطاعم الكثير من الفوائد في هذه الجزئية كذلك، وهذه المنافع تتجسد غالبًا في:
- إيرادات أعلى: مع الطلب عبر الإنترنت، يستطيع العملاء الاستعراض على مهل بدلًا من الإسراع في تقديم الطلب شخصيًا أو عبر الهاتف، ونظرًا لعدم وجود أي ضغط، فمن المرجح أن يطلب العملاء المزيد من العناصر، مما يؤدي إلى ارتفاع المبيعات.
- طلبات أكثر دقة: يراه العديد من المستهلكين حول العالم أنه من الأساليب القديمة في طلب الأطعمة والوجبات المختلفة من المطاعم، على الرغم من ارتفاع نسبة الاعتماد على هذا الإسلوب في عدد من المناطق حول العالم، ولكن تظل مشاكل التعلق الطويل بسماعة الهاتف - والتي قد يعوقها تشويش خارجي أو عطل – واحدة من الأمور التي تؤثر على اتصال الهاتف، والذي قد يفقد المحادثة دقتها، وبالتالي التسجيل المتقطع للمحادثة، مما يعني احتمالية التدوين الخاطئ للطلبات وإهدار الوقت والجهد والمنتجات الغذائية كذلك.
- تتبع البيانات: إذا تم تقديم الطلبات عبر الموقع أوالتطبيق الخاص بك، فيمكنك تعقب بيانات المعاملات الخاصة بهم، وبالتالي يمكنك معرفة من هم زبائنك المنتظمين عبر الإنترنت، وعدد المرات التي يطلبون فيها، والعناصر أو الوجبات التي يشترونها عادةً، وهو أمر مثالي إذا ما أردت زيادة أرباحك وخلق مجموعة من العروض والخصومات لزبائنك، في وقت أقصر وبدقة أعلى.
2- نظام نقاط البيع الرقمية
وإن كنت لا تعرف الكثير عن هذا النظام، فهي تقنية تعتمد على توفير الوقت والجهد والتكاليف المبذولة أثناء ضغط العمل، فأنت -كمالك للمطعم- بحاجة إلى مراقبة دقيقة لعمليات البيع وحركات الشراء داخل مطعمك، وكذلك توفير فواتير وتقارير مفصلة لكل ما تم شراؤه من قبل الضيوف، بالإضافة إلى أنه يتصل بالمخازن الخاصة بك ليحدد لك في وقت قصير كمية المنتجات المتبقية لديك وكل التواريخ المتعلقة بها منذ دخولها للمخازن.
وليس هذا فقط بل يساعد كذلك على تدبير أمورك وتكاليفك المتعلقة بالعميل، من حيث تعريف العميل، اسمه ورقم هاتفه، وكل تعاملاته السابقة مع المطعم، وتسمح لك في البحث داخل فواتيره السابقة، وخاصةً في حالة رغبتك إضافة هدايا وخصومات، أو فواتير مرتجعات خاصة به أو طباعة وتسجيل فواتير جديدة تضاف إلى قائمة تعاملاته في المطعم، وهو الأمر الذي يدفع هذه التقنية -ووفق عمليات حسابية آلية متتالية – بإعادة حساب المنتجات المتواجدة في المخزن الخاص بك.
فإذا كنت تبحث عن تقنية تلبي كافة احتياجاتك التجارية وتشمل أنظمة المخازن وتعرف الأصناف والمنتجات التي تتعامل بها، وتساعدك في طباعة الـ "باركود" وفواتير البيع والشراء والمرتجعات، وتعرف لك العملاء والموردين، بل وتعطيك تقارير شاملة بكل هذه التحركات والعمليات، وتسلط لك الضوء على الأصناف الراكدة والأكثر مبيعًا والتي ساهمت في زيادة أرباحك، وتساعدك في شؤون الموارد البشرية وشئون العاملين ومواعيد العمل والمكافآت والحوافز، فأنت بحاجة إلى هذه التقنية
والتي تعرف باسم الـ " POS" اختصارًا لـ " Point Of Sale" وكذلك يطلق عليها البعض اختصار "POP" اختصارًا لـ " Point Of Purchase"، حيث تهتم بتوفير مجموعة من الإيجابيات في منصة إلكترونية واحدة للحصول على أفضل خدمة وأدقها على الإطلاق داخل مطعمك.
3- الأجهزة اللوحية – شاشات العرض - المواجهة للعملاء
دعنا نتفق عزيزي المالك أن الجزء الخاص بالطلب والحجز من طرف المستهلك يعد لعبة ذكية للغاية، وأمرًا تقنيًا مهمًا للغاية، وهذا ليس رأي شخصي من "مدونة آي هوريكا " فقط! بل هو كذلك رأي الدراسات العلمية في هذا المجال.
حيث أظهرت النسب أن 37% من ملاك المطاعم يؤمنون بأهمية توفير الجوانب التقنية والتكنولوجية في الجزء المتعلق بالطلب والحجز عن طريق شبكة الإنترنت، بل يؤكدون على ضرورة تجربته على الأقل، لما حققه هذا الأمر من أرقام ربحية مرتفعة لهؤلاء الملاك.
لذلك ظهر الاهتمام بهذا الجانب من خلال أجهزة العرض اللوحية التي تعلو طاولات الاستقبال في المطاعم، حيث توظف المطاعم هذه الشاشات في عرض النسخة الرقمية من قائمة وجبات المطعم، وتسمح للعملاء بتحديد ووضع طلباتهم وإرسالها مباشرة إلى المطبخ.
وظهر حديثًا الاهتمام بوضع هذه الشاشات على طاولات الطعام الخاصة بالزبائن كذلك، حيث تظهر الطلبات بسرعة أكبر مما تكون عليه حاليًا من انتظار وصول المضيف وتدوين الطلبات ومن ثم تحضيرها في المطبخ، أي وقت أطول لانتهاء مراحل العملية.
وهو الأمر الذي يتم انتشاره ببطء حاليًا، ولكنه يحمل فائدة كبيرة في المقابل؛ حيث ينهي العمليات بشكل أسرع ويعمل على إرضاء الزبائن.
بالإضافة إلى ذلك، يعطي الفرصة للمقبلين بالبحث بشكل أعمق في القائمة واكتشاف المزيد من المكونات والإضافات على الأطباق المعروضة، وهو ما يساهم في تحقيق معدلات دقة مرتفعة.
وكميزة إضافية، تأتي بعض هذه الشاشات محملة بالألعاب وأساليب الترفيه كقيمة تساهم في شغل أوقات الانتظار وخلق أجواء مرحة بين الحضور في صالة مطعمك.
ولكن هل تعرف ما الميزة الفعلية في نقل الاعتماد الكلي على الأجهزة التقنية في تحمل هذا العبء من الطلبات، هو الوقت الذي توفره لك كمالك، وللمضيفين من حولك لقضاء المزيد من الوقت في التفاعل مع الضيوف بدلًا من التحقق من طلباتهم أو طباعة " الفواتير " الشرائية الخاصة بهم.
المحور الثاني: تقنيات التسويق
أنت تعلم بالطبع أن امتلاك قاعدة تسويقية قوية تعمل على الترويج لوجباتك وخدماتك هي أمر لا غنى عنه، وذلك إن كنت تبحث عن الشهرة وزيادة نسب الإقبال عليك، وهذا الأمر يتمثل فيما تصنعه من صفحات وقنوات مختلفة للتواصل بينك وبين المستهلكين حول مطعمك.
فدائمًا ما تلعب هذه الوسائل دورًا قوية وفعالًا في صناعة الاسم والعلامة التجارية الخاصة بالمطعم استنادًا إلى القوة والابتكار والعديد من العوامل الأساسية الأخرى التي يمكنك التعرف عليها جميعًا من خلال مقالنا عبر المدونة " علاقة مواقع التواصل الاجتماعي بصناعات الأغذية والمشروبات ".
ولكن محور حديثنا هنا عن تقنيات التسويق يعتمد على جزئية أخرى لا تقل أهمية عن المذكورة سابقًا، حيث نسلط الضوء على واحدة من أكثر الاستراتيجيات المتبعة في عالم صناعة الأطعمة والمشروبات في الآونة الأخيرة، وهي " التخصيص – Personalization"
وحديثًا عن هذه الاستراتيجية، أنت تبحث – كمالك لمطعمك – عن إيصال مشاعر " الشخصنة " لعملائك، فلا يوجد إحساس أكثر قيمة من أي يشعر الفرد أن هذا العرض أو أن هذه الوجبة، أو حتى أن هذه الاحتفالية مقدمة خصيصًا له!
تخيل أنك قد توجهت مع عائلتك إلى مطعمك المفضل حيث تتناول وجبة الإفطار في نهاية كل إسبوع، لتفاجأ بأن المطعم قد أعد لك احتفالًا خاصًا بسيطًا تزامنًا مع اقتراب عيد ميلادك الخاص، أو أنك قد فوجئت بخصم كبير للغاية على ما تقدمت بطلبه نظرًا لأنها الزيارة السادسة لك على التوالي لنفس المطعم!
هذه الاستراتيجية المعتمدة على خلق حلقة اتصال مغلقة بينك وبين العميل هي الأساس الدعائي والترويجي للعديد من المطاعم في الآونة الأخيرة، حيث الهدف الأسمى هو إقناع الزبائن أن مطعمك يهتم بحياتهم وأدق التفاصيل الشخصية المتعلقة بها، عاملين بذلك على تجسيد هذه المناسبة في شكل مكافأة تقدم لهم، ليتكون معها الانتماء والاعتماد الكامل من طرف المستهلك.
ولكن كيف يمكن تطبيق ذلك بشكل مثالي؟
قديمًا كانت تعمل العديد من المطاعم على تسليم الزائر بطاقة مثقوبة خاصة تسجل فيها عدد المرات التي يتردد فيها الضيف على المطعم، حتى يستكمل 6 مرات على سبيل المثال، ثم تُقَدَّم له مكافئة خاصة في المقابل ويسلم له بطاقة جديدة، وهكذا.
وهي نفس الاستراتيجية التي ينطبق عليها العمل في تقنيات التسويق التي نتحدث عنها من خلال هذه السطور:
4- برامج الولاء – Loyalty Programs
وهي برامج حديثة يمكن إرفاقها بتطبيق الهاتف الخاص بمطعمك أو حتى أن تكون برنامج خاص بذاته يرتبط بخدمات مطعمك، حيث تحمل بينات المستهلك الشخصية عليه، وتستخدم في إعطاء رؤية تسويقية رائعة لك كمالك للمطعم، حيث يمكنك تتبع سلوك العميل، من عدد مرات زيارته، وسبب الزيارات، وطبيعة الوجبات المختارة وغيرها من الأمور المتعلقة بوجوده في صالة الطعام الخاصة بك.
فبدلًا من تعقب زياراتهم على البطاقات الخاصة، والتي يمكن أن تُفقد بسهولة، يحتفظ العملاء بسجل الزيارات الخاصة بهم على التطبيق، وكذلك يمكن لهذه البرامج أن تتعقب أعياد ميلاد العميل أو ذكرياته السنوية، حتى تتمكن من تقديم معاملة مميزة وخاصة في هذا اليوم.
5- برامج موفرة لخدمات البريد الالكتروني - Email Service Providers
وهذه النوعية من التقنيات مثل "Mailchimp" يسهل عليك كثيرًا إدارة حملاتك التسويقية عبر البريد الإلكتروني وإرسالها إلى أكبر عدد ممكن من العملاء والمقبلين عليك.
وذلك من خلال مجموعة من القوالب سهلة الاستخدام، حيث يمكنك إنشاء رسائل بريد إلكتروني جذابة لعملائك تحدد أحداثك القادمة وتخصصاتك في نوعية الأطباق والمشروبات التي تقدمها، من ثم يقوم بإرسالها إلى كل من قمت بإضافة حسابه الشخصي في البريد الإلكتروني.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تقوم هذه النوعية من البرامج بتتبع التحركات الخاصة بهؤلاء الزبائن بعد تسلم رسائل البريد الالكتروني، ووضعها في هيئة قوائم تحليل، مثل من قام بفتح بريدك الإلكتروني ومن قام بالضغط عليه، حتى تتمكن من تحسين حملتك مع مرور الوقت.
المحور الثالث: تقنيات الترفيه
لا يتعامل معظم الزوار مع مطعمك على أنها وجهة للحصول على الطعام فقط، بل يحمل هذا الأمر غايات أكبر، حيث المغامرة والفضول والرغبة في الاستمتاع.
وهو المبدأ الذي يجب أن تضعه في اعتبارك أثناء إدارة مطعمك، حتى تتمكن من وضع اسم مشروعك في لائحة أفضل الوجهات التي يجب عليك زيارتها في المنطقة التي يتواجد فيها، لمن يبحث عن المتعة والمغامرة والتجارب المختلفة.
وعادةً ما يتحقق هذا الأمر عبرأسلوبين أساسين:
6- شاشات العرض
وهي نفس الشاشات التي قمنا بذكرها مسبقًا، ولكن بالإضافة إلى استعراضها للنسخة الرقمية من قائمة الطعام الخاصة بمطعمك، وتزويدها بقابلية تحديد وطلب الوجبات ، تتضمن كذلك هذه الشاشات مجموعة من الألعاب والبرامج الترفيهية المختلفة.
كذلك قد تتضمن مجموعة من الأفلام القصيرة التي تدفع حقوق بثها أو مجموعة من القنوات التلفزيونية أو تحتضن مجموعة من المسابقات الدولية أو البث الحي لإحدى الفعاليات أو المسابقات العالمية ككأس الأمم الأفريقية الأخيرة.
فمع هذه الإضافات الترفيهية البسيطة ستتمكن من جذب مجموعة واسعة من الزبائن، فدائمًا ما تعد تقنيات المطاعم التي توفر الترفيه للزبائن أثناء تناول الطعام طريقة رائعة لزيادة الزيارات المتكررة منهم.
7- تقنية الـ " Wi-Fi "
لا تنسى أنك تسعى لإقبال الناس على مطعمك، حتى وإن كان ذلك لفترة قصيرة، خاصة في أولى مراحل التدشين، فأنت بحاجة ماسة لصنع اسمك الخاص بين الشرائح المجتمعية المختلفة المحيطة بمطعمك.
لذلك واحدة من الأساليب المستخدمة بفعالية في هذا الأمر توفير خدمة الـ " الواي فاي " المجانية في مطعمك؛ فاعلم أن نسبة كبيرة من الشباب وكبار السن المهتمين بمعايشة تطورات العصر الإلكترونية يندفعون نحو مثل هذه الأمور التي تسهل عليهم الإقبال على شبكة الانترنت وتصفح صفحاتها المختلفة بدون مقابل مادي.
ولكن بتصويب الحديث نحو الأهمية المهنية المتمثلة في العائد الربحي من توفير هذه الخدمة المجانية، يمكننا القول أنها تعزز تجارب التذوق وأجواء العمل الخاصة بالمقبلين عليك بدرجات كبيرة.
فيمكنك على سبيل المثال توقع وجود مجموعة من الأفراد في مطعمك أو مقهاك الشخصي، لإجراء مقابلة عمل أو لعقد اجتماع طويل أثناء تناولهم للطعام، مع احتياجهم الشديد لخدمة الـ " الواي الفاي " المجانية الخاصة بك التي تساعدهم على إتمام مهامهم الوظيفية بنجاح.
هذا الأمر يساعد على جذب المزيد من العملاء والمستهلكين بكافة شرائحهم إلى مطعمك، وهي إحدى الأساليب الناجحة في اللآونة الأخيرة لخلق شخصية قوية للمطعم وجذب أعداد كبيرة من الزبائن إليك، خاصة إذا ما تميزت هذه الخدمة بالقوة والثبات، حتى لا يستشعر زبائنك القلق من انقطاع الخدمة وتوقف أعمالهم أثناء تناول وجباتهم، وهو ما يقلل من فرص تكرار الزيارة مرة أخرى.
المحور الرابع: تقنيات الإدارة
هل تواجه تحديات ومشاق في سبيل إدارة أعمال مطعمك اليومية بشكل مثالي؟ إن كانت هذه المشكلة تؤرقك فلعل هذه التقنيات التكنولوجية هي أنسب الأدوات لمساعدتك في هذه المهمة:
8- برمجيات/تقنيات الحجز
هل يوفر مطعمك تقنيات الحجز لزبائنك عن طريق شبكة الإنترنت "Online reservation" ؟ إن كان كذلك فأنت على النهج السليم للإدارة، حيث تعمل هذه الأنظمة على تقليص الوقت والجهد المبذوليْن في هذه العملية، فتسهيل مثل هذه الأمور على الزبائن يشعرهم بالراحة، ويزيد من معدلات اعتمادهم على استهلاك منتجات مطعمك، وعلى الجانب الآخر يسهل عليك أنت وفريقك مهمة تتبع الحجوزات وإدارتها وتوجيهها بالشكل المناسب.
وهي واحدة من أهم الأمور للارتقاء بمكانة مطعمك في هذا العصر، وهو الحرص على جذب الزبائن وتحفيزهم على الطلب والحجز من خلال شبكة الانترنت، سواء كان الحجز عبر الموقع الشخصي للمطعم أو عبر قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة.
حيث تعمل هذه التقنيات على حصد جميع الحجوزات والتعاملات ضمن منصة إلكترونية واحدة، مختزلةً بذلك الوقت الطويل المبذول جراء حصدها قناة تلو الأخرى ودراسة كل حالة من الحجوزات والتعاملات الموجودة.
9- برمجيات الجدولة
إن كنت تعمل في إدارة إحدى المطاعم أو كنت بالفعل مالكًا لإحدى المشروعات الخاصة بهذا المجال، فأنت على علم بالمصاعب التي يمكن أن يواجهها المديرين فيما يتعلق بجدولة المواعيد الخاصة بأفراد طاقم العمل، والمتعلقة بمهامهم الوظيفية ومواعيد العمل والعطلات الخاصة بكل منهم بسبب التغيرات المفاجئة التي تصيب هذه الجدولة.
لهذا تظهر أهمية بعض البرمجيات مثل تقنية " ZoomShift " لفك عقدة هذا التحدي أمام المديرين، وكما ذكرنا سابقًا، فلست ملزمًا على الإطلاق الالتزام بهذا البرنامج فقط، بل يمكنك الاعتماد على اختيار من ضمن قائمة طويلة من هذه البرامج، التي في الأغلب تعتمد على توفير مجموعة الخصائص والمميزات التالية:
الجداول التلقائية: عندما تدراكك أن المضيف يمكنه العمل كل ليلة اثنين يمكنك تسجيل تلك المعلومة في البرنامج، وفي كل أسبوع، سيقوم البرنامج تلقائيًا بجدولة موظفك لتلك الساعات.
طلبات الإجازة: حيث يستطيع الموظف أن يُدرج -أو يقدم – طلبات الإجازة الخاصة به عبر شبكة الإنترنت، وبالتالي ستتمكن أنت من الجهة الأخرى الموافقة عليها أو رفضها وإضافتها في مكانها المطلوب، ليظهر بعدها إشعار على البرنامج بتحديد موعد الأجازة للموظف حتى تصبح محددة وواضحة للجميع.
المتابعة الآنية للجدول: نظرًا لأن معظم برامج الجدولة متاحة عبر الإنترنت، فسيتمكن للموظفين التحقق من جداولهم من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة المحمولة، حيث لن تتعرض للمزيد من المكالمات المفاجئة من المضيفين يطرحون أسئلة عن فترات العمل اليومية الخاصة بهم.
اقرأ مقالنا عن " خطوات وقواعد تساعد مضيف المطعم على تقديم أرقى مستويات الخدمة "
وأخيرًا، عليك أن تتنبه دائمًا إلى طبيعة المنافسة في البيئة المحيطة بمطعمك، فأنت تعيش في عصر تكنولوجي يتطور سريعًا، حيث يتوجب البحث الدائم عن أسرع وأفضل الطرق لجذب الزبائن نحوك، والحصول على اعتمادهم الدائم، في حين أن الزبائن تتجه نحو المطاعم الأسرع في الخدمة والأجود في نوعية الأطعمة المقدمة.
لذلك لا يمكنك العمل بالأساليب التقليدية القديمة، بل يجب عليك التوجه نحو استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة، التي تختزل عاملي الوقت والجهد المبذولين في سبيل إسعاد الزبائن وتقديم شخصية تجارية مميزة، والأهم من ذلك تقديم تجربة تذوق فريدة.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
٩ تقنيات تكنولوجية حديثة عليك امتلاكها لترتقي بمستوى الخدمة في مطعمك