عندما يتعلق الأمر بالطعام ، فإن الشكل والهيئة البصرية للأطباق تعد عاملًا رئيسيًا لجذب الأفراد إلى تجربة هذا الطعام ، خاصة في المطاعم والفنادق والمنشآت التجارية التي تقدم خدمات الضيافة والمأكولات والمشروبات، حيث يرتكز قطاع الضيافة بشكل رئيسي في معظم الأحيان على إيجاد طرق عديدة لجذب العملاء حتى يستطيع الصمود أمام المنافسة القوية في سوق المطاعم .
ولعل الصورة البصرية تعد أسلوب قوي وفعال في استقطاب زبائن جدد للمطعم باستمرار، ففي معظم الأحيان تبدأ رحلة العميل برؤيته لصورة جذابة على أحد القنوات الدعائية، لذا تعتمد كثير من العلامات التجارية على نشر تلك الصور المثيرة والنموذجية بشكل رئيسي في جذب الضيوف إلى المطعم أو تشجيعهم على طلب المزيد من خلال الصور المرفقة في قائمة الطعام .
فإن إضافة الصور إلى قائمة الطعام بشكل مدروس له تأثير قوي على العملاء من مجرد كتابة وصف الأطباق في القائمة، فعقل الإنسان يعالج الصور بشكل أسرع من أي شكل آخر من أشكال المعلومات، فالصورة توصل الرسالة بدون استخدام أي كلمات.
ولهذا فإن صور الطعام المستخدمة سواء في قوائم الطعام أو في موقع الإنترنت الخاص بمطعمك أو في تطبيقات توصيل الطعام إما أن تكون سبب قوي لنجاح المطعم أو قد تكون سبب للخسارة كذلك، فإذا لم ينل مظهر الطعام إعجاب المشاهد أو لم يثير اهتمامه في الطبق المعروض فبالتالي لن يُقدم على تجربته.
أهمية التصوير الفوتوغرافي للطعام
ومن هنا نوضح لكم أهمية التصوير الفوتوغرافي للطعام " Food Photography " للمطاعم والمنشآت المعنية بخدمات الأغذية الضيافة:
١- تحسين المبيعات والإيرادات
حيث يمكن لصور الطعام الاحترافية المثالية " Food Photography " أن تجذب الانتباه وتشجع العملاء على شراء طعام لم يكن ينوون شرائه في البداية، كما أن من خلال الصور المرفقة في القائمة يمكن تسليط الضوء على الأطباق الأكثر ربحية مما يشجع الضيوف على تجربتها وبالتبعية تتزايد معدلات الأرباح.
كما أن الصور الموجودة على منصات توصيل الطعام عبر الإنترنت تساهم في تحسين معدلات استجابة العملاء حيث تجعل الزبائن على علم بشكل وجبتهم قبل طلبهم، فبحسب موقع meero، تزيد معدلات الشراء على قوائم الطعام التي تعتمد على الصور بنسبة ٢٥٪ عن تلك القوائم التي تقوم على النصوص فقط على منصات الطلب عبر الإنترنت.
وكما هو مذكور في إحصائيات موقع Deliveroo، فإن عناصر القائمة التي تحتوي على صور بجانبها تحقق زيادة في المبيعات متوسطها ٦,٥٪، مقارنة بالعناصر التي لا تحتوي على صور بجانبها.
٢- خلق هوية العلامة التجارية
يمنح تصوير الطعام فرصة رائعة للمطاعم لنقل صورة علامتها التجارية، حيث يمكن لمجموعة متسقة من الصور من خلال الألوان والزوايا وشكل تكوين الصور أن تخلق شكل موحد لعلامتها التجارية وتبرز الهوية التي تسعى إلى إظهارها.
فإن الصورة توصل القصة وراء العلامة التجارية والقصة التي ما وراء الطبق، فإذا كان مطعمك أنيقًا وراقيًا، فيجب أن توصل الصور نفس المشاعر التي سيشعر بها الضيف عند زيارته للمطعم وألا تحتوي الصور على مظاهر أو عناصر عصرية وغير تقليدية.
٣- بناء المصداقية
فمن خلال استخدام تصوير الطعام يبني المطعم علاقة ثقة ومصداقية مع زبائنه، فعندما يوعد المطعم الزبائن بشكل طبق ما من خلال عرض صورة له، فذلك سوف يخلق توقعات معينة لديهم تجاه هذا الطبق ويبني تصور معين لطلبهم، وفي حالة توافق الطبق الحقيقي مع الصورة وعدم انحرافه كثيرًا عنها، فذلك سيكون أسرع طريق لبناء الثقة والمصداقية بين قاعدة عملائك، وسيبني سمعة طيبة للمطعم.
٤- المساعدة في جهود التسويق
فعندما يقوم المطعم بتصوير الطعام بشكل احترافي، لن يقتصر استخدام تلك الصور في القائمة فقط، فإنها سوف تذهب لأبعد من ذلك، فالصورة في حد ذاتها أداة تسويقية مذهلة يمكن التنوع في استخدامها لمدة طويلة، يمكن نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة، ويمكن نشرها على موقع المطعم الخاص على الإنترنت أو كمادة إعلانية في الصحف والمجلات والمنشورات وأنواع الدعاية المطبوعة المختلفة.
إلى جانب إمكانية استخدامها في اللوحات الإعلانية " Bill Boards "، فإن تصوير أطباقك بشكل احترافي يمكن أن يساعدك على خلق حملة دعائية متكاملة مما يعزز الجهود التسويقية المختلفة.
كيف تقوم بالتقاط صور لأطباق المطاعم ؟
أولاً: اختيار زوايا التصوير
هناك كمية لا حصر لها من زوايا الكاميرا التي يتم اعتمادها أثناء تصوير الطعام، ولكن عليك إدراك الفرق بينهم ومتى تستخدم كل زاوية منهم، ولتفهم أكثر فكرة زوايا التصوير تخيل أن هناك قوس وهمي أعلى الطعام، وكلما اتجهت أسفل القوس أي أقرب للطاولة فإن زاوية التصوير تقل تدريجيًا.
ولإتقان ضبط زوايا التصوير يستخدم معظم المصورون عادة حامل للكاميرا يطلق عليه الـ " Tripod " وهو أداة هامة في قائمة أدوات التصوير الاحترافي للطعام، حيث يساعد المصور على حمل الكاميرا بدلًا منه بشكل رأسي ينظر للأسفل أو في أي زاوية المطلوبة، وأن يعطي له الفرصة لإعداد تكوين الصورة وتنسيق الطعام بشكل سلس.
ويقع الاختيار بين الزوايا المختلفة وفقًا لما تريد إظهاره في الصورة ونوع الطعام الذي تقوم بتصوير، وفيما يلي نستعرض لكم الزوايا الأربعة الأكثر استخدامًا في التصوير الفوتوغرافي للأطعمة مع التأكيد على أن الإبداع في الصورة لا يأتي من ابتكار زاوية جديدة للتصوير بل بما هو داخل إطار الصورة نفسه من تصميم وإضاءة وتنسيق الألوان وتركيب عناصر الصورة وأسلوب طهي الطعام نفسه.
زوايا التصوير الفوتوغرافي للأطعمة
زاوية ٩٠ درجة - Overhead
يطلق عليها البعض " Bird’s Eye View "، وتمنح فرصة لإظهار المكونات في الطبق وخلق قصة وراءها، ويراعى هنا التدقيق في كافة تفاصيل الصورة وترتيب عناصرها فعند اعتماد تلك الزاوية يصبح كل شيء في إطار الصورة ملفت للنظر، وزاوية ٩٠ تعد مثالية لإظهار الأشكال والألوان والأدوات الجذابة التي قد يصعب إظهارها في زوايا أخرى، حيث تُظهر التباين بين الصواني المستطيلة والأطعمة المستديرة وهكذا، مما يخلق روح مختلفة من الصورة، ولا تقلق من ترك مساحة فارغة على الطاولة أثناء التصوير بهذه الزاوية أو ما يطلق عليها مساحة سالبة أو " Negative Space "، فسيمنحك ذلك فرصة لإضافة بعض النصوص أو الأوصاف للطبق
زاوية ٤٥ درجة - 3/4 angle
تُستخدم الزاوية ٤٥ عندما تريد إظهار مقدمة الطبق وسطحه وكذلك جوانبه، لذلك فهي زاوية شائعة الاستخدام في التصوير التجاري للأطعمة، وتتلاءم مع معظم أنواع الطعام، لذلك فهي زاوية آمنة يمكنك اعتمادها عندما تحتار في اختيار الزاوية الأفضل، وتُمثل تلك الزاوية رؤيتنا للطعام عندما نجلس لتناوله، فهكذا ترى عين الفرد الطبق وهو يأكل في المطعم ، و اعتمادًا على أبعاد الطبق الخاص بك ، ولمزيد من الدقة في اختيار الزوايا، يمكن أن تتراوح هذه الزاوية بين ٣٠ – ٦٠ درجة
زاوية ١٠ - ٢٠ درجة
تعد هذه الزاوية مشابهة لزاوية ٤٥ درجة، ولكنها تسمح بظهور مساحة أكبر من الخلفية، فهي زاوية جيدة إذا كنت ترغب في إكمال الطبق أو المنتج الخاص بك أو الخدمة التي تتخصص في تقديمها ببعض العناصر والمكونات الأخرى لتقديم المعنى المرغوب، مثل تصوير طبق حلوى مع إظهار كوبًا من القهوة في الخلفية، ولكن تأكد من طمس الخلفية قليلًا للحفاظ على التركيز على الطبق الأساسي.
زاوية " صفر " درجة - The Head-On Angle
هي زاوية أقل قليلًا من زاوية ١٠ - ٢٠ درجة، وتكون الكاميرا في نفس مستوى الطبق الذي يتم تصويره، ويمكنك اختيارها عندما تريد إظهار جانب واحد من الطبق، وتلائم عادة الأطباق ذات ارتفاعًا أو الأطباق التي تتكون من طبقات حيث تساعد المشاهد على رؤية تلك الطبقات وتفاصيل كل ما يحتويه الطبق، مثل ساندويتش البرجر أو العصائر في الكؤوس الطويلة وما إلى ذلك.
ثانيًا: اختيار الإضاءة الملائمة
إن الإضاءة الجيدة هي أهم معايير التصوير الفوتوغرافي الجيد، ففي الحقيقة نحن نلتقط الضوء بشكل أساسي ثم تأخذ عدسة الكاميرا جميع أشعة الضوء الذي يرتد وتعيد توجيهها من خلال العدسة إلى نقطة واحدة، ومن هنا وحيث أن الضوء هو ما يُمكّننا من التقاط الصور من البداية فلابد من التعرف على أنواع الإضاءة وكيفية استخدامها والتلاعب بها حتى تتمكن من الحصول على أفضل الصور على الإطلاق.
ولعل من أفضل الإضاءات المستخدمة في تصوير الطعام هو الضوء الطبيعي، فهناك ضوء طبيعي وضوء صناعي وهو أي ضوء يأتي من اللمبات أو أي أداة تكنولوجية تصدر ضوء.
أما الضوء الطبيعي فهو ضوء أشعة الشمس، مع العلم أن المصورون المحترفون يتمكنون من استخدام إضاءات داخلية تعطي نفس تأثير إضاءة الشمس، ولكن إذا لم تمتلك تلك المعدات الاحترافية التي تقود إلى ذلك، فأسهل طريقة للحصول على صورة مثالية هو استغلال الضوء الطبيعي.
حيث تُظهر الإضاءة الطبيعية الألوان والتباين في الصورة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالضوء الطبيعي، قد تجد نفسك تميل إلى وضع طعامك في تلك البقعة المغرية من ضوء الشمس الساطع الجميل، ولكن لا تفعل ذلك، حيث يميل ضوء الشمس المباشر إلى أن يكون قاسيًا، مما يخلق ظلالًا داكنة مشتتة للانتباه ويجعل الأبيض والألوان الفاتحة ساطعة لدرجة أنها تُفقد الطعام أي ملمس " Texture ".
لذلك احذر من الأشعة المباشرة، واعتمد على ضوء النهار غير المباشر أي من خلال نافذة ما أو أداة لتوزيع الضوء، فذلك سوف يمنح طعامك توهجًا ممتازًا، ولن يفقد الطعام خصائصه في ذات الوقت.
وتنطبق تلك القاعدة أيضًا على فلاش الكاميرا " Camera Flash " فلا يُفضل استخدامه أبدًا عند تصوير الطعام بغض النظر عن مدى سوء الإضاءة، حيث يقوم الفلاش بإضافة انعكاسات قاسية ووهجًا قد يغير من ألوان الطعام الطبيعية ويضفي لمعة ساطعة غير مرغوب فيها.
وهنا يجدر التفرقة بين نوعان من الإضاءة وهما الـ " Hard Light " و الـ " Soft Light "، حيث أن الأول أو ما يعرف بالضوء الصلب، هو ضوء يحتوي على انتقالات حادة وصارخة للغاية من النقاط البارزة إلى الظلال، وتكون حواف الظل محددة للغاية، فيظهر بوضوح أين يتوقف الضوء وأين يبدأ الظل.
في المقابل، ينتقل الضوء الناعم تدريجيًا من الضوء إلى الظل، كلما زادت النعومة، زاد الانتقال التدريجي حيث تكون حواف الظل لطيفة وتبدو الصورة كما لو أن الضوء يلتف حول الطبق.
ويحقق النوعان نتيجة مختلفة كليًا في الصورة ، وهذا لا يعني أن أحدهما أفضل من الآخر، فلكل نوع استخداماته، وقد يتعمد المصور استخدام الضوء الصلب لإضفاء شعور معين على الصورة، ولكن بشكل عام يشيع الاعتماد على الإضاءة الناعمة في تصوير الطعام .
ويمكن خلق الضوء الصلب والناعم من نفس مصدر الضوء، سواء إضاءة طبيعية أو إضاءة داخلية، فعلى سبيل المثال جرب التقاط صورة لطبق من الفواكه في أوقات مختلفة من اليوم بجوار نافذة المنزل، فحتى الشمس تتغير حدة ونوع إضاءتها على مدار اليوم، فحتمًا ستختلف الصورة الساعة العاشرة صباحًا عن تلك الملتقطة الساعة الخامسة عصرًا، ولعل هذا يعتبر أحد عيوب الإضاءة الطبيعية حيث أنها غير قابلة للتحكم ومتغيرة، وتتطلب فهم جيد لمعايير الصورة وأنواع الإضاءة واتجاهاتها لاختيار التوقيت الملائم لاستغلال إضاءة النهار الطبيعية.
وللحصول على صورة ذات إضاءة نموذجية عادة يتم الاستعانة ببعض الأدوات المساعدة في تعديل الضوء ومن أهمها:
Diffuser : هو أداة تقوم بتوزيع ونشر الضوء بشكل متساوٍ على الطبق، ويتم وضعه بين مصدر الضوء والطبق المراد تصويره، كما يساعد على تقليل حدة الضوء وخلق إضاءة ناعمة " Soft Light ".
Reflector : هو أداة تقوم بعكس أو رد الضوء من المصدر على الطبق الذي يتم تصوره، وهو ما يعرف بمليء الظل، وعادة ما توضع العاكسات مقابل مصدر الضوء، ويمكن استخدام أي سطح عاكس لتأدية هذا الدور، مثل ألواح بيضاء أو أسطح معدنية عاكسة أو مرآه.
وهناك جانب آخر من أساسيات إضاءة تصوير الطعام التي تحتاج إلى معرفتها هو اتجاه الضوء، حيث يؤثر الاتجاه الذي يدخل منه الضوء إلى مشهدك على مكان سقوط الظلال وكيف يتم التقاط المناطق الأكثر إشراقًا، وهناك عادة اتجاهان للضوء وهما كالآتي:
الإضاءة الجانبية – Side Light : أي عندما يدخل مصدر الضوء من الجانب الأيسر أو الأيمن من الطبق ، حيث يمكنك وضع طبقك على طاولة عمودية على نافذتك أو وضع إضاءة اصطناعية على الجانب الأيسر أو الأيمن، وتعتبر الإضاءة الجانبية طريقة شائعة جدًا لإضاءة الطعام لأنها تعمل بشكل جيد مع جميع أنواع الطعام إلى حد كبير.
الإضاءة الخلفية – Backlight: يتحقق الضوء الخلفي عندما يدخل مصدر الضوء من خلف الطبق في الاتجاه المقابل للكاميرا، ويعد اختيار رائع عندما يكون الطعام الذي تصوره يحتوي على الكثير من التفاصيل حيث يتم التقاط النقاط البارزة والظلال بشكل جميل، وقد يتماشى أيضًا مع تصوير المشروبات حيث ينعكس الضوء على السائل من خلال الزجاج.
وتذكر دائمًا أن كل طعام يتجاوب مع الإضاءة بشكل مختلف فهناك مثلا أطعمة لامعة تعكس الضوء مثل الحساء والفواكه والأشربة السكرية " Syrups "، كما أن الإضاءة تؤثر على شكل الطعام وعلى انطباع الزبائن عنه فمثلا قد تبدو قطعة اللحم داكنة في الصورة مما يوحي بأنها جافة وهو أخر شيء قد تريد أن يشعر به الضيف، ولكن إضافة انعكاس بسيط يُظهر لمعه على اللحم سيوصل انطباع بطراوة اللحم.
ثالثًا: تصميم تكوين مدروس للصورة
إن تصوير الطعام يتطلب ابداعًا في تكوين الصورة، فأنت لا تقم بتصوير طبق فقط، بل تصمم مشهدًا يحكي قصة ويعكس شعورًا خاصًا، وإن " التكوين - Composition " هو في الأساس مصطلح شامل لترتيب الأشياء في صورتك، وعندما يكون تكوين الصورة جيد يجعل المشاهد يركز علي المنتج أو الطبق الرئيسي في الصورة ويجذب العين نحوه.
ولكن في البداية عليك معرفة أين تضع طبقك الرئيسي في المشهد، هناك قاعدة أساسية يستخدمها المصورون للإجابة على هذه النقطة وهي قاعدة الثلثين "The Rule of Thirds "، وهو مفهوم بسيط ولكنه مفيد، ويعني أن تتخيل أن إطار الصورة مقسمة لتسعة أجزاء، وأن تحرص على وضع الطبق الرئيسي في التقاطعات الأربعة بين الخطوط، فإن إتباع هذه القاعدة يخلق صورة مريحة للعين ويجذب المشاهد نحو العنصر البطل في الصورة.
ولعل النصيحة الأهم لتحسين تكوين تصوير الطعام هو التصميم للكاميرا وليس العكس، فلا تقم بتنسيق الطبق والخلفية والمشهد بالكامل ثم تشغل الكاميرا لالتقاط الصورة، بل العكس هو الأفضل فما تراه عينك ليس بالضرورة مشابه لما تراه الكاميرا.
لذا اختر الزاوية المبدئية لتصوير طعامك وثبت الكاميرا على الـ " Tripod " وضع كوبًا أو طبقًا فارغًا على الطاولة وسلط الكاميرا نحوها، ومن ثم قم بإضافة العناصر الأخرى وابني التكوين والمشهد بناء على ما يظهر في كادر الصورة عنصرًا واحدًا في كل مره، كأنك تضيف طبقة تلو الأخرى.
فببساطة يمكنك اتباع تلك الخطوات الأربعة حتى تصل للكمال التركيبي للصورة:
ابدأ باختيار فكرة الصورة
ضع الطبق الرئيسي
أضف عناصر جذابة حول الطبق
احذف ما هو غير ضروري
يمكن استخدام الإكسسوار، والمكونات المستخدمة في الطبق أو المشروب، وأدوات المائدة مثل الشوك والسكاكين، بالإضافة إلى القطع القماشية التي تضيف روحًا حيوية في الصورة، مع بعض العلب والصناديق النحاسية أو الخشبية، أو بعض من أواني الفخار.
فهناك العديد من العناصر التي يمكن استخدامها ولكن احرص دائمًا أن تضيف أشياء ملائمة للقصة وراء الطبق، ومعبرة عن طبيعة مطعمك ونوع الطبق أو المشروب الذي تقوم بتصويره، ولا تنسى التدقيق في ألوان كل قطعة تضيفها بجوار طبقك، فتنسيق الألوان يعد عاملًا رئيسيًا في جذب العين للصورة أو النفور منها كذلك.
ويعد لون خلفية التصوير الفوتوغرافي مكملًا للطعام المراد تصويره، ويجب أن تمنحها أهمية كبيرة، حيث تتطلب دقة تتلاءم مع طبيعة الطعام المصور ولونه، بالإضافة إلى نوع الخامة المستخدمة في الخلفية، فقد تكون خشبية أو قماشية أو مجرد قطعة من الورق الملون.
فكل خلفية تعطي انطباعًا مختلفًا وفقًا لملمسها، ولذلك عليك دراسة المنتج أو الطبق الذي تقوم بتصويره لمعرفه ما هي طبيعة الخلفية التي سوف تتماشي معه، وغالبًا ما يتم الاختيار بين ثلاثة أنواع من ألوان الخلفيات وهم الآتي:
ألوان باردة : إن الطعام في معظم الحالات يكون لونه دافئًا عادةً، لذلك قد يكون التركيز الرئيسي ينصب على اختيار الألوان الباردة مثل الأزرق والأزرق الفاتح والسماوي، فهي ألوان عصرية جدًا مؤخرًا، فهي تشكل تباينات مع ألوان الطعام المصور.
ألوان محايدة : حيث أن اللون الأبيض في تصوير الطعام يعد أحد أكثر ألوان الخلفية استخدامًا، حيث يُمكن المصور من الحصول على صور واضحة ومشرقة ويمنح الفرصة لالتقاط صور لجميع أنواع الطعام، فهو مثالي لصنع صور قائمة الطعام.
وتُستخدم الخلفيات السوداء والرمادية على نطاق واسع في الوقت الحالي، وهو خيار ممتاز عند تصوير أطعمة داكنة اللون أو عند استخدام الإضاءة الخافتة.
ألوان دافئة : تضيف الألوان الدافئة في خلفيات تصوير الطعام أجواء عائلية وأكثر دفئ وحميمية، وغالبًا ما يستخدم الأخشاب في هذا النوع من الخلفيات فهي تضفي أصالة إلى الطبق.
رابعًا: استخدم أفكار التصوير المبتكرة
في التصوير الفوتوغرافي للطعام خاصة للتسويق التجاري قد تحتاج لاستخدام بعض الحيل حتى يبدو الأكل شهي وجذاب لتساعدك على إظهار طبقك بشكل أفضل، وإليك بعض منها:
استخدم قطع الثلج المزيف " Fake Ice " في تصوير المشروبات، وهو قطع بلاستيكية مشابهه للثلج الحقيقي، فإن استخدام الثلج الحقيقي أثناء جلسة التصوير سيكون تحدي قوي لأنه يتطلب سرعة قبل أن يبدأ في الذوبان ولكن الثلج المزيف سيمنح لك الوقت للتعديل والتجربة أكثر من مرة، واحرص على رش الكوب برزاز الماء من الخارج لإضفاء مشهد واقعي.
استخدم قطع من ورق الكرتون الخفي بين قطع البان كيك حتى تبدو هشة أكثر وتُظهر الطبقات بشكل أفضل.
عند تصوير مشروبات ساخنة، يمكنك تسخين قطعة قماش مبللة في الميكروويف واستخدمها بجوار الكوب لإعطاء لقطة بخار مثالية في الصورة، فبطبيعة الحال سيبرد المشروب أثناء التصوير سريعًا.
احرص على تصوير اللحوم فور تسويتها لأنه بمجرد أن تفقد حرارتها، تفقد قوامها الجذاب وتجمد الدهون، ويمكنك إضفاء بعض الزيت على وجه اللحم لإعطائه مظهر لامع ومليء بالعصارة.
لإضافة ارتفاع إلى تل المعكرونة في الطبق، يمكنك تجربة وضع بولة عميقة بشكل عكسي في منتصف الطبق الذي ستقوم بتصويره، ومن ثم ضف المكرونة عليها، فستظهر منتفخة وتحافظ على هيئتها طوال مدة التصوير، وتلك الحيلة يمكن تطبيقها مع السلطة أيضًا.
وعلى الجانب الآخر تلجأ الشركات الدعائية للأطعمة إلى حيل وخدع أكثر ابتكارية للوصول لأفضل شكل للطبق، ففي كثير من الأحيان لا يبدو الطبق الأصلي على الكاميرا جذابًا بل يحتاج لبعض التدخل لإظهار تفاصيل ومكونات الطبق، حتى وإن لزم استخدام منتجات ليست قابلة للأكل ولكنها تعطي المظهر المثالي النموذجي للوصفة، ومن أشهر خدع التصوير الدعائي للأطعمة هو الآتي:
استخدام كريم حلاقة بدلًا من الكريمة على الحلويات.
استخدام زيت السيارات بدلًا من شراب القيقب " Marple Syrup " على البان كيك، فهو يعطي نفس قوام ولون وتأثير الشراب في الصورة.
عدم طهي الدجاج المشوي، بل يتم دهنه لون خارجي فقط، وهو ما يوفر في الوقت وكذلك لا تقلل من حجم الدجاج.
استخدام الصمغ الأبيض بدلًا من اللبن لتثبيت قطع حبوب الإفطار " Cereals ".
وضع القليل من صابون الأواني قبل صب المشروبات الغازية لمنحها رغوة أكثر ثباتًا.
خامسًا: الانتباه إلى التفاصيل
لالتقاط صور نموذجية للطعام عليك أن تنتبه لتفاصيل كافة العناصر داخل الصورة، فابسط الأشياء تصنع فارقًا، لذا عليك الانتباه لنظافة الأطباق والقطع القماشية التي تستخدمها وقد تحتاج لكيّ مفرش الطاولة إذا لزم الأمر، وإذا كنت تستخدم أطباق وكؤوس زجاجية يمكنك ارتداء القفازات عند تحريكهم أو لمسهم حتى تتجنب ظهور بصمات الإصبع على كأس المشروب الذي تصوره.
أفكار يعتمدها المصور المحترف في تصوير الطعام
هناك عدة أفكار في تصوير الطعام الفوتوغرافي لخلق صورة أو مشهد ذات تكوين رائع، ولكن أيًا ما كان الفكرة التي سوف تعتمدها في تصوير طبقك ينبغي التركيز على ألّا تظهر هذه التقنية أو الفكرة بوضوح وألا تكون منظمة بشكلٍ ملحوظ، بل أن الصورة الرائعة هي ما تعجب من يشاهدها وتلفت انتباهه دون أن يدري ما السبب الحقيقي وراء كونها مثيرة للاهتمام، وإليكم تاليًا بعض من تلك الأفكار:
الخطوط - Lines
فإن إنشاء بعض الخطوط - المتوازية أو المنحرفة - باستخدام الطعام وأدوات المائدة أو الإكسسوار في موضع جيد داخل تكوين الصورة سيؤدي إلى جذب العين نحو موضوع الصورة مباشرة، كما ستضيف الخطوط حركة بسيطة في البيئة الثابتة، وإعطاء تناسق لصورتك.
لذا استفد من الأسياخ الخشبية وخطوط الشواية ذاتها، أو أعواد الكرفس، والسكاكين والأواني المستطيلة المستخدمة في تقديم الأطباق، وقم بتنسيقها في موضع جيد بشكل يوجه العين إلى الصنف الرئيسي في صورتك.
الطبقات – Layer
ولا يُقصد هنا طبقات المكونات في الطبق نفسه، بل تشير الطبقات إلى أن يتم التعامل مع عناصر الصورة كما لو كنت تبني طبقة فوق الأخرى، وحاول ألا تفكر في الطبقات على أنها مجرد ترتيب للأشياء، بل فكر فيها على أنها طبقات من إبداعك، كل طبقة تضيف المزيد من العمق إلى قصتك، وتتماشى هذه الفكرة مع التصوير بزاوية ٤٥ ، حيث تكشف تلك الزاوية جزءًا كبيرًا من الخلفية وتمنحك فرصة لبناء طبقاتك حول العنصر الرئيسي في الصورة.
تكرار الأنماط أو الأشكال
إن عقل الإنسان بطبيعة الحال يبحث باستمرار عن الأنماط، لذا فإن دمج الأشكال المتكررة بشكل فني جميل في تكوين الصورة يشكل متعة كبيرة للعين، فبدلًا من تقديم حصة واحدة، جرب خبز مجموعة متماثلة، أو تكرار أشكال مثل الدوائر في الصورة.
إن تكرار الأنماط قد يكون من وحدات متماثلة للغاية أو قد تكون أنماط عشوائية، حيث قد تتكون بعض الأنماط من عناصر فردية تختلف جميعها قليلاً عن بعضها البعض ولكنها تبدو متشابهة عند النظر إليها بشكل جماعي، وهو ما قد يتماشى مع تصوير قطع الشوكولاتة أو البسكويت أو أي أطعمة منتجة بكميات كبيرة موضوعة بشكل هندسي، هذا سيخلق تأثيرًا منضبطًا للغاية.
وانتبه أن في بعض الأحيان يؤدي كثرة التشابه والانسجام إلى شعور بالرتابة حيث تميل الأنماط بطبيعتها بسهولة التنبؤ بها، لذا من الجيد اللعب مع توقعات المشاهد وجذب الانتباه من خلال كسر رتابة النمط بلمسة غير متوقعة في عنصر واحد مفاجئ، مثل قطع أحد العناصر المرصوصة بجانب بعض، أو إضافة لمسة بلون مختلف لأحد الكعكات المخبوزة.
تصوير أحادي اللون – Monochromatic
وهو أسلوب يعتمد على توحيد لون الطعام في المشهد وكذلك الخلفية، والاعتماد على لون واحد فقط في تكوين كافة عناصر الصورة.
ظهور الأيدي في الصور
إن ظهور الأيدي في صور تصوير الطعام يعد أسلوب قديم ولكنه رجع بقوة مؤخرًا، حيث يضيف لمسة عفوية ويمنحها حداثة وواقعية، ولكن احذر من أن تسرق اليد انتباه المشاهد عن الطبق الرئيسي، لذا اجعلها جزء من تكوين الصورة ولكن لا تنساق لأن تكون هي بطل الصورة.
التطاير – Levitation
استخدام هذا الأسلوب الذي يظهر الطعام كما لو كان يتطاير فوق الطبق يعطي شعور مثير بالحركة ويتماشى مع مجموعة كبيرة من الأطباق، وللحصول هذا النوع من التصوير، يتم تثبيت قطع الطعام في أعواد خشبية أو خيط رفيع، ومن ثم يتم التقاط أكثر من صورة، وأخيرًا يتم إزالة تلك الأعواد الخشبية والخيط بواسطة برامج تعديل الصورة.
الحد الأدنى – Minimalism
هناك اتجاه مؤخرًا نحو تقليل عدد العناصر المتواجدة في تكوين الصورة وهو ما يسمى بالـ " Minimalism "، ويشير التصوير الغذائي البسيط إلى بناء تركيبة مع استخدام نطاق ألوان من ٢ - ٣ ألوان فقط.
وأخيرًا، وبعد عرض أهمية التصوير الفوتوغرافي للطعام وكيفية الحصول على صورة عالية الجودة، وتوضيح تفاصيل زوايا التصوير وأنواع الإضاءة والتكوين الفوتوغرافي، فما زال هناك العديد للخوض في تفاصيله فيما يخص تصوير الطعام " Food Photography "، فهو موضوع يعتمد على العديد من المعايير المتغيرة في مجال الأغذية مثل نوع العلامة التجارية ومدي الابتكارية والجنون في أساليب الدعاية المستخدمة، وطبيعة المأكولات التي تظهر في ساحة سوق المطاعم والفنادق.
بالإضافة إلى كونه موضوع يشهد العديد من التطورات السريعة التي تتغير مع متغيرات الصيحات على منصات التواصل الاجتماعي وصيحات الألوان والتصاميم، وأساليب وأدوات تقديم الطعام ، وتكنولوجيات أدوات ومعدات التصوير التي تعد في حد ذاتها جانبًا هامًا ومؤثرًا في جودة الصور بشكل كبير.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
أسس ومعايير تصوير الطعام باحترافية في قطاع المطاعم والفنادق