تتكون الصورة الذهنية لمطعمك من حاصل جمع العديد من المتغيرات، مثل مدى تفاعل الضيوف مع خدماتك المقدمة من الأغذية والضيافة، وكيف تتعامل أنت معهم وتحرص على إبقائهم لديك كعملاء دائمين، وشكل أجواء التذوق التي تحرص على إيجادها في مطعمك، وظهورك على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وغيرها العديد من الأمور.
أي أن علامتك التجارية هي القيمة الملموسة وكذلك الحسية التي يتلقاها منك ضيفك والمجتمع من حولك، ولكنك لست منفردًا في هذا، فكل المطاعم كذلك تمتلك صورتها الذهنية وعلامتها التجارية المؤثرة في السوق التنافسي، أي أن الضيف -أو العميل- بصدد التعرض لعدد هائل من الإعلانات التجارية والأفكار الترويجية والرسائل الهاتفية والعروض المثالية.
وفي حقيقة الأمر هذا هو العامل الأول المميز للمطعم المستقر، أي يسعى إلى الإبقاء على وضعه الحالي مهتمًا بالحل المؤقت لمشكلاته اليومية بدون خطط استراتيجية طويلة الأمد أو أفكار توسع وتطوير في أعماله.
ولكن على الجانب الآخر هناك المطعم المزدهر، وهو الذي يسعى لتطوير وتوسيع مجال خدماته التي يقدمها سواء كانت أغذية أو ضيافة، وهذا العامل المذكور سابقًا يتوقف على مدى قدرتك على التميز في البيئة التنافسية وإظهار ما تنفرد به من منتجات أو أسعار أو أساليب أو حتى أجواء تذوق لا تتواجد في أي مطعم آخر.
أما العامل الثاني فيتمثل في طبيعة القيمة التي تضيفها للمجتمع، هل هي مجرد خدمات ضيافة يجوبها بعض الوجبات والمشروبات المثيرة، أم أن القيمة تتعدى ذلك إلى حدود الترفيه والضيافة الراقية وتوصيل الطلبات وتوفير رؤية مختلفة في مفاهيم المطاعم، أم أنها أيضًا تتعدى ذلك إلى حدود المشاركة في الإحسان إلى المجتمع والارتقاء بمكانته، فهذا عامل يؤثر أيضًا على مدى رغبتك في الازدهار بما تقدمه في مجتمعك.
والعامل الثالث يتعلق بمدى قدرة منشأتك على البقاء والاستمرار ما إن قررت تركها والانسحاب من عمل التجارة في المطاعم، هل تستكمل أعمالها بفاعلية دون أي تأثير، أم أن نجاحها منوط بوجودك كمالك أو مدير لخططها التشغيلية؟
جميع هذه العوامل تحدد ما إن كان مطعمك مستقرًا أم يبحث عن الازدهار والتطور، وكذلك تحدد ما إن كانت هوية العلامة التجارية لمطعمك، والتي تحدثنا عنها مسبقًا في مقال: " ٧ توصيات لبناء هوية مثالية لعلامة مطعمك التجارية "، تهدف للتأثير القوي والتعبير المثالي عن أفكارك، أم أن المشروع بكامله يهدف للربح الاقتصادي المؤقت وإشباع فضول الخضوع للتجربة العملية فقط لا غير؟
١- التغيير في الهيئة
قد يشعر أحد الملاك في بعض الأحيان أن عدم وجود ملامح للتطور والازدهار في المطعم هي بسبب الديكور أو الإضاءة، ولكنها ليست الحقيقة، فببساطة قد يكون التصميم بأكمله ليس مناسبًا، أي أنه لم يعد منطقيًا، أو مؤثرًا، آو مضيفًا، حيث أنه الوقت الملائم لبعض التغييرات.
ويميل التصميم في هذا اليوم وهذا العصر إلى توفير مساحات كبيرة في صالة الطعام، مع مراعاة التصميم البسيط في عناصر اللون والأشكال والرسومات وتصميمات الأثاث والأدوات والمعدات المرفقة، كما أن التوجه يقترب من الرغبة في دمج مطبخ مفتوح بطاولات الضيوف في صالة الطعام، حيث فرص العروض الحية والمزيد من التشويق والتحفيز على تجربة الأطباق المختلفة.
وهذا بالحديث عن التصميمات الداخلية، أما بالحديث عن الخارجية فعلى الرغم من أن الموقع يعد خطوة أولى مهمة، إلا أن التميز عن جميع المطاعم ومنشآت تقديم الأطعمة الأخرى في الشارع يعني زيادة جاذبيته في نظر الجمهور، مثل مد التصميم الداخلي والمزج بينه وبين مساحات الجلوس الخارجية التي توفرها للضيوف، كما يمكن أن يؤدي لون الطلاء غير التقليدي أو ديكور النوافذ الإبداعية أو اللافتات الجريئة إلى توقف العميل وإلقاء نظرة ثانية عندما يمر أمام منشأتك.
وإذا ما تحدثنا عن تصميم الجمادات داخل وخارج المطعم، علينا كذلك الحديث عن الزي الرسمي الخاص بفرق الملاك والإداريين والمضيفين في المطعم، والذي يجب أن يكون موحدًا على مستوى الفريق الواحد ومتفقًا في شكلهم العام أو رسالته المعبرة فيما بين كل الفرق، ولكن ما يجعل مطبخك مزدهرًا هو التغيير في شكل هذا الزي بشكل جزئي أو كلي، فبرغم من أنها خطوة بسيطة للغاية إلا أنها في النهاية لقطة هامة لتغيير أجواء التذوق في صالة الطعام، وتظهر مدى قوتها عندما يتم إرفاقها بمجموعة من التغييرات الأخرى في تصميمات الواجهة أو الأثاث الداخلي.
٢- الاندماج والتفاعل
تعد المشاركة في أحداث المجتمع المحلي طريقة رائعة للتعرف على عميلك المستهدف، ولتقديم نفسك وعملك للجيرانك في محيطك التنافسي، انخرط في حملة طعام خيرية محلية، أو حتى أفضل من ذلك، ابدأ واحدة خاصة بك إذا كنت ترغب حقًا في جذب انتباه الناس.
كما أن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك تبنيها كطرق لجعل مطعمك يبرز وينهض فوق باقي المنافسين، كإنشاء برنامج للتبرع بالأغذية، أو تدشين مهرجان بسيط للموسيقى المحلية، أثناء تقديم أطباقك الخاصة، أو مهرجان للحرف والمهارات الخاصة لفئات الجمهور من حولك.
حيث توفر هذه النوعية من الأحداث البنية التحتية والحشود المدمجة التي تحتاجها لتقديم طعامك وعملك إلى مجموعة سكانية جديدة من العملاء والضيوف، كما أنها تمنحك الفرصة لاختبار عناصر غذائية جديدة وأفكار وصفات لتضمينها في قائمة طعامك، مما يؤدي في النهاية لتحفيز التوجه إلى مطعمك ومحاولة تجربة وجباتك المختلفة، لعلك تكتسب جمهور دائم بعد الحدث.
كما يمكنك استضافة الأحداث الرياضية أو عشان تذوق وجبة جديدة أو وصفة مختلفة تسعى لمعرفة توجهات الناس تجاهها، ولكن في كل الأحوال تتطلب هذه الأحداث التخطيط والتحضير الدقيقين.
كما يمكنك دعوة المؤثرين في المجتمع أو ما يطلق عليهم الـ "Influencers"، وهم ممن يمتلكون مكانة اجتماعية مؤثرة في مجال التذوق وتقييم خدمات الأغذية والضيافة المقدمة عبر المطاعم والمنشآت والفنادق، إلى جانب امتلاكهم لرصيد وافر من المتابعين على صفحاتهم المختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا النوع من الحضور قد يمثل إضافة مثالية لأحداثك الخاصة لإنك لا تدعو شخص واحد أنت تدعو جمهور كبير متمثل في شخص واحد.
٣- المكافئة على الولاء
لقد ولت أيام بطاقات المكافأة الشخصية أو بطاقات العروض أو ما تعرف باسم "Punch cards" التي كان يحملها الضيوف مع كل زيارة جديدة للمطعم، ولكن الفكرة لا تزال فكرة جيدة من الناحية النظرية، فسيحب الناس دائمًا المكافأة على ولائهم، ولكن يجب أن يأتي بشكل مختلف الآن، حيث تأتي أهمية جلب الولاء والمكافآت إليهم، حيث يقضون معظم الوقت على هواتفهم -الرسائل وتطبيقات الهاتف-، أو متصفحين لشبكة الإنترنت -حيث الموقع الخاص بالمطعم أو صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي-.
وهنا تأتي أهمية نظام نقاط البيع الإلكترونية أو الـ " POS" اختصارًا لـ " Point Of Sale" كتقنية مهمة من أهم التقنيات الواجب توافرها في مطعمك كما ذكرنا مسبقًا في مقالنا: " ٩ تقنيات تكنولوجية حديثة عليك امتلاكها لترتقي بمستوى الخدمة في مطعمك "، وهذه التقنية لم تكن تختص بالضيوف في البداية، حيث كانت تختص فقط بملاك المطاعم وإدارة مخازنهم وأساليب دفع الفواتير وبناء قاعدة معلومات للمنتجات والمخزون والهادر والمصروف أثناء عمليات التصنيع والإعداد والتقديم، ولعل ما أعطى فائدة أكبر لهذا النظام قدرته على تكوين قاعدة بيانات شخصية لكل ضيف يُقدم على المطعم، مما يساهم في تزويد نظام النقاط والمكافآت وخيارات التذكير ببعث رسائل البريد الإلكتروني وطرح العروض المختلفة، وهي في النهاية تعد واحدة من أهم الاستراتيجيات التي تعتمد عليها المطاعم في تطوير أعمالها القائمة على بقاء العلاقة طويلة الأمد بينها وبين الضيف في الأساس.
٤- التوصيل والعروض
وهو أحد أمرين، إما أن تجبر الضيف على التوجه إلى مطعمك، أو أن تذهب أنت إليه، وقد تستطيع كذلك الجمع بينهما، وأكدنا في مقالنا السابق: " ٦ عوامل تساعدك على بناء نظام توصيل طلبات مثالي لمطعمك " على الأهمية الترويجية والتسويقية لتوصيل طلبات المطاعم إلى المنازل وقدرة هذه الخطوة على مضاعفة أرباح مطعمك بنجاح؛ حيث تزداد معدلات الاعتماد عليه من قبل فئات كبيرة من المجتمع في أي محيط سكني، وبالأخص فئات الشباب، وكلما استطعت توفير هذه الميزة التجارية عبر خدماتك كلما استطعت الارتقاء بمستواك التجاري في السوق التنافسي.
ويمكن تحقيق ذلك بمثالية من خلال أربعة أمور، تساهم في مجملها على تطوير مكانتك الاقتصادية وتمييز علامتك التجارية بمثالية، وأول هذه الأمور هو قدرتك على توفير خدمات الطرف الثالث المتخصص في تقديم طلبات الأغذية والمشروبات المطروحة من قبل مطعمك.
فهو مصدر قوة يضاف إلى قوة فريقك مندوبيك المتخصصين في توصيل الطلبات إلى العملاء، وخاصة إن كنت تمتلك فرعًا صغيرًا من علامتك التجارية في إحدى المراكز التجارية، أو مجمعات المطاعم حيث تشتد المنافسة بين العلامات التجارية في خضم الإقبال الجماهيري والازدحام الشديدين، وقد أصبحت واحدة من أهم الخطوات التنفيذية التي تهتم المطاعم والمنشآت بإتمامها لما تضيفه من قيمة اقتصادية على الأرباح النهائية، ولكن احرص دائمًا على إيجاد بروتوكول تعاون مشترك موضح النصوص والقواعد والعقوبات التي تحفظ الحقوق الخاصة بمطعمك وما تقدمه من أغذية ومشروبات، وذلك لتتيقن دائمًا من أنك أفضل خدمة وجودة لعملائك.
وبالحديث عن أهمية إيجاد فروع ممتدة لعلامتك التجارية في مجمعات المطاعم والـ "مولات" من حولك، تأتي أهمية اتخاذ القرار الأصعب، والمتعلق بتغيير موقع منشأتك، وانتقالك لموقع آخر قد تجد أنه الأفضل -وفقًا لدراسات الجدوى الخاصة بك-، وأنه سيرتقي بكفاءة أعمالك وسيؤدي إلى ازدهار تجارتك بمثالية، وهي واحدة من الخطوات المصيرية التي تتخذها العديد من الفروع التابعة للعلامة التجارية عندما تتوفر لديها بدائل أو حلول جغرافية جديدة مبتكرة بعد فترات طويلة من التدشين الأول، كخطوة نحو التغيير والتجديد وإيجاد بيئة تسويق وترويج تجارية أفضل، أو أن تجد بعد فترات صغيرة من التدشين أن موقع العلامة التجارية -أو مطعمك- قد تم تحديده بشكل خاطئ، لذا تتجه الحاجة لإعادة تغيير الموقع، وهنا تظهر أهمية إعداد التخطيط السليم قبل اختيار موقع مطعمك، ولعل مقالنا: " قبل أن تختار موقعًا لمطعمك .. اطلع على هذه النصائح أولا " هو أنسب مقال يضيف إليك الكثير من المعلومات فيما يتعلق بهذه الجزئية.
وكما يتعلق الأمر بموقع بنيان مطعمك وتوافد الضيوف عليه، يتعلق كذلك بتوسيع معايير البعد المكاني – والبعد التسويقي – المتعلقة بعلامتك التجارية، ونقصد بالحديث هنا أهمية وجود عربات الطعام كذراع إعلامي وامتداد خدمي لأغذيتك وما تقدمه من منتجات مميزة وكذلك أسلوب تعامل علامتك التجارية مع الضيوف، فهي ليست مجرد مشروع صغير لأصحاب الدخل البسيط، وكذلك ليست فقط واحدة من أهم الصيحات الحديثة المتبعة في مجال تقديم خدمات الأغذية لعام ٢٠٢٠.
بل هي فكرة مبتكرة يتخذها أصحاب المشاريع بعد فترات طويلة من التدشين لترويج الشعار الخاص بهم، وبالأخص عندما يتم تدشينه في واحدة من أهم مراكز تجمع فئات المجتمع المختلفة، أو إطلاق هذه العربات في رحلات برية خاصة حول المدينة أو المدن الخاصة بالبيئة التنافسية التي يعملون فيها، ويمكنك التعرف على أهم خطوات تدشينها بفعالية من خلال مقالنا: " ١٠ خطوات تساعدك على تسويق عربة طعامك المتنقلة بنجاح "
كما أنه في الفترة الراهنة، اعتاد عملاء المطعم على مشاهدة قوائم طعام خاصة لمناسبات مثل ليلة رأس السنة وعيد الحب، وليست هذه القوائم الخاصة شائعة فحسب، بل يشعر العديد أن لا بديل عنها في هذه المناسبات، ولكن المشكلة تتعلق في ارتفاع الأسعار خلال هذه المناسبات بالأخص مما يدفع العديد من الضيوف إلى تخطي فكرة الاستمتاع بأجواء التذوق خارج المنزل، لذا احرص دائمًا على جلب الضيوف إليك كما تحرص تمامًا على توصيل طلباتك سليمة إليهم، وحاول دائمًا أن تخلق قائمة خاصة لأولئك المهتمين بالاستمتاع بأجواء تذوق منخفضة الميزانية، مع تطعيمها بمجموعة من أفضل مختارات مطعمك من الأطباق اللذيذة خلال فترات محددة في الأيام، والتي تعد أطباق باهظة الثمن- تزامنًا مع فعاليات المناسبة التي يعايشونها جميعًا، فهذا كفيل بمضاعفة أعداد المقبلين عليك كثيرًا إذا ما اتبعت أسس التسويق المسبق بمثالية قبل انطلاق فعاليات المناسبة الخاصة، وهو ما يخص الجزئية القادمة.
٥- تطوير التسويق الإلكتروني
في هذه الأيام، إذا أراد شخص ما أن يعرف شيئًا عن مطعم ما، فإنه يتوجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة العثور على ملفات التعريف الخاصة به حتى يتمكن من الحكم على إثرها، لهذا السبب، من الضروري التأكد من أن حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي مستحدثة، ومليئة بالمعلومات حول مطعمك، وكذلك أن تكون مرفقة بالكثير من الصور والفيديوهات حتى يطلع عليها المتعرضون.
كما أننا نعيش الآن في عصر رقمي، فعلى سبيل المثال لقد ولت الأيام التي يحتاج فيها المضيفين إلى مفكرة لتدوين الطلبات؟ نعم لقد ولت، فقد بدأ توظيف استخدام لوحات قائمة طعام رقمية للحفاظ على الفكر المعاصر والهيئة الرقمية الخاصة بالمطعم.
فالعديد من العلامات التجارية تأخذ وسائل الإعلام الاجتماعية بعقلية تقليدية، فإنهم يبددون صفحاتهم باستخدام منشورات "اشتر الآن" و "القِ نظرة على هذا الطعام" التي تؤدي إلى تفاعل حقيقي مع المتابعين ولكن بنسبة ضعيفة للغاية، حيث تحتاج العلامات التجارية إلى طرح سؤال صعب على نفسها: "إذا كانت شخصيتي الاجتماعية شخصًا، هل سيكون أي شخص صديقًا لي؟" في معظم الحالات ، سيكون الجواب "لا".
يجب أن تبدأ العلامات التجارية ذات الخدمة السريعة في التصرف كإنسان عند تعاملها مع المجتمع، أي أن تقدم شيئًا ممتعًا وغير متوقع للسرد، منشورات تحمل أهمية حقيقية وقيمة جوهرية للمجتمع، وهو الأمر الذي يتوافق مع معيار القيمة المذكور في مقدمة هذا المقال، ولا تكتفِ بنشر علامتك التجارية فقط.
ويتعلق هذا الأمر بشدة بمدى قدرة مطعمك على الازدهار لأن التطور قائم على مواكبة متطلبات واحتياجات العصر، وهو نفس العصر الذي أصبحت فيه لغة وسائل التواصل الاجتماعي سمة أساسية تجمل مهارات وقدرات الفرد، لذا احرص على الاتفاق مع توجهات الفئات المجتمعية المختلفة المتابعة لمنشوراتك فيما تقدمه من عروض وأفكار ونصائح وقوائم طعام.
٦- معاصرة الصيحات
اجعل مطعمك متميزًا من خلال عدم إعطاء عملائك ما يريدون فحسب، ولكن بإخبارهم بما هو جديد ومثير ولذيذ وغير متوفر بكثرة في خدمات الأغذية أو الضيافة في الفترة الراهنة بمجال تجارة المطاعم والفنادق، ولكي تحسن إتمام هذه المهمة، عليك أن تعرف ضيفك المستهدف جيدًا، وأن تكتشف ما هو شائع في روح العصر، وما أصبح متداولًا بكثرة وما تحول بالفعل إلى صيحة بين الرواد في مجال الصناعة، مع قدرتك على قياس مدى إمكانية توظيفها في مطعمك ومدى توافقها مع اتجاهاتك وأفكارك في المطعم أو الفندق الذي تديره.
فعلى سبيل المثال، لقد توجهت العديد من المطاعم التي كانت ناجحة للغاية في السنوات الأخيرة إلى تقديم تصاميم الديكور الداخلية البسيطة والمتفقة مع مبدأ الـ "Minimalism" كواحدة من صيحات التصميم في الفترة الراهنة، وهذا إلى جانب فكر الاعتماد على الزراعة والإنتاج الذاتي والبيئة المحلية المحيطة بالمنشأة في الحصول على المنتجات والمكونات الغذائية كواحدة من معايير منهج الاستدامة المتبعة عالميًا، وكواحدة من أهم الصيحات ومتطلبات العصر الحديث؛ وذلك لأن الطهاة والملاك أدركوا أن الاستدامة وحركة الطعام المحلية مهمة للجيل الحالي من النزلاء، وهناك أكثر من ذلك بكثير من الصحيات الحديثة، والتي يمكنك التعرف عليها من خلال مقالنا: " ٦ صيحات تحكم عمل المطاعم والفنادق في ٢٠٢٠ ".
٧- المطبخ وقوائم الطعام
كما أن المطبخ أيضًا يعد واحدًا من العوامل الرئيسية في تطوير قدرة مطعمك على مواجهة حالات الاستقرار، وتتعلق هذه الجزئية بتطوير قوائم الطعام المقدمة إلى الزبائن بإضافة بعض عناصر التشويق والابتكار أو مجموعة من الأطباق الجديدة المشجعة على الإقبال.
ولعل واحدة من أشهر الخطوات التنفيذية التي يتخذها الملاك في هذا المجال لتطوير أعمال المطعم التجارية هو إضاف "بار" خاص لتقديم مجموعة من مشروبات الفواكه الطازجة أو خلطات المشروبات الباردة المنعشة أو حتى المشروبات الساخنة، على أن يتم الاهتمام بتقديم عروض حية مثيرة من طرف الـ "باريستا" في صالة الطعام، فهذا كفيل بتقديم أجواء تذوق مختلفة عن السابقة، ويتجه العديد من الطهاة إلى إيجاد علاقات الربط بين المشروبات والأطباق المقدمة إلى الزبائن، حيث الاهتمام بتقديم وجبة ما من قائمة الطعام مع مشروب خاص من قائمة المشروبات، حيث يتم تخصيص مشروب لكل طلب من طلبات القائمة.
٨- التعديل في خطط العمل
والقصد هنا اتخاذ مجموعة من الخطوات الطارئة التي تستهدف الازدهار بالمطعم في الأوقات القاسية أو المواسم ضعيفة الإقبال من طرف الجمهور، وهو أمر متوقع قد تواجهه العديد من المطاعم من آن لآخر، وهو ما يمكن التنبؤ به عندما يتوقف النشاط التجاري لأسابيع أو شهور، سواء كان السبب في ذلك هو أن السائحين قد عادوا إلى منازلهم أو أن الطقس البارد يحول بين الضيوف وبين إقبالهم عليك على سبيل المثال، حيث أن هذه الفترات البطيئة يمكن أن تضر بمطعمك.
ولكن يظل من الأسهل بكثير البقاء على قيد الحياة في فترات عزوف الضيوف عنك، عن طريق الادخار على مدار السنة، حيث يتم تخصيص نسبة مئوية من دخل المطعم الخاص بك كل أسبوع أو شهر، وتخزينه في حساب التوفير لكسب الفوائد، ومن ثم إذا كنت تكافح من أجل الخروج والظهور في المواسم البطيئة، فستكون لديك هذه الأموال المفيدة لمساعدتك في التغلب عليها.
كما أن بعض الملاك يتوجهون نحو اتخاذ بعض القرارات الخاصة بخفض تكاليف التشغيل الخاصة بالوصفات المعدة، حيث يتم الاستغناء عن بعض المكونات أو المنتجات أثناء الطهي بشكل مؤقت، وذلك لتقليل كمية المكونات المستخدمة وخاصة المكونات الطاظجة التي تتطلب بذل الجهود البدنية والمالية لاستحضارها طازجة.
إذا كنت تعاني من نزيف في الأموال بسبب محاولة الاستمرار في تشغيل العمليات خلال الموسم المنخفض ، فقد يكون من الأفضل إغلاقه لعدة أسابيع أو حتى بضعة أشهر، وعلى الرغم من أنك لن تجني الأموال خلال هذا الوقت، إلا أنك قد تتمكن على الأقل من إيقاف النزيف، كما يمكنك أن تفكر في تقديم خدمات تقديم الطعام والمناسبات الخاصة خلال هذا الوقت، مع العلم أنك ماتزال تملك خيار تقليل عدد الموظفين مؤقتًا حتى انتهاء الموسم.
ويمكنك دائمًا ملاحظة ما إن كنت تمتلك هوية مطعم رديئة أم قوية من خلال هذه الأمور:
- لا يتم تداول أي ترجيح أو تدليل أو ترويج من ضيوفك لزملائهم حتى يتسنى لهم الإقبال عليك.
- تقوم بنشر العديد من الرسائل الترويجية وتبذل الكثير من المهام التسويقية بدون أي رجع صدى إيجابي
- لا يتم التعرف عليك بالرغم من وجودك في السوق التنافسي لشهور عديدة
- عندما لا تدرك ما إن كنت بصدد أسبوع مميز مليء بالأعمال أو أسبوع هادئ ضعيف الإقبال
- عندما لا يمكنك تحديد ما يميزك عن المنافسين
وبغض النظر عن أساليبك المتخذة لحل هذه السلبيات، يعد التدفق الثابت للإيرادات هو المفتاح لإبقاء أبوابك مفتوحة، ولبدء تدفق الإيرادات واستقرارها ومن ثم ازدهارها، يحتاج الضيوف إلى التعرف عليك وتمييز خدماتك، والاقتناع بك، ومعرفة القيمة الجوهرية التي يقدمها مطعمك، والتي من الصعب إيجادها في أي منشأة أخرى، خاصة في ظل المنافسة الشديدة في الفترة الراهنة.
فليس سراً أن امتلاك مطعم أمر صعب، ويحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل، وذلك حتى لا تجد نفسك ضمن قائمة المطاعم التي فشلت بعد شهور أو سنوات قليلة من التشغيل، والنجاح في تحقيق هذا الأمر يعتمد بشكل أساسي على الاستعداد القبلي بشكل دائم والمتابعة المستمرة لجميع الفعاليات والعروض والخطط والعمليات التشغيلية التي تحدث عبر المنافسين، وتحليلها بدقة وتحديد نقاط قوتها وضعفها، وإيجاد الخطط المقابلة الملائمة لمواجهتها، وذلك حتى يتسنى لك في النهاية البقاء في القمة.
تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة في ومجال الأغذية والضيافة
٨ نصائح تصنع الفارق بين استقرار المطعم وازدهاره