أصبح نمط الحياة النباتي أحد أهم الفروع الفكرية والثقافية التي يتبعها الملايين حول العالم في تناول الأغذية والمشروبات، بل هي واحدة من أهم الصيحات في مجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة حول العالم على مدار الأعوام السابقة، وخاصة مع تضاعف الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح نقل خبرات ومفاهيم ومعايير النظام النباتي أمرًا يسيرًا.

لذلك ليس غريبًا أن نجد مطاعم شهيرة حول العالم تقوم كافة خياراتها الغذائية على نمط الطعام النباتي لخدمة هذه الشريحة الخاصة من المتذوقين، بل أصبحت مؤخرًا تعتمد على الزيادة والتنويع في هذه الخيارات لزيادة الإقبال وتوسيع القاعدة الجماهيرية الخاصة بها، ولا تختلف مطاعم الوجبات السريعة عن هذا الهدف في شيء، حيث ظهرت مؤخرًا الوصفات والأفكار الغذائية لتقديم أطباق نباتية عبر سلسلة من العلامات التجارية الشهيرة المعنية بتقديم خيارات الطعام السريعة، في تحقيق لمفهوم الـ " Beyond Meat " أو الـ " Impossible Foods "، وهي الصيحة التي يتوقع زيادة توظيفها والاعتماد عليها عبر مطاعم الوجبات السريعة في المستقبل القريب.

وبالنسبة لبعض المطاعم، ينصب التركيز على توفير وتطوير أشكال وخيارات توصيل الطلبات الخاصة بها، أي التوصيل الذي تقوم به العلامة التجارية نفسها، بينما يستفيد البعض الآخر من خدمات الطرف الثالث أو الـ " Third Party " لتقديمها، وهي الشركات الخاصة التي تتسلم الأغذية والمشروبات المعدة في المطعم وتقوم بتوصيلها للزبائن، وذلك للتأكد من أن المطعم يلبي احتياجات الشرائح المجتمعية المختلفة وتغطي أكبر مدى جغرافي ممكن حول مشروعها الغذائي.

ويصبح دور شركات الطرف الثالث أكثر تأثيرًا مع استخدام تطبيقات الهاتف الذكية والحملات الإعلانية المبتكرة و " السوشيال ميديا " بشكل فعال، وذلك ما يمكن ملاحظته من خلال تطبيقات الهاتف المجمعة لأشهر خيارات الأغذية والمشروبات من عدة علامات تجارية متنوعة من مجموعة من المطاعم والمشروعات المعنية بمجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة، حيث يظل الهدف الذي تسعى خلفه العلامة التجارية في الفترة القادمة هو الوصول لكل المتذوقين في بيئة السوق التنافسي واقتناعهم وصناعة الإقبال وإيجاد الاعتماد الدائم بكل الأشكال الدعائية والترويجية الممكنة، والذي يتطلب بالضرورة الاهتمام بالتواجد عبر المنصات الافتراضية " Online " بقوة واحترافية.

يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي " Artificial intelligence " في جميع الصناعات، وتشارك مطاعم الوجبات السريعة بقوة في هذه التكنولوجيا في الفترة الأخيرة، فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن تظهر مميزات الأوامر الصوتية لطلب الطعام خلال عمليات التشغيل، نظرًا لأن تقنية الذكاء الاصطناعي في تطور وارتقاء مستمر وسريع، سيتمكن العملاء من تقديم الطلبات وتلقي التوصيات من نظام مبرمج عند استخدامها في صناعة الوجبات السريعة. 

الأمر الأكثر إثارة، هو أن خاصية " التعرف على الصوت " يمكنه تبسيط الطلبات من خلال تذكر التفضيلات من الطلبات السابقة، وفي بعض الحالات، سيظهر الطعام الذي تم طلبه خلال الزيارة الأخيرة على الشاشة لتسهيل عملية اتخاذ القرار.

كما تظهر بدايات الاعتماد على استخدام ألواح وشاشات الطلب الملحقة بخاصية اللمس والدفع عبر البطاقات الإلكترونية، والمرتبطة بأنظمة المطعم التشغيلية والمنظمة لسريان ومراقبة وتحليل دوران ساعات العمل ومتوسطات هوامش الربح ومعدلات الإنفاق والاستهلاك في المطعم أو المشروع الغذائي، مما يجعل عملية تداول البيانات وتحليلها وسرعة تقديم المقترحات واستنتاج الحلول أكثر سلاسة.

كفاءة الطاقة ليست مهمة فقط في بيئة المنزل، ولكنه مهم أيضًا في الأعمال، حيث تقوم العديد من مطاعم الوجبات السريعة بتوظيف الأجهزة الذكية للحفاظ على الطاقة، فقامت بعض المطاعم بفحص جميع الأجهزة المستخدمة خلال عملية الإنتاج لتحديد فرص تقليل الطاقة، وهذا تركيز وإجراء من المتوقع أن يتزايد خلال عام ٢٠٢١.

فهناك آلات أصبحت مصممة خصيصًا لطهي الطعام بشكل أسرع وباستهلاك أقل للطاقة، مما يحافظ على معدلات استهلاك الكهرباء والماء ويحسن الكفاءة التشغيلية للمطعم أو عربة الطعام على المدى البعيد، كما تدمج بعض الأجهزة خاصة الـ " Wi-Fi " بغرض التواصل بشكل أكثر فعالية مع أعضاء الفريق. 

مما يساهم في اختزال الطاقة الحركية وزيادة سرعة الدوران ويقلل من الضغط والإرهاق، حيث يمكن أن تؤثر الأجهزة الذكية بشكل كبير على المحصلة النهائية لتوظيف واستهلاك أشكال الطاقة المختلفة، وخاصة مع العلم بمحاولات الخبراء والمهندسين والملاك في قطاع المطاعم والفنادق القيام ببناء وتدشين مطاعم وجبات سريعة قائمة على الطاقة الشمسية والتوليد الذاتي للكهرباء والاعتماد بدرجة كبيرة على شبكة الإنترنت والتواصل الافتراضي في الحجز والإعداد والتقديم للأغذية وخدمات الضيافة.

بشكل عام، أصبح يتوقع المستهلكين نفس خيارات الوجبات في قائمة طعام الأطفال؛ نظرًا للزيادة في عدد الأشخاص المهتمين بالأغذية النباتية على سبيل المثال، يحدث تغيير في أنواع الأطعمة المقدمة في قوائم الأطفال، فهناك فهم بأن العديد من الأطفال يأكلون نفس أنواع الأطعمة التي يأكلها آباؤهم. 

على سبيل المثال، إذا تم تقديم المأكولات البحرية في القائمة الرئيسية، فقد يتم تقديمها الآن في قائمة الأطفال، ويتوقع أن يبدأ أصحاب المطاعم في التفكير خارج الصندوق عندما يتعلق الأمر بما يتم تقديمه للأطفال، وسيشمل هذا في كثير من الأحيان الخيارات النباتية والعضوية، في حين أن أحجام الأجزاء ستبقى أصغر عن تلك المتواجدة في القائمة الرئيسية. 

لذلك يتوقع ظهور أنواع وصفات وخيارات طعام سريعة مميزة ومُعَدَّة خصيصًا للأطفال، والتي ستتزامن مع وجود عروض الطعام المميزة للغاية والمتعددة والمؤقتة ولكنها متكررة بدرجة كبيرة، حتى يخلق ذلك الانتظار والتحفز في نفوس المتذوقين، ويصنع الإقبال الكافي من شريحة مجتمعية جديدة، وهم الأطفال.

وكجزء من الاتجاه لدمج خيارات الأطعمة الصحية، بدأت مطاعم الوجبات السريعة في دمج أنواع مختلفة من الزبدة التي تعتبر بدائل صحية لتحل محل بعض الزيوت المثيرة للجدل، بالإضافة إلى استيعاب العملاء الذين يفضلون عدم استهلاك الزيوت المشبعة، وهناك أيضًا رغبة في القضاء على استهلاك زيت النخيل، فبالنسبة للبعض، هذه مشكلة بيئية لأن حصاد زيت النخيل هو سبب لإزالة الغابات وتهديد للحياة البرية.

كما يعد استخدام بعض المحليات أمرًا مثيرًا للجدل نظرًا لوجود معلومات متضاربة تتعلق بالسلامة، وهذا هو السبب الرئيسي وراء دخول المحليات الصحية إلى السوق ومن المتوقع أن تصبح اتجاهًا في مجال الوجبات السريعة، حيث سيتم استخدام هذه المحليات في وصفات المخبوزات وعناصر القائمة الأخرى التي تتطلب الاعتماد على السكر، وبعض مصادر المحليات غير السكر والعسل تشمل البطاطا الحلوة وجوز الهند والرمان.

ومن المتوقع كذلك أن يزداد استخدام بدائل الدقيق ، وهو عبارة عن دقيق مصنوع من فواكه وخضروات مختلفة ويستخدم في مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تقدم في مطاعم الوجبات السريعة، وتشمل أنواع الطحين جوز الهند واللوز، وذلك من بين أنواع أخرى، نظرًا لاستخدام الدقيق في مجموعة متنوعة من خيارات الأغذية في المطاعم والفنادق ، لذلك فالاحتمالات لا حصر لها عندما نتحدث عن أنواع الدقيق، ولا يمكننا أن نتجاهل حقيقة تلبية هذا الاهتمام المتصاعد لاحتياجات المستهلكين الذين يعانون من حساسية الغلوتين.