شهدت الصناعة الفندقية وقطاع خدمات الضيافة تطورات عديدة على مدار السنوات الأخيرة، حيث أصبحت التطبيقات التكنولوجية و الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة جزءًا هامًا في مجال صناعة الضيافة ، وقد حرصت الفنادق على تغيير طريقة عملها حتى تواكب الأحداث العالمية وتطلعات جيل الألفية.
فوجود الأجهزة والأنظمة التكنولوجية في الفنادق أصبح أمرًا هامًا يتوقعه النزلاء والضيوف المقبلين على المنشأة، ومن هنا سطع مفهوم الفندق الذكي " Smart Hotel " بشكل كبير في دول العالم، أو على الأقل بدأت الفنادق بإضافة بعض التكنولوجيات لتسهيل إجراءات العمل وتقديم خدمة مميزة للنزلاء، خاصة في ظل تزايد المنافسة في قطاع السياحة والفندقة، حيث أصبحت أحدث التقنيات هي السبيل إلى مواكبة هذا التنافس.
والفندق الذكي هو فندق يستخدم الأجهزة المتصلة بالإنترنت القادرة على التواصل أو التفاعل مع بعضها البعض، ويشار إلى هذا أحيانًا باسم إنترنت الأشياء " Internet of things - IoT " ويعني أن الأجهزة أو الأدوات يمكنها إرسال أو استقبال البيانات، مما يجعلها " ذكية – Smart " وقادرة على التواصل مع بعضها البعض وتوفر للمستخدمين القدرة على التحكم في أجهزة متعددة من نقطة تحكم واحدة، مثل التحكم عن بعد بواسطة الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي أو من خلال أنظمة التحكم الصوتي، وعلاوة على ذلك، غالبًا ما تكون الأجهزة قادرة على العثور على المعلومات واستخدامها من الإنترنت، مما يسمح لها بالاستجابة بذكاء لطلبات المستخدم.
وتشير تقنية الضيافة " Hospitality Technology " إلى الابتكارات التي تساعد المطاعم والفنادق على العمل بسلاسة أكبر،فتسهيل عمليات التشغيل تعد أحد أسباب اعتماد الفنادق على التكنولوجيا الحديثة واستخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة الضيافة، والتي سنوضحها تاليًا بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى كالآتي:
أسباب اعتماد الفنادق على التكنولوجيا الحديثة
تحسين التواصل مع العملاء
إن الاحتفاظ بالعملاء وزيادة ولائهم يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه الفنادق، فهو الجزء الأهم في أي عمل يقوم على الخدمة والضيافة ، فمن الضروري أن تقدم خدمة سريعة مع الاحتفاظ بالتواصل الدائم مع الضيوف وأن تحقق توقعاتهم، وقد يكون من الصعب تلبية جميع متطلبات العملاء باستمرار والحفاظ على الخدمة الراقية دون التأثير سلبًا على سمعة الفندق ، ولعل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي قد ساهما بشكل كبير في حل هذا التحدي، من خلال تسهيل طرق التواصل في الفندق سواء على مستوى الاتصال مع العملاء أو ما بين العاملين وبعضهم البعض وتمكين التواصل بين الأقسام المختلفة في الفندق، من أجل الاستجابة لطلبات الضيوف بشكل أكثر كفاءة.
كما ساعدت التقنيات الحديثة في تقديم عدة خدمات بصورة سلسة تحسن من عملية التشغيل والمهام اليومية، بداية من توفير منصات اتصال متعددة للعملاء تساعد على الرد على استفساراتهم والاستعانة بـ " روبوت الدردشة " أو الـ " Chatbot " وهو برنامج كمبيوتر يستخدم الذكاء الاصطناعي (AI) ومعالجة اللغة الطبيعية "NLP - Natural Language Processing " لفهم أسئلة العملاء وأتمتة الردود عليها، ومحاكاة المحادثة البشرية، أو من خلال استخدام برامج وتطبيقات متعددة.
حيث تساعد هذه المنصات في تحسين تجربة الضيف من خلال تسهيل الوصول إلى جميع المعلومات التي قد يحتاجها مثل تفاصيل الحجز أو موعد فتح المطاعم القريبة أو طلب خدمة الغرف أثناء إقامته عبر أحد التطبيقات.
كل هذا إلى جانب استخدام بعض الأجهزة التكنولوجية التي توفر التواصل الفعال بين الضيوف الأجنبية مثل استعانة فريق الفندق بأجهزة الترجمة المتطورة والتي تساعد العاملين على التواصل الجيد مع كافة الضيوف من مختلف الجنسيات وتجنب سوء الفهم.
جمع وتحليل البيانات
أصبحت قاعدة البيانات الضخمة وهي ما تعرف بالـ "Big Data " ذات أهمية متزايدة لصناعة الضيافة، حيث تساعد الأنظمة المتقدمة لجمع البيانات في الفنادق على تخصيص تجربة الضيف ،أي تقديم تجربة ملائمة لكل ضيف على حدى وفقًا لتفضيلاته واتجاهاته والبيانات المتاحة عنه، حيث تُمكِّن وفرة البيانات وتحليلها من تقديم العروض ذات الصلة لعملائها، ومساعدة شركات الضيافة على اتخاذ قرارات استراتيجية أكثر استنارة، وعمل خطط وحملات تسويقية تناسب احتياجات كل عميل من خلال اختيار الوقت والأسلوب والوسيلة المناسبين له.
وتساهم الأدوات الآلية جمع وتحليل مجموعة واسعة من البيانات القيمة حول تفضيلات العملاء وعاداتهم، ويمكن لموظفي الضيافة استخدام تلك الاتجاهات والأنماط الفردية لتعزيز تجربة الضيوف وتخصيصها، فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تسليط الضوء على البيانات ذات الصلة أثناء مكالمة الحجز وحث الموظف على توقع احتياجات العملاء من خلال تقديم نوع الغرفة أو الخدمات التي حجزها سابقًا.
ومن خلال الاحتفاظ تلقائيًا بتفضيلات وملاحظات الضيوف أثناء إقامتهم، يتم استقبال ذات الضيوف بشكل مختلف عند عودتهم مرة أخرى للفندق ، مثل طلبهم وسائد إضافية واختيارهم لنوع غرفة محدد أو وجبة مفضلة على العشاء، ففي حالة عودة نفس الضيوف، يمكن لموظفي الفندق استيعابهم بشكل مناسب وتقديم الخدمات التي حرصوا عليها في الزيارة السابقة، وهو ما يزيد من ولائهم وشعورهم بالتميز.
التقليل من استهلاك الطاقة
لعل واحدة من أكبر مزايا الفندق الذكي هو إمكانية توفير الطاقة وبالتالي خفض تكاليف الفنادق ، فإن هذا النوع من الفنادق يقوم عادة على تكنولوجيات موفرة للطاقة ويُطلق عليها " Energy saving -Tech "، فمن خلال تطبيق نظام إدارة الطاقة " Energy Management System - EMS " يتم تحسين استخدام الطاقة في الفندق مثل التحكم التلقائي في الأضواء وتكييف الهواء والمعدات الأخرى وبالتبعية يُطبق ممارسات أكثر حفاظًا على البيئة ويقلل من الانبعاثات الكربونية.
كما تقدم العديد من أنظمة إدارة الطاقة ملاحظات فورية حول معدلات استخدام الطاقة، والتي تُمكِّن موظفي الفندق من إدارة الاستهلاك وتحقيق أكبر معدل توفير، فعلى سبيل المثال، تستخدم بعض الفنادق أنظمة حساسات الحركة "Motion Sensors "، والتي تقوم باستشعار الحركة في الغرفة وتكتشف تلك الأجهزة وتحدد إذا كانت الغرفة بها أشخاص أم أنها خالية، فتقوم تلقائًيا بإطفاء الأضواء والإلكترونيات بعد عدة دقائق من التأكد من مغادرة النزلاء للغرفة، مما يساعد على تقليل الاستهلاك.
مساعدة فريق العمل
لا شك أن الفنادق الذكية تُعد مبهرة للضيوف وتوفر لهم سبل الراحة المختلفة والخدمة الفريدة والاستثنائية، ولكن لا يُمكن التغافل عن مساعدة تلك التكنولوجيات للعاملين في الفندق في المقام الأول، فعادة ما يتم قياس كفاءة الفندق بمدى السرعة التي يخدم بها ضيوفه ومستوى الراحة والترفيه الذي يقدمه على مدار فترة إقامتهم، ومدى استجابة الموظفين والعاملين لطلبات العملاء،ولذلك تتجه الفنادق نحو استخدام الوسائل الإلكترونية المختلفة للمساهمة في تقليل العبء على العناصر البشرية العاملة بالفندق .
حيث تساعد التكنولوجيا الذكية مديري الفنادق وفريق العمل على توفير الوقت والموارد أثناء العمل من خلال تبسيط عمليات تشغيل الفندق ، فعلى سبيل المثال، توظيف تقنية تسجيل الوصول الذاتي الذكي، والتي تسمح للضيوف بتسجيل الوصول أو المغادرة بأنفسهم دون الحاجة إلى الاستعانة بأي موظف استقبال أو الانتظار في بهو الفندق، وهو بالتبعية يقلل من مهام العاملين في الفندق ويجعلهم ينتبهون لأعمال أخرى أكثر احتياجًا لهم.
وتتم عملية تسجيل الوصول الذاتي من خلال تتبُع الضيف لبعض الخطوات البسيطة على جهاز إلكتروني وخلال دقائق معدودة يستطيع معرفة رقم الغرفة الخاصة به، وحتى أنه يمكنه التوجه مباشرة للغرفة الخاصة به دون الحاجة لانتظار استلام مفتاح الغرفة، فمن خلال هاتفه المحمول يستطيع فتح باب الغرفة.
ما معنى مصطلح " الضيافة ٤,٠ - Hospitality 4.0 "؟
يشهد قطاع الضيافة تحولًا كبيرًا في الفترة الراهنة، مدفوعًا بظهور مصطلح الـ "Hospitality 4.0" كنهج واتجاه صناعي مزدهر، ففي المشهد الديناميكي الحديث لصناعة الضيافة، حيث يهيمن رضا وراحة الضيوف على معايير سوق المنافسة، يمثل هذا النهج المبتكر وسيلة مثاليةً لبحث كيفية استفادة الفنادق من أحدث التقنيات لإعادة تعريف وتشكيل تجارب الضيوف والنزلاء في الفنادق، وسبل تبسيط عمليات التشغيل والاستقبال والضيافة، ومعايير البقاء في المقدمة في سوق تنافسية شديدة.
حيث يعتمد مفهوم " الضيافة ٤,٠ - Hospitality 4.0 " على الأساس الذي وضعته مفاهيم " الصناعة ٤,٠ - Industry 4.0 " وهو مفهوم أوسع يركز على رقمنة عمليات التصنيع والإنتاج، حيث يدمج تقنيات مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي " AI " وانترنت الأشياء " IoT " والبيانات الضخمة والروبوتات لإنشاء فنادق وخدمات أغذية ذكية تلبي الاحتياجات والتفضيلات المتطورة لضيوف اليوم.
ففي حين أن المفهوم الأوسع للـ " الصناعة 4.0" يؤكد على دمج التصنيع التقليدي مع التقنيات المتقدمة، يركز برنامج الضيافة منه على إعادة تشكيل كل جانب من جوانب رحلة الضيف من خلال الابتكار، ويسعى هذا المفهوم – كما أشرنا سابقًا - إلى:
تصميم وتقديم تجربة محسنة للضيوف: حيث تعمل التوصيات الشخصية، وبيانات تسجيل الوصول/المغادرة بدون تلامس، وأتمتة الغرف التي يتم التحكم فيها صوتيًا، وروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على الارتقاء بتجربة الضيف، مما يوفر قدرًا أكبر من الراحة والكفاءة.
الحرص على جودة وكفاءة العمليات التشغيلية: تعمل العمليات المبسطة والمهام الآلية وعملية اتخاذ القرار المستندة إلى البيانات على تمكين الفنادق من تحسين تخصيص الموارد وخفض التكاليف وتحسين إنتاجية الموظفين.
الاستدامة: يمكن للتقنيات الذكية مراقبة وتحسين استهلاك الطاقة واستخدام المياه وإدارة النفايات، مما يساهم في خلق بيئة فندقية أكثر استدامة.
تطبيقات ونماذج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الفنادق
وانطلاقًا من أهمية استخدام التقنيات الحديثة والثورة التكنولوجية في قطاع الفنادق والمميزات والأسباب الرئيسية التي تجعل الفنادق تتحول بشكل تدريجي نحو اعتماد إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي سواء من خلال برامج وأنظمة متكاملة أو أجهزة أو آلات تقوم بوظيفة محددة أو من خلال ميكنة عمليات التشغيل واستخدام الروبوتات، نعرض مجموعة من التطبيقات والأدوات والتقنيات الذكية التي تُستخدم في الفنادق والتي تضمن أن يتمتع المسافر بتجربة فريدة لا تضاهى.
١- نظام الدخول بدون مفتاح - Keyless Entry System :
تتوافر في الفنادق الذكية خاصية الدخول بدون مفاتيح مادية، فقد يصبح الوضع الشائع لفقدان مفتاح الغرفة شيئًا من الماضي قريبًا، فمن خلال هذه الأنظمة لن يواجه الضيوف عناء طلب المفتاح من مكتب الاستقبال، ولن تضطر الفنادق إلى استبدال المفاتيح المفقودة.
حيث تعتمد أنظمة الدخول على نماذج تطبيقات حديثة توفر عملية استلام سريع ودخول سلس للغرف، فإما من خلال استخدام" Barcode " خاص بالغرفة يتم إرساله على تطبيق الهاتف " Mobile Check-in " الذي سبق وقام العميل بتحميله، ومن ثَم يستخدم هذا الرمز للدخول بمجرد تمريره أمام مقبض الباب.
أو من خلال استخدام بصمة اليد، وقد تستخدم فنادق أخرى تقنية التعرف على الوجه " Facial Recognition " من خلال كاميرا خاصة أمام باب الغرفة، حيث يبدأ الأمر بتصوير النزيل أثناء تسجيل الدخول للفندق وحجز الغرفة، وعند التحقق من هيئة الضيف بواسطة الكاميرا يفتح باب الغرفة تلقائيًا، كما أن تقنية التعرف على الوجه لها العديد من التطبيقات الأخرى، على سبيل المثال يُمكن أن تساعد تلك التقنية العاملين في تحديد ضيوف كبار الشخصيات وتحديد الأشخاص الذين أحدثوا مشكلة مسبقًا.
٢- توظيف الروبوتات
أصبح استخدام الروبوتات في صناعة الضيافة أكثر انتشارًا في الآونة الأخيرة، فقد تبنت الفنادق استخدام الآلات بدرجات متفاوتة، فهناك فنادق تعتمد على الإنسان الآلي أو الروبوت في وظيفة واحدة أو اثنين، وهناك فنادق تقوم على استخدام الروبوتات في مختلف أقسام الفندق، مثل الخدمات الغذائية، وخدمة الاستقبال، وخدمات التدبير الفندقي وخدمة الغرف، وقد وصل الأمر إلى قيام بعض الفنادق على الروبوتات بالكامل بدون أي عنصر بشري.
وعلى عكس العمليات الإنتاجية التي يتم خلالها استخدام الروبوتات فقط في المهام المتكررة المبرمجة مسبقًا، يُعَد استخدام الروبوتات في قطاع الضيافة أكثر صعوبة نظرًا لتطلبها التفاعل المباشر مع البشر، فعلى سبيل المثال، تُستخدم الروبوتات في منطقة الاستقبال لتسجيل النزلاء الجدد، وإدخال كافة المعلومات المطلوبة، كما تتواجد الروبوتات الإرشادية في بهو الفندق والتي يستعين بها الضيوف للتوجه لأي مكان في الفندق، فمن خلال شاشة يحملها الروبوت يختار العميل المكان الذي يريد الذهاب له ولا يعرف مكانه مثل مطعم الفندق، أو حمامات السباحة، ومن ثَم يتجه الروبوت نحو المكان المحدد ويطلب من العميل إتباعه.
بالإضافة إلى الروبوتات التي تساعد في حمل الحقائب للضيوف، والتي يتوافر منها تصميم على هيئة غرفة صغيرة مغلقة من كافة الجوانب ولها باب خاص، ويقوم الضيف أو موظف الاستقبال بوضع الحقائب داخلها وغلق الباب وكل ما عليه تسجيل رقم الغرفة الخاص به، فتبدأ الآله بالتوجه تلقائيًا نحو موقع الغرفة، وعند وصولها تقوم بإرسال رسالة نصية للعميل تحتوي على رمز فتح باب غرفة الحقائب، مما يوفر الأمن والخصوصية لمتعلقات الضيوف.
وعادة ما تقوم الروبوتات بتنظيم عملية الشحن الكهربائي الخاص بها، بحيث لا تنفد البطاريات إطلاقًا، فبعد الإنتهاء من أي مهمة قام بها الروبوت وعند تقديره للوقت الملائم يتجه نحو المكان المخصص للشحن ويقوم بتوصيل ذاته في الوصلات الكهربائية.
وتشارك الروبوتات بصورة كبيرة في الفنادق الذكية في عملية توصيل الطلبات للضيوف إلى غرفهم، سواء مشروبات أو مأكولات أو مناشف نظيفة وغيره، حيث يتم وضع الطلب الخاص بالضيف وتسجيل رقم الغرفة، فيقوم الروبوت بمهمة توصيل الطلب من خلال اتخاذ المصعد بشكل ذاتي والتوقف عند الطابق المطلوب ثم التوجه لباب الغرفة، ويرسل الروبوت رسالة للعميل لتنبيهه لفتح الباب أو حتى يقوم بطرق الباب بنفسه.
وغالبًا ما يتم تصميم الروبوتات المخصصة لتوصيل الطلبات بإمكانية حمل أكثر من طلب في ذات الوقت فيكون على هيئة وحدة تحتوي على عدة خانات أو أدوار متعددة يحمل كل منهم طلب خاص بغرفة ما وباستخدام الذكاء الاصطناعي يوصل الجهاز كل طلب لرقم الغرفة الخاص به ويفتح له المكان المخصص لطلبه.
٣- المرايات الذكية - Smart Mirrors
تجمع هذه التقنية بين شاشة التلفزيون ومرآة غرفة الضيوف، بحيث تُمكن الضيوف من مشاهدة الأخبار أو التحقق من الطقس أو طلب خدمات الفندق أثناء الحلاقة أو تصفيف الشعر، فهي مرآه تكنولوجية تعمل إما باللمس أو بالصوت ويُعرض عليها معلومات وقوائم اختيارات خدمات الفندق وغيرها من البيانات كما أنها متصلة بالانترنت، وتعد منتجًا فعالًا للضيوف.
٤- اعتماد طرق الدفع بدون تلامس - Contactless Payment
بشكل عام تعتمد الفنادق بشكل كبيرة على أنظمة الدفع الذكية والتي تعد وسيلة لدمج أحدث التقنيات في عملية الدفع الخاصة بالعملاء، مع التكامل مع مجموعة متنوعة من التطبيقات الأخرى التي تساعد على إدارة الفندق بشكل أفضل، خاصة مع التوجه إلى مستقبل الفنادق غير النقدية.
ومع تبنى قطاع الضيافة أحدث التقنيات التكنولوجية بهدف تزويد الضيوف بتجربة أكثر سهولة في الاستخدام، يعد الدفع اللا تلامسي " Contactless Payment " واحد من التقنيات التي بدأت في الانتشار في هذا القطاع لتسهيل عمليات التحويلات البنكية، وكما يتضح من الاسم، هي طريقة دفع خالية من الأموال النقدية أو النقر واللمس، وقد أصبحت هذه الطريقة شائعة بشكل متزايد في عدة فنادق حول العالم، فمن وجهة نظر المستهلك، يوفر هذا الأسلوب طريقة فعالة ومرنة للدفع.
وتتعدد طرق الدفع غير التلامسية، فإلى جانب بطاقة الائتمان التي تعتمد على تقنية الـ " Radio Frequency Identification - RFID " أو الـ " WIFI "، يمكن إتمام عمليات الدفع بواسطة الهاتف الذكي عن طريق تحميل تطبيق مخصص تقدمه المنشأة المعنية، كما بدأت أنواع معينة من الساعات الذكية أيضًا في قبول طريقة الدفع اللاتلامسية تلك ، وبذلك أصبح عميل الفندق يستطيع دفع تكلفة إقامته بسهولة بمجرد مقاربة وسيلة الدفع بضع سنتيمترات من نظام نقاط البيع.
٥- استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز - AR & VR
قبل أن نوضح تطبيقات استخدام الواقع المعزز والواقع الافتراضي في قطاع الضيافة، دعونا نحدد الفرق بينهم ومعناهم، لنبدأ بالواقع الافتراضي أو الـ" Virtual Reality " وهو تقنية تخلق بيئة رقمية من خلال فيديو بزاوية ٣٦٠ درجة حول المستخدم، حيث يتيح لك الواقع الافتراضي التجربة والتفاعل مع عالم ثلاثي الأبعاد تم إنشاؤه بواسطة أجهزة الكمبيوتر وليس حقيقيًا، ومن خلال النظارات المتخصصة يقوم المستخدم بمشاهدة هذا العالم الافتراضي.
أما الواقع المعزز أو الـ " Augmented Reality "، فهو تقنية تقوم على إسقاط أجسام افتراضية في البيئة الواقعية ، أي أنه يعزز محيط العالم الحقيقي من خلال إضافة بعض الأجسام ثلاثية الأبعاد على المكان الواقعي الذي يتواجد به المستخدم سواء خرائط أو صور أو شخصيات وما إلى ذلك، ويتم ذلك من خلال تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
وتقوم صناعة الضيافة والفنادق باستخدام تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي من خلال عدة تطبيقات كالآتي:
عمل جولات افتراضية للمنشآت الفندقية المختلفة، حيث يتمكن الضيف من استكشاف الفندق باستخدام فيديو بزاوية ٣٦٠ درجة، والتي تعد طريقة لمساعدة المسافرين على تخيل إقامتهم، كما تعتمد شركات السفر والسياحة على استخدام هذه التقنية لعملائهم كأسلوب عرض للأماكن والمنتجعات السياحية مما يساعد على زيادة الإقبال على السفر وزيادة المبيعات.
توفير رؤية العديد من الغرف المتواجدة بالفندق للعملاء، فمن خلال الواقع الافتراضي سيقوم الضيف بمعرفة حجم الغرفة ومميزاتها وما إلى ذلك قبل حجز الغرفة، فهو يمنح فرصة للعملاء اختيار الغرفة الأفضل لهم ومعرفة ما سيحصلون عليه مسبقًا.
استخدام تقنيات الواقع المعزز في مطعم الفندق كوسيلة عرض قوائم الطعام بصورة ثلاثية الأبعاد " 3D "فبمجرد أن يختار العميل صنف من قائمة الطعام بواسطة الهاتف المحمول أن يظهر له صورة ثلاثية الابعاد على الطاولة بشكل وحجم الطبق الحقيقي.
تطبيق الواقع المعزز في غرف النزلاء، فعلى سبيل المثال توفر بعض الفنادق إمكانية توضيح طريقة استخدام الأدوات والأجهزة المتواجدة في الغرفة من خلال تطبيق على الهاتف، فإذا رغب العميل أن يعرف طريقة استخدام الخزنة التي يوفرها الفندق في الغرفة، فما عليه سوى توجيه كاميرا الهاتف نحو الخزنة وسوف يظهر له فيديو تعليمي يشرح طريقة استخدامها.
٦- الغرف الذكية - Smart Rooms
يُشير مصطلح الغرف الذكية إلى الغرفة التي تستخدم إنترنت الأشياء، حيث تتصل أجهزة الغرفة بالإنترنت، وبذلك تمتلك العديد من الأجهزة والأشياء الموجودة في الغرفة القدرة على إرسال المعلومات الرقمية واستلامها، مثل التلفاز والإضاءة والستائر وغيرها.
غالبًا ما يُشار إلى الأجهزة المزودة بهذه القدرة على أنها أجهزة " ذكية "، وتشمل غالبًا تكنولوجيا الغرف الذكية التحكم الصوتي والأتمتة وكفاءة الطاقة وتحسين الاستجابة، وقد تكون التكنولوجيا داخل الغرفة قادرة أيضًا على التفاعل مع الهواتف الذكية الشخصية للضيوف.
حيث يمكن أن تسمح أدوات التحكم في الغرفة الذكية للضيوف بضبط غرفتهم بالطريقة التي يريدونها، من حيث درجة الحرارة والإضاءة وتكييف الهواء، كما يمكن للضيف أن يُفعل وضع النوم بضغطة زر أو من خلال جملة صوتية يقولها، فيقوم النظام تلقائيًا بإغلاق الستائر وإطفاء التلفاز وغيره من الأجهزة الترفيهية وغلق الإضاءة، دون الحاجة إلى غلق كل جهاز يدويًا، بالإضافة إلى إمكانية ضبط الأجهزة دون الحاجة إلى التواجد داخل الغرفة، فعلى سبيل المثال يمكن للضيف تشغيل وضبط أجهزة التكييف قبل وصوله للغرفة شخصيًا.
كما تتوافر في الغرف الذكية بعض الأجهزة المتطورة التي تساعد العميل على الوصول لأعلى مستويات الرفاهية، ومن بينها جهاز تعقيم وكَي الملابس، وهو عبارة عن دولاب ملابس إلكتروني، يستطيع النزيل تعليق ملابسه بداخله ويضبط الجهاز، وفي صباح اليوم التالي يجد جميع الملابس معقمة وتم كيَّها بالبخار.
٧- تكنولوجيات التدبير الفندقي - Housekeeping Tech
تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا داخل قسم التدبير الفندقي وخدمة الغرف، سواء على مستوى تنظيم عمليات التنظيف والترتيب، أو من خلال الاستعانة بالآلات التكنولوجية للمساعدة في خطوات ومهام التنظيف.
فمع الثورة التكنولوجية في الفنادق يُمكن أن يحدث الذكاء الاصطناعي المدعوم بإنترنت الأشياء (IoT) فرقًا، حيث توفر التكنولوجيا المستخدمة في قسم التدبير الفندقي القدرة على التواصل الفعَّال بين موظفي القسم من الإتصال ببعض عبر أجهزة لوحية أو أجهزة محمولة صغيرة الحجم أو من خلال هواتفهم المحمولة وهو التوجه إلى ما يسمى بـ" Mobility Technology " حيث يتمكن موظفو التدبير المنزلي من الاتصال ببعض بسهولة ومعرفة تطورات الأعمال.
خاصة وأن تلك الأجهزة متصلة بالبرمجيات التي يستخدمها العميل بالغرفة وبذلك سيحدد مسئول خدمة الغرف أرقام الغرف التي تحتاج للعناية والغرف التي تم تنظيفها بالفعل أو قد يضع العميل غرفته على وضع " عدم الإزعاج " باستخدام الأجهزة الرقمية بالغرفة ومن ثم سيعرف مسئول خدمة الغرف تلقائًيا الغرف التي يجب تجنبها، بالإضافة إلى معرفة اسم الموظف المسئول عن كل غرفة، إن كل عامل يقوم بتسجيل كافة التفاصيل خلال دوام عمله بسهوله ويسر مما يتيح فرصة مشاركة المعلومات مع باقي أعضاء الفريق.
فمن خلال الاعتماد على أنظمة وبرامج خاصة بالتدبير الفندقي، يتمكن فريق العمل من تنظيم جداول الأعمال والمهام المطلوب إنجازها بشكل يومي، وتسمح للمديرين متابعة ومراقبة الأعمال ومستوى الموظفين، إلى جانب المساعدة في الجدولة وكشوف المرتبات وتنظيم دوريات العمل، إلى جانب تسجيل معلومات عن العملاء وتفضيلاتهم، حيث تمنح البرامج المتطورة تكامل بين جميع أقسام العمل وتواصل ذكي بين كلا من الأجهزة والأفراد العاملين، مما يتيح للفندق تحسين الكفاءة وتتبع التقدم وتقديم أرقى خدمة للضيوف.
وعلاوة على ذلك توفر التقنيات التكنولوجية حلولًا مبتكرة لتنقية هواء غرف الفندق، فإنه نظرًا لازدياد أهمية نقاء الهواء داخل الفنادق ، وكون الضيوف أكثر وعيًا بأهمية هذه المشكلة من أي وقت مضى، اهتمت العديد من الفنادق حول العالم باستخدام أجهزة تنقية الهواء المختلفة والتي لديها القدرة على إزالة أكثر من ٩٩٪ من الملوثات والشوائب بالهواء للتحسين من جودة الهواء وتوفير بيئة نظيفة وغرف خالية من الملوثات.
كما تعتمد الفنادق على استخدام الحلول التكنولوجية في الغرف لتسهيل عملية التنظيف على فريق العمل مثل تدعيم سرير الغرفة بأجهزة ميكانيكية تقوم برفعه بالكامل" Bed Lifting System" حتى الانتهاء من التنظيف أسفل السرير دون الحاجة لأي مجهود بدني.
بالإضافة إلى استخدام الروبوتات والأجهزة الآلية لتسهيل عمليات التدبير الفندقي، فعلى سبيل المثال، تتوافر روبوتات تحمل حقائب العملاء وتوصلها للغرف كما أشرنا سابقًا، كما تُستخدم روبوتات تساعد في التنظيف تسمى " Robot Maid " فمثلًا تتوافر روبوتات متخصصة بمهام تنظيف الأرضيات وآخرى بتنظيف الزجاج، بالإضافة إلى الروبوتات التي توصل الطعام إلى غرف النزلاء، وغيرها من المهام.
وفي النهاية يمكننا الإشارة إلى أن قدرات الذكاء الاصطناعي تتطور بشكل هائل وقادرعلى إبهارنا بصورة مستمرة، ويسعى الخبراء في توظيف تلك التطورات لخدمة قطاع الضيافة والفندقة لتحقيق الهدف الرئيسي من عملية الضيافة ألا وهو تقديم خدمة فريدة للعملاء والظهور بشكل متميز وسط البيئة التنافسية التي تتضمنها المنشآت الفندقية، ولكن علينا إدراك أيضًا أن الاستعانة بالتكنولوجيات ليست فقط عامل جذب للعملاء ومظهر حضاري ولكنها تساهم في ارتفاع حجم أرباح الفندق ونسبة العوائد وتقليل التكاليف كذلك.
وبشكل عام يجد الخبراء أن الفنادق التي تتجه نحو الاستدامة واستخدام التطبيقات التكنولوجية لتحسين الخدمة وتقليل الاستهلاك والسعي نحو عدم الإضرار بالبيئة مثل الفنادق الذكية والفنادق الخضراء هي من لديها القدرة على الاستمرارية والمنافسة بقوة .
تعرف على كل جديد في مجال الضيافة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة لقطاع الضيافة ومجال الأغذية والمشروبات
٧ استخدامات لتقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الفنادق