تتطور اتجاهات وأشكال خدمات الأغذية والضيافة المقدمة عبر المطاعم والفنادق حول العالم بمرور الأعوام، وذلك نتيجة للعديد من المتغيرات والظروف المحيطة بقطاع هذه الصناعة، وخاصة تغير سلوك المستهلك وتبدل احتياجاته.
ويجب أن يظل مشغلو المطاعم على اطلاع دائم بالاتجاهات من أجل أن يكونوا قادرين على المنافسة في أعمال الخدمات الغذائية المتغيرة باستمرار عبر مواكبة هذه الاتجاهات لجذب المزيد من العملاء وزيادة المبيعات والأرباح ومضاعفة الإنتاجية، لذا ما هي أحدث الصيحات والاتجاهات والتقنيات التي تتحكم في صناعة خدمات الأغذية في قطاع المطاعم خلال ٢٠٢٣ ؟
تأتي في المقدمة الاستدامة – Sustainability ، حيث احتلت إجراءات ومعايير الاستدامة أولوية قصوى في السنوات الأخيرة بقطاع الشركات العاملة و المطاعم العاملة في صناعة وتقديم الأغذية والمشروبات، ولا تزال كذلك في نمو مستمر، حيث يبحث العديد من المتذوقين الآن عن المطاعم التي تقدر الاستدامة في عملياتهم، حيث يزداد وعيهم بتأثير اختياراتهم الغذائية على البيئة.
ونتيجة لذلك، يقوم عدد متزايد من المطاعم بتنفيذ ممارسات مستدامة، مثل الحصول على المكونات محليًا، مما يدعم المزارعين والشركات المحلية ويضمن توظيف المنتجات واللحوم الطازجة، وكذلك تقليل هدر الطعام، واستخدام العبوات والمغلفات وسبل التقديم الصديقة للبيئة، والحفاظ على مصادر الطاقة والماء
وقد امتد كذلك مدى تأثير التطور في قطاع المطاعم وتقديم خدمات الأغذية ليصيب قوائم ووصفات الطعام المقدمة، وذلك لكي تظل المطاعم قادرة على المنافسة في السوق بفعالية، وسيكون لمحور الابتكار وإعادة التصميم في القائمة أمرًا ضروريًا، حيث ستحتاج المطاعم إلى الحفاظ على قوائمها طازجة ومبتكرة للعملاء الذين يبحثون عن تجارب أكل جديدة ومميزة والتأكد من أنها تبرز في سوق تنافسي خالقًا بذلك مفهوم قوائم الطعام المبتكرة – Menu Innovation
وهناك عدد من الطرق التي يمكن للمطاعم من خلالها ابتكار قوائمها لمواكبة تغيرات تفضيلات العملاء واتجاهاتهم، وقد تشمل تبعًا لذلك تقديم مجموعة من الخيارات والأطباق النباتية Plant-Based Options ، فمن المتوقع أن يستمر الاتجاه نحو الأنظمة الغذائية القائمة على النباتات في النمو في عام ٢٠٢٣، تزامنًا مع ارتفاع تفضيل بدائل الألبان النباتية مثل اللوز وفول الصويا والشوفان والبازلاء، خاصة بين الشباب وعشاق اللياقة البدنية، ومن المرجح أن تكون المطاعم التي تقدم مجموعة من الخيارات النباتية في قوائمها أكثر تنافسية.
فبسبب المخاوف بشأن القسوة على الحيوانات، والمزايا الصحية للنظام الغذائي النباتي هي عدد قليل من العوامل التي تساهم في زيادة شعبية النظم الغذائية القائمة على النباتات، وبذلك يمكن للمطاعم جذب جمهور أوسع من الذين يبحثون عن بدائل طعام أكثر استدامة وصحية، وذلك من خلال تضمين خيارات نباتية في قوائمهم.
وكذلك يتضاعف التوجه - في هذه الفرعية - عبر إضافة نكهات عرقية وعالمية خاصة إلى وصفات قائمة الطعام ، فقد أصبح العملاء مهتمين بشكل متزايد بتجربة نكهات ومأكولات جديدة، ومن المرجح أن تكون المطاعم التي تقدم مجموعة من الخيارات العرقية والعالمية في قوائمها أكثر جاذبية.
وكذلك يتضاعف عبر دمج العناصر التجريبية والتفاعلية والتعليمية المشوقة والمحفزة بوصفات وأطباق الطعام المقدمة في الخدمة " Experiential Dining "، حيث يبحث المتذوقون عن أكثر من مجرد وجبة؛ ويريدون تجربة طعام فريدة لا تُنسى لا يمكنهم الحصول عليها في المنزل، مثل عروض الطهي، كوسيلة ممتعة وتعليمية، وتذوق المشروبات الخاصة المبتكرة والاستمتاع بعروض البار وعروض الأغذية الخاصة المشجعة على تكرار الزيارة أو تجربة الضيافة بصحبة أعداد أكبر من الرفقاء والمستهلكين، أو دمج عناصر الترفيه مثل الموسيقى الحية أو الأحداث ذات الطابع الخاص
تتمثل إحدى الطرق التي تضيف بها المطاعم عنصرًا تجريبيًا إلى تجارب تناول الطعام في تقديم عروض أو دروس تفاعلية في الطهي ، ويمكن أن تكون هذه وسيلة ممتعة وتعليمية للعملاء لمعرفة المزيد عن الطعام الذي يتناولونه واكتساب مهارات طهي جديدة، حيث تقوم المطاعم الأخرى بدمج عناصر الترفيه في تجربة تناول الطعام ، مثل الموسيقى الحية أو الأحداث ذات الطابع الخاص.
ويمكننا توجيه الانتباه نحو خصوصية العلاقة ستكون المفتاح كأحد المعايير الهامة التي تسيطر على خدمات الأغذية في المطاعم لعام ٢٠٢٣، حيث تطور سلوك المستهلكين للبحث عن خيارات الأغذية والمشروبات التي تلبي احتياجاتهم وتفضيلاتهم الفريدة وتناسب قدراتهم الخاصة
وأصبح تخصيص الخدمات للعملاء، والاعتماد على بناء مفهوم العلاقة الدائمة مع الضيف، هو المفتاح لإيجاد حجم الإقبال المناسب في الفترة القادمة، ويتم ذلك من خلال جمع البيانات الكافية واستخدام التقنيات التكنولوجية المتطورة الملائمة، ولكن من المتوقع أن تكتسب مجموعات الوجبات القابلة للتخصيص وخطط التغذية الشخصية والتوصيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي شعبية كبيرة.
كما يستمر اعتماد المطاعم على خيارات التسليم وتوصيل الطلبات - Delivery and Takeout Options تزامنًا مع استمرار اعتماد شريحة كبيرة من المستهلكين على تناول الطعام خارج المطاعم والاعتماد على طلبات التوصيل والتسليم للسيارات " Drive-Thru " والوجبات الجاهزة والطلب عبر تطبيقات الهاتف والـ " Food Aggregators " ودفع الأموال عبر الأساليب التقنية المتطورة دون تلامس أو حمل تبادل أوراق نقدية أو زيادة احتمالات التعرض للإصابات والأمراض
وهذا المحور يتطور بالتوازي مع باقي الاتجاهات الحديثة المذكورة أعلاه من حيث تقنيات الاستجابة التكنولوجية وقوائم الطعام الحديثة الملائمة للطلب ونوعية المكونات والمنتجات الغذائية المفضلة للعملاء والمستهلكين، لذا ينصح – وخاصة لمشغلي خدمات و مطاعم الوجبات السريعة " QSR " – بضرورة الاستعداد لتقديم مجموعة متنوعة من بدائل التوصيل والوجبات السريعة المبتكرة
وكذلك استمرارية اتباع إجراءات الصحة والسلامة الغذائية – Food Safety في استلام وإعداد وتحضير وتقديم الأغذية والمشروبات في مطابخ المطاعم والفنادق، فلطالما كانت سلامة الأغذية مصدر قلق يواجه عمليات تقديم الخدمات الغذائية، ويظل كذلك في عام ٢٠٢٣، حيث يهتم العملاء بشكل خاص بسلامة طعامهم ويبحثون عن طمأنة أنفسهم بأنهم يتعاملون مع وجهات تذوق سليمة وآمنة غذائيًا، وبالتالي يصبح على المطاعم ومنشآت تقديم الأغذية وخدمات الضيافة اتباع عدد من الخطوات لضمان سلامة الغذاء
كتنفيذ بروتوكولات النظافة المفروضة من الجهات المعنية والمسؤولة مثل غسل اليدين بشكل متكرر، واستخدام أقنعة الوجه والقفازات، والتنظيف والتعقيم المنتظمين للمعدات والأسطح، بالإضافة إلى إدراك "منطقة الخطر الغذائي" ومراقبتها
وكذلك الالتزام بلوائح سلامة الأغذية والتأكد من اتباع المطاعم لجميع اللوائح والمبادئ التوجيهية ذات الصلة بسلامة الأغذية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتخزين الأغذية وإعدادها ومناولتها.
وأخيرًا استخدام خيارات عدم التلامس وتقنيات التعامل عن بعد مثل الدفع والتوصيل بدون لمس لتقليل مخاطر انتقال الجراثيم وتزويد العملاء بالطمأنينة بأن طعامهم يتم التعامل معه بأمان، وهو ما يتطلب تطور في الأبعاد والتقنيات التكنولوجية الموظفة في خدمات تقديم الأغذية، وهو أحد أهم المحاور والاتجاهات الحديثة التي تسيطر على قطاع المطاعم والفنادق وخدمات الأغذية والضيافة في ٢٠٢٣.
حيث أصبح يمثل الاعتماد على تطور تكنولوجيات عمليات التشغيل – Operational Technology أحدث – إن لم يكن أهم - سمات خدمات الأغذية والضيافة في المطاعم في الوقت الراهن، مشيرين بذلك إلى خدمات البيئة السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي
فبجانب الاعتماد على عالم برامج الإدارة والتشغيل والمطابخ السحابية " Cloud Kitchens & POS Systems " في زيادة الأرباح ومضاعفة الاعتماد على العلامة التجارية، وتلبية رغبة التوجه القوية نحو خدمات تسليم وتوصيل الطلبات في مقابل الرغبة في خدمات الضيافة ، تضاعف كذلك اهتمام مشغلي ومديري المطاعم بمنهج آلية مهام التشغيل المهدرة للوقت والجهد والموارد وأشكال الطاقة والمستلزمات الغذائية، متوجهين إلى آليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي " Artificial Intelligence "، ومستهدفين بذلك المزيد من الدقة السرعة لمقابلة تزايد حجم الطلب وتلبية كافة الرغبات وأيضًا زيادة الأرباح وتحقيق الاستقرار أو الازدهار في سوق المنافسة.
وهو محور الابتكار الذي يتطور بقوة وتتعدد أشكال توظيف تقنياته وأساليبه ودور كل واحدة منها، بدءًا من التوجه نحو توظيف الروبوتات والآلات ذاتية العمل " Robots " في عمليات التشغيل والإعداد والتحضير في المطابخ التجارية أو في الاستقبال وتلقي الطلبات والضيافة عبر صالات الطعام
ومرورًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المرئي والصوتي "Vision & Voice AI " ووصولًا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التوريد والتنبؤ " Forecasting" بحجم الطلب والإقبال والاستهلاك، وانتهاءً باستخدام الذكاء الاصطناعي في ابتكار الوصفات والمشروبات الملائمة للمتطلبات المحلية.
ويذكر أنه، وبشكل عام، حتى تتحقق كافة الاتجاهات والصيحات الأخيرة بمثالية، فإنها تتطلب بضرورة اتباع نهج تحليلات البيانات - Data Analytics السليم، حيث ستضاعف تحليلات البيانات من الكفاءة التشغيلية وتحسين تجربة الضيوف، فمن خلال تحليل بيانات العملاء، ستتمكن المطاعم من فهم جمهورها المستهدف بشكل أفضل واتخاذ قرارات تستند إلى البيانات حول عروض الخدمات والوجبات وقائمة الطعام والتسعير وحتى جهود التسويق المناسبة.
كما أنه من خلال تحليل البيانات المتعلقة بهدر الطعام وتكاليف العمالة والمقاييس التشغيلية الأخرى ، يمكن للمطاعم تحديد مجالات التحسين واتخاذ قرارات تستند إلى البيانات لتبسيط عملياتها.
حيث تعد كفاءة عمليات التشغيل أمرًا بالغ الأهمية لنجاح أي عملية أطعمة ومشروبات ، حيث يمكن أن تساعد في تقليل التكاليف وتحسين الربحية وتعزيز تجربة المقبلين على المطاعم ومنشآت تقديم الأغذية وخدمات الضيافة.
يمكنك أيضًا الاطلاع على مقالات آي هوريكا الصيحات والاتجاهات السابقة:
٦ صيحات تحكم عمل المطاعم والفنادق في ٢٠٢٠
٤ صيحات أساسية تسيطر على قطاع المطاعم والفنادق في ٢٠٢١
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
إلى أين تتجه خدمات الأغذية في المطاعم خلال ٢٠٢٣ ؟