تشتهر اليابان بأسلوب العرض المُبتَكر للأطعمة في المطاعم والمتاجر الغذائية، حيث تعتمد على عرض مجسمات مزيفة من مواد بلاستيكية أو شمعية تتشابه تمامًا مع شكل الطبق الأصلي المُدرج بقائمة الطعام، فلا دهشة من رؤية معروضات الأطعمة المختلفة من السندوتشات، والحلويات، وأصناف السوشي وغيرها في الواجهات الزجاجية للمطاعم والكافيهات باليابان.
وقد اختلفت الآراء حول قصة بداية وسبب ازدهار فكرة الطعام المستنسخ ، أو عينات ونماذج الطعام " Food Models " أو كما يطلق عليه البعض الطعام المزيف " Fake Food " باليابان، ولكن يرجح الكثيرون أن تبلور الفكرة وتوسع انتشارها يرجع لمنتصف القرن العشرين مع انتشار الأمريكيون في اليابان بعد الحرب
حيث كانت المطاعم اليابانية تفتقر إلى قوائم طعام باللغة الإنجليزية، فواجهت غير اليابانيين مشكلة طلب الطعام الذي يريدون تناوله، فاتجه أصحاب المطاعم إلى تجسيد عينات تُمثل أشكال الأصناف التي يقدمونها مع وضع السعر الخاص بها مما يتيح للزوار الأجانب الإشارة أو الإيماءة إلى ما يفضلون تناوله، ومع مرور السنوات تطورت التقنيات المستخدمة في التصنيع وأصبحت بدرجة عالية من الإتقان في التفاصيل حتى أصبح من الصعب التفرقة بين المجسمات المستنسخة والطعام الحقيقي للوهلة الأولى.
ثم انتشرت هذه الفكرة اليابانية في دول أخرى عديدة حول العالم، وأقبلت المطاعم والكافيهات على استخدامها كأداة تسويقية لجذب الضيوف وزيادة المبيعات والأرباح للمطعم، فتلك المجسمات تعتبر عاملًا محفزًا للعملاء وتزيد من الرغبة الشرائية بأشكالها الجذابة الشهية التي تتماثل تمامًا مع هيئة وحجم الطبق الحقيقي
وهذا يعد أفضل من مجرد عرض صورة للمنتج في قائمة الطعام ، خاصة وأن تصميم قائمة الطعام قد لا يوفر إمكانية عرض صور جميع الأصناف التي يقدمها المطعم، إلى جانب المساهمة في زيادة مبيعات الأصناف الجديدة والتي لم يتعرف عليها الزبائن بعد.
وتقوم عملية تصنيع الأطعمة المستنسخة للعرض عن طريق إعداد قوالب سيليكون تتشابه مع العناصر الحقيقية لوجبة المطعم ، ثم يتم حقن القالب بعناية بمادة البلاستيك السائل أو في بعض الأحيان يستخدم الراتنج " Resin " أو الشمع مع التأكد من عدم ترك فقاعات أو عيوب، ثم يتم طهي الطعام المزيف في أفران مخصصة ليتصلب قبل أن يُترك ليبرد.
ثم تأتي المرحلة التالية في التصنيع وهي الترتيب الدقيق للمكونات، وتلوين المجسمات للتشابه مع ألوان الطعام الطبيعي ومنحها المظهر النهائي.
ويذكر أن تلك التكنولوجيا اليابانية قد بدأت مؤخرًا بالتواجد في بعض الدول العربية ويستخدمها مجموعة من المطاعم والعلامات التجارية، ويرى أصحاب المطاعم التي اعتمدت هذه الطريقة في العرض أن استخدام تلك المعروضات البلاستيكية قد ساعدهم على تقليل معدلات هدر الطعام بشكلٍ ملحوظ، بالإضافة إلى الحفاظ على جودة وسلامة المنتجات – خاصة المأكولات الباردة مثل السلطات- التي قد تتأثر بسبب تكرار فتح ثلاجة العرض الزجاجية أو نقل الطعام من مكان لآخر.
كما تُقبِل محلات الحلواني أيضًا على استخدام تلك المستنسخات ، حيث تتسنى فرصة عرض جميع أنواع الكيك " التورت " والحلويات بأشكالها وأحجامها الطبيعية مما يتيح للعميل فرصة حجز المنتجات بالكميات المرغوبة دون الحاجة إلى إنتاجها فعليًا بمكونات حقيقية كعينات للعرض ودون خسارة أية تكاليف.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
الطعام المستنسخ .. تقنية يابانية تزيد من أرباح المطاعم