شهد قطاع فنون الطهي في عدة بلدان حول العالم خلال السنوات الأخيرة، اهتمامًا متزايدًا بتوجه " الطعام الحرفي – Artisan Food – أرتيزان فود " ، وقد أدى هذا الاتجاه إلى نمو الطلب من المستهلكين على تجربة تناول طعام أصيلة وفريدة من نوعها، حيث يتم استخدام تقنيات الطهي التقليدية والمكونات المختارة يدويًا أكثر من الأطعمة المنتجة بكميات كبيرة.
و الأطعمة الحرفية هي منتجات يتم تصنيعها يدويًا بعناية باستخدام طرق تقليدية تتضمن الحفظ المنزلي أو التخمير من قبل العمال المهرة المعروفين باسم " الحرفيين الغذائيين - Food Artisans " والذين يصنعون تلك الأغذية بشغف واهتمام بالتفاصيل، وتشمل هذه الأطعمة الفواكه والحبوب والحليب والأجبان واللحوم والأسماك والزيوت والخل، وغيرها من الأطعمة.
وتشتهر الأطعمة الحرفية " Artisan Food " بجودتها العالية وطعمها الرائع، كما أنها تميل إلى أن تكون أكثر صحية من الأطعمة المصنعة، حيث يتم استخدام مكونات أقل ومعالجات أقل، ولعل ذلك يعد أحد أسباب توجه المستهلكين لها.
كما يمثل الـ " أرتيزان فود " عودة إلى جذور الطهي ، حيث ينصب التركيز على الجودة عن الكمية، حيث أن الطعام الحرفي لا يتم إنتاجه بكمية كبيرة كما يتم في الأطعمة المصنعة فهو يكون منتجًا مصنوعًا يدويًا وفريد من نوعه ويعكس الثقافة والتقاليد المحلية، حيث يتسم هذا القطاع باعتماده على أعمال صغيرة غالبًا ما تكون مشاريع عائلية تنتج منتجات مستوحاة من التقاليد المحلية.
ويرى الخبراء أن الطعام الحرفي قد ساهم في نمو الاقتصاد بعد الركود السابق وما زال مستمرًا في النمو حتى خلال السنوات القادمة، وخاصة مع تزايد المشاريع الصغيرة المتخصصة في بيع وتقديم خدمات الأغذية والمشروبات والضيافة، والاتجاه المتزايد نحو مشروعات المخابز الصغيرة.
فوفقًا لموقع " Eagb " يشكل أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة ٩٦٪ من قطاع الأغذية والمشروبات في المملكة المتحدة ، بما في ذلك المتخصصين في إنتاج الطعام الحرفي ، وأفادت إحصائية على موقع " Taste Wise " بأن ١٦.٥٥٪ من المطاعم تقدم أكل "حرفي" في قوائمها، وأن النوع الشائع هو الأطعمة النباتية.
كما شهدت الدول العربية نصيبًا من ذاك الانتشار، فقد ظهر مؤخرًا كثير من الشركات الناشئة والعلامات التجارية القائمة على بيع وتقديم خدمات غذاء حرفية مختلفة مثل المخبوزات الخالية من الجلوتين، والحلوى، والأجبان، والزيوت الطبيعية وغيرها.
فضلًا على ذلك، صب المهتمين بهذا المجال اهتمامهم بترويج تلك الصناعات من خلال إقامة المعارض المتخصصة في الـ " Artisan Food - الأطعمة الحرفية "، حيث أقيم معرض " قوت ماركت " الخاص بـ الأغذية الحرفية والموسمية في الكويت هذا العام وتضمن أكثر من ١٠٠ مشروع متخصص بالمنتجات الزراعية العضوية، والمخبوزات إلى جانب منتجات يدوية أخرى.
ويرجع الخبراء زيادة إقبال المستهلكين بتلك المنتجات إلى ارتفاع الوعي بالاستدامة في السنوات الأخيرة والاتجاه نحو المنتجات المحلية، وذلك إلى جانب توفر فرصة معرفة مزيد من المعلومات حول أصل المنتج الغذائي، على عكس المنتجات الصناعية الأخرى التي تفتقد معلومات كثيرة عن أصول المكونات المستخدمة أو طريقة الصنع، حيث يسعى المستهلكين إلى معرفة مصدر طعامهم وكيف يصل إلى طبقهم.
وإذا أراد منتجو ومصنعو هذا النوع من الأغذية جعل سلعهم أكثر تميزًا في السوق، فإن بحثًا جديدًا من " UMaine " يقول إن توفير المزيد من المعلومات حول المنتجات هي الوسيلة الأكثر ضمانًا لتحقيق ذلك، عن طريق خلق قصة للعلامة التجارية.
ويشير البحث إلى أنه للتميز وزيادة الأرباح، يجب على صانعي الجبن الحرفيين والمنتجين الآخرين صياغة معلومات شخصية وذات مغزى حول منتجاتهم بعناية، فعلى سبيل المثال، يمكن لصانعي الجبن استخدام بطاقات بالقرب من عروض الجبن الخاصة بهم والتي تشترك في مصدر الجبن وتاريخ الحلب والعملية المستخدمة في صنعه.
كما يمكن للبطاقات توجيه المستهلكين إلى موقع ويب أو بودكاست أو سلسلة فيديو أو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي مع معلومات أكثر تفصيلاً وقصص شخصية من تاجر الجبن، حيث أظهرت النتائج أن المستهلكين أكثر عرضة لقراءة وتقييم المعلومات حول الجبن " الخاص أو المصنع يدويًا أو المحلي أو الحرفي" مقارنة بالجبن " النموذجي أو التجاري أو التقليدي "، واعتبر المستهلكون أن هذه المنتجات أكثر فائدة وإمتاعًا.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
أرتيزان فود .. اتجاه يرتقي بالمذاق في قطاع خدمات الأغذية