طابعات الطعام ثلاثية الأبعاد " 3D Food Printers " هي تقنية سريعة التطور لديها القدرة على إحداث ثورة في طريقة تناولنا الطعام، حيث يمكن لـ طابعات الطعام ثلاثية الأبعاد إنشاء مجموعة متنوعة من الأطباق، من الوجبات الخفيفة البسيطة إلى الوجبات المعقدة، باستخدام مجموعة متنوعة من المكونات، بما في ذلك اللحوم والخضروات وحتى الحلويات.
ويوضح الخبراء والطهاة المستخدمين لهذه التقنية أن أحد أهم مزايا طابعات الطعام ثلاثية الأبعاد سماحها بقدر كبير من التخصيص، حيث يمكن تخصيص الأطباق لتلبية الاحتياجات الغذائية والتفضيلات الفردية، وحتى تخصيصها بتصميمات فريدة، ويمكن أيضًا استخدام طابعات الطعام ثلاثية الأبعاد لإنشاء أطباق يصعب صنعها باستخدام طرق الطهي التقليدية، وفيما يلي بعض الفوائد المحتملة لطباعة الطعام ثلاثي الأبعاد:
قابليته للتخصيص: يتم توظيفها في التكنولوجيا الصحية بحثًا عن طرق لعلاج بعض تحديات الإطعام، وكذلك تكنولوجيا الفضاء التي تبحث عن وجبات غنية بالمغذيات لرواد الفضاء، وكذلك قطاع الأغذية المستدامة لتطوير وسائل إنتاج الغذاء بكميات كبيرة، ويمكن إجراء التخصيص على مستويات مختلفة، من طباعة الأسماء والصور في الشوكولاتة إلى التلاعب بالمنتج على مستوى المغذيات بحيث تناسب احتياجات الجسم".
تقليل هدر الطعام: حيث إنشاء وجبات ووصفات مخصصة بالحجم المناسب تمامًا، مما يساعد على تقليل هدر الطعام وزيادة الأرباح.
تحسين التغذية: حيث إنشاء وجبات مصممة لتلبية الاحتياجات الغذائية الفردية، مما يساعد على تحسين التغذية.
زيادة الإبداع: حيث إنشاء أطباق ذات تصميمات ونكهات فريدة، مما يزيد من إبداع الطهاة في المطابخ التجارية.
انخفاض التكاليف: مع استمرار تطوير تقنية طباعة الطعام ثلاثية الأبعاد، من المتوقع أن ينخفض تكلفتها وتكاليفها صيانتها بمرور الوقت، مما يجعلها متوفرة أكثر للمستهلكين.
ضمان التوحيد عبر الإنتاج الضخم للأغذية: حيث ستكون المطاعم قادرة على التوسع مع ضمان تخصيص إبداعات وابتكارات الطهي بكميات كبيرة.
وتمنح هذه المميزات وحدها الأغذية المطبوعة ثلاثية الأبعاد مرونة معينة في مختلف الصناعات كأداة تسويقية، حيث يمكن أن تستفيد منها شركات البسكويت والساندويتشات استفادة كاملة عند تصنيع منتجات ووصفات بمتطلبات خاصة لفئات المطاعم والمطابخ التجارية، مثل كريمة مطبوعة ثلاثية الأبعاد ومليئة بالألوان التي يتم اختيارها حسب الطلب، أو طباعة رسوم كاريكاتورية ثلاثية الأبعاد للعملاء باستخدام الصلصة على فطائر البرجر في عربات الطعام.
وعلى مستويات تصنيع وتقديم خدمات الأغذية والضيافة في المطاعم والفنادق للضيوف، تظهر محاولات من الملاك و الطهاة لتوظيف هذه التقنية عبر تخصيص الوصفات والأغذية المقدمة استنادًا إلى مجموعة من الاختبارات الصحية المقدمة من العميل، حيث يتم جمع وتحليل المؤشرات أو القياسات الحيوية من قوارير عينات خاصة من الضيف عند حجز مكان للحصول على أقصى درجة استمتاع ممكنة من تجربة مثل هذه الخدمة من الضيافة والتذوق في مطعم .
وتعمل هذه الطابعات على إنشاء هيئات ثلاثية الأبعاد من نموذج رقمي، حيث يتم استخدام مكونات الطعام، مثل اللحوم والخضروات والسكر والماء لإنشاء هذه الهيئات، فيتم خلط هذه المكونات معًا لإنشاء عجينة أو محلول، ويتم بعد ذلك ضخ هذه العجينة أو المحلول إلى رأس الطباعة.
أي أنه يتم إنشاء المواد الغذائية المطبوعة ثلاثية الأبعاد من خلال عملية تصنيع مضافة شبه آلية تقوم بوضع طبقات من الخيوط والمركبات والخُلُط الصالحة للأكل لإنشاء العديد من الأطعمة، فتقوم هذه الطابعات بإعادة إنشاء عمل فني تم تحميله، أصليًا أو مثبتًا مسبقًا، من ملف رقمي باستخدام برنامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر.
وبدلاً من المواد البلاستيكية، فإنها توزع مواد غذائية شبيهة بالمعجون أو مواد غذائية مرنة، مثل المعكرونة والشوكولاتة والجبن وعجين البسكويت والحلويات القائمة على السكر والجيلاتين واللحوم المصنعة والبطاطا المهروسة والبيتزا.
ويمكن تشبيه استخدام هذه الطابعات والتقنية ثلاثية الأبعاد بطهاة قسم الحلويات والمخبوزات الذين يقومون بوضع كريمة التزيين على الكعكة، فعادة ما يكون الطعام في شكل معجون أو هريسة يتم إدخالها في علبة لوضعها في الطابعة، وبينما يقوم المشغل بتحميل التصميم، يتم تسخين الطعام داخل الجهاز، وهذه الخطوة ليست لطهي المنتج الغذائي، بل لزيادة قابليته للتأثر بالحرارة استعدادًا للطباعة.
وعندما يتم توزيع الطعام من الفوهة، فإنه يسقط على أرضية مطبوعة باردة، فيتجمد بسرعة قبل أن تعود الفوهة لطباعة الطبقات لمزيد من القوة، وبطبقة تلو الأخرى، يتم دفع المكونات الصالحة للأكل من خلال موزع يشبه المحقنة، يسمى الطارد، أو رأس أداة الرش، ويتم ترسيبه على لوحة البناء في نقاط محددة على طول نظام ثلاثي المحاور، وبينما يتحرك الروبوت المحوسب على طول إطاره المصنوع من الألومنيوم، فإنه يطبع خيطًا يتكون من مكونات مسحوقة أو مسالة منسقة وفقًا لوصفة مبرمجة مسبقًا.
وطوال عملية الطباعة، تخضع المواد القابلة للتلف لعملية معالجة فورية، كما أن المواد تسخن بسرعة وتبرد ثم تدخل في سلسلة من التفاعلات الكيميائية، مما يؤدي في النهاية إلى تثبيت المكونات في مكانها، وفي بعض الأحيان يكون للمكون نفسه ما يكفي من اللزوجة والصلابة ليظل ثابتا، مثل العجين أو المواد الهلامية.
ويمكن أن تستخدم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجموعة من خدمات الأغذية بقطاع المطاعم والفنادق، فعلى سبيل المثال:
الشوكولاتة : حيث التلاعب بصناعة الشوكولاتة الحرفية، من خلال الخطوط والزوايا والأشكال المنتفخة وإنشاء طلبات مخصصة من الشوكولاتة المتبلورة بأشكال وتصميمات مبتكرة كان من الصعب إنتاجها باستخدام الطرق التقليدية.
السمك : حيث إنتاج شرائح السلمون الخالية من العظم مع فوائد غذائية مقارنة بالسمك الحقيقي، ويصنَّع من خلالها سمك السلمون المدخن، وسمك السلمون القابل للدهن، والتونة من مكونات مثل بروتينات البازلاء، والطحالب، والزيوت النباتية.
البطاطس المهروسة : يجد بعض الخبراء أنها قد تنتج الملمس الأكثر مثالية للطباعة ثلاثية الأبعاد، فهناك اهتمام متزايد باستخدام البطاطس كمكون رئيسي في المشروع يتم استكماله بالمضافات الغذائية.
المعكرونة : حيث تقدم خدمة توفر للطهاة أشكال المعكرونة المطبوعة ثلاثية الأبعاد الخاصة بهم، من خلال خلط سميد القمح مع الماء والمستخلصات الطبيعية وخصائص التلوين، ويتخذ الناتج أشكالًا عديدة - مثل القلوب والنجوم وقنافذ البحر.
البيتزا : حيث تقديم وصفات البيتزا بأحجام متنوعة، فيتم وضع العجينة - والتي يمكن أن تأخذ شكل أي ملف " JPEG " يتم تحميله، وأصناف خالية من الطماطم والغلوتين، ثم الصلصة والجبن حسب الاختيار.
السكر : حيث طباعة مجموعات من الحلويات ذات طابع خاص باستخدام مزيج من السكر البودرة والماء وفي الوقت نفسه، بناء مجموعة كبيرة من المنحوتات السكرية عن طريق صهر السكر المحبب مع الهواء الساخن.
ووفقًا له يعد هناك طرقًا رئيسية لطباعة الطعام ثلاثي الأبعاد ، ومنها تقنية الطباعة بالرش حيث يتم خلالها استخدام رأس طباعة لرش طبقة رقيقة من المكونات على سطح بناء، وتقنية الطباعة بالطبقة، حيث يتم إنشاء وطباعة طبقات على سطح البناء، ويتم تكرار هذه العملية حتى يتم إنشاء الناتج الغذائي ثلاثي الأبعاد
ويُذكر وفقًا لتصريحات بعض المتخصصين أن مذاق الطعام المطبوع ثلاثي الأبعاد يكون هو نفس ما تتوقع الحصول عليه، اعتمادًا على نوع الطعام أو النكهة التي يتم تحميلها في خيوط الطابعة ثلاثية الأبعاد ، ويضيفون أنه لا تؤثر كمية الحرارة التي تتعرض لها أحد المكونات أثناء عملية الطباعة على مذاق الناتج النهائي، وذلك بصرف النظر عن الملمس، ويعلل الخبراء ذلك بأن ما تفعله الطابعة هو التأثير على الخصائص الحسية للمنتج عن طريق طباعته بنمط تركيبي محدد
ويشيرون كذلك إلى أن استخدام هذه التقنية يعد آمنًا إذا ما تم استخدامها في بيئة نظيفة مع الالتزام بالقواعد الصحية والتعامل المنتظم مع الأغذية، بما في ذلك المعدات المعقمة والمكونات الطازجة.
وفي حين أنه برغم أن طباعة الطعام ثلاثي الأبعاد لديها القدرة على إحداث ثورة في طريقة تناولنا الطعام، إلا أنه لا يزال هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها قبل أن تصبح منتشرة، وأحد أهم هذه التحديات هو أن طابعات الطعام ثلاثية الأبعاد يمكن أن تكون باهظة الثمن ومعقدة في التشغيل، مما يجعلها – وفقًا لوصفهم – أكثر ملاءمة للإنتاج التجاري على نطاق واسع بدلًا من الاستخدام المنزلي الفردي بسبب تعقيدها النسبي، وأنها لا تزال في مراحلها الأولية
كما يذكر بعض المتخصصين أن هناك عدد محدود من المكونات المناسبة لعملية الطباعة ثلاثية الأبعاد ، بالإضافة إلى أنه لا يوجد الكثير من الشركات المصنعة لمكونات " الحبر الغذائي "، وعلى الرغم من هذه التحديات، إلا أنه يُعتقَد أن طباعة الطعام ثلاثية الأبعاد هي تقنية سريعة التطور لديها القدرة على إحداث تأثير كبير على طريقة تناولنا الطعام في المستقبل.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
طابعات الطعام ثلاثية الأبعاد تطور مفاهيم الطهي في المطاعم