يعد معيار النجاح في إدارة وتدوير المهام في المجالات التجارية المختلفة هو الاستمرارية في جني الأرباح والقدرة على حل المشكلات بشكل يلائم المتغيرات المتباينة المحيطة بمجال الصناعة والمؤثرة عليه.
ولا يختلف العمل في مجال المطاعم والفنادق عن ذلك في شيء، بل هو جوهر هذه الصناعات التجارية المختلفة، وذلك بالتزامن مع الحديث عن الفترات الزمنية المتقلبة صحيًا، مثل انتشار الأمراض والأوبئة والفيروسات حول العالم، ونخص بالحديث هنا فيروس الكورونا المستجد " COVID-19 ".
وما يُكسب هذا المجال تميزه خلال الأحداث الصحية العالمية الراهنة، ويضاعف معدلات الاهتمام والإحاطة به من قبل جميع الجهات الحكومية والرقابية المسئولة هو تعلقه بجوانب عدة تتمثل فيه:
· تقديم الأغذية والمشروبات وخدمات الضيافة المختلفة
· إقامة المناسبات والاحتفالات المعتمدة على تجمعات كبيرة من الناس
· نقل البضائع وتوصيل السلع والمنتجات وطلبات الوجبات الغذائية
· ضيافة الزبائن والمسافرين والسائحين عبر المناطق الجغرافية المختلفة
· تدشين واحتضان المؤتمرات والندوات والدورات التعليمية والتدريبية المختلفة
وقد أصبحت مخاطر التعرض للإصابة بفيروس كورونا مرتفعة للغاية بما يدعو الحاجة لاتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية لحماية زبائن المطاعم ونزلاء الفنادق منها، وإثر ذلك تقدم آي هوريكا مجموعة من الإرشادات والمعايير الدولية المتعلقة بمجال هذه الصناعة في سبيل التحكم في انتشار هذا الفيروس عبر مساحات الجلوس وأجواء التذوق التي تقدمها هذه المنشآت.
وتعتمد هذه المعايير على شقين، يتمثل الأول في مجموعة الخطوات الاستباقية من طرف الملاك والمديرين، والشق الثاني يتجسد في الخطوات التشغيلية التي يلتزم بأدائها الأفراد في طواقم العمل المختلفة داخل هذه المؤسسات
نصائح للملاك والمديرين:
١- توفير أدوات وأجهزة التنظيف والتطهير الفعالة والخامات اللازمة للتقليل من خطر الإصابة بالفيروس والتنظيف الفعال لمحيط المطعم ومساحاته الداخلية من الأقنعة والمطهرات ومنقيات الهواء وغيرها من المستلزمات، كما يزداد التوجه نحو الاعتماد على الأدوات ذات الاستخدام الواحد من قبل الضيوف لتجنب التعرض المتكرر لنفس الأداة وتجنب احتماليات الإصابة بالمرض، كما يشترط على المديرين التأكد من فعالية وجودة خامات ومنتجات التنظيف المستوردة حتى وإن كانت باهظة الثمن، فالسعي هنا لا يتعلق بتوفير المال بل بالحفاظ على مكانة العلامة التجارية وصورتها الذهنية المرموقة في أذهان الزبائن.
٢- تدريب طواقم العمل في جميع فروع علاماتك التجارية على اتباع أحدث معايير السلامة الدولية فيما يتعلق بكيفية تجنب الإصابة بفيروس كورونا وأهم إجراءات ومعايير الصحة والسلامة الغذائية المتبعة أثناء التعامل مع الأغذية، وذلك يتوقف على مدى كفاءتك كمالك أو مدير لقسم أو أكثر في المطعم على رصد آخر الأخبار وأحدث الممارسات والشؤون المعلوماتية المتعلقة بانتشار هذا المرض عبر أوساط هذه الصناعة، ويتطلب منك الأمر إبلاغ فرق العمل لديك بشكل آني، ومتابعة مدى إدراكهم ومعرفتهم لأحدث التطورات عبر عقد اجتماعات دورية معهم.
٣- مراقبة عمليات التنظيف الفعال والدقيق بشكل دوري، وذلك من خلال إيجاد نقاط التحكم والمراقبة المستمرة لرصد التغيرات والتجاوزات المتخذة من قبل العاملين والمضاعفة من احتماليات الإصابة بالمرض، ولا يضر مطلقًا الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في مجال الأمن الغذائي والنظافة الشخصية ليقوموا بمعاينة مساحات المطعم الداخلية والخارجية من آن لآخر راصدين بذلك مصادر التلوث والإصابة المحتملة، أو مؤكدين لك عبر الشهادات الموثقة مدى سلامة بيئة العمل وأجواء التذوق في منشأتك، ويذكر عبر هذه الجزئية ضرورة التنظيف الفعال لدورات المياه والأرضيات والأسطح ومساحات الاستقبال المعرضة للتلوث السريع نتيجة قربها الشديد من المؤثرات والعوامل الطبيعية الخارجية، حيث يتم مضاعفة عمليات التنظيف عبر المعقمات وسوائل التطهير.
٤- توعية الضيوف بإرشادات وممارسات السلامة الغذائية المتبعة في المطاعم والفنادق أثناء تناول الوجبات المختلفة، وذلك في سبيل مساعدة الضيوف على تجنب الإصابة بالفيروس أثناء ضيافتك لهم، ويكون ذلك عبر بعض التسجيلات الصوتية البسيطة المذاعة عبر مكبرات الصوت، أو من خلال طباعة وتعليق المنشورات الورقية وورق الحائط والذي يتضمن معلومات ونصائح وإرشادات احترازية لتجنب الإصابة بالفيروس أو تعريض الآخرين من حول الضيف للخطر، أو من خلال منشورات مطبوعة يتم وضعها على طاولات الطعام قبل جلوس الضيف عليها.
٥- توفير خدمات توصيل الطلبات للزبائن، سعيًا خلف التقليل من فرص الازدحام والتعرض للإصابة في مساحات مطعمك، ومن ناحية أخرى المحافظة على استمرار أعمالك دون الإضرار بمعدلات أرباحك خلال هذه الفترة، وهو الأمر الذي اتخذ شكل خاص عبر هذه الفترة، حيث تتوجه بعض المطاعم – ليس فقط نحو زيادة أعداد مندوبي التوصيل أو مضاعفة كفاءة وفعالية وجودة التوصيل بل- إلى وضع أنظمة تغليف واستلام وتسليم قياسية شديدة الحذر لتفادي احتمالي إصابة أولئك الذي في منازلهم أو أعمالهم، وذلك من خلال وضع ملصقات طبية توضح درجات حرارة الشيف المعد للطلب ودرجة حرارة مندوب التصويل، وكذلك توضيح الزمن الذي تمد إعداد خلال الطلب وزمن التوصيل بدقة، ولا يتم تسليم الزبائن باليد، بل يتم ترك الطلب داخل عبوة أو حقيبة التوصيل التي يتم تعقيمها قبل إدخال الأغذية بداخلها حتى يتسلمها طالب الوجبة أو المشروب بنفسه، وذلك بالإضافة إلى متابعة مدى رضا العملاء تجاه دودة وفعالية خدمة التوصيل.
نصائح للطهاة والمضيفين:
١- التنفيذ الدقيق والقياسي لإجراءات ومعايير السلامة الغذائية الموضوعة عبر الجهات الرقابية المسؤولية، والمتفق عليها مع المديرين والملاك عبر فروع المطعم أو الفندق الذي يعمل فيه المضيف أو الطاهي، وتنقسم للعديد من الممارسات، أهمها:
· الاهتمام الدائم بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار قبل وأثناء وبعد إعداد الطعام مع مراعاة عدم لمس العينين أو الوجه قبل تطهير الأيادي جيدًا، ولعل واحدة من الخطوات الفعالة المتبعة في المطاعم والمطابخ التجارية إثر هذه الجزئية هو وضع نظم تنبيه تطلق إشارات محددة دورية كل فترة زمنية معينة مثل الجرس أو صوت داخلي مذاع عبر المطعم، لتذكير العاملين بضرورة التطهير والتنظيف كل ٢٠ دقيقة على سبيل المثال.
· الاستلام الدقيق والتخزين المثالي لمنتجات الأغذية والسلع التجارية الموردة إلى المطاعم والفنادق، وهو الأمر الذي يتطلب توخي الحذر الشديد نظرًا لأنها واحدة من مصادر التلوث الخطرة التي بإمكانها تعريض مؤسستك بالكامل للتلوث.
· الالتزام بمعايير التحضير والتقديم المتفق عليها صحيًا ومحليًا ودوليًا في سبيل تقديم الأغذية السليمة والصحية، والمطهوة وفق درجات حرارة ملائمة للقضاء على الفيروس في حال وجوده.
· التأكيد المستمر على نظافة وسلامة الأدوات والمعدات والأجهزة المستخدمة في المطابخ لضمان جودة الطهي وسلامة الأطباق المقدمة إلى الضيوف، والتي يتعين تمريرها عبر حلقة غسل وتنظيف أشد حرصًا ودقة من أي وقت سابق.
يمكنك أيضًا قراءة:
· ٥ ضوابط صحية احرص عليها في مطعمك أثناء التعامل مع اللحوم
· ٤ إجراءات صحية هامة للطهاة في مرحلة تحضير وتجهيز الأغذية المقدمة
· ٤ أمور عليك إدراكها أثناء الاهتمام بالصحة والنظافة الشخصية للعاملين في مطعمك
٢- الحرص الدائم على التوجيه الشفهي والعملي للضيوف نحو الممارسات الصحية الأمثل التي يجب اتخاذها في المطاعم والفنادق، فحتى وإن قمت بنشرها عبر صفحاتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي فذلك لا يكفي، وإنما يتطلب التدخل السريع من المضيفين والطهاة لديك في حال ملاحظة تصرف سلبي يزيد من احتمالية تلوث أجواء التذوق.
٣- وذلك يقود إلى ضرورة إخطار المدير المسؤول فورًا في حالة الكشف عن مصدر محتمل لتلوث مساحات الجلوس لديك بفيروس كورونا، وذلك بالحديث عن انخفاض في مستويات الاهتمام بمعايير الأمن الغذائي، أو عطل في الأجهزة المنقية للهواء، أو نقص في المواد الكيميائية المستخدمة في تطهير الأسطح ومساحات الانتظار والجلوس.
٤- كما يتوجب على جميع الطهاة والمضيفين إبلاغ المديرين في حالة الشعور بأعراض مرضية مشابهة لأعراض فيروس كورونا، للتقليل من احتمالية إصابة باقي فريق العمل والضيوف في حالة إيجابية الإصابة بالفيروس، ويتعين عليك طلب إجازة رسمية أو الاستئذان عن العمل حتى يتم المعالجة كليًا من المرض، وتذكر دائمًا أنه الفيروس قد يتمكن من إصابة الآخرين حتى وإن لم يمكن من إصابة جهازك المناعي، فالخطر هنا يتعلق بالبيئة المحيطة بك وليس شخصك أنت فقط.
٥- ضرورة تقنين الاعتماد على البوفيهات والموائد المفتوحة في تقديم خدمات الأغذية؛ بهدف تقليل التعرض للأطعمة بتوجيه الجهود نحو زيادة كفاءة المضيفين في خدمة الضيوف وإدارة البوفيهات وتقديم وجبات البوفيه لهم، وذلك يتعارض مع التوجهات السابقة الخاصة بالخدمة الذاتية ودفع الزبائن للإقبال على الموائد المفتوحة بما تحمله من أغذية ومشروبات، ولكن بشكل عام أصبح التوجه -في ظل انتشار الفيروس- نحو الاعتماد على قوائم الطعام وتوصيل الطلبات إلى غرف النزلاء، أو تحضير الطلبات وجلبها إلى الطاولات، ويأتي هذا بالتوافق مع مجموعة من الخطوات الاحترازية التي يتم اتخاذها في سبيل تحضير البوفيهات خاصة في المناسبات والاحتفالات الخاصة مثل الأفراح والمهرجانات الخاصة، حيث يتوجه الطهاة نحو إخراج الأغذية في آخر لحظة ممكنة قبل الأكل ووفق درجات حرارة مناسبة وعبر سلسلة من المعايير والالتزامات الصحية المحافظة على الطعام من احتمالات التعرض للتلوث.
وفي بعض الأحيان، ومع ظهور الأمراض والأوبئة الجائحة بين الناس، والتي تسببها الجراثيم والأوبئة والفيروسات سهلة الانتقال والانتشار عبر اللمس والاتصال المباشر عن قرب والأسطح الملموسة، يتطلب الأمر التوجه نحو اتخاذ مجموعة من الخطوات الاحترازية الأكثر شدة وفعالية في تأثيرها ودورها في مجابهة -أو تقليل- أخطار التعرض للإصابة بهذه الأمراض ومنها على سبيل المثال:
· تقليل عدد الأفراد -أو الضيوف- المقبلين على المطاعم في آن واحد، أو المتواجدين في مناطق الاستقبال وطلب الوجبات والأغذية، أو التواجدين في صالات الجلوس وتذوق الوجبات؛ دفعًا لأي ازدحام أو حشد أو تجمعات كبيرة في صالات الجلوس أو أجواء التذوق، حيث يجد بعض المسؤولين والملاك ضرورة تخفيضها لخمسة أشخاص فقط متواجدين في محيط منطقة الاستقبال أو طلب الوجبات والخدمات.
· زيادة مسافات الفصل المتواجدة بين طاولات الضيافة المتواجدة في صالات الطعام بدرجة كافية ووفقًا للمعاير والإجراءات الدولية في سبيل تقليل فرص انتشار الفيروسات والأوبئة، كما يتجه بعض الملاك والمديرين نحو تقليل أعداد المقاعد المرفقة مع كل طاولة مع الحرص الدائم على إيجاد مسافة فصل كافية بين هذه المقاعد أثناء جلوس الضيوف تزامنًا مع متطلبات الوقاية وتقليل أخطار الإصابة، وهنا يأتي دور موظفي الاستقبال والمضيفين فيما يتعلق بالرصد والملاحظة والمراقبة المستمرة للضيوف وأساليب التعامل فيما بينهم بما يتخلله من ممارسات توعوية وتوجيه وإرشاد كما ذكرنا مسبقًا.
· كما تسعى العديد من العلامات التجارية نحو تقديم القفازات اليدوية والخامات والسوائل المطهرة للزبائن بالمجان تفاديًا لظهور احتمالات تواجد الملوثات المختلفة من الفيروسات والبكتيريا والميكروبات عبر أجواء التذوق ومساحات الجلوس والاستقبال والانتظار.
وتذكر في النهاية أن نجاح الأعمال التجارية في مجال تقديم الأغذية والمشروبات وخدمات الضيافة للزبائن والضيوف يتعلق بشكل أساسي بكظم الانفعالات والتحكم في الأعصاب وإدارة المهام وتدوير عمليات التشغيل بكفاءة ودقة ومهارة، ورصد المشكلات والتحديات المختلفة التي تشكل عقبات أمام تحقيق الأهداف الاستراتيجية الموضوعة، ومن ثم إيجاد حلول فعالة لها وصولًا للتطوير ومضاعفة الأرباح أو الحفاظ على استقرار التجارة من الهبوط.
وهو أمر ليس بالشاق أو المستحيل في هذه الصناعة، بل تتطلب مراعاة كافة جوانب ومعايير الصحة والسلامة الشخصية بالتوافق مع الالتزام بمعايير وأسس الأمن الغذائي بجميع مراحله، والحرص على نقل إحساس الأمن والراحة والطمأنينة في نفوس المتعرضين لرسائلك الترويجية أو المتواجدين في صالة الطعام لديك، فمجرد أن يجد الضيف أو الزائر كافة الوسائل الصحية والآمنة والمريحة في مطعمك لن يتوجه إلى مطعم آخر.
تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة في مجال الأغذية والضيافة
١٠ خطوات أساسية للوقاية من فيروس كورونا في المطاعم والفنادق