٤ فعاليات هامة في الأسبوع العالمي للمطبخ الإيطالي ٢٠٢٠

تغطية خاصة من آي هوريكا لفنون وسمات المطبخ الإيطالي
10 كانون الأول 2020 بواسطة
٤ فعاليات هامة في الأسبوع العالمي للمطبخ الإيطالي ٢٠٢٠
iHoreca Blog Team

يتسم المطبخ الإيطالي بكونه أحد أكثر المطابخ عصريةً وتطورًا وتصدرًا لقائمة أشهر المطابخ العالمية على مدار الأعوام السابقة، وتنطلق هذه المكانة المميزة من الصفات والسمات الفريدة التي يتميز هذا المطبخ، إلى جانب ما تمتلكه وصفاته وأطباقه الأصيلة من مذاق خاص وتصميم جذاب وألوان زاهية بما يتخللها من مكونات طبيعة ذات جودة عالية، حيث يكون اعتماد الأطباق على مذاق أبسط العناصر والمكونات الغذائية بداخله، ولكنها تكون غنية النكهة، كالخضروات والأعشاب الطازجة والزيوت الطبيعية النقية، واللحوم ذات المرعى الجيد والبهارات البسيطة التي تبرز طعم المكونات السابقة.

وهو ما تطرقنا إليه بشيء من التفصيل عبر مقالات آي هوريكا السابقة عن المطبخ الإيطالي، والذي تزامن مع الدور المستمر لفعاليات الأسبوع العالمي للمطبخ الإيطالي، وهو حدث سنوي تقام فعالياته في العديد من البلاد حول العالم، ويكون مدعوم ومنظم من قبل السفارات والقنصليات الإيطالية؛ بهدف التوعية عن الأطباق الإيطالية وعادات المطبخ الطهوية والترويج للمنتجات إيطالية الصنع وتسليط الضوء وتقديم الدعم المطلوب لصناعة الغذاء الزراعي وإنتاج الطعام.

ويساهم أسبوع المطبخ الإيطالي أيضًا في التوعية بمزايا نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، وهي حمية تعتمد على نهج غذائي صحي من خلال وجبات ممتلئة بالخضروات والفاكهة والبقوليات بجانب البروتين، وذلك حتى يمتلك المستهلك أو المتذوق وعي أكبر بأهمية اختياره للمنتجات الصحية المستخدمة في أطباقه ووصفاته، ويصبح أكثر دراية وقدرة على اختيار المقادير والمكونات بشكل صحيح بما يلائم تقاليد الطهي الإيطالية ومناهج تصميم وصفات إيطالية سليمة.

Odoo image and text block

حيث يرتكز مفهوم مبادرة الأسبوع الإيطالي على بعض النقاط الرئيسية وهي: 

·   تقديم مطبخ عالي الجودة من حيث المواد الغذائية المستخدمة في تحضير الوصفات

·   نقل وتقديم فنون الطهي الإيطالي بما يتضمنه من ثقافات وأساليب ومعدات طهوية

·   الترويج للمنتجات والعناصر الإيطالية الأصيلة

·   تعزيز نظام الاستدامة في قطاع الضيافة وتقديم الطعام من خلال السياحة والثقافة والتعليم.

·   تعزيز فكر الوجبات والأنظمة الغذائية ووصفات الطعام الصحية المفيدة والثرية بقيمتها

وقد شمل أسبوع المطبخ الإيطالي في نسخته الرابعة أو " The Week of Italian Cuisine " لعام ٢٠١٩ العديد من النقاط المتعلقة بالنكهة الإيطالية والمطبخ عامة وقد كانت آي هوريكا متواجدة في العام الماضي لتغطية أحداثه وفعاليته الخاصة، حيث تضمن نقل الفكر الطهوي والثقافي الإيطالي وكيفية التعامل مع أدوات المطبخ وطرق استغلال فنون المطبخ الإيطالي في قطاع الفنادق والمطاعم، ومن أبرز المحاور التي تم التطرق لها هي استخدام المنتجات الغذائية الإيطالية، والتي بالطبع يندرج تحتها زيت الزيتون كواحد من أهم العناصر المستخدمة في الأطباق الإيطالية.

وفيه نسخته الخامسة لهذا العام، ينطلق الأسبوع الإيطالي عبر مجموعة محددة من الفعاليات التي تصوب اهتمامها نحو مفهوم المذاق العام الاستثنائي أو الـ" The Extraordinary Common Taste " ، وهي حملة أساسها زيادة الوعي لدى المستهلكين عن الأصالة ومعايير الجودة للمنتجات الإيطالية ليكونوا قادرين على ابتياع المنتجات الجيدة.

مؤتمر انطلاق النسخة الخامسة من أسبوع المطبخ الإيطالي

Odoo image and text block

وقد أقيم مؤتمر الانطلاق لأسبوع المطبخ الإيطالي في يوم ١٨ نوفمبر بأحد الفنادق المصرية بحضور كل من السفير الإيطالي، جيامباولو كانتيني، ومدير وكالة التوريد الإيطالي بالقاهرة، فرانشيسكو بانيني، في حضور عدد كبير من الطهاة والملاك والإعلاميين والكتاب والمدونين بمجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة في المطاعم والفنادق ، وقد تم تقديم المؤتمر من خلال المدير التنفيذي لجمعية الطهاة المصريين، أشرف جمال، حيث أوضح عبر كلمته مدى ما يمتلكه المطعم الإيطالي بما يتخلله من وصفات طعام وخدمات ضيافة من شهرة كبيرة في مصر وحول العالم.

وتطرقت حيثيات المؤتمر إلى العديد من المحاور الهامة، حيث أكد السفير كانتيني أن المطبخ الإيطالي يهتم بالمنتجات راقية الجودة وأصيلة المذاق، وهو ما يدعو إليه جوهر أسبوع المطبخ الإيطالي كل عام، مسلطًا الضوء نحو النسخة الخامسة لعام ٢٠٢٠، والتي ستهتم بالترويج لمنتجات القهوة والآيس كريم الإيطالية، وأوضح مدى أهمية ترويج الطعام الصحي حيث أنه يساعد على حماية الأمن الغذائي العالمي. 

بينما أوضح مدير وكالة التوريد الإيطالي، أن هدف السفارة الإيطالية والغرفة التجارية والشركات الخاصة هو إتاحة المنتجات الإيطالية بمثالية في السوق المصري، حيث يرى أن الصادرات الإيطالية في تحسن مستمر بسبب العلاقات القوية بين البلدين مما يتيح إنشاء تعاملات سلسة في الفترة الراهنة والمستقبل. 

وأشار بانيني أن من ضمن أهداف أسبوع المطبخ الإيطالي للعام الحالي هو الترويج لصناعة الآيس كريم والقهوة، وتقديمهما بشكل أكبر وأكثر توغلًا في السوق المصري، وأوضح أن القهوة الإيطالية قد لاقت إعجابًا من المستهلكين المصريين بالفعل وذلك ما يؤكده حجم الصادرات الإيطالية من القهوة إلى مصر خلال الفترة الماضية، ولكنه يعتقد أن هناك المزيد من مساحات التوسع التجاري بالحديث عن هذه المنتجات الغذائية والسلع التجارية.

وأشاد كذلك لضرورة زيادة الوعي بالمنتجات الغذائية الإيطالية الصحية ذات الجودة المرتفعة والموثوقة المنشأة والمصدر، وكيفية توظيفها بمثالية في روتين المستهلك اليومي، بجانب ضرورة توضيح الفارق بين المنتجات الأصلية والمنتجات الاخرى الأقل كفاءة وسعرًا، فهي ليست مسألة مذاق فقط ولكن هناك فارق كبير بين الفوائد الصحية المتواجدة في المنتجين خصيصًا عند الاستخدام اليومي سواء للطهاة أو المستهلكين والزبائن. 

وأخيرًا أشار إلى إمكانية إتاحة دورات تدريبية لتعليم أساسيات وفنون المطبخ الإيطالي من قبل طهاة إيطاليين في مصر، وهو ما قد تم القيام به بالفعل في العام الماضي وقد تم التخطيط لاستمراره خلال الدورة الخامسة من الأسبوع الإيطالي هذا العام، ولكن لم يكن ذلك ممكن، معللًا ذلك بسبب ما يمر به العالم أجمع من ظروف خاصة نظرًا لتفشي جائحة كورونا، حيث كان من الصعب تنفيذ تلك الدورات بسبب الإجراءات الصحية والاحترازية. 

وخلال كلمته، أوضح المدير التنفيذي لجمعية الطهاة المصريين، أشرف جمال، أن المطبخ الإيطالي له شعبية كبيرة بين الجمهور المصري وبين أصحاب المطاعم والراغبين في فتح مطاعم جديدة لدرايتهم بأنه سيكون عليه طلب وإقبال كبير، معللًا بقوله: " كان يأتينا الكثير من الراغبين في فتح مطعم إيطالي جديد ولكن ما يقف عائق أمامهم هو خلق فكرة عامة إيطالية صحيحة للمطعم؛ لذلك كنا ننصحهم بالاستعانة بطاهي إيطالي ليأخذوا من خبرته ويكون هو الدليل والمرجع لهم، أما إذا أرادوا أن يقدموا مذاق إيطالي أصيل، فلابد من استخدام المكونات والمقادير الإيطالية الأصلية المستوردة "

وأشار المدير التنفيذي لجمعية الطهاة المصريين لحقيقة التواجد القوي والمتوقع للمنتجات الإيطالية المستوردة في السوق المصري، وأنه قد بدأت تظهر بالفعل تعاملات وتفاعلات كثيرة مع شركات إيطالية من أجل التواجد في السوق المصري، لإمداد الطهاة وأصحاب الأعمال بمجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة في الفنادق والمطاعم بالمكونات اللازمة لإعداد وصفاتهم وتقديم أطباقهم. 

وأوضح أيضًا أن الدورات التدريبية للمطبخ الإيطالي في الجمعية هي من أكثر الدورات التي تلقى تفاعل كبير من قبل الطهاة الشباب، لأنه مطعم قريب من المصريين، فكلاهما يتواجد على حدود البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى تميز المطبخ الايطالي بحمية البحر المتوسط، قائلًا: " بدأنا نلاحظ في الآونة الأخيرة إقبالًا واسعًا على هذا النهج من النظام الغذائي الصحي، كالاهتمام بزيت الزيتون والخضراوات الطازجة المختلفة وألا يكون الاعتماد على اللحوم فقط "

وأخيرًا أكد على أهمية تنظيم فعاليات كتلك التي تقدم من قبل السفارة الإيطالية والمركز الثقافي الإيطالي، لأن هناك العديد من الأشخاص والطهاة الذين يملكون شغف للتعلم أكثر عن أساسيات وفنون المطبخ الإيطالي، حيث ستكون تلك الفعاليات فرص عظيمة لهم لاكتساب الخبرة والتعلم، لتنتهي بذلك – وفي ساعات معدودة – فعاليات مؤتمر انطلاق أسبوع المطبخ الإيطالي، وتبدأ إثرًا لها الأنشطة والفعاليات المتخللة لهذا الأسبوع والتي تمثلت في التالي:

الفعالية الأولى: منافسة المطبخ الإيطالي في معرض هيس الدولي ٢٠٢٠

Odoo image and text block

والتي كانت تمثل أولى فعاليات أسبوع المطبخ الإيطالي في دورته الخامسة، وهي المسابقة التي تم تنظيمها من خلال جمعية الطهاة المصريين ودشنت خلال منافسات الطهي الحي لمعرض هيس بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، بتغطية خاصة من آي هوريكا، وذلك برعاية مكتب التمثيل التجاري الإيطالي وبمشاركة العديد من الطهاة المتسابقين في أجواء تنافس مثيرة وقوية، وفي رؤية فريدة لتداخل وتبادل الثقافات والفنون الطهوية المصرية الإيطالية، حيث تطلب من المتنافس بشكل أساسي:

·   إعداد وطهي وتقديم طبق طعام من مأكولات المطبخ الإيطالي الأصيل 

·   أن يعكس الطبق نكهات هذا المطبخ 

·   أن يتم تقديم الوصفة بطريقة تناسب خدمة ألا كارت.

·   أن يمثل الطبق الإيطالي إقليم أو منطقة إيطالية محددة، وفقاً لاختيار المتسابق.

·   ألا يتم تقديم أطباق الباستا أو البيتزا، فالهدف هو إبراز مدى ثراء المطبخ الإيطالي، وتنوعه بخلاف أطباق الباستا والبيتزا التقليدية 

والتي مثلت  وفقًا للعديد من المشاركين والمنظمين لهذه الأنشطة  فعالية مثالية لتعزيز المعرفة والإدراك بأطباق ومكونات وفنون الطهي في المطبخ الإيطالي، كما أوضحت مدى قدرة وتمكن الطهاة المصريين المتنافسين من توظيف الثقافات الفنون الطهوية المختلفة في تقديم الوصفات والأطباق المميزة، وهو التداخل الثقافي الذي انعكس بشكل واضح على تصريحات فرانسيسكو بانيني، الذي تواجد خلال فعاليات المنافسة، حيث أشاد بأهمية التداخل الثقافي بين مصر وإيطاليا وعن دور التوعوي المثالي لجمعية الطهاة المصريين فيما يتعلق بفنون المطبخ الإيطالي، مشيرًا إلى مدى سعادته باهتمام المتسابقين بتقديم الأطباق الإيطالية بنكهتها الأصلية دون تغيير.

وفي استمرار للتغطية الخاصة بفعاليات منافسات الطهي الحي من معرض هيس الدولي لهذا العام، توجهت آي هوريكا بلوج للحصول على كلمات خاصة من للفائزين بالمراكز الأولى بمسابقة الطبق، لمعرفة تعليقاتهم على المسابقة وفعاليات أسبوع المطبخ الإيطالي والمطبخ نفسه بشكل عام، ومدى فعالية الرسالة الثقافية المعنية بانطلاق النسخة الخامسة لهذه الفعاليات في مصر، وذلك بعد أن تم دعوتهم وتكريمهم في مؤتمر انطلاق الأسبوع العالمي بعد أن تم إعلان فوزهم بالمراكز الأولى للمنافسة المنعقدة قبل المؤتمر، وهي الكلمات الخاصة التي تم تقديمها لآي هوريكا كالتالي:

كلمة الشيف حسين صالح، المركز الأول:

"ما جعلني أرغب في الاشتراك بمسابقة أفضل طبق إيطالي هو الشرط الخاص بألا يكون الطبق المقدم باستا أو بيتزا، فهذا المطبخ عريق وكبير للغاية ويزخر بالعديد من المكونات من الخضروات واللحوم التي يمكن توظيفها بمثالية في سبيل تقديم أطباق لذيذة ومميزة

واختياري للطبق الذي قدمته في المسابقة كان ينبع من قصته واسمه، فهو يسمي بالمياه المجنونة أو الـ" Crazy Water "،وهو طبق قديم جدًا، يرجع أصله إلى القرن الرابع عشر تقريبًا، وكان وقتها تكلفة الملح مرتفعة، فكان البحارة يطبخون الطعام بماء البحر على الشواطئ، بينما كانوا ينصتون لصوت ارتطام الأمواج أثناء الطهي، فسمي بذلك.

وكانت أكثر اللحظات تميزًا بالنسبة لي، أثناء تقييم الطبق من طرف الحكام، فبعد أن قدم كل متسابق أفضل ما عنده تكون تلك هي اللحظة الفاصلة بين ما كان يتوقعه من الطبق وما حدث في الواقع، لذلك أعطتني تلك المسابقة حافز ودافع قوي نحو التخصص في المطبخ الإيطالي.

وفي النهاية أرى أن المطبخ الإيطالي من أجمل المطابخ على مستوى العالم، فمذاق جميع وصفاته مستمدة من البيئة المحيطة، والنكهات به كلها طبيعية، ولا تكون ذات إضافات متعددة، فأكثر ما يركز به الإيطاليون هي المكونات نفسها، فهم يختاروا بدقة نوع كل منتج يتم استخدامه في الأطباق ويجب أن تكون مكوناته ذات جودة عالية، لذلك أرى أنه يجب اختيار المكونات من المكان الصحيح قبل البدء بالطهي وتصميم الطبق.

كلمة الشيف عبد الله أشرف، المركز الثاني

أنا أحب المطبخ الايطالي للغاية، وأعمل فيه منذ طفولتي وأكثر الأشياء التي دفعتني للاشتراك بالمسابقة هو اهتمامهم بأصالة المطبخ الإيطالي، فلم يطلبوا الباستا والبيتزا ولكن صوبت الاهتمام نحو أطباق إيطالية أخرى، لذلك قمت باختيار الأوسو بوكو أو الـ " Osso Bucco"، وهي قطعة لحم من الفخذ، وريزوتو الزعفران، حيث يمتلك هذا الطبق طعم مختلف ومميز بالنسبة لي، بجانب أن العديد من المتذوقين لا يعلموا ذلك الطبق، لذلك أردت تقديمه لتعريف الناس به، فما أفضله في المطبخ الإيطالي هو أنه يتمتع بطعم بسيط دون إضافات ونكهات إضافية، ويعتمد على الطعم المميز للمكونات المستخدمة ذاتها. 

وقد أسعدني تعليق ودور لجنة الحكام لأنهم كانوا حريصين على تقديم النصائح لنا وتعليمنا وإرشادنا نحو تعديل الأطباق وتقديمها بشكل أفضل، وفي الوقت ذاته لم يتوقفوا عن تقديم التحفيز والتشجيع اللازم لنا، وقد سعدت كثيرًا عند فوزي بالمسابقة فشعرت بإنجاز شخصي حقيقي، وعندما علمت بدعوتي لمؤتمر الانطلاق تضاعفت سعادتي، فمن الرائع وجود هذا الاهتمام والحرص على تعزيز الإدراك بأصالة المطبخ الإيطالي، فأنا أرى أن هذا المطبخ لا يعتمد على توفير المنتجات الغذائية فقط، ولكن يتطلب تفهم أصول المطبخ والطرق الأصلية لتحضير وتقديم أطباقها بمثالية لتلاقي تلك الأطباق الشهرة والإقبال الكافي والمطلوب لها.

كلمة الشيف سلمى عبد الهادي، المركز الثالث

أجد أن المطبخ الايطالي أحد أهم المطابخ التي وجدت عالميًا، فالنكهة الإيطالية هي نكهة بسيطة جدًا وتبتعد كل البعد عن كثرة التوابل أو الأعشاب، حيث تعتمد على المذاق الطبيعي للمكونات، فإذا كان المرعى جيد، ستتوفر لك قطعة ممتازة من اللحم ولن يكون هناك حاجة لاستخدام البهارات أو التوابل، لأن مذاقها نفسه جيد دون إضافات.

وقد اخترت تقديم طبق الأوسو بوكو أو الـ " Osso Bucco"، لأنه يعد من ضمن الأطباق الصعبة والمميزة للغاية في المطبخ الإيطالي الأصيل، ويعكس مهارات وقدرات الشيف الحقيقية، وهو عبارة عن قطعة من اللحم مليئة بالعضلات التي تتطلب وقت طويل للتسوية ولكن النتيجة النهائية هي قطعة لحم مثالية، بالإضافة أنني قمت بتقديمها بجانب الريزوتيو ميلانيز أو الـ " Risotto Milanese "، وهو من أشهر طرق الطهي للريزوتو.

وقد شعرت بفرحة عارمة لحصول على المركز الثالث وحصولي على الميدالية البرونزية في هذه المنافسة، وعبر التنافس في هذا المطبخ العريق، فأنا أجد أن هناك تشابه كبير بين المطبخ المصري والمطبخ الإيطالي من حيث التنوع في المنتجات والمقادير المستخدمة وكثرة الأطباق التي يقدمها كل مطبخ، والأهم هو حب الشعبين للأكل وتقديرهما واعتزازهما بعادات الطعام وطرق الطهي.

تقديم قائمة طعام إيطالية أصيلة وتدشين ندوة مع الفضاء الخارجي

الفعالية الثانية: النكهات الإيطالية الأصيلة على أرضٍ مصرية

وقد تجسدت الفعالية الثانية المعنية بالنسخة الخامسة من الأسبوع العالمي للمطبخ الإيطالي بمصر في تقديم قائمة طعام إيطالية بمكونات غذائية ومنتجات وسلع تجارية إيطالية أصيلة في ١١ مطعم فاخر بالقاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ لتقديم تجربة تذوق مميزة تعكس نكهات المطبخ الإيطالي، بتقديم تعريف بهذه القوائم وأهم ما يتخللها من وصفات وأطباق، إلى جانب دعوة الزبائن والمتذوقين وأصحاب المطاعم لتذوق هذه الأطباق عبر الصفحات الخاصة بهذا الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك تم عبر المطاعم التالية:

Odoo image and text block

في القاهرة:

·   مطعم IL Bullona بفندق الفور سيزونز 

·   مطعم l'Italiano

·   مطعم Pier 88 بالزمالك، ومطعم Pier 88 بفندق Pyramid Hills

·   مطعم La Trattoria ومطعم IL Vivo بفندق نايل ريتز كارلتون 

·   مطعم La Zisa بفندق St. Regis

في الإسكندرية:

·   مطعم Roberto

في شرم الشيخ: 

·   مطعم Reef Beach 

·   مطعم IL Vizietto 

·   مطعم Zigolini  

حيث قدم ملاك هذه المطاعم والطهاة العاملين بها كلماتهم الخاصة عن أهمية هذا الحدث، مشيرين إلى أنها مبادرة فعالة من قبل الحكومة الإيطالية للترويج عن المطبخ الإيطالي وثقافته في مصر وحول العالم، فما يجعل الشعب الإيطالي جيد في التعامل مع الطعام هو بسبب توارث أساسيات الضيافة وتقديم الأغذية عبر الأجيال، بجانب جغرافيا البلد التي تجعلها تمدهم بمواد ومحاصيل غذائية متميزة وذات جودة مرتفعة، موضحين أن هذا الأسبوع يقدم فرصة مثالية للجانبين المصري والإيطالي لتشارك الثقافات والفنون الطهوية المختلفة، بتقديم النكهة والتجربة الإيطالية الغذائية الأصلية.

الفعالية الثالثة: ندوة في الفضاء عبر" Webinar ":

ومن النكهات الإيطالية على الأراضي المصرية وحتى الفضاء الخارجي، يستكمل الأسبوع الإيطالي تقديم فعالياته المختلفة، حيث تم تدشين ندوة عبر "الإنترنت" في الخامس والعشرين من نوفمبر المنصرم، وبتقديم الملحق العلمي السابق بالسفارة الإيطالية بالقاهرة، الدكتور كلاوديو مارجوتتيني، حيث قام بشرح كيفية تناول رواد الفضاء للأغذية والمشروبات أثناء قيامهم بمهامهم في البعثات الفضائية، بتحديد أساسيات الطعام الصالح للتخزين والسفر به وإعداده في الفضاء.

Odoo image and text block

حيث أوضح أن عملية اختيار المكونات الغذائية مهمة معقدة وتتطلب الرجوع للعديد من الجهات المسؤولة والمعنية بهذا المجال، فمن المهم تقديم أطعمة تحافظ على الصحة الجسدية والنفسية لرواد الفضاء، مع الوضع في الاعتبار تأثر العمليات الفيزيائية للجسم على المدى الطويل بسبب انعدام الجاذبية الأرضية. 

وعليه، أوضح مارجوتتيني مجموعة من المتطلبات الواجب توافرها في أغذية الفضاء، وهي:

·   يجب أن تكون صلاحية الطعام لا تقل عن ٦ أشهر. 

·   لا تطلب ثلاجات للتخزين، ويمكن حفظها في درجة حرارة الغرفة. 

·   يجب أن تخزن المأكولات في صفائح أو أكياس بلاستيكية مفرغة من الهواء ومعقمة وألا تكون في أوعية زجاجية. 

·   أن يكون حجم الأوعية مناسب لأجهزة التخزين المتوفرة في المراكب الفضائية.

·   يفضل أن يتم تعبئة الطعام في أوعية فردية تكفي وجبة لشخص واحد لتسهيل الاستهلاك والتقليل من وقت التحضير.

·   يجب ألا تنتج أي فتات من الأغذية فمن الممكن أن تطاير في كل مكان، بسبب عدم وجود جاذبية. 

·   لا يفضل إتاحة الأغذية ذات الروائح النفاذة أو ذات الملمس المبلل مثل الصلصات والصوصات. 

·   يجب الحرص على أن تكون الوجبة متوازنة وتحتوي على جميع العناصر الغذائية المطلوبة لتحقيق نظام غذائي متكامل.

·   يجب أن يمتلك الطعام نفسه مذاق مقبول ومبتكر ومتجدد.

وقد شارك في الندوة رائد الفضاء الإيطالي، روبرتو فيتتوري، ليوضح بشكل مفصل وعملي أكثر ما يحدث خلال رحلاته الفضائية، وعلق على الأغذية المقدمة على متن تلك الرحلات قائلًا: "هناك اهتمام كبير بالتطوير في مجال أغذية الفضاء، حيث أن الغذاء جزء كبير من المهمات الفضائية ويشكل عاملًا مهمًا جدًا للصحة ومعايير الحياة الجيدة لدى الرواد ".

وأوضح فيتتوري، أنه لا يوجد مشكلة تقنية في شحن الطعام التقليدي للفضاء ولكن من أجل توصيله للفضاء يجب شحنه بواسطة صاروخ فضائي، لذلك يجب مراعاة سهولة التخزين ومدة صلاحية طويلة والحجم والوزن لأن تكلفة نقل كيلو جرام واحد من الماء أو الطعام من الأرض إلى الفضاء قد يصل إلى ١٠٠٠٠ دولار أمريكي. 

مستكملًا حديثه بقوله: " وذلك ما قد يسبب بعض المعوقات في تحضير الطعام على متن الرحلات، فطرق التسخين تعتمد على طريقتين إما من خلال أجهزة التسخين أو إضافة ماء ساخن إلى الأغذية المجففة لتصبح قابلة للأكل، مما قد يستهلك الكثير من الماء، بجانب ذلك عند استخدام الماء الساخن لا يصل إلى جميع أجزاء الطعام، فتصير الطبقة الخارجية رطبة ولكن يظل الجزء الداخلي مجفف ويكون مذاقه سيء".

الفعالية الأخيرة: القهوة والآيس كريم هما حديث أسبوع المطبخ الإيطالي لعام ٢٠٢٠

Odoo image and text block

وكما كان لزيت الزيتون حضور خاص في النسخة السابقة من هذا الأسبوع العالمي، فقد كانت القهوة والآيس كريم هما حديث نسخة هذا العام، حيث تجسدت الفعالية الرابعة والأخيرة في شكل حفل فني لتذوق منتجات الآيس كريم والقهوة الإيطالية، والتي تقدمها مجموعة من العلامات التجارية والشركات في مصر، حيث تواجدت ضمن فعاليات هذا الحفل لتقديم منتجاتها للزوار والمتذوقين، ففي كل عام يروج أسبوع المطبخ الإيطالي إلى أحد العناصر المهمة والتي تبرع في استخدامها وتوظيفها ثقافة المطبخ الإيطالي، فكما ذكرنا مسبقًا أن العام الماضي تحدثت بعض فعاليات الأسبوع الإيطالي عن كل ما يخص بزيت الزيتون من استخداماته، وفوائده وكيفية إنتاجه وتعبئته، فهذا العام كان الآيس كريم والقهوة هما المنتجان اللذان تم اختيارهما لعملية الترويج.

وعبر فعاليات هذا الحفل طرحت آي هوريكا مجموعة من الأسئلة على مدير وكالة التوريد الإيطالي في القاهرة، فرانسيسكو بانيني، وكانت أهمها التالي:

سـ ١: كيف تصف شعورك أثناء هذا الحفل بما يتضمنه من حضور ومتذوقين ومنتجات القهوة والآيس كريم؟

- " مزيج مثير بين السعادة والحنين إلى الماضي، فأنا الآن استرجع ذكريات الماضي عندما كنت طفلًا في إيطاليا، كنت أعشق تذوق الـ " taglio al caffe "، والذي يعد مزيجًا أصيلًا بين القهوة والآيس كريم، وهو في الحقيقة ما أتذوقه الآن عبر المنتجات المطروحة من خلال الشركات في هذا الحفل "

سـ ٢: كيف تقيم مدى النجاح المتحقق من فعاليات النسخة الخامسة من الأسبوع العالمي للمطبخ الإيطالي؟

- " كان هدفنا بشكل أساسي مصوب نحو نقل وتقديم أصالة وعراقة وفكر ثقافة المطبخ الإيطالي، وتبادل الخبرات والفنون والمهارات والأفكار الطهوية مع الطهاة والخبراء والمتذوقين في المجتمع المصري، وهو ما أجد أنه تحقق بدرجة نجاح كبيرة، سواء عبر تقديم قوائم طعام للأطباق الإيطالية الأصيلة، أو عبر فعاليات مسابقة المطبخ الإيطالي في معرض هيس الدولي، أو حتى عبر هذا الحفل الذي سنختتمه بندوة علمية مخصصة عن القهوة وأنواعها وأهميتها "

سـ ٣: ما العنصر أو المكون الغذائي المتوقع أن يكون جوهر الحديث في النسخة القادمة من هذا الأسبوع؟

- " الشوكولاتة، فقد آن أوانها لتكون محور الحديث "

وفي ختام هذا الحفل تم تقديم محاضرة علمية يتخللها شرح مفصل لتاريخ القهوة وأنواعها وأهميتها وأحدث صيحاتها، وذلك في رؤية مميزة لأهمية ودور هذا المكون في مجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة وإعداد الوصفات المختلفة، وهي الندوة العلمية التي اهتمت آي هوريكا بتقديمها عبر السطور القادمة في شكل دليل متكامل عن القهوة، حيث تعد القهوة من أشهر المشروبات العالمية التي تواجدت منذ أكثر من ١٢٠٠ عام، والآن هناك أكثر من ٦٠٠ مليون شخص يعتمد مصدر دخله المالي على صناعة القهوة وذلك حوالي ١٠ بالمئة من سكان العالم. 

ولكن، متى تم بالتحديد اكتشاف القهوة؟ هناك أسطورتين تروي بداية تعرف العالم على ذلك المشروب الذي أصبح مفضل لنسبة كبيرة من سكان العالم أجمع

أسطورة الاكتشاف الأثيوبي

يحفل تاريخ القهوة بالعديد من الأقاويل والقصص، فالأسطورة الأولى تقول إنه كان هناك راعي أغنام أثيوبي، قام باكتشافها بعد أن تناول قطيع أغنامه بعض من حبوب القهوة ولاحظ أنهم أصبحوا أكثر طاقة ولم يخلدوا إلى النوم طوال الليل، فابلغ راعي الأغنام أحد الرهبان في دير قريب منه، وهو ما دفع الراهب لتجربة تلك الحبوب وصناعة مشروب منه ليبقى مستيقظًا طوال الليل ليصلي، وعندما وجد ما قاله الراعي عن تلك النبتة صحيح، أبلغ ذلك الاكتشاف لباقي الرهبان ومن وقتها بدأ انتشار مشروب القهوة في العالم أجمع. 

أسطورة الاكتشاف اليمني

هناك أقاويل أخرى تعتقد أن أول من اكتشف القهوة كان شيخ يمني صوفي منفي في صحراء اليمن عندما جاع في أحد المرات فقام بتناول بعض من حبات القهوة فوجدها مرة، فقرر تحميصها ولكن فوجئ بأنها أصبحت صلبه فقام بغليها مما نتج عنه مشروب بني اللون ذا رائحة قوية، وعندما قام بشرابه أعطاه طاقة غير مفسرة وجعله لا يرغب في النوم لأيام متتالية، وحينها علم أنه بسبب ذلك المشروب، فرجع إلى قريته وأخبر باقي الأشخاص عنه، لتنتشر القهوة بعدها في اليمن ومن ثم إلى باقي دول العالم. 

وفي كل من القصتين يعود فضل انتشار القهوة إلى شبه الجزيرة العربية، فبعد أن بدأت زراعة وتجارة القهوة في اليمن في القرن الخامس عشر أصبحت متعارف عليها في كل من بلاد فارس ومصر وسوريا وتركيا في القرن السادس عشر وكانوا يتناولونها في أماكن خارج المنزل تسمى بالـ " قهوة خانة " 

وبعد أن زار الرحالة الأوربيين بلاد الشرق رجعوا إلى بلادهم بحبوب القهوة من خلال ميناء البندقية في إيطاليا، وكان أول مقهى أو" Coffee House " يُفتح للزوار كان في القرن السابع عشر الميلادي ومن ثم انتشر مفهوم المقاهي ومشروبات القهوة في جميع البلاد العظمى في اوروبا مثل انجلترا والنمسا وفرنسا وألمانيا وهولندا ومن بعدها انتقلت زراعة القهوة إلى جزر الكاريبي وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية من خلال الجنود الهولنديين.  

ووافقًا لهذا التطور التاريخي، يوجد العديد من أنواع القهوة التي يتم زراعتها عالميًا، ولكن هناك أربعة أنواع رئيسية من حبوب القهوة وهم الـ (أرابيكا، روبوستا، ليبريكا، اكسيلسا)، لذلك إليك بعض المعلومات لتتعرف على كل نوع منها:

Odoo image and text block

·        أرابيكا - Arabica : تعد حبوب الأرابيكا أكثر نوع من القهوة يتم استخدامه في العالم بنسبة ٦٠ بالمئة من إجمالي محصول القهوة العالمي، ويتم زراعة الأرابيكا في حوالي ٥٠ دولة في المناطق التي تقع بين خطي الاستواء، ولكنها تحتاج إلى أراضي مرتفعة والكثير من الماء والظل لكي تنمو بشكل صحيح، وتعتمد النكهة لهذا النوع من القهوة على حسب المنطقة التي يتم زراعتها بها.

وذلك يرجع إلى أن حبوب الأرابيكا هي الأكثر حساسية من بين الأربعة أنواع، وتتأثر بسهولة بالبيئة المحيطة بزراعتها، فيجب أن تزرع حبوبها بعناية كبيرة، فعندما يزرع نبات الأرابيكا في مناخ غير مناسب لا يزدهر بشكل طبيعي ويؤثر ذلك على شكل الحبة وتستغرق الزراعة ضعف المجهود للحفاظ على النبات، وهو ما يجعل حبوب الأرابيكا أغلى من الأنواع الأخرى، ولكنها تكون ذات جودة عالية وتعرف بمذاق سلس خالي من المرارة. 

·   روبوستا - Robusta : تعد ثاني أكثر أنواع القهوة زراعةً وتناولًا على مستوى العالم، وهي نبتة تصل ارتفاعها إلى حوالي 4-6 متر، وهي أطول من نبتة الأرابيكا، كم أن لديها درجة عالية من قدرة التأقلم مع المناخ المحيط بها، ولديها مناعة للعديد من الأمراض، فبإمكانها أن تتحمل تغيرات المناخ ولكن لابد أن تزرع في أماكن ذات درجات حرارة مرتفعة، خصيصًا عند نقص معدل هبوط الأمطار.

وتحتوي حبوب الروبوستا على حوالي ضعف كمية الكافيين إذا ما تم مقارنتها بقهوة الأرابيكا، ودائمًا ما يكون هناك رائحة قوية لذلك النوع من القهوة وتمتاز بسلاسة الملمس ونسبة قليلة من الحموضة وأحيانًا كثيرة من الممكن ملاحظة نكهة بسيطة من الشوكولاتة في مذاقه، لذلك فقهوة الروبوستا تكون ممتازة لمحبي القهوة بالحليب والسكر فمذاق القهوة الأصلي لا يتأثر عند إضافة النكهات الأخرى. 

·   ليبريكا - Liberica تنمو حبوب الليبريكا بشكل غير منتظم في أشجار أكبر حجمًا من مثيلاتها، ولكنها تتحمل الأجواء الحارة والرطبة ومن الممكن زراعتها في ارتفاعات منخفضة، ويتم زراعتها الآن بشكل رئيسي في إندونيسيا وماليزيا والفلبين، ولكن موطنها الأصلي يرجع إلى وسط وجنوب أفريقيا، ولكن إنتاجها لا يشكل أكثر من ٢ بالمئة من إمدادات البن في العالم، لذلك فهو من الصعب إيجادها في جميع الأسواق. 

وتتميز رائحة قهوة الليبركا برائحة عطرية لاذعة فريدة، ولكن يشتهر مذاقها بنكهة مختلفة غير مألوفة والتي قد لا تكون محببة لجميع الأفراد، فهي تمتلك نكهة جوزية ومدخنة مما يمد البعض بشعور أن بها مذاق محروق، لذلك غالبًا ما يتم خلطها بنكهات وأنواع أخرى للتحسين من نكهتها وجعلها مفضلة لفئة أكبر من المستهلكين. 

·   اكسيلسا - Excelsa بالرغم من أن في وقت من الأوقات كانت نبتتا الليبريكا والاكسيلسا فصيلتين مختلفتين من القهوة، إلا أن العلماء صاروا يصنفوا قهوة الاكسيلسا كنوع آخر من نفس فصيلة الليبريكا، وتنمو تلك الأشجار في مناطق ذات ارتفاع متوسط وتشتهر زراعتها في جنوب شرق آسيا وتمثل حبوب الاكسيلسا حوالي ٧ ٪ من القهوة المتداولة عالميًا. 

وتضم حبوب الاكسيلسا نكهة نادرة جدًا، فإنها تجمع بين نكهة الفواكه القوية ونكهة التحميص الداكن، بينما تحتوي على رائحة خفيفة والقليل من الكافيين، لذلك يكون أنسب استخدام لتلك الحبوب هي دمجها مع الأنواع الأخرى من القهوة لتكون ذات مذاق غني وأكثر قوة.

ولمشروب القهوة منافع صحية عديدة نتيجة للمستويات المرتفعة من مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية المفيدة، فهناك بعض من الدراسات التي تبين أن شاربي القهوة لديهم فرصة أقل لتعرض للعديد من الأمراض، ولكن يجب مراعاة تناولها بكمية معقولة وعدم الإكثار من شربها، ومن ضمن تلك الفوائد النقاط التالية

·   تساعد القهوة على زيادة معدل النشاط والأداء البدني لما تحتويه من كافيين.

·   تحسن القهوة العديد من وظائف المخ مثل الذاكرة والمزاج وردود الأفعال. 

·   يساعد الكافيين المتواجد في القهوة على حرق الدهون، فمن الممكن أن يزيد من معدل حرق الدهون بنسبة ٣-١١٪.

·   تقلل القهوة من مخاطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني. 

·   تحارب القهوة الاكتئاب وبإمكانها أن تقلل من فرصة التعرض إليه.

·   تحمي القهوة من أمراض الزهايمر.

ويتم تناول مشروب القهوة في جميع دول العالم، لذلك قام كل شعب بتحضير القهوة وتقديمها بالطريقة التي تلائم ذوقه واحتياج متذوقيه، مما يعني أنه هناك عدد لا حصر له من طرق تحضير القهوة، ولكن إليك بعض من أشهر طرق تقديم القهوة العالمية:

Odoo image and text block

·   الاسبريسو - Espresso : تعد عن طريق وضع كمية صغيرة من البن المطحون في آلة صنع القهوة ثم يتم دفع كمية صغيرة من الماء الساخن ومن خلال الضغط ينتج الاسبريسو وهو بمثابة وحدة البناء لعديد من مشروبات القهوة، وهو مشروب إيطالي المنشأ. 

·   دوبيو أو دبل اسبريسو -Doppio : الفرق الوحيد بينه وبين السابق هو أنه معد عن طريق إضافة مقدارين من الاسبريسو عوضًا عن مقدار واحد. 

·   ريستريتو -Ristretto : ذلك النوع من القهوة هو أكثر أنواع القهوة كثافة لأن نسبة الماء المستخدمة في تحضيره قليلة جدًا فهو يحتاج لنفس مقدار كمية البن لعمل الاسبريسو ولكن يستخدم نصف مقدار الماء فقط. 

·   لونغو - Lungo : هو عبارة عن مقدار من الاسبريسو المضغوط ولكن يضاف إليه الكثير من الماء، لذلك فهو يتشابه قليلًا مع الأمريكانوا. 

·   أمريكانو -American Coffee : يتم إضافة الماء الساخن على البن المطحون ويتم استخلاص مشروب القهوة بالتنقيط من خلال الفلاتر، ويكون ذا طعم مختلف عن الاسبريسو بسبب طريقة تحضيره المختلفة، ويقدم بكمية أكبر ومن الممكن إضافة السكر واللبن إليه. 

·   ماكياتو -Macchiato : يعد ذلك المشروب عن طريق إضافة مقدار من الاسبريسو وقليل من الحليب والرغوة. 

·   كابتشينو - Cappuccino : يحتوي على الكابتشينو على أجزاء متساوية من الاسبريسو والحليب والرغوة. 

·   لاتيه - Latte : هو مقدار من الاسبريسو والكثير من الحليب، ولا يوجد كمية محددة يجب إضافتها من الحليب ولكن لابد أن يكون أكثر من القهوة. 

Odoo image and text block

·   فلات وايت - Flat White مقدارين من الاسبريسو ويضاف إليه الحليب، وتم التعرف عليها أولًا في أستراليا ونيوزيلندا. 

·   موكا -Mocha : تحتوي على مقدار من القهوة واللبن وصوص الشوكولاتة وفي بعض من الأحيان يتم إضافة الكريمة المخفوقة لها. 

·   اسبريسو كون بانا -Espresso Con Panna : يتكون من مقدار من الاسبريسو وكريمة مخفوقة فقط. 

·   رومانو - Romano : هو مشروب إيطالي الأصل وهو مقدار من الاسبريسو ويقدم مع شريحة من الليمون.

·   أفوكاتوا -Affogato : ذلك المشروب من الممكن أن يقدم كمشروب أو كحلو إيطالي، فهو عبارة عن مقدار من الاسبريسو والآيس كريم بنكهة الفانيلا. 

·   القهوة التركية - Turkish Coffee: تعد تلك طريقة مختلفة لتحضير القهوة، فيتم استخدام حبوب البن المحمصة المطحونة جيدًا، وهناك ثلاث درجات للتحميص: فاتح ومتوسط وغامق، وهناك نوعين لها السادة أو المحوجة - وهي ما يتم إضافة البهارات لها كالحبهان والقرنفل - ومن ثم يتم غليها مع الماء والسكر حسب الرغبة على النار إلى أن ينضج البن، ويقدم في فناجين صغيرة. 

·   القهوة العربية -Arabic Coffee : تشتهر دول الخليج بتقديم ذلك النوع من القهوة وتكون فاتحة اللون وتحتوي على نكهة حبهان قوية ويتم تناولها بدون إضافة سكر وتقدم في فناجين صغيرة بجانب التمر في أغلب الأوقات. 

والآن، ما أحدث صيحات القهوة لعام ٢٠٢١؟

وقد كانت واحدة من أهم المحاور التي تطرقت إليها المحاضرة العلمية التي تخللتها الفعالية الأخيرة ذكر أهم صيحات القهوة لعام ٢٠٢١، والتي تمثلت أهمها في:

·   القهوة المبردة سريعًا - Snap chilled : وهي قهوة يتم تحضيرها بماء ساخن ليتم استخراج كامل النكهة دون التلاعب بها ومن ثم يتم تبريدها باستخدام ماكينات قوية لتبريد القهوة في لحظات ومن ثم تعبئتها وبيعها، وهي مختلفة عن عملية تحضير القهوة الباردة أو الـ "Cold Brewing" التي تعتمد على استخدام الماء البارد في تحضير القهوة. 

Odoo image and text block

·   القهوة المعدة بالزبدة أو - Bullet Proof Coffee : إضافة الزبدة للقهوة أصبح من أحد الصيحات المتبعة في شرب القهوة، حيث أن من الممكن للزبدة أن تزيد من القيمة الغذائية للقهوة، ويتوافق مع بعض الأنظمة الغذائية الصحية الجديدة.

·   القهوة المقطرة بالماء البارد أو القهوة الباردة - Cold Brewed Coffee : حيث يتم تحضير ذلك النوع من القهوة من خلال نقع حبوب القهوة في ماء بارد أو في درجة حرارة الغرفة لمدة ١٢ ساعة على الأقل لاستخراج السكر والزيوت والكافيين ومن ثم يتم تقديمها إما بدون إضافات أو مع الثلج أو الحليب البارد، وهي صيحة مستمرة التواجد والظهور بقوة خلال الـ ٥ أعوام السابقة، حيث تزداد شهرتها وعدد الراغبين بها.

·   قهوة النيتروجين - Nitrogen Coffee : تواجدت قهوة النيتروجين في السوق العالمي الآن لسنوات ولكنها تزداد شهرة أكثر في الآونة الأخيرة، وهي قهوة معدة بماء بارد أو " Cold Brewed " ومن ثم يتم إضافة غاز النيتروجين لها، وهو ما يكون فقاعات صغيرة من الهواء في القهوة ويعطيها ملمس سميك ودسم ورغوة بيضاء على السطح، ومن مميزات إضافة النيتروجين للقهوة أنه يقلل من مرارة وحموضة البن.

·   قهوة الدلجونا -  Dalgona Coffee : هو مشروب كريمي معد من القهوة المخفوقة، وقد اقتبس اسمه من إحدى أنواع الحلوى الكورية  التي تحمل نفس الاسم، وقد ذاع صيتها في كوريا الجنوبية، ثم انتقلت تلك الصيحة إلى بلاد عديدة، حيث أصبحت من أهم صيحات الأغذية والمشروبات لسهولة تحضيره وشكله الجذاب، ويتكون عبر خفق مقادير متساوية من القهوة السريعة والسكر والماء حتى تتكون رغوة كثيفة، ومن ثم يتم تقديمها مع الحليب البارد. 

·   سياحة زراعة القهوة: إحدى صيحات القهوة الجديدة في سوق صناعة وتجارة البن هي سياحة مزارع القهوة، حيث يقوم المسافرين بالذهاب إلى حقول القهوة للحصول على تجربة تعليمية متكاملة عن زراعة وصناعة القهوة ونكهتها العديدة. 

·   الخلاطات الفريدة لقهوة صحية: أصبحت خلطات القهوة ذات الملكية الفكرية منتشرة في العديد من المقاهي والمطاعم، حيث يهدف كل مكان إلى خلق مزيج خاص به من مشروب القهوة ليكون صحي ومفيد للجسم ليساعد حركة الأمعاء ويعزز من المناعة ويساعد على حرق الدهون، فعلى سبيل المثال اشتهرت في الآونة الأخيرة القهوة بالمشروم والمتشا لاتيه أو الـ " Matcha Latte ".

وتعد القهوة أحد أكثر المنتجات تداولًا حول العالم بعد البترول، حيث يتم زراعتها في أكثر من ٧٠ دولة ويعتبر مشروب هام في كل بلد في العالم نتيجة لكونها واحدة من ضمن الدعامات الأساسية في نظم الأغذية الحديثة، وهناك مجموعة محددة من الدول التي تتصدر أعلى الإيرادات في زراعة وتصدير البن – وفقًا للعديد من الدراسات والأبحاث المنشورة - ويأتي في مقدمتها البرازيل، حيث تعد الأولى في تصدير القهوة عالميًا، وقد حافظت على تلك الصدارة لأكثر من ١٥٠ عام حتى الآن، فيوجد بها حوالي ٢٧٠٠٠ كيلومتر من الأراضي الزراعية المخصصة لزراعة القهوة وذلك لملائمة مناخها ظروف زراعة وإنتاج حبوب البن. 

وأكثر الطرق المستخدمة لإنتاج القهوة في البرازيل هي عملية الإنتاج الجافة وهو ما يعني أنه لا يتم غسل الحبوب بالماء بل يتم تركهم في الهواء حتى تجف تمامًا تحت أشعة الشمس، وتعد عملية الإنتاج تلك أفضل الطرق لإنتاج قهوة ذات مذاق طبيعي قدر الإمكان، وتنتج البرازيل حوالي ٢.٥ مليون طن قهوة سنويًا، و٦٩٪ من إجمالي الإنتاج تكون قهوة أرابيكا بينما ٣١٪ فقط يكون قهوة روبوستا. 

كما عرفت فيتنام زراعة القهوة من قبل الفرنسيين حينما تم احتلالهم في القرن التاسع عشر وهي الآن تعد في المركز الثاني في تصدير القهوة، فهي تنتج حوالي ١٧٪ من إجمالي القهوة في العالم، ومعظم نوع القهوة التي يتم زراعته في فيتنام هو الروبوستا بنسبة ٩٦٪ من محاصيل القهوة الزراعية. 

وتأتي كولومبيا في المركز الثالث في تصدير القهوة بنسبة ٨٪ من الإنتاج العالمي، وتعتمد كولومبيا زراعة حبوب الأرابيكا فقط، فهي ثاني أكبر منتج لحبوب الأرابيكا في العالم، وذلك بسبب ارتفاع أراضيها عن مستوى البحر والمناخ الاستوائي المناسب لزراعة القهوة، حيث تزدهر نباتات القهوة في ظلال شجر الموز الاستوائي، يضمن ذلك أن تنبت الحبوب بشكل جيد، ولذلك هناك أكثر من ٦٠٠٠٠٠ مزارع يقوموا بزراعة القهوة فقط، وغالبيتهم يقوم بحصد الحبوب يدويًا. 

ويأتي بعد الترتيب السابق العديد من الدول التي تقوم بصناعة وتصدير القهوة ولكن دائمًا ما يكون مراكزهم في تبدل وتغير مستمر وأهم تلك البلاد هي إندونيسيا، حيث أنها تصدر ٦٪ من الإنتاج العالمي للقهوة، وحوالي ٩١٪ من الحبوب المنتجة في الجزر الإندونيسية تكون روبوستا بينما ٩٪ فقط من الإنتاج يكون أرابيكا، وهناك حوالي مليون ونصف مزارع يعتمد دخلهم على زراعة وإنتاج القهوة، وتنتج الدولة بعض من أغلى أنواع القهوة مثل قهوة الزباد وتعرف أيضًا بالـ كوبي لواك أو الـ" Kopi Luwak "، وهي قهوة يتم إنتاجها من حبوب البن التي يقوم بتناولها وهضمها جزئيًا حيوان الزباد الإندونيسي وهو حيوان يشبه القط. 

وتتواجد قهوة إثيوبيا على خارطة القهوة العالمية أيضًا، فهي تقدم بعض من أفضل أنواع حبوب البن المتميز منذ مئات الأعوام، فكثيرًا من المؤرخين يرجحون أنه تم اكتشاف مشروب القهوة في إثيوبيا، والجدير بالذكر أن فهي تنتج حوالي ٤٪ من إنتاج العالم للقهوة، ولكن يعد محصول القهوة الإثيوبي بالكامل من حبوب الأرابيكا. 

وتتنافس أيضًا هندوراس للتواجد في قائمة أكثر الدول المنتجة والمصدرة لحبوب بن الأرابيكا عالميًا، فمعظم الأراضي الزراعية في هندوراس تعتمد على زراعة القهوة والموز، فهي تنتج حوالي ٣٩٠٠٠٠ طن من القهوة سنويًا مما يعني أنها تنتج حوالي ٣.٦٪ من إجمالي القهوة العالمية. 

وفي ختام هذه السطور يجب التنويه لحقيقة عراقة وثراء تاريخ المطبخ الإيطالي تمامًا مثل حضارة البلد ذاته، حيث تكمن أصوله في عمق تاريخ روما القديم وشعبها وقوتها السياسية والثقافية والاجتماعية، وبالرغم من تطوره وتغيره على مدار القرون بسبب الحروب والطفرات الثقافية والقدرات الجديدة على التواصل إلا أنه محتفظ بوصفاته وأطباقه الغنية بالنكهة

فقد أصبحت الأطباق الإيطالية المحببة حول العالم سفيرًا للمطبخ الإيطالي ورمز للتميز من خلال دمج المكونات عالية الجودة في الوصفات الأصلية القديمة التي مازالت يتبعها الطهاة الإيطاليين المحترفين إلى الآن، وذلك بفضل شغفهم واهتمامهم بالجودة وتقاليد فنون الطهي الإيطالي، وهو ما يهدف إليه مشروع أسبوع المطبخ الإيطالي من خلال نشر الفكر الطهوي الإيطالي وتحفيز استخدام المنتجات الصحية الطبيعية حول العالم.

تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة

اعرف أكثر