٥ خطوات عليك إدراكها قبل تدشين فروع مطعمك في دول أخرى

كيف يمكنك التوسع دوليًا بعلامة منشأتك التجارية
9 كانون الثاني 2020 بواسطة
٥ خطوات عليك إدراكها قبل تدشين فروع مطعمك في دول أخرى
iHoreca Blog Team

يتجه العديد من الملاك والمستثمرين في مجال الصناعة الخاصة بتقديم الأغذية وخدمات الضيافة عبر المطاعم والفنادق إلى التوسع في هذه التجارة عبر تدشين فروع متعددة لنفس العلامة التجارية خارج الحدود الجغرافية للدولة الأم.

ولا ضرر في ذلك مطلقًا، فقد يكون بدء عمل تجاري في بلد آخر أمرًا مجزيًا من الناحية المالية أو الشخصية المتعلقة بالأفكار والرغبات، ولكن لن يتم ذلك إلا إذا كنت تقوم بأداء واجبك على أكمل وجه، وكان لديك خطط قائمة على احتمالات واقعية مدروسة بدقة، بما يتخللها من الاستراتيجيات لتجنب الوقوع في العقبات المحتملة التي ترافق أي مشروع جديد، ولكن برغم ذلك، وبتدليل العديد من الدراسات والإحصاءات، يفشل ما يقرب من نصف العمليات التجارية الجديدة بحلول نهاية السنة الرابعة من الافتتاح، أي بفشل واحد من كل أربع في نهاية العام الأول.

فقد يكون فتح فرع جديد لمطعمك في نفس الدولة أو المنطقة تحديًا مثيرًا بعض الشيء إذ انتبهت إلى النصائح المذكورة في مقالنا: " ٥ نصائح لإدارة فروع مطعمك المتعددة بكفاءة عالية "، ولكن يمثل بدء نشاط تجاري في بلد آخر تحديًا أكبر، خاصة إذا كنت جديدًا في هذه التجارة المتعلقة بتقديم الأغذية وخدمات الضيافة، حيث يكمن مفتاح النجاح في التفكير المتأني، وعمل البحوث الاستثمارية، ووضع الخطط الاستراتيجية والتنفيذية الملائمة، قبل أن تضع أموالك التي حصلت عليها بشق الأنفس موضع الصرف.

ويتعلق نجاح الأمر بِرُمته باتباع مجموعة من الخطوات الأساسية هي

Odoo image and text block

١- تحديد وقياس التوقعات

ابدأ جهدك من خلال البحث عن أوجه التشابه مع نوع الأسواق التنافسية التي تخدمها بالفعل، من حيث الجمهور المستهدف ومفهوم وشكل المطبخ المتضمن في مطعمك، وأشكال خدمات الضيافة المقدمة إلى الزبائن، والاختلاف الفكري والثقافي الذي تطرحه من خلال فنون الطهي التي تمتلكها، واحرص على تحديد البلدان أو المناطق التي يمكنك من خلالها توفير أغذيتك أو مشروباتك أو خدماتك دون إجراء الكثير من التعديلات لتتناسب مع المعايير أو القوانين المحلية.

ولكن يجب أن تكون الخطة المبدئية للمضي قدماً قائمة على تخطيط وعناية واجبة، متخللةً إجابات للأسئلة التالية:

·     لماذا تتعهد هذه العملية؟ هل تهرب من سوق شديد التنافس على أمل أن يكون العمل الجديد أقل قدرة على المنافسة؟ هل توسع أعمالك بسبب الاهتمام من الأسواق الخارجية؟ هل "تدفع" منتجاتك أو خدماتك إلى السوق الجديد أم أن السوق الجديد يسحب منتجاتك حسب الطلب؟ ومن الواضح أن الاختيار الأخير أفضل من سابقه، ولكن لا يعد ضمانًا للنجاح.

·     ماذا ستفعل في البلد الجديد؟ هل تبيع الأغذية وتقدم الخدمات الموجودة بالفعل في أي مكان آخر داخل البلد، أو تقوم بتجميع المكونات الخاصة ببيئتك واستخدامها في البلد الجديد لتقديم أفكارك وفنون الطهي الثقافية -أو المحلية- الخاصة بك؟ أم أنك تهتم بتضمين واستخدام المكونات والمنتجات في البلد الجديد ولكن لإنتاج أغذية مماثلة لتلك التي تقدمها في بلدك الأم؟ أم أنك تخلط بين الفئتين في سبيل إظهار فكر جديد مختلف بمثاق وتجربة تذوق خاصة ومثيرة؟ في كل الحالات تأكد من أن اللغة الجديدة -أو الفكرة التي تسعى لتقديمها- لديها الموارد اللازمة لتنفيذ نموذج عملك بنجاح، مهمًا كان. 

·     أين سيكون عملك موجود فعليًا؟ هل ستحدد موقعك في مدينة رئيسية بها بنية تحتية واسعة أو بالخارج حيث قد يُطلب منك تقديم المزيد من الأساسيات؟ هل ضيوفك محليون أو إقليميون أو من أطراف البلاد أو من خارج حدودها؟ كيف سيتأثر العرض وسلاسة حركة الخدمة والأغذية المقدمة؟ هل تحتاج إلى طواقم عمل مدربة أو تمتلك الإدراك التكنولوجي الكافي لأداء المهمة على أكمل وجه أم لا؟

·     ماذا تحتاج من الأساليب والتقنيات للوصول إلى الانخراط المثالي بالبيئة المحلية في تنفيذ المشروع الجديد؟ هل تحتاج إلى مساهمة السكان المحليين في البلد الذي تتوقع فيه تحديد موقع النشاط التجاري أم لا؟ ما هي الخدمات التي سيقدمونها؟ من سيقدم تقريرًا إلى موظفيك الحاليين؟ هل لديك الموارد الموجودة لبدء توسع في سوق جديد؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما الذي تفتقده، ومن أين ستحصل عليه؟

·     متى تريد تأسيس الأعمال الجديدة؟ هل لديك مواعيد نهائية داخلية أو خارجية يجب الوفاء بها؟ ما مدى مرونة المواعيد النهائية؟ الظروف في بلد أجنبي عادة ما تكون خارج عن سيطرة الفرد، لذا هل يمكنك التعويض عن التأخير بتكلفة معقولة؟

·     كيف ستتمكن من تحقيق أهدافك؟ ما هي أهم النواتج والجداول الزمنية التي تؤدي إلى تحقيق أهدافك النهائية؟ هل تم تعريفها بشكل كامل بحيث يمكن توصيلها بوضوح ودون لبس لأولئك الذين يجب عليهم تنفيذ خططك؟ هل فكرت بقدر الإمكان في كل عنصر من شأنه أن يؤثر على خططك واستراتيجيات المتخذة؟ هل توفر خطط بديلة مطورة إذا لم تثمر خططك الأساسية؟ 

عليك أن تعلم أن التخطيط والتنفيذ يسيران جنبًا إلى جنب، فمن المحتمل أن تتجاهل بعض العناصر، ولكن نجاحك سيعتمد بشكل مباشر على مستوى التحضير الذي تقوم به قبل اتخاذ الخطوة الأولى.

ومن المنطقي عمومًا أن تبدأ عملياتك على نطاق صغير بنية التوسع لاحقًا، على سبيل المثال، يمكنك تقديم مجموعة معدودة للغاية من الخيارات في قائمة طعامك، لتزويد عملائك الأجانب في البداية بمعلومات وصورة ذهنية واضحة عن مبادئك وتوجهاتك الغذائية، أو يمكنك الاستعانة بمصادر خارجية لاختيار وتضمين الأطباق والمشروبات في القوائم انطلاقًا مما يمتلكوه من خبرة ومعرفة بالسوق التنافسي للمطاعم والفنادق داخل البلاد.

Odoo image and text block

٢- فهم البيئة

يرى بعض الخبراء أن بدء عمل تجاري في الخارج قد يكون في الواقع أسهل بكثير وأقل خطورة وأكثر صحة من الناحية الاقتصادية من إقامة مشروع تجاري في بلدك الأم، وبرغم ذلك، يعد دائمًا من الأفضل توقع المشاكل بدلاً من افتراض أن كل شيء سيتم كما خطط له، لذا، فهناك أربعة مجالات رئيسية يجب مراعاتها عند إنشاء مطعم في بلد جديد:

·     المناخ التنظيمي: كل بلد لديه نسخته الخاصة من قواعد الهجرة، والتنظيم المالي، أي حدود الأموال المنقلة من وإلى داخل البلاد، والضرائب، وقانون العمل، لذا إن كان مطعمك أو فندقك يتطلب استيراد أو تصدير بعض المنتجات والمكونات الغذائية الضرورية لإتمام قوائم الطعام الخاصة بك، فسوف تحتاج إلى التحقق من أي قيود على المنتجات التي يتم نقلها والتكاليف المرتبطة بحركتها، وتختلف حقوق الملكية عمومًا حسب البلد، لذلك لا تفترض أن استثماراتك آمنة وفقًا لمعايير دول أو دراسات أو بيانات محددة وتأكد دائمًا من مصادر المعلومات ومدى صحتها قبل الشروع في تنفيذ خططك الأساسية.

·     الاستقرار السياسي: أصبحت الاضطرابات السياسية أكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في البلدان ذات معدلات البطالة المرتفعة والأنظمة الحكومية الناشئة، فإذا كنت تخطط لبدء عملك الجديد في بلد يتطور بسرعة من الناحية السياسية أو الاقتصادية، فحاول أن تحد من تعرضك المالي ومخاطرتك الشخصية حتى تكون واثقًا من أنك تتفهم البيئة ويمكنك التعامل مع تغيراتها المحتملة بشكل مناسب.

·     القدرة الاقتصادية: نتيجة للركود العالمي، تعاني بعض البلدان من عبء ضريبي صارم ونمو سلبي، وعلى الأرجح يؤدي ذلك إلى اضطرابات اجتماعية وهجمات محتملة على الشركات الأجنبية، في الوقت نفسه، قامت بلدان أخرى بتبسيط البيروقراطية التنظيمية والقضاء عليها وتهيئة الأوضاع الاقتصادية لتسهيل العمليات التجارية التي تدشنها المطاعم والفنادق؛ كمفتاح لمستقبل اقتصادي وسياحي أكثر إشراقًا لمجموعة من المطاعم والشركات الجديدة، ويمكن أن يؤدي تحديد موقع في أحد البلدان الأخيرة إلى استفادة السكان وكذلك المالكين الجدد، فإذا كنت تخطط لبيع أغذيتك ومشروباتك أو خدماتك خارج موطنك، فيجب أن تفهم عادات الإنفاق العامة لدى السكان، وكذلك بيئة الأعمال التنافسية الحالية، فمن المرجح أن تتفاعل الشركات القائمة في البلاد مع أعمالك بشكل سلبي عندما يبدأ مشروعك في التأثير على حصصهم وما يمتلكوه من أسهم في السوق.

·     الاختلافات الثقافية: بالإضافة إلى حاجز اللغة المحتمل، هناك مجموعة كبيرة من السلوكيات والمواقف والفروق الدقيقة والحساسيات الثقافية التي يمكن أن تؤثر على عملك، لذا فكر في الاستعانة بمستشار أعمال متخصص في تحليل ورصد الثقافات المختلفة وتفهمها، حتى تكون أنت وفريقك واثقين من أنكم على تفهم كامل بالفروق الدقيقة في التواصل، وتذكر أن شيئًا بسيطًا مثل المصافحة قد يكون له أهمية لا تفهمها، وقد يكون عدم إحضار هدية أو تقديم هدية خاطئة أمرًا كارثيًا، وقد يؤدي إرسال امرأة لإجراء مفاوضات إلى أزمة كبيرة في بعض البلدان، حيث تؤثر العادات الدينية على كيفية وتوقيت إجراء الأعمال.

Odoo image and text block

٣- تحديد الميزانية

بينما تفشل الأعمال التجارية لمجموعة متنوعة من الأسباب، فإن أحد الأسباب الأكثر شيوعًا هو عدم كفاية رأس مال بدء التشغيل، وهو ناتج عمومًا عن توقعات خاطئة لأصحاب الأعمال المتفائلين بشأن الإيرادات والأرباح، وفي  الظروف التقليدية يكون بدء عمل تجاري جديد أمرًا صعبًا في ظل أفضل الظروف، ولكن بالطبع، يصبح الأمر أكثر صعوبة عندما تكون العمليات بعيدة وتكون بيئة الأعمال غير مؤكدة.

فعند عمل توقعاتك ، كن متحفظًا في تقدير الإيرادات وليبراليًا عند تقدير النفقات، وتوقع أن يتخذ التعادل في التدفق النقدي -وهو النقطة التي تتساوى فيها الأموال الواردة مع أو تتجاوز الأموال الخارجة- وقت زمني أطول مما كنت تتوقع في البداية، حيث تشير العديد من المراجعات والتقارير العالمية أن نسبة كبيرة من المشروعات العامة -ومنها المطاعم- تفشل لسببين، إما تعديها للفترة الزمنية المحددة لها لإنهاء التزاماتها البنائية والمادية بقدر كبير، أو خطأ في وضع التقدير المادي المحتمل، بما ينتج عن زيادة كبيرة في المدفوعات عن الوارد، وتوقف المشروع في النهاية.

لذا يمكنك استخدام عامل خداع بسيط في خططك التوقعية بوضع نسب زائدة من الأموال عبر جميع التحركات المدمجة بإنفاق مالي، وذلك بالأخص للمشاريع الخارجية والشركات الجديدة؛ للتأكد من أن لديك رأس مال كاف للتخلص من أي مشاكل أو تأخير.

Odoo image and text block

٤- حل المشاكل اللوجستية

تفتقر العديد من البلدان إلى البنية التحتية الموجودة في البلدان الصناعية، حتى في حالة عدم تقييد حركة البضائع فعليًا، فقد تكون هناك لوائح تؤثر على التدفق الحر والمستمر للمكونات والمنتجات والأدوات والأجهزة والمستلزمات التي يتطلبها مطعمك للعمل بكفاءة داخل وخارج الدولة، وكذلك الحديث عن الرسوم وضرائب التصدير، التي قد تختلف في مدى قيمتها من آن لآخر بتغير الظروف المحيطة والأحوال الاقتصادية العالمية.

وهنا تنشأ المشكلة المتعلقة بالجهات الحكومية الخاصة بنفاذ المنتجات والمستلزمات الخاصة بك، مما يتطلب ضرورة إيجاد التعاملات الثنائية مع هذه الجهات، لذا قد يكون للوكيل المحلي في هذه الحالة أهمية كبيرة، أو في بعض الأحيان محام أو محاسب يتمتع بخبرة في القانون الدولي، والتشريعات والقيود المفروض محليًا، وهو ما يعد قيمة لا تقدر بثمن عند تأسيس وجود مادي في بلد جديد، فلن تريد أبدًا أن يصل الأمر لضبط منتجاتك أو إيقاف عملياتك بسبب سوء الفهم أو التقدير مع مسؤولي الحكومة المحلية.

Odoo image and text block

٥- تأسيس علاقة مصرفية دولية

إذا كنت تتوقع تصدير أو استيراد سلع ومكونات خاصة بأطباقك وتجارب التذوق المميزة التي تقدمها لضيوفك من أو إلى بلد ما، فعليك أن تكون على دراية بالفروق في العملة، واتخاذ تدابير للقضاء على مخاطر الصرف حيثما أمكن ذلك، وهذا يتطلب أن تظل على علم دائمًا بتغيير أسعار الصرف، فقد يكون سوق الصرف الأجنبي متقلبًا للغاية، وإذا لم تهتم، يمكن أن تتبخر عائداتك بسرعة حيث يتم تحويل الأموال بين العملات.

واحرص على أن تبحث عن خيارات متعددة لتحويل الأموال الدولية، ما لم تكن بحاجة إلى بعض الخدمات المتخصصة، وعليك الانتظار عدة أيام حتى تصبح الأموال متاحة في حسابك، لذا كن على دراية بوجود مجموعة من البدائل المختلفة إذا ما تعطل سير الأمور.

وفي النهاية قبل الدخول في سوق أعمال بلد أجنبي، قم دائمًا بوضع وتطوير استراتيجية محددة لإنهاء المشروع والخروج بأقل الأضرار، وكن مدركًا للمؤشرات التي قد تؤدي إلى تراجعك، فإذا ساءت الأمور، ستحتاج إلى إنقاذ أكبر قدر ممكن من استثماراتك، لذا حدد مجموعة من القيود الكاشفة لاقتراب الخطر على عمليات بيع الأغذية أو تقديم خدمات الضيافة الخاصة بك، وكذلك عليك الاهتمام بوضع أرقام مقدرة للضيوف والزبائن المقبلين المحتملين؛ حتى تتمكن من الرصد والتحليل الآني والتوقع لما هو قادم من تحديات، ويصبح بمقدورك العمل على مواجهتها وتعديها، وهو ما أعرنا الانتباه إليه في مقالنا: " ١٠ أسرار عن الإدارة المثالية يُفْصِح عنها ملاك المطاعم .. تعرف عليها " وفي جميع الأحوال، يمكن أن يكون بدء عمل تجاري في بلد جديد مربحًا جدًا لجميع الأطراف المعنية عندما يتم القيام به بشكل مدروس ومع توخي الحذر المعقول للحماية من النتائج السلبية المحتملة.

تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة

اعرف أكثر