طرح المنتج بمثالية في السوق هدف يتطلب القيام بالعديد من المهام الفرعية الضرورية، حتى يتسنى لمطعمك إظهار بريقه الخاص عبر أغذيته، وكذلك المنافسة بكفاءة على البقاء في القمة والاستمرارية في السوق المحيط به.
فلكي يتحول منتج مطعمك الغذائي –سواء كان يتجسد في مشروب خاص أو طبق جذاب ولذيذ- من مجرد إصدار عادي إلى اختيار نوعي مفضل للجمهور فهذه مرحلة أولى نحو تحقيق التميز.
ولكن عندما نتحدث عن تحقيق الاستمرارية يجب أن يتحول الأمر إلى الرغبة في التنافس على ملكية السوق وأغلبية المشترين ودوافع الموردين، وهنا يتطلب الأمر الاجتهاد في الالتزام بمجموعة من الخطوات.
لذلك تعد عملية إنتاج وتوزيع صحن أو مشروب جديد أمر مكلف للغاية، حتى قبل عمليات البيع والتوزيع، فهناك مراحل الإنتاج والتسويق والتصميم -والتغليف إن كان يتم توصيله إلى الزبائن- والتعرف على الجمهور ومراقبة جودة التصنيع والعديد من الخطوات والنصائح الهامة لتوزيع المنتج بنجاح.
وقبل التطرق بالحديث عن تفاصيل هذه الخطوات، يجدر الذكر أولًا أن الأمر يتعلق في مجمله إلى جانب الثقة والالتزام والعمل الجاد بثلاثة أركان رئيسية تنقسم بالتبعية إلى مجموعة من الجزئيات الفرعية وهي كالتالي:
· تحليل السوق
من الضروري أن تتعرف على ما يميز منتجاتك من الأغذية والمشروبات عن باقي المنتجات المماثلة في السوق، كذلك الحديث عن تفهم كيفية تقديم خدمات ضيافة مميزة إلى الزبائن، فمهمة إقناع أذواق الضيوف المختلفة للإقبال على مطعمك وطلب منتجك أمر يتطلب الكثير من الجهود.
فالهدف أن تقدم منتج مختلف تمامًا عما يقدمه المنافسين، ويعبر عن الاحتياجات الحقيقية للجمهور في محيطك، فهل يمكن أن يكون منتجك يحمل عرضًا خاصًا، أو سلسلة من العصائر الطازجة الصحية، أو المشروبات الساخنة ذات المذاق المثير، حيث يحمل كلاهما بصمتك الخاصة المتجسدة في الإضافات من ألوان ونكهات، إلى جانب أشكال الخدمة المرفقة مع المشروب أو الصحن، مما يعطيها موقعًا مميزًا في السوق؛ لذلك تأتي أهمية التعرف على المنافسين وتحليل ما يقدموه في السوق في سبيل إيجاد هذا الاختلاف في المنتج أو الخدمة
· بناء العلامة التجارية
عليك بناء العلامة التجارية التي تعبر عن احتياج المستهلك بالتزامن مع الصورة الذهنية التي ترسمها أنت عن المنتج، وهنا تأتي أهمية التوجه إلى أساليب التقديم والتغليف والصناعة البصرية والعملية الدعائية لهذا المنتج، حيث تكمن جميع أسرار الاختلاف ومضاعفة نسب الأرباح.
· إيجاد جمهور لأفكارك المختلفة
قد يكون إيجاد جمهور سريع لمنتجك المختلف أمر غاية في الصعوبة، وهذا بسبب الفترة الزمنية المتعلقة بالاختبار والتجريب من قبل المتذوقين والمشترين، خاصة إذا ما كنت مطعمًا جديدًا في السوق ولم يتعامل معك أيًا من الضيوف من قبل.
لذلك عليك أن تكون صبورًا مع ما تصلك من نتائج باحثًا عن إرضاء طرفين مهمين في هذه العملية وهما الموردين والضيوف، حتى يصل اختلافك لجمهور المتذوقين بشكل ملموس، كأن تدفع منتجك بسعر رخيص في البداية، أو أن تصدره من خلال مجموعة من العروض والخصومات المثالية، فكل هذا ينطلق من معرفتك الحقيقية للجمهور واحتياجاته وما يبحث عنه في منتجات الأغذية المشابهة لمنتجك، وهو ما يسمح لك بأن تصنع الرسائل الإتصالية الملائمة لكل نوع من الجمهور.
قد لا يعلم الكثيرون أهمية هذه الخطوة في عملية تصنيع وتسويق منتج جديد، فمن المهم أن يتعرف الشيف أو الطاهي المتميز أو حتى صاحب العمل على أنظمة وأساليب الطهي المختلفة المتبعة في المطابخ، إلى جانب رغبات وآخر الصيحات المتبعة من قبل المتذوقين وأفراد الجمهور في البيئة المحيطة بالمطعم.
هذا إلى جانب التعرف على أهم أنظمة التصنيع والتوزيع والتخزين الصحي للأغذية والمشروبات في السوق الذي يتواجد فيه مطعمك؛ لأنه يسقط الضوء على الأفكار الشائعة والأفكار الإبداعية، ويبعدك عن الوقوع في مشاكل إدارية وتمويلية كثيرة.
ولا يمكننا تجاهل الفكرة التي تقول: "كيف سيعمل مطعمك بمثالية إن كان لا يقدم واحدة من هؤلاء: سعر منخفض – خدمة مميزة – رؤية جديدة "، أو حتى تقديمها جميعها، ولكن في النهاية أنت تتبع نهج -أو نظام غذائي – محدد يكسب مطعمك شخصية وهيئة فريدة في السوق التنافسي ويعمل على جذب فئات معينة من الجمهور إليك.
٢- قم بإنشاء مطبخ أو وحدة صناعة أطعمة ملائمة
فلا يمكنك أن تبدأ مثل هذا المشروع من مطبخك الشخصي، بل عليك أن تجد مطبخًا مرخصًا أو منشأة ملائمة لوحدات تصنيع وتقديم أطباقك أو تغليفها بشكل مثالي تحقيقًا لطلبات التوصيل الخاصة بزبائنك.
على أن تراعي أسس ومعايير التصميم الهندسي لإتمام المهام المختلف في المطبخ، مع التوظيف الأمثل للأجهزة والأدوات المُيَسِّرة عليك تنفيذ الطلبات السريعة والمتعاقبة على فريق المضيفين لديك، والتي يمكنك التعرف عليها أكثر من خلال قراءة مقالنا: " مطبخك يؤثر على أدائك: نصائح تفصيلية لأجواء طهي مثالية ".
على أن يتم مراعاة أسس النظافة والسلامة والتخزين الغذائية الموضوعة من قبل الجهات الرقابية المختصة، ولكن احذر، فقد يكون ذلك مكلفًا للغاية؛ لذلك إذا كان منتجك لا يحتاج ذلك الاحتياج الواسع من المنشآت الخاصة، يمكنك الاكتفاء بتأجير مطبخ بداخل إحدى المطاعم، أو الاستعانة بشركة متخصصة بتوفير بعض المساعدات والامكانيات والمساحات لصناعة منتجاتك المختلفة، كتلك المنتجات والأفكار الخاصة بتصميم قوائم المشروبات التي نقدمها للمطاعم والفنادق.
٣- قم بتطوير منتجك وإيجاد نقط للاختلاف
وهذا يختلف باختلاف ما تقوم بتقديمه في السوق، هل هو مجرد طبق جديد تقوم بتقديمه في مطعمك يتضمن نكهات ووصفات جديدة مبتكرة، أم هو سلسلة منتجات ومشروبات جديدة ستقوم بطرحها في السوق.
فكل منتج له أفكاره ومحاوره المختلفة، ولكن بشكل عام عليك أن تقوم بتحليل سوق المنافسين ورصد احتياجات الجمهور الفعلية حتى تسنح لك الفرصة إيجاد هذه الاحتياجات المختلفة في منتجك خلال حملاتك التسويقية، ومن ثم قم بتأجير أو الاستعانة بشركة تقييم وتذوق -أو شخصية خبيرة في هذا المجال- لما تقوم بتوفيره من أطعمة أو مشروبات أو أساليب استضافة، ومن هناك يمكنك البدء في مرحلة التخطيط لمنتجك بشكله النهائي، وفقًا لأفكارك الإبداعية وتحليلات السوق وآراء الخبراء.
٤- اهتم بالشكل النهائي لمنتجك الغذائي
احرص دائمًا على أن تضيف بعض العناصر الجذابة واللمسات الأخيرة البراقة على المنتج الذي تقوم بتسويقه، وذلك للمساعدة على تعزيز المظهر الخارجي للمنتج بما يتساوى مع جودة الطعم الداخلي له، أو الاستخدام الخاص به، ولكن احذر، عليك ألا تبالغ في هذه الإضافات، بل على العكس تمامًا، حيث أظهرت الدراسات أن عليك استخدام أدنى قدر من الإضافات على أن تحقق أغراض الإشباع البصرية المرجوة من المنتج.
والجدير بالذكر أن هذا الأمر يصنع فارقًا كبيرًا فيما يتعلق بعمليات التسويق المتحققة من طرف العملاء والزبائن الدائمين لديك، تخيل ردود الفعل عندما يتم تقديم صحن أو مشروب يمتلك شكل جذاب يدفع الزبائن لالتقاط الصور له ونشرها على صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة مع "هاشتاج" خاص باسم مطعمك، إنه نجاح مذهل!
كذلك يمكنك قراءة المزيد عن الأفكار الترويجية والتسويقية المستخدمة في المطاعم المختلفة من خلال قراءة مقالنا: " ٢٥ فكرة تساعدك على تسويق مطعمك بشكل فعال "
٥- ضع معلومات مفصلة عن منتجك
يجب أن تقوم بوضع ملصقات عن منتجك توضح اسمه ومكوناته الطبيعية وكمية الطاقة التي توفرها وكتلته وعنوان المطعم، وجميع هذه المعلومات إن كنت تعتمد على توصيله إلى المنازل.
أما إن كنت تقدمه للزبائن في صالة الطعام، ما عليك سوى طرح مساحة خاصة تحت كل طبق في قائمة الطعام تحوي معلومات تفصيلية عن مكوناته وطبيعة الوصفة التي تتبعها وصولًا لمظهره النهائي، وهي واحدة من أمور كثيرة اهتم الشيف ماركوس إيتن بذكرها في دورته التدريبية التي تم تقديمها في جمعية الطهاة المصريين والتي يمكنك التعرف على حيثياتها من خلال تناولنا للفعالية عبر هذا المقال: " ١٥ نصيحة هامة من الشيف ماركوس إيتن في دورة "الطهاة المصريين" لتصميم قائمة الطعام "
٦- تابع إجراءات التصنيع والتخزين والتقديم والتوصيل
من إجراءات السلامة الوقائية الضرورية عند القيام بصناعة وتقديم أطباقك وسِلعك المختلفة، القيام بالمتابعة والتأكيد على أساليب التخزين والتصنيع والتقديم وكذلك التوصيل لهذه المنتجات، وتتنوع في التخزين من حيث التجميد والتعليب والتجفيف، وهي معايير وإجراءات يمكنك التعرف عليها من خلال قراءة مقالنا: " ٥ ضوابط صحية احرص عليها في مطعمك أثناء التعامل مع اللحوم " .
ويُنصح بوضع مراقبًا ومتابعًا لهذه المعايير إن كنت تمتلك مطعمًا، أو فريقًا إن كنت تمتلك مطبخًا في فندق، يهتم بمراقبة ومتابعة جميع عمليات التخزين واتباع إجراءات الصحة والسلامة الشخصية التي تحدثنا عنها باستفاضة في مقالنا: " ٤ أمور عليك إدراكها أثناء الاهتمام بالصحة والنظافة الشخصية للعاملين في مطعمك "
كذلك ينصح باهتمام أصحاب المشاريع بوضع مديرين ومراقبين على جودة الأطعمة المقدمة من حيث الطعم والشكل، إلى جانب مراقبين على عمليات الدفع والتوصيل والباحثين عن سبل الراحة والسعادة المقدمة إلى الضيوف في صالة الطعام.
فالحفاظ على سلامة ونظافة الأطعمة أو مكوناتها المختلفة، وتخزينها المثالي، وصحة وسلامة تصنيعها، وتقديمها الراقي، هي أمور تساعد على الحصول على أعلى جودة ممكنة من مذاقات الأطعمة والوجبات المختلفة إلى جانب أجواء التذوق المميزة.
٧- احرص على التغليف المتميز والتوصيل الملائم
ونتحدث هنا بشكل متخصص عن عمليات توصيل الطلبات، بحيث يتطلب أن تكون عملية التغليف جذابة وصحية وعملية ،ومعبرة عن المنتج، وسهلة الفتح، ومحكمة الغلق في نفس الوقت، فهذه هي المميزات الأساسية التي قد تعطي لمنتجك القيمة الدعائية وأعلى مستويات الجودة الغذائية.
فطلبات التوصيل لا تختلف في قيمها عن تلك المقدمة في صالات الطعام، بل أنها تتزين بمجموعة من الاشتراطات والتوصيات الواجب اتباعها لما تواجهه من تحديات خاصة في سبيل إيصالها بشكل لائق إلى الزبائن، وهذا الأمر يتوقف على مدى كفاءة العمل في نظام مطعمك المتعلق بتوصيل الطلبات إلى الزبائن خارج المطعم، وهناك ٦ عوامل تساعدك على بناء نظام توصيل طلبات مطعمك بمثالية.
وهي تتنوع بين امتلاك عدد لا بأس به من منصات الطلب والحجز، والتغليف بشكل صحي يسمح بالحفاظ على جودة الأغذية وسلامتها وهيئتها، وكذلك الاختيار السليم لمندوبي التسليم، ووضع سياسة واضحة للتعامل مع العملاء، وتجهيز المساحات والمرافق المتواجدة في المطبخ والمطعم لتنفيذ مهام هذا القطاع، وأخيرًا، عمليات المراقبة والقياس والتقييم المستمرة.
ويمكنك قراءة المزيد عن تفاصيل هذه العوامل من خلال قراءة مقالنا: " ٦ عوامل تساعدك على بناء نظام توصيل طلبات مثالي لمطعمك ".
ولكن في المقابل يجب أن تضع في اعتبارك جميع عوامل ومتغيرات التأثير والتأثر في المحيط والبيئة التي تسوق وتوصل فيها منتجاتك، لتسنح لك الفرصة خلق وإيجاد أفضل شبكة توزيع بحيث تكون ملائمة وتشمل جميع ربوع المنطقة التي تغطيها في السوق، بمعنى أنك ستقوم بتحديد الوجهات والمحلات والمنشآت التي ترغب في التعامل مع المقيمين فيها، هذا إلى جانب أنك ستأخذ مجموعة من القرارات المصيرية فيما يتعلق بأفضل سعر للمنتج والرقم المتوقع للمبيعات سواء بشكل شامل أو جزئي.
٨- تمتع بلحظات التدشين والبدء في المهام
بعد عمليات الرصد والتحديد والتخطيط والطهي والتصميم، تأتي لحظات التدشين والتقديم والبيع في السوق، والتي تقوم خلالها ببيع -أو تقديم- منتجاتك إلى الضيوف والجهات والهيئات الحكومية منها أو الخاصة.
وفي كل الأحوال سيتخلل هذه المرحلة مجموعة كبيرة من الضغوط والمشكلات لذا عليك أن تكون صبورًا وذكيًا فيما يتعلق باستغلال كل الفرص السانحة، واستخراج الإيجابيات منها بالشكل الذي يعود على مطعمك بالمنافع مرة أخرى في وقت قصير، كالتقاط مجموعة من الصور ونشرها عبر صفحاتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو احتضان مناسبة خاصة ودعوة مجموعة من المشاهير أو الضيوف أو حتى أصحاب الخبرة في المجال ليكونوا أحد الحضور في أولى أيام تدشين مطعمك.
فهذه الأمور تعد لحظاتك الخاصة التي يجب الاهتمام باحتضانها وتصويرها ونشرها عبر الـ "سوشيال ميديا" لما يمثله من أهمية كبيرة كما ذكرنا مسبقًا في مقالنا: " علاقة مواقع التواصل الاجتماعي بصناعات الأغذية والمشروبات ".
٩- احصد ردود الفعل والنتائج بجميع أنواعها
وهي مرحلة مهمة للغاية إذا ما تحدثنا عن طرح رؤية جديدة بمطعمك، أو منتج خاص خلال إحدى المواسم وتسويقه بمثالية في السوق، سواء كان ذلك من زاوية تجميع الآراء الإيجابية وتعليقات ومشاركات وتفاعل الناس مع المنتج وإعادة نشره من خلال قنوات التواصل الاجتماعي والمواقع المختلفة، أو من خلال تجميع وتحليل الآراء السلبية على أنها مجموعة من أساليب ومقترحات للتطوير في منتجك وصولًا لأعلى جودة ممكنة في السوق التنافسي.
فلا تنسى أنك تبحث عن إرضاء جمهورك المستهدف من المتذوقين، ولن تحقق هذه النتيجة بدون تقديم أقصى إرضاء ممكن لاحتياجاتهم وتوجهاتهم ومتطلباتهم، وكلما تمكنت من امتلاك زمام هذا الأمر، كلما زادت عليك معدلات الاعتماد والإقبال والرغبة في إقامة علاقات طويلة الأمد مع أغذيتك المقدمة.
وتظل في النهاية الحاجة إلى امتلاك منهج مقسم إلى خطوات تنفيذ محددة وأهداف استراتيجية بعيدة المدى حتى يتسنى لمطعمك القيام على أسس وظيفية سليمة، حتى لا يقع في الخطأ الذي تكرره العديد من المطاعم التي لا يستمر تدشينها لأكثر من ٦ أشهر بسبب ضعف التخطيط المنهجي للمهام والأهداف والدراسة التحليلية المحددة لتوجهات ورغبات فئات المتذوقين في البيئة المحيطة بمطعمك، لذا حاول دائمًا وضع جميع هذه العناصر في الحسبان قبل تدشين مطعمك.
تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة في مجال الأغذية والضيافة
٩ خطوات تساعدك على طرح منتجات مطعمك بمثالية في السوق التنافسي