يأتي شهر رمضان الكريم موسمًا لكل المظاهر التذوقية والجمالية المتجددة، متشكلًا في التجمعات العائلية للأهل والأصحاب والأحباب، سواء كانت في المنازل أو المطاعم أو الفنادق، بمجموعة من المشاهد الاحتفالية المثيرة والمتزينة بالعناصر الجذابة.
وهو واحد من الأشهر التي تشتهر بالمنافسة الشديدة بين كل منافذ البيع العارضة والمقدمة للخدمات في مجال صناعة الأطعمة والمشروبات، سواء كانت من المتاجر أو المطاعم أو "الكافيهات" أو الفنادق أو حتى المطابخ الخاصة التابعة لأحد الطهاة.
وذلك لأن شهر رمضان دائمًا ما يتعلق بكل ما هو جديد في عالم صناعة الأغذية والمشروبات إلى جانب روحانيات التعبد والتقرب إلى الله، وعندما يأتي الحديث عن التجديد في الأطعمة والمشروبات والخدمات المقدمة للناس، يجب أن يُذكر دور المطاعم في هذا الشهر.
إذ تسعى المطاعم و" الكافيهات " والفنادق للتجديد في نوعية الخدمات والأطعمة والمشروبات المقدمة إلى جانب أساليب الضيافة وتركيب أشكال الزينة وطرح العروض والتنزيلات والأطباق والوجبات الخاصة التي تتناسب مع التجمعات العائلية والأصدقاء وقضاء الأوقات السعيدة.
ويأتي ذلك بسبب امتداد اليوم الرمضاني لفترات أكبر مقارنة بالأيام الأخرى على مدار العام، فتمتد فعاليات اليوم حتى وجبات السحور في الفجر، وهو ما يعطي أوقات إضافية للاستمتاع بالأجواء الرمضانية الروحانية ليلًا ونهارًا.
ويعطي كذلك الفرصة للمطاعم والفنادق للمنافسة حول استقطاب أعلى نسب إقبال وإعجاب من الزبائن والسواح من خلال ما توفره أثناء مناسبات الإفطار ومناسبات السحور المختلفة، حيث تزداد نسب الإقبال على المطاعم ومنافذ البيع من قبل الصائمين بشدة.
- الديكورات وجوانب الإبداع
قد لا تعلم أن التصميم الداخلي للمطعم وإعادة تشكيل الديكورات
الموجودة لتكون أكثر تعبيرًا عن شهر رمضان واحدة من أكثر الأمور المؤثرة على أعداد
الزوار والزبائن المقبلين على مطعمك، وهي في حقيقة الأمر واحدة من أكثر
الاستراتيجيات نجاحًا في استقطاب الناس؛ ذلك أن الناس تنجذب نحو الأماكن الساحرة
والخلابة والمليئة بالألوان، لأغراض التصوير وتسجيل اللحظات الفريدة مع العائلة
والأحبة والأصدقاء، لذلك من الجيد التركيز على إيجاد ديكورات مبدعة ومعبرة للمرافق
والجدران والطاولات والمساحات الداخلية من مطعمك بما يخدم احتياجات ورغبات
الصائمين المتوجهين إليك، واحرص دائمًا على إعطائهم فرصة تذوق لا مثيل لها.
- وسائل التواصل الاجتماعي
لن يمكنك أن تحصل على نسب الحضور العالية إلى مطعمك في رمضان من دون
الدعاية والتسويق لما تعرضه من عروض وخصومات ومنتجات عبر قنوات التواصل الاجتماعي
الخاصة بك قبل بداية الشهر، فهي واحدة من أهم الخطوات التنافسية في سوق الأطعمة،
حيث النشر والتسويق لما يقدمه المطعم من عروض وخصومات، وأطباق خاصة ووجبات عائلية
ملائمة للصائمين، وذلك لن ينجح بكفاءة بدون إرفاق بعض الصور والتصميمات
والفيديوهات وقوائم الطعام الجديدة والمبتكرة التي تعرضها، فإعلام الناس بما تقدمه
يقطع نصف المسافة بينهم وبين مطعمك.
- العروض والخصومات
استراتيجية تقليدية ومهمة للغاية، فالجميع يعلم أن أغلب الأسعار تكون
مرتفعة خلال شهر الصيام، لذلك توفير مجموعة من العروض العائلية الخاصة، أو عروض
وجبات الإفطار والسحور المتميزة، أو مجموعة من الخصومات لمجموعة مختارة من العملاء
والزبائن، تعد خطوة ناجحة في سبيل زيادة الإقبال والاهتمام والإعجاب الذي يبديه
المقبلين على مطعمك، حيث يشجعهم ذلك على تكرار الزيارة مرات عديدة، أو حتى ذكر اسم
المطعم وما تقدمه من خدمات ووجبات متميزة ورخيصة الثمن، أو يمكن للمستمتع بوجبتك
أن يقوم بنشر لحظته الخاصة على إحدى قنوات التواصل الإجتماعي مع إرفاق اسم مطعمك،
ذلك أيضًا سيضيف الكثير لخطط تسويقك، وسيزيد من نسبة الإقبال عليك، لذلك يعتمد
النجاح في هذه الخطة على اختيارك لنوع العرض أو طبيعة الخصم الذي لن يتم رفضه.
- جودة الأطعمة
وكذلك لن يفيد أيًا مما سبق إن لم تكن جودة الأطعمة والمشروبات
المقدمة من خلال مطعمك أكثر من ممتازة، فلن يضيف ذلك إلى أعداد المقبلين أي شيء إن
تذوقوا مجموعة من الأطباق رديئة الصنع، فلا يوجد من يرغب في دفع الأموال لتذوق
وجبات إفطار سيئة بعد يوم صوم طويل! لذلك احرص دائمًا على أن تكون أطباقك المقدمة
إلى الزوار بمذاقها المطلوب، واحرص كذلك على أن تعطي الزوار المتوافدين باستمرار
على مطعمك أكثر من الجودة التقليدية المقدمة إلى كل الناس؛ فذلك يشعرهم بالخصوصية
والانتماء للمطعم.
- جودة الضيافة
وهنا تكمن شدة المنافسة بين المطاعم، فمن الطبيعي أن
تكون جودة الأطعمة دائمًا في أعلى مستوياتها على مدار العام، ولكن جودة الضيافة تشتد
خلال شهر رمضان بشكل خاص بالنسبة للمطاعم، وتتفاوت في أشكالها ومدى جودتها من مطعم
لآخر، ولكن اعلم أن أساليب الضيافة الراقية وخدمات صالة الطعام المثالية المقدمة
للزبائن هي واحدة من أهم العناصر الجالبة للتقييمات الإيجابية من قبل الضيوف، لذلك
احرص دائمًا على تقديم أفضل استضافة للزبائن بداية من الاستقبال الجيد عند الباب،
مرورًا بخدمات الطاولة والأطباق المقدمة وانتهاءً بالسؤال عن التقييم ومدى جودة
الأطعمة المقدمة، ومرافقة الضيف لباب الخروج.
- الأصناف والأذواق
استعد لأنواع مختلفة من الزوار والمتذوقين والسواح المقبلين على
مطعمك، بعضهم قد يكون من محيطك المحلي وبعضهم قد يكون من خارجه، فاستعد دائمًا لصناعة
أطباق متباينة الأفكار والمكونات والمقادير، حتى تكون ملائمة بالدرجة الكافية لكل
الأصناف والأذواق والأنواع المترددة عليك، وبهذه الطريقة تضمن الاستحواذ على إعجاب
الزوار، ويمكنك الاستعداد لهذه المرحلة من خلال الاطلاع على أحدث الصيحات
الرمضانية المتعلقة بصناعة الأطعمة والمشروبات في محيط عملك، والتعرف على مايبحث
عنه المتذوقين في كل موسم رمضاني.
- التقييم والتجربة الشخصية
"التجربة خير برهان"، وهو المعيار الأساسي الذي يحدد على
أساسه الباحثين عن أفضل التجارب التذوقية في محيط إقامتهم طبيعة ما سيتناولوه، حيث
تبدأ من سؤال الأقارب عن أفضل تجربة تذوق شخصية قاموا بمعايشتها، أو عن طريق البحث
عن أفضل المطاعم ووجهات الأكل على شبكة الإنترنت أو حتى البحث عبر مواقع التواصل
الاجتماعي عن أفضل التقييمات المعطاه للمطاعم المختلفة، وغيرها من الأساليب
المتبعة للبحث عن أفضل اختيار بين مجموعة كبيرة من المقترحات المقدمة لتناول وجبة
الإفطار أو السحور، لذلك عليك أن تكون دائمًا مستعدًا للتقييمات والآراء السلبية
والعمل على حلها فورًا، وأن تتأكد من أن جميع الزوار والمقبلين عليك قد امتلكوا
تجربة فريدة لا تقارن بغيرها.
- الأجواء الخاصة
واحدة من العناصر الدقيقة التي قد لا ينتبه إليها الكثيرون، ولكن صناعة مجموعة من الأجواء الخاصة للزبائن والحاضرين إليك أمر مؤثر للغاية في مدى إعجاب الناس بما تقدمه من أطعمة وخدمات، وهي التي تدفع الزوار للتفكير في تكرار التجربة مرة أخرى، ومنها الأجواء الاحتفالية بقدوم رمضان أو تلك التي تأتي في منتصف رمضان، أو الخاصة باقتراب عيد الفطر المبارك، أو احتفالًا بزائر خاص يتوافد مرارًا وتكرارًا على مطعمك، أو أجواء خاصة للأطفال المصطَحبين وغيرها من الأجواء الاحتفالية التي قد تُضْفيها على وجبات الزوار؛ لتشعرهم بالاهتمام والخصوصية.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
كيف يمكنك الاستعداد للمنافسة بمطعمك في شهر رمضان؟