كيف يتمكن الطهاة من نشر عروض الطهي بمثالية خلال فترة الكورونا؟

دليلك نحو استثمار المنصات الإلكترونية في تقديم المعارف والخبرات
27 نيسان 2020 بواسطة
كيف يتمكن الطهاة من نشر عروض الطهي بمثالية خلال فترة الكورونا؟
iHoreca Blog Team

تتطور أشكال ومعالم التعبير عن الأفكار والفنون والتوجهات بتقدم العصور، بل تتعدد وتتنوع أشكال هذا التعبير تزامنًا مع الاختلافات النوعية لأشكال الفنون والرغبات والأهداف الناشئة عن هذا التعبير.

فلازالت واحدة من أساليب التعبير الأساسية هي الكتابة، أو تنظيم العروض والندوات الخاصة على سبيل المثال، حيث يمتلك الفرد القدرة على نقل المعلومات والمفاهيم والأفكار الخاصة، المتعلقة بمجال أو علم أو فن محدد، إلى مجموعة من القراء أو المشاهدين أو المتعرضين، حيث تكون هذه العملية معبرة من ناحية عن الطرفين الأساسيين للعملية الاتصالية وهما المرسل والمستقبل، ومن ناحية أخرى محددة لنوع وشكل الاتصال فيما بين الطرفين.

وقد امتلكت شبكة الإنترنت وما يتخللها من مواقع تواصل اجتماعي قدرة كبيرة وتميز واضح في توفير وسائل اتصال افتراضية عالية التأثير ومثالية التعبير عن أفكار وتوجهات وكذلك فنون الأفراد المستخدمين لها، لما توفره من آنية ودقة وجاذبية في العرض والاتصال بين طرفين أو أكثر يفصل بينها مسافة كبيرة.

وهو ما تطرقنا إليه مسبقًا عبر آي هوريكا في الحديث عن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وما يتخللها من استراتيجيات وأفكار تسويق، وكذلك ما يمتلكه التصوير الفوتوغرافي من تأثير قوي على مدى فعالية ونجاح قدرة الطاهي أو المالك أو الموظف العامل في مجال تقديم الأغذية وخدمات الضيافة عبر المطاعم والفنادق، على نقل المعرفة والخبرة والفن إلى المشاهدين والمستمعين والمتعرضين

يمكنك قراءة أيضًا:

·    ٩ إرشادات تساعدك على بناء استراتيجية تسويق مثالية لمطعمك عبر السوشيال ميديا

·    ١٠ نصائح عليك اتباعها أثناء التقاط الصور لأطباق ومشروبات مطعمك

·    ٨ صيحات لخدمات ضيافة مثالية في المطاعم والفنادق خلال عام ٢٠٢٠

وبجانب أهمية الصورة الفوتوغرافية في تعزيز المعنى وثقل الخبرة والمعرفة وتنقية الرسالة المنقلة من شوائب العملية الاتصالية وإيجاد سبل الإقناع والتوجيه المناسبة، وبخاصة في مجال فنون الطهي، فإنه -ومع تطور وسائل الاتصال العصرية- قد أصبح الطهاة والمعنيين بمجال تقديم فنون الطهي والضيافة على قدر كبير من الوعي بإمكانية توظيف واستخدام خاصية تصوير مقاطع الفيديو لإيجاد تأثير اتصالي أعمق وأسرع في الفهم.

وقد تمكنت دائمًا مقاطع الفيديو من امتلاك تأثير الانجذاب والاهتمام من قبل المستقبلين في هذا المجال، وخاصة أثناء تصوير ونقل عروض الطهي الحية، وفعاليات الاحتفالات والمهرجانات الطهوية الخاصة، أو أثناء شرح وصفة الإعداد لبعض المكونات والمقادير لتحضير وتقديم وجبة أو مشروب ما.

ولكنها امتلكت تأثيرًا أكثر شدة، وإقبالًا أوسع في الفترة الأخيرة من جانب الطهاة والملاك والخبراء العاملين في مجال منشآت تقديم خدمات الأغذية، وذلك تزامنًا مع فترة تفشي فيروس كورونا وإقبال شهر رمضان الكريم، حيث تضاعفت الحاجة لاستثمار الوقت بشكل مثالي والبحث عن السبل والطرق المؤثرة لمشاركة الخبرات والمعارف الطهوية، وإسقاط الضوء على مزيد من جوانب الابتكار والتميز في إعداد الوصفات الخاصة، وخاصة الرمضانية منها، وأيضًا لجني الأرباح المادية أو التسويقية.

يمكنك قراءة أيضًا:

·    كيف يستفيد الطهاة والملاك من شهر رمضان خلال فترة الكورونا؟

·    نصائح للطهاة الشباب خلال فترة الكورونا؟

فلا يخفى مطلقًا اتخاذ العديد من الطهاة زمام المبادرة في استخدام المنصات الرقمية المختلفة لتحقيق الإيرادات والتي تسمح لهم بتعزيز مسيرتهم في الطهي، وفي الوقت الحاضر بدأ كل من الطهاة الهواة والمحترفين في مشاركة طعامهم عبر الإنترنت، وهو ما ظهر في عدة أشكال وهيئات اتصالية، بصرية وصوتية، تمكنت جميعها من جذب فئات مختلفة من جمهور المتعرضين والمهتمين بالبحث في أغوار فن الطهي والضيافة، حيث سعت آي هوريكا من خلال رصد ومتابعة أحدث الفعاليات ومشاهد الاعتماد على تقنية تصوير الفيديوهات من قبل الطهاة والخبراء في المجال إلى تحديد أهم هذه الأساليب والمناهج المتخذة من قبلهم، وما امتلكته من تأثير عبر شبكة الانترنت وما تطلبه من خطوات واشتراطات لتوظيفها بفاعلية في السوق التنافسي.

وأهمها التالي

Odoo image and text block

١- مقاطع الفيديو – Videos:

فلسنوات عدة، ازدادت شعبية مشاركة الاهتمامات والاتجاهات والأفكار وحتى الأعمال التجارية الخاصة منها والعامة من خلال مقاطع الفيديو عبر شبكة الإنترنت، بل وأصبحت أيضًا إحدى الوسائل العصرية السريعة والمثمرة لجني الأرباح وتدشين المشاريع الخاصة.

وبينما كانت العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وإنستجرام، لها يد في زيادة هذه الشعبية وهذا التوجه نحو تصوير وإعداد ونشر مقاطع الفيديو الخاصة، حيث استطاع من السهل تسجيل الحلقات الخاصة ونشرها عبر الصفحات الخاصة على هذه المواقع التواصلية، ولكن يظل واحدة من أكثر هذه المنصات شهرة والمعنية بمجال نشر الفيديوهات هو اليوتيوب الذي كان أيضًا له دور في المجتمع الطهوي.

فمنذ ظهور الإنترنت اكتسبت مشاهدة عروض الطهي بُعدًا آخر، حيث استطاع العديد من نجوم الطهي توظيف موقع اليوتيوب في بناء قنوات الوصفات وتقديم فنون وتقنيات وأساليب الطهي المختلفة، حيث ساهم في إضفاء الطابع والرؤية الشخصية على عرض الطهي من خلال منح كل من المحترفين والهواة فرصة لتحميل عروضهم الخاصة؛ فقد استطاع تطوير قدرات الطهاة الطموحين والمبتدئين -وليس الطهاة المدربين فقط بشكل احترافي- إلى مشاهير في الطهي يمتلكون حجم متابعة واهتمام كثيفين.

لهذا السبب إذا كنت مهتمًا ببدء عرض الطبخ الخاص بك على الإنترنت، أو تبحث عن نقل الخبرة والمعرفة وإعطاء الدروس والمحاضرات الطهوية الخاصة، فأنت بحاجة إلى التعرف بشكل أكثر تعمقًا على أبعاد تقنية تصوير الفيديوهات على الإنترنت، وما يتعلق بها من فئات مجتمع وأساليب تسويقية.

حيث تستغرق قناة اليوتيوب الناجحة الكثير من العمل ولكن لبدء عرض الطهي الخاص بك يمكننا تبسيط بعض الخطوات والإرشادات الأساسية لك، والتي ستمثل دليلك الأساسي نحو تقديم أفضل محتوى طهوي مصور فعال ومؤثر في المجال.

فعليك في البداية:

١.  الاطلاع على الكثير من عروض الطبخ على موقع يوتيوب، ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وتحقق مما يفعله الآخرون، وشاهد أين يمكنك إضافة شيء جديد إلى السوق.

٢.  ثم اسعَ خلف تكوين مفهومك حول شيء تثق أن يمكنك تقديمه بتميز وعبر منظور فريد، فتحديد ورسم الفكر والنهج خطوة غاية في الأهمية.

٣.  اكتشف كيف ستقوم باختيار أفكار الوصفات المقدمة -والتي تم اختبارها جيدًا- وقم بإعداد جدول نشر وترويج إلكتروني يناسب حياتك اليومية والتزم به، وبشكل عام، ستساعدك التحميلات المنتظمة -مرة واحدة في الأسبوع أو أكثر- على الاحتفاظ بالمتابعين.

٤.  يجب القيام بتأليف قصة لما سيحتويه الفيديو لكل عرض قبل التصوير وتدرب على التحدث إلى المشاهدين من خلال الوصفة وفكر في اللقطات التي تريد الحصول عليها من طبقك، وضع في اعتبارك ما سيكون أكثر فائدة وجاذبية لجمهورك.

٥.  إنشاء صفحات تواصل اجتماعي متصلة بقناتك لتعزيز القوة الترويجية لها، على سبيل المثال انشر صورًا ثابتة لمقاطع الفيديو الخاصة بك على إنستجرام أو اطلب من متابعيك اقتراح وصفات جديدة على حسابك الخاص على تويتر.

حيث سيساعدك اتباع هذه الخطوات السهلة بالتأكيد في إدارة قناة يوتيوب ناجحة، ولكن هناك أيضًا مهارات أخرى مطلوبة لتحقيق ذلك، فإن إنشاء محتوى طهي لقناة خاصة على اليوتيوب يعني ممارسة تقنياتك ووصفاتك بشكل متكرر، أي أنك ستقضي الكثير من الوقت في اختبار الأطباق والتفكير في تقنيات جديدة لتقديمها والتحدث إلى الكاميرات والتفكير في كل خطوة في وصفتك.

لذا، إليك بعض المهارات التي يجب عليك ثقلها جيدًا قبل بدء قناتك:

·    تقنيات وفنون الطهي الأساسية: بالطبع تحتاج إلى إدراك فنون وتقنيات وأساليب الطهي الهامة في المطبخ واللازمة لإعداد وتقديم الأطباق المختلفة، حتى يتسنى لك إيجاد عوامل التميز ويتوفر لك قدرة جذب المشاهدين والمتابعين لك.

·    التدريس ونقل المعرفة: يجب عليك التدرب على كيفية تقسيم وصفاتك إلى خطوات سهلة الفهم، وأن تمتلك القدرة على نقلها بسهولة وفعالية إلى المتابعين.

·    حل المشكلات: طهاة اليوتيوب ربما يقضون ساعات أو أيام حتى يتقنون وصفات الطعام، فمن المهم معرفة كيفية تلافي بعض العيوب في الطبق المقدم عبر الفيديو.

·    الشخصية الجذابة: فكر في هذا كعامل مهم، فكيف يمكنك استخدام شخصيتك لجعل المشاهدين يحبونك؟ ابحث عن نقاط التميز والاختلاف الشخصية واسع خلف توظيفها في مقاطع الفيديو الخاصة بك بشكل هادف يخدم الرسالة المراد نقلها إلى فئات المشاهدين.

·    التصوير وإعداد الفيديو: سيُعجب المشاهدون بفيديو مقدم باحتراف وممتع للمشاهدة، ويختار بعض الأشخاص الاستعانة بطاقم تصوير احترافي، حيث يمكنك القيام بذلك إذا كان هذا يناسب إمكانياتك المادية أكثر.

وبعد تمكنك من ثقل جميع المهارات اللازمة، حان الوقت لإنشاء المحتوى المناسب لوصفاتك وفنونك الطهوية المقدمة، وذلك للحصول على أعداد كبيرة من المتابعين والمشتركين، حيث يتوجب عليك في البداية الحرص على تحميل فيديو واحد على الأقل في الأسبوع، ومع ذلك لا يجب أن تتسرع في إنتاج وصفات غير مرغوبة، فيرغب المشاهدون في رؤية لمسة فريدة على كل طبق تقوم به لأن هذا ما سيبقيهم مهتمين.


وبشكل عام إليك بعض النصائح لتخطيط محتوى اليوتيوب الخاص بك:

·    احرص دائمًا على إنشاء دليل للمحتوى، فمن الأسهل جذب انتباه المشتركين عند إنتاج محتوى لهم متسلسل ومنتظم ومبني على تتابع فكري واضح، لذا سيساعدك إيجاد دليل واستخدام التقويم السنوي وتحديد الفيديوهات عليها على البقاء منظمًا طوال العام.

·    احرص على إيجاد قدر كافي من مخزون الأفكار المبتكرة ومقاطع الفيديو المسجلة الجاهزة، حتى تضمن وقوفك على قاعدة قوية جاهزة للتصوير وتقديم ونشر الفيديوهات، ففي وقت العمل وتحت وطأة ضغط الوقت قد لا تمتلك ما يكفي من أوقات الراحة للتفكير في بعض الوصفات والأفكار الجديدة، لذا فكّر في إنتاج المزيد من الأفكار، وكذلك تصوير العديد من مقاطع الفيديو عندما تكون مليئًا بالأفكار وتمتلك ما يكفي من أوقات الفراغ.

·    اهتم برصد ومتابعة أحدث وأهم الصيحات الطهوية والحديثة وتلك المتعلقة بخدمات الأغذية والضيافة في المطاعم والفنادق، وتابع قنوات منافسيك وصفحات اليوتيوب الشائعة لمعرفة ما يشاهده الناس والتعرف على توجهاتهم واحتياجاتهم ودوافعهم، ولكن كما هو الحال دائمًا احرص على وضع مفهومك الخاص على هذه الأفكار لإنشاء محتوى أصلي غير مكرر.

·    اسأل المشاهدين عما يرغبون في رؤيته، وأنشئ علاقة مع المشتركين لديك حتى تتمكن من إنشاء محتوى تعلم أنهم سيهتمون به، كما يتعين عليك السماح بخيار كتابة التعليقات وردود الفعل على ما تقدمه من محتوى على قناتك الخاصة أو حتى عبر حساباتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حتى يتسنى لك إدراك رجع الصدى على ما تقدمه من محتوى حتى تتمكن من تطويرها من ناحية، والاستفادة من الأفكار والمقترحات المقدمة عبر هذه التعليقات لتقديم المزيد من الأفكار والعروض الطهوية من ناحية أخرى.

وبعد التخطيط للمحتوى الخاص بك فإن التفكير في كيفية الحصول على الدعم لقناتك هو الخطوة التالية التي عليك الاهتمام بها ووضعها في قائمة أولوياتك الأساسية للارتقاء من تواجدك الافتراضي عبر شبكة الانترنت، حيث يسمح لك الانضمام إلى اليوتيوب التواصل مع المئات بل والملايين من الأشخاص الذين يحبون الطعام مثلك، ويمثل كل واحد من هؤلاء الأشخاص فرصة للمشاركة والتفاعل التي تحتاجها قناتك لتحقيق النجاح.

وقد يساعدك اتباع الاستراتيجيات التالية على اكتساب المزيد من المتابعة والاهتمام من قبل متصفحين الإنترنت:

·    تشجيع المستخدمين على الإعجاب والاشتراك:

يؤدي تضمين رسائل وإعلانات التذكير في مقاطع الفيديو الخاصة بك والمتعلقة بدعوة المشاهدين للاشتراك والإعجاب باليوتيوب ومقاطع الفيديو التي تقدمها خطوة هامة في هذا الشأن، لما تمتلكه من قدرة على زيادة معدلات التفاعل عبر القناة ومضاعفة احتمالات الظهور في الجزء الخاص بمقاطع الفيديو "الموصي بها - Recommended" للمستخدمين الآخرين أو حتى الصفحة الرئيسية للموقع.

·    التفاعل مع المشتركين:

تعرف على مشاهديك من خلال قراءة تعليقاتهم والرد على بعضها، فلن يساعد ذلك فقط المشتركين على الشعور بالاتصال والارتباط بك، ولكن يمكن أن يساعدك أيضًا على اكتساب نظرة ثاقبة حول ما يحبه جمهورك عنك، كما يمكن أن يمنحك التواصل مع جمهورك إضافات قيّمة لن تجدها بدون هذه التعليقات

·    التعاون مع منشئي محتوى آخرين على اليوتيوب:

تواصل مع مقدمي فيديوهات اليوتيوب الآخرين وقم بإعداد مشاريع تعاونية معهم، ففي معظم الوقت يتضمن التعاون إنشاء مقطع فيديو واحد لكل قناة على اليوتيوب حيث يكتسب المستخدم الزائر القدرة على اكتشاف جمهور الآخر من ناحية، ويتيح لك هذا التفاعل مع مجموعة جديدة كاملة من المشاهدين والتعلم من زملائك من منشئي المحتوى من ناحية أخرى.

Odoo image and text block

٢- البث المباشر – Live Video:

بخلاف التسجيل المسبق لمقاطع الفيديو وتحميلها على يوتيوب ومواقع الوسائط الاجتماعية الأخرى، فإن تقنيات البث المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة تحظى أيضًا بشعبية كبيرة مع المدونين عبر الإنترنت.

فعامل الجذب الرئيسي الذي تعتمد عليه تقنية البث المباشر هو إمكانية المشاركة في الوقت الفعلي كما لو أن المشاهدين كانوا في الواقع في المطعم على نفس الطاولة وبجانب الشيف، فيمكن للمشاهدين التفاعل مع الشخص الذي يستضيف عرضًا مباشرًا من خلال الدردشة معه أو معها ويمكن حتى للمشاهدين الدردشة مع بعضهم البعض.

علاوة على ذلك، يسمح البث المباشر للطهاة بمشاركة المزيد من المعلومات حول الطعام الذي يصنعونه لمشاهديهم في الوقت الفعلي من خلال الصور ومقاطع الفيديو والمزيد من الوسائط التي يمكن أن تعبر عن ثقافة وتاريخ بعض أطباقهم المفضلة، ويمكن للمشاهدين أيضًا مشاركة المعلومات والوسائط التي يمكن أن تكون مفيدة للطهاة مثل التوصيات لتغيير الوصفة أو الاقتراحات الأخرى.

ويمكن أن تقدم تقنية البث المباشر هذا النوع من التواصل لكل من الطاهي والمُشاهد وتسمح لهم بالتحدث مع بعضهم البعض وإنشاء طبق أفضل في ذلك الوقت، فيمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للطهاة الشباب وغير المتمرسين الذين يتطلعون إلى توسيع قدراتهم في الطهي.

ومن خلال تقنية البث المباشر يمكن أن يسير العرض في أي من الاتجاهات العديدة التي لم يتنبأ بها الشيف مطلقًا، وهو ما يكسبها طابعًا خاصًا، حيث التجربة الحية والشعور بالانطلاق في العالم والاستكشاف بدلاً من مجرد كونك منشئ محتوى أو مشاهدًا فقط، حيث يسمح لك البث المباشر بالارتجال وهي مهارة مفيدة للطهاة حيث يقدمون الطعام لأنواع مختلفة من الناس، فهي تثقل لديهم مهارات الإبداع والابتكار والتواصل الفعال.

وفي الوقت الحاضر ينتقل العديد من الطهاة إلى صفحاتهم على الفيسبوك للتفاعل مع متابعيهم في الوقت الفعلي عن طريق الـ "Facebook Live"، وهي تقنية تكنولوجية تجعل من السهل على الشخصيات العامة التحدث مع معجبيهم ومع بعضهم البعض أثناء التنقل، كما أنه يوفر سرعة وتفاعل البث التلفزيوني المباشر كما لو كان لديك استوديو تلفزيوني مباشر في هاتفك يتخلله نقاشات ثنائية الاتجاه؛ فيتمكن الطهاة من تعليم الوصفات ومشاركتها والقيام بأنشطة أخرى تتعلق بالطهي من منازلهم، وميزة أخرى لمنصات البث المباشر هي أنها قادرة على مساعدتك في إنشاء محتوى يبقى لوقت طويل بينما تلقي ملاحظات فورية.

Odoo image and text block

٣- البث الصوتي - Podcast:

وبخلاف مقاطع الفيديو عبر الإنترنت التي توفر العناصر البصرية والصوتية فيركز التدوين الصوتي أو البث الصوتي أو الـ "Podcast" على الوصول إلى فئات الجمهور من المستمعين فقط، ويعد البودكاست طريقة رائعة لبناء اتصال حقيقي مع جمهورك، فبدلاً من الاتصال المتقطع الذي تقوم به من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تسمح لك عروض البودكاست بإشراك جمهورك بمحتوى طويل بشكل فريد، وتعد مسلسلات التدوين الصوتي أكثر ملاءمة من نشرات المدونات وتدوين الفيديو حيث يمكن للأشخاص الاستماع إلى البودكاست أثناء القيادة أو العمل أو القيام بالأعمال المنزلية في المنزل، وهو ما يكسب جانب الطهي المزيد من الخصوصية والتفرد وخاصة فيما يتعلق بطرح القضايا المتعلقة بسلامة الأغذية وإجراءات وممارسات الصحة والنظافة الشخصية المتخذة في المطاعم والفنادق، وكذلك أهم المحاور والقضايا المعنية بتراثيات الطهي والمطبخ وأساليب التقديم.

يمكنك قراءة أيضًا:

·    ٥ ضوابط صحية احرص عليها في مطعمك أثناء التعامل مع اللحوم

·    ٤ إجراءات صحية هامة للطهاة في مرحلة تحضير وتجهيز الأغذية المقدمة

·    ٤ أمور عليك إدراكها أثناء الاهتمام بالصحة والنظافة الشخصية للعاملين في مطعمك

وهناك الكثير من المساحات غير المستكشفة في صناعة البث الصوتي خاصة عندما يتعلق الأمر بالطهي، فيمكن أن يقدم لك البودكاست طريقة جديدة للتفاعل مع زبائنك من المطاعم وتوسيع نطاق تواصلك كطاهٍ.

وهناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها عند بدء تشغيل تدوين صوتي خاص بك في هذا المجال، وهي:

١.  تطوير مفهوم البث الصوتي

تتنوع عروض البودكاست الخاصة بالطهي أو الطعام مثل الأشخاص الذين يقومون بإنشائها فلكل شيف هدفه وخياله الخاص، لذا قبل تدشين البث الصوتي الخاص بك عليك أن تسأل نفسك عن سببه وهدفه وما يدور حوله.

فأولاً أنت بحاجة إلى تحديد هدف مدونتك الصوتية، ومحاولة التفكير فيما إذا كنت ترغب فقط في مشاركة الوصفات مع جمهورك أو تحقيق المزيد من الإيرادات لمطعمك أو حتى إنشاء عرض للطهاة الآخرين لمناقشة موضوعات الطهي معك، أو التفرع للحديث عن بعض المعلومات والإحصائيات والصيحات الحديثة في مجال تقديم خدمات الأغذية، فمن المفيد تدوين جميع أفكارك حتى تتمكن من الرجوع إليها أثناء تطوير مفهوم برنامجك.

وبمجرد أن تحدد هدفك فقد حان الوقت لاختيار موضوع أو مفهوم برنامجك، فيمكن أن يكون موضوعك واسعًا مثل المناقشة حول ثقافة الطعام / الطهي أو الطهاة أو الوصفات الجديدة التي تقوم بتطويرها، فالشرط الوحيد هو أن تكون شغوفًا بأي شيء تختاره ويجب أن يكون شيئًا متحمسًا للبحث فيه ومناقشته بانتظام، وبمجرد أن يكون لديك فكرة عما تريد نشره يحين وقت إجراء بعض البحث في السوق التنافسي.

حيث يمكنك البحث في موضوع برنامجك على منصات البودكاست المختلفة لمعرفة ما إذا كان هناك بالفعل مسلسلات بث صوتي مشابهة لفكرتك أم لا، وإذا كان هناك برنامج يشبه برنامجك فاستمع إلى عدد قليل من الحلقات لمعرفة ما يفعلونه جيدًا والتفكير في الطرق التي يمكن أن تتميز بها في تقديم أفكارك وتوجهاتك، فبهذه الطريقة يمكنك إنشاء عرض أكثر مثاليةً وتأثيرًا.

وبعد اتخاذك القرار تأتي خطوة للتركيز على التفاصيل، فحاول التفكير في اسم ملفت للنظر وجذاب لبرنامج مدونتك الصوتية يهتم المستمعين بالتوجه إليه ويحفزهم على سماعه، وتحتاج أيضًا إلى جعل عنوانك محددًا، فالبودكاست الذي يطلق عليه اسم "مجتمع الطهاة" على سبيل المثال يعد غامضًا جدًا بحيث لا يجذب العديد من المشتركين بغض النظر عن مدى  المحتوى، فحاول استخدام الكلمات الرئيسية ذات الصلة بالمحتوى الخاص بك لتسهيل عثور الأشخاص على محتواك المقدم؛ وإذا كان لديك اسم يتكون من كلمة أو كلمتين يمكنك أن تضف وصفًا موجزًا في العنوان الفرعي للمساعدة في الظهور عبر نتائج البحث.

٢.  اختر التنسيق الخاص بك

تحتوي بعض برامج البث الصوتي على مضيف واحد فقط والبعض الآخر عبارة عن قصص نصية أو مقابلات شخصية متعمقة، فالشيء المهم هو اختيار تنسيق يناسب ما يدور حوله البودكاست الخاص بك وهو شيء مريح لك، فإذا كنت تحب الارتجال والمزاح فستحتاج إلى وجود مضيف مشارك، ولكن إذا كنت ترغب في التخطيط لكل شيء فقد ترغب في عرض وصفاتك وخبراتك ومعلوماتك الخاصة وبدون مضيف؛ ويجب عليك أيضًا التفكير في طول البث وجعله قصيرًا أو طويلاً وفق توجهاتك وأهدافك الترويجية.

كما عليك الاهتمام بإنشاء وتحضير جدول للنشر، فيمكن أن يكون البث الصوتي وظيفة بدوام كامل أو مهمة فرعية تقوم بها بجانب مهامك الرئيسية؛ لذا يجب أن تحدد عدد المرات التي تنشر فيها حلقات بثك الصوتي الخاص، لتطوير وتعزيز مدى الاتصال بمستمعيك، فإذا جعلتها عادة بالنسبة لك فستصبح عادة للمستمعين أيضًا تدفعهم لوضعك ضمن أولوياتهم الخاصة في جداولهم الزمنية، وبمجرد حصولك على التنسيق المناسب، وتحديدك لطول العرض التقريبي، وإنشائك لجدول النشر فأنت على استعداد للاستثمار في معدات البث الصوتي

٣.  معدات وبرامج التسجيل

الاعتماد على المواد الصوتية قليلة التكلفة، حيث يعد من السهل نسبيًا بدء العملية مع القليل من النفقات العامة أو الخبرة المهنية، ويمكنك البدء في التسجيل باستخدام جهاز الهاتف الخاص بك فقط وزوج من سماعات الرأس على سبيل المثال، فتذكر أن المحتوى الخاص بك هو الجزء الأكثر أهمية؛ فلا أحد يستمع إلى البث الصوتي لأنه يتمتع بجودة صوت فائقة لكن الناس سيتحملون جودة صوت أقل من المثالية إذا كان محتوى برنامجك ممتازًا، وإذا كنت تريد المزيد من المعدات المهنية فمن الجيد دائمًا إجراء المزيد من الأبحاث والحصول على شيء في حدود ميزانيتك، ويمكنك أيضًا أن تطلب من منتديات ومدونات البث الإذاعي عبر الإنترنت النصيحة والإرشاد.

ومن الجيد أيضًا البحث عن تطبيقات تسجيل البودكاست حيث ستحتاج إليها بمجرد تسجيل عرضك لأغراض التعديل، فهناك العديد من البرامج المجانية التي يمكنك استخدامها، وأيضًا إذا كنت تفكر في تسجيل على مدى بعيد عندما تجري على سبيل المثال مقابلة الضيوف تأكد من العثور على برامج تسمح لك بالتسجيل من أماكن مختلفة مثل "Zoom" و "Skype".

٤.  تخطيط المحتوى المسجل

قبل البدء في تسجيل الحلقة الخاصة بك تأكد من كتابة مخطط يساعدك على عدم الابتعاد عن الموضوع، وهو أحد أكثر الأخطاء الشائعة التي يمكن أن يرتكبها مضيف البودكاست الجديد، وليس عليك كتابة النص الكامل فحتى بعض النقاط سوف تساعدك على الحفاظ على التدفق الفكري السلس في الحلقة الخاصة بك، وإذا كنت تعمل مع مضيف آخر فشارك المخطط التفصيلي معه حتى تتمكنوا من العمل عليه معًا، فهكذا ستكون في نفس الصفحة وستحفظ تسجيلك من احتمالات الفشل.

كما ستتطلب هذه الخطوة تحديد موقع للتسجيل، وإذا كان ذلك ممكنًا فسجل في غرفة هادئة بمساحة كبيرة حولك، وإذا كانت المساحة الصغيرة هي كل ما لديك فحاول العثور على واحدة ذات عدد قليل من الأسطح العاكسة أو الكثير من المواد التي يمكن أن تمتص الصوت.

ويمكن أن يساعدك على هذا الأثاث أو السجاد أو خزانة الملابس المليئة بالملابس؛ ويعد اختيار المكان المناسب لتسجيل حلقاتك أكثر أهمية من شراء سماعات الرأس المناسبة أو تحميل تطبيقات الإعداد والتعديل؛ لأن أفضل طريقة للتعامل مع مشاكل الصوت هي منعها من الحدوث، فسيجعل الصوت المسجل بشكل نظيف الجوانب التقنية المتعلقة بالتعديل والمزج أكثر سهولة ووضوحًا.

وبمجرد العثور على موقع التسجيل الخاص بك يحين وقت إعداد معدات وبرمجيات التسجيل، لذا تأكد من العثور على سطح مستوٍ لإعداد كل شيء عليه ثم قم بتوصيل جميع المعدات الخاصة بك وربطها ببرنامج التسجيل الذي ستستخدمه، وتأكد من أن كل شيء على سطح مستوي لتجنب أي مشاكل غير مرغوب فيها مثل سقوط المعدات.

٥.  إجراءات التعديل والتصحيح والنشر

وتختص عملية التعديل أو التصحيح بتقسيم البث الصوتي الخاص بك وإزالة الانحرافات والملوثات الصوتية المسموعة وإدراج الإعلانات المسجلة مسبقًا والتعليقات الصوتية والمقدمة والخاتمة، فبمساعدة البرنامج الملائم - حتى وإن كنت من الأشخاص الذين لا يميلون إلى التقنية- ستتمكن من إنشاء بودكاست عالي الجودة ومعدّل جيدًا، وقد تحتاج هذه العملية إلى الكثير من الوقت والتحضير ولكنها ضرورية حيث ستحتاج إلى اختيار عدة أشياء مثل المقدمة واللحن الرئيسي وعناصر أخرى.

ويمكن أن تساعد المقدمات الجيدة التي يتم إجراؤها بشكل صحيح في تحسين تجربة الاستماع ومشاركة المستمع، ولكنها ليست مطلوبة وهي ليست خيارك الوحيد، فإذا قررت القيام بمقدمة فربما ترغب في الحصول على بعض الألحان الموسيقية للمقدمة أيضًا، وعندما تبحث عنها ابحث عن موسيقى بدون حقوق ملكية يمكنك توظيفها في بثك الخاص، فخلاف ذلك سيكون عليك شراء موسيقى خاصة لبرنامجك.

كما تحتاج أيضًا إلى التفكير فيما إذا كان برنامجك يحتاج إلى تأثيرات صوتية أم لا، وسيعتمد ذلك على نطاق برنامجك، فعلى سبيل المثال إذا كنت تخطط لإنشاء برنامج تراثي للطهي فقد تحتاج إلى تأثيرات درامية تنقل هذا الإحساس، وإذا كان الأمر يتعلق بالوصفات والطهي فقد تحتاج إلى الأصوات التي تسمعها عند الطهي مثل الماء المغلي.

وبمجرد اختيار كل شيء وتعديل العرض تأكد من حفظه حتى تتمكن من نشره أخيرًا، ومن الجيد أيضًا إنشاء عمل فني للبودكاست أو الاستثمار فيه إذا كنت تفكر في نشر عملك على منصات مثل "Apple Music" و"Spotify"، وتذكر دائمًا أن الصور الغلافية للبث الصوتي تجذب الناس أولاً.

وعليك أن تدرك في النهاية أن تسجيل وطرح سلسلة حلقات مرئية أو صوتية مسجلة أو حتى مباشرة لعرض الطهي الخاص بك عبر الإنترنت أمرًا شاقًا في البداية ولكن مع البحث المناسب والوقت الكافي سيصبح كل شيء أسهل، فلا بأس في أخذ زمام المبادرة ومحاولة أخذ حياتك المهنية كطاهٍ في اتجاه آخر عبر الإنترنت ووفق تطورات العصر التكنولوجية، وسواء كان ذلك من خلال أنظمة الفيديو أو الأنظمة الصوتية فابدأ بما يناسبك، وهناك دائمًا طرق أخرى مثل حسابات ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستجرام والمدونات المختلفة، حيث يمكن أن تكون هذه خطوة أسهل لك إذا كنت لا تزال مترددًا.

تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة

اعرف أكثر