تلعب وسائل وقنوات التواصل الاجتماعي المختلفة دورًا هامًا في عالم صناعة الأغذية والمشروبات، سواء تعلق ذلك بالشركات والمنتجات حديثة الصدور أو المتواجدة في السوق التنافسي بالفعل.
فهي تعد –بالنسبة للمسوقين والتجار-وسيلة جديدة للإعلان عن المنتجات والخدمات المختلفة، بالاشتراك مع مجموعة الوسائل التكنولوجية المتطورة، حيث تعتمد العديد من المؤسسات على قنوات " السوشيال ميديا " لأغراض الجذب والوصول والتفاعل وجمع المعلومات عن العملاء والزبائن الجدد أو المستهلكين.
وبذلك تحول هذا الاعتماد إلى نهج وأسلوب رئيسي يعزز تكوين مراحل عملية التسويق لمنتج أو علامة تجارية تابعة لشركة.
أما بالنسبة للزوار والمتابعين والمستهلكين فتكون الاستفادة الأمثل من هذه العلاقة بالوصول إلى المعلومات في أقل وقت، خاصة مع توافر الوسائل التكنولوجية المتطورة، لذلك تجد أن الشركات والمنشآت أو المؤسسات التي تمتلك تقييم ممتاز عن أدائهم يمتلكون قنوات فعالة للتواصل الاجتماعي.
وهو أمر طبيعي للغاية عندما يتم ملاحظة اعتماد وتوجه نسبة كبيرة للغاية من الناس إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أن تتوجه الدعاية للأغذية والمنتجات إلى هناك أيضًا، متسمة بالابتكار والاختلاف وعوامل الجذب والاقناع المختلفة.
ماذا يحدث؟
بظاهرة شهيرة تعرف بتغريدة "Eat and Tweet" توجه كل مستخدمي "السوشيال ميديا" إلى مختلف قنوات التواصل الاجتماعي المعتمدة على الصور والفيديوهات كأدوات أساسية لنشر لحظات غذائية خاصة من حياتهم في عام 2013، حيث وصلت عدد الصور المرفوعة على موقع Flickr إلى 1.6 مليون صورة معبرة عن المواد الغذائية إلى جانب قنوات أخرى مثل Facebook – Pinterest – Instagram – Twitter –
وفي عام 2014 ظهر الهاشتاج الشهير "Foodporn" بتحميل 90 صورة تقريبًا على Instagram كل دقيقة من حول العالم، لتلاحقها شهرة بعض التطبيقات مثل Burpple وFoodSpotting و SnapDish والهاشتاج الشهير بـ "MealForMeal" والتي مثلت أول مبادرة عالمية لتحويل الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجبات حقيقية يتم التبرع بها إلى مستحقيها.
هذه اللمحة التاريخية تعكس حجم الإقبال والاهتمام الذي تحوزه هذه القنوات الافتراضية، والتي تظل في تزايد مستمر متغيرة في أشكالها من الصور والفيديوهات والتغريدات وأساليب الاتصال الفوري والمباشر مع كل المتذوقين والمستهلكين حول العالم.
حيث كان التركيز من الناس على تصوير طبق طعام جذاب، أو عرض أكل مميز، أو وجبة جديدة في مطعم ما، أو تجربة تذوق مثيرة في إحدى المناطق، أو تصوير فيديو وصفة مثيرة أو فيديو لمغامرة تذوق، وغيرها الكثير فيما يتعلق بتصوير ونشر الخبرات واللحظات الخاصة بالأطعمة والمشروبات.
وينبع ذلك من أهمية الطعام والشراب كجزء كبير من فعاليات الحياة اليومية وثقافاتها وعلاقاتها الإنسانية، لذلك يصبح من المنطقي وجود الرغبة في مشاركة الخبرات والتجارب الغذائية.
فلا يوجد –للعديد من الأشخاص-أسعد من لحظات تصوير الأطعمة والمشروبات المختلفة مع الأصدقاء واختيار أفضلها وتحميلها على إحدى أو مجموعة من هذه المواقع وتحديد المكان الذي يتناولون فيها هذه الوجبة.
ودائمًا ما تمتلك الأطعمة والمشروبات علاقة خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لارتباطها الشديد بملامح الحياة الاجتماعية الخاصة بكل فرد، وتختلف في طبيعة وشكل هذه العلاقة باختلاف قنوات التواصل الاجتماعي وطبيعة الأطعمة والمشروبات المقدمة من خلالها.
فيرتبط العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بوجود صور فاتحة للشهية ومسببة لإحساس الجوع، وإيجاد أفكار إبداعية لتصوير وتسويق الأطعمة والمشروبات المختلفة، إلى عكس العديد من المستخدمين الذي يبحثون عن الوجبات والأنظمة الصحية الملائمة لأنماط حياتهم.
ولكن لماذا؟
هذا السؤال ينقسم وفقًا لأطراف العملية، فيمتلك المستهلكين المتعرضين لقنوات التواصل الاجتماعي أسبابهم، وكذلك التجار أصحاب المطاعم والفنادق لديهم أسبابهم.
· فيسعى المستهلكين لتقاسم ونقل الخبرات والتجارب التي يتعرضون لها مع المقربين لديه أو حتى مع من يتابعونهم حول العالم
فالصورة والفيديو دائمًا ما يحملون ألف كلمة ووصف، حيث يعبران بشكل أكثر دقة عن أي وصف يمكنك أن تعبر عنه بكلماتك، وبشكل آني لا يحتاج إلى التأخير والانتظار.
· ومنهم من يهدف إلى معرفة أفضل الاختيارات من المطاعم والكافيهات المحيطة به، وما تقوم بعرضه من قوائم الطعام والمشروبات، وما تطرحه من خصومات وعروض خاصة.
· ومنهم من يبحث عن آراء وردود فعل الناس المتوافدين على المطاعم المختارة، باحثين عن مدى جودة وأداء هذه المطاعم فيما تقدمه من خدمة وأكلات ومشروبات وبيئة غذائية صحية وسليمة.
· هذا إن لم تكن أهدافهم تدور حول قراءة مجموعة من الوصفات والتراكيب والمشروبات الجديدة الملائمة لاحتياجاتهم الخاصة، وهو نوع من الصفحات التي تنتشر بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.
ويمكنك أن تجد عدد من صور المطاعم والأكلات والمشروبات المنشورة على صفحات المواقع لأناس قد قضوا وقت ممتع مليء باللحظات السعيدة وهم يتناولون وجبة محددة أو باهظة الثمن، أو في منطقة بعيدة للغاية، وهو أيضًا نوع ينتشر بكثرة بين أغلبية المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي وهو شعور ناتج عن إحساس الفخر والراحة والسعادة، فالناس يعشقون فكرة نشر وتسويق هذه اللحظات.
· كذلك يسعى المستهلكين للاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وخاصة Instagram وFacebook في الاطلاع على آخر صيحات الأغذية المنشورة و"الماركات" والـ "التريندات" الأكثر تصدرًا لقائمة أفضل الوجبات والمشروبات حول العالم، أو أفضل المطاعم والكافيهات على سبيل المثال، للبحث عن أفضل الاختيارات المعروضة للقيام بتجربة تذوق خاصة.
هنا يأتي دور التجار والمسوقين
· حيث تمتلك كل المؤسسات المتعلقة بعالم صناعة الأغذية والمشروبات من الشركات ومنافذ البيع والمطاعم والفنادق فرصة مثالية من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل والتفاعل مع العملاء والمستهلكين
· وكذلك تحاول المؤسسات والشركات والمنافذ المسوقة لمنتجات الأغذية والمشروبات عرض خدماتها المختلفة وقوائم الأسعار والمأكولات وأهم العروض والخصومات الخاصة بها من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تمتلكها، وهي واحدة من أهم الأساليب التي تدفع الزبائن للعودة إلى مطعمك مرة تلو الأخرى.
· وذلك إلى جانب العديد من الأنشطة الأخرى مثل نشر صور ومقاطع من الفيديوهات المتعلقة بالعروض الحية وأهم المهرجانات والاحتفالات التي ستطلقها شركتك أو مطعمك أو قامت بتدشينها بالفعل كنوع من التسويق والدعاية في المناسبات المختلفة.
· وقد تكون مثل هذه المنصات خير وسيلة للتعرف على الدوافع والاتجاهات والاحتياجات الحقيقية لأهل المنطقة أو الحي الذي تدشن فيه مطعمك أو تسوق فيه منتجاتك، إلى جانب معرفة البيانات الديموجرافية الخاصة بهم.
في النهاية
لا يمكنك الاعتماد على تسويق منتجاتك الغذائية بدون وجود مجموعة متسقة ومتنوعة من قنوات التواصل الاجتماعي؛ ذلك أن منصات وسائل التواصل تتمتع بسلطة تأثير هائلة في عالم التسويق، لإقبال الملايين بل والبلايين من المستهلكين والمسخدمين من حول العالم عليها، مما يجعلها واحدة من أهم منصات التواصل والستهداف لكل مالك عمل أو مسوق للمنتجات الغذائية.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
علاقة مواقع التواصل الاجتماعي بصناعات الأغذية والمشروبات