تواجه خدمات الضيافة الجوية تحديًا كبيرًا يتمثل في مشكلة هدر الطعام ، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو ٢٠٪ من جميع الأطعمة المقدمة على متن الطائرات تهدر سنويًا، مما يعادل قيمة تقدر بنحو ٤ مليارات دولار .
وتعتبر خدمات الأغذية على متن الطائرات جزءًا أساسيًا من تجربة الضيافة الجوية ، حيث تسعى شركات الطيران المختلفة إلى تقديم وجبات شهية ومتنوعة تلبي احتياجات الركاب وتضفي لمسة من الراحة والرفاهية على رحلاتهم، ومع واقع ارتفاع نسب هدر الطعام الناتج عن هذه الخدمة، تسعى شركات الطيران إلى تبني استراتيجيات مبتكرة للحد من هذا الهدر وتعزيز الاستدامة في عملياتها:
١- توظيف الذكاء الاصطناعي
ويأتي توظيف الذكاء الاصطناعي على رأس تلك الاستراتيجيات في محاولة لتعزيز الاستدامة وتقليل هدر الطعام ، حيث تتجه العديد من شركات الطيران بشكل متزايد إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات تقديم الطعام، وقد سمحت التطورات الحديثة في تلك التكنولوجيا بتوقع أعداد الركاب بدقة كبيرة، والقدرة على تعديل توقعاتها حتى ١٧ يومًا قبل المغادرة وإمكانية تعديل بياناتها حتى ٢٠ دقيقة قبل الإقلاع.
وهو ما يقلل بشكل كبير من فائض الوجبات، حيث تساعد على تقديم توقعات دقيقة لعدد الركاب على كل رحلة، مما يساهم في تقديم الطعام بشكل يتماشى مع العدد الفعلي للركاب ويقلل من فرص تحضير الطعام الزائد، حيث تشير الإحصاءات إلى أن في المتوسط، يتغيب حوالي ٣٪ إلى ٥٪ من الركاب عن رحلاتهم، وبفضل الذكاء الاصطناعي استطاعت بعض شركات الطيران خفض معدلات هدر الطعام بنسبة تصل إلى ٦٣٪، وهو ما يعني منع هدر حوالي ١١١,٠٠٠ كيلوجرام من وجبات الطعام سنويًا.
٢- طلب الوجبات مسبقًا
إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي، اتجهت بعض شركات الطيران إلى تشجيع الركاب على طلب وجباتهم قبل الرحلة، وتتيح هذه المبادرة للركاب تحديد الوجبات الرئيسية، والوجبات الخفيفة، والمشروبات قبل ٥ أيام من الرحلة، تساعد هذه المبادرة مقدمي الطعام على تحضير الكمية الدقيقة من الطعام المطلوبة، وهو ما يسهم بشكل كبير في تقليل الهدر وتحقيق إدارة أفضل للمخزون وكفاءة أعلى في تقديم خدمات الضيافة.
٣- التغليف الذكي
ويعتمد مقدمو خدمات الضيافة أثناء السفر أيضًا على حلول التغليف الذكية التي تمدد فترة صلاحية الطعام، مما يقلل من فرص التلف ويضمن بقاء الطعام طازجًا لأطول فترة ممكنة، فباستخدام التغليف الذكي " Smart Packaging"، يمكن الحفاظ على جودة الطعام لفترة أطول، مما يعزز من فعالية إدارة الموارد الغذائية على متن الطائرة.
وتعتمد هذه التقنيات على استخدام عبوات ذكية تحتوي على مؤشرات درجة الحرارة التي تغير لونها بناءً على تعرض الطعام لدرجات حرارة معينة، وتساعد هذه المؤشرات طاقم الطائرة في معرفة ما إذا كان الطعام قد تم حفظه في الظروف المثلى طوال الرحلة، مما يضمن تقديم وجبات طازجة وآمنة للركاب.
كما يعتمد التغليف الذكي أيضًا على تقنية التغليف بالهواء المعدل " Modified Atmosphere Packaging "، والتي تقوم على تعديل تركيبة الهواء داخل العبوة للحفاظ على نضارة الطعام، يمكن على سبيل المثال زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون أو تقليل نسبة الأوكسجين داخل العبوة لإبطاء نمو البكتيريا والفطريات.
وتعكس هذه الجهود التزام شركات الطيران بتقديم خدمات ضيافة عالية الجودة ومستدامة، مما يسهم في تحسين رضا العملاء وتقليل معدلات هدر الأغذية والأثر البيئي.
ويذكر أن سوق خدمات التموين على متن الطائرات " Flight Catering " على متن الطائرات يشهد نموًا سنويًا كبيرًا، حيث تشير التقديرات وفقًا لموقع " Modor Intelligence " إلى بلوغ هذا السوق ١٧,١٥ مليار دولار في عام ٢٠٢٤، ومن المتوقع أن يصل إلى ٢٥,٨٧ مليار دولار بحلول عام ٢٠٢٩، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ ٨,٥٧٪ خلال فترة التوقعات (٢٠٢٤-٢٠٢٩).
تعلم كيف توازن بين حياتك وعملك في الضيافة
أساليب ومهارات للموازنة بين حياتك الخاصة والمهنية في قطاع الضيافة
تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة لمجال خدمات الأغذية والضيافة