شهد مجال تصوير الطعام تطورا بالغًا في السنوات الماضية وخاصة مع الأهمية المتزايدة لوسائل التواصل الاجتماعي والتسويق عبر الإنترنت، فقد أصبح الوجود القوي عبر الإنترنت لمنشآت تقديم الأغذية والمشروبات أو المطاعم أكثر أهمية من أي وقت مضى، مستخدمين خلاله الصور الدعائية لمنتجاتهم كوسيلة رئيسية لجذب العملاء.
وبالرغم من وجود أساسيات لا تتغير في مجال التصوير ، إلا أنه كحال مختلف المجالات التي تظهر بها صيحات جديدة واتجاهات حديثة كل فترة، قد انتاب مجال تصوير الطعام نصيبًا من تلك الاتجاهات في الآونة الأخيرة، وهو ما أضفى أجواءً أكثر تنافسية على صناعة الأغذية، فكل علامة تجارية ترغب في إظهار منتجها وخدمتها بأفضل صورة .
ومن خلال عناصر التصوير الأساسية مثل الإضاءة والتكوين، والعدسات وأساليب معالجة الصورة وغيرها، يتم توظيف تلك العناصر بشكل محدد لإظهار الصورة بأسلوب معاصر، وأكثر مواكبة لأحدث صيحات العصر.
صيحات تصوير الطعام في المطاعم
١- العنصر البشري
يعد ظهور العنصر البشري في صور الطعام من أحدث الاتجاهات الحديثة البارزة في مجال تصوير الطعام باحترافية في المطاعم والفنادق ومنشآت تقديم الأغذية وخدمات الضيافة ، حيث يعتمد هذا الأسلوب على إظهار الأيدي على سبيل المثال في الصورة ، لإضافة اهتمامًا بصريًا ، كما أن هذا الأسلوب يجعل الصورة - نوعًا ما - تروي قصة خاصة، مما يجعل المُشاهد يشعر أنه جزء من المشهد.
فقد يتم توظيف الأيدي في الصورة بطرق كثيرة في مراحل مختلفة للطبق، سواء أثناء مرحلة الإعداد، مثل صورة أثناء رش قليل من الجبن على إحدى أطباق المكرونة، أو توظيفها خلال تقديم الطعام مثل إظهار يد مضيف المطعم أثناء إمساكه بالطبق وهو يضعه على الطاولة، بالإضافة إلى ظهور اليد التي تتناول الطعام ربما من خلال مسك الشوكة أو حمل أحد ساندوتش البرجر.
٢- البساطة
وهناك اتجاه آخر اكتسب شعبية في تصوير الطعام وهو الـ " Minimalism" أو البساطة ، والذي يستخدم لخلق إحساس بالأناقة والتطور، حيث يتضمن هذا الاتجاه تبسيط الصورة باستخدام الحد الأدنى من الدعائم مع ظهور " المساحة السلبية " وهي مساحة فراغ لا تحتوي على أي عناصر في الصورة، وتنسيق التكوين النظيف غير المزين، ويركز هذا الأسلوب على الطعام نفسه فقط، بدون الاعتماد على دعائم أخرى زائدة لإظهار قصة ما.
ولتحقيق هذا الاتجاه، غالبًا ما يستخدم المصورون خلفية أو طاولة بسيطة، مع الحد الأدنى من الدعائم أو الأطباق المحيطة بالطعام، فغالبًا تحتوي الصورة على ثلاث دعائم رئيسية فقط بالإضافة إلى الخلفية، مثل طبق التقديم وسكينة أو شوكة وربما فوطة مائدة، مسلطًا الضوء على جمال الطبق ومحتوياته، ويصبح الطعام النقطة المحورية للصورة، مما يلفت انتباه المشاهد، بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتضمن هذا الاتجاه جعل الخلفية غير واضحة للتأكيد على الطعام بشكل أكبر.
٣- التكوين أحادي اللون
يعد النهج الأحادي اللون أو الـ " Monochromatic " هو وسيلة أخرى لخلق تأثير مبهج للغاية في صور الطعام، حيث يعتمد به المصورون على اختيار لون رئيسي للصورة واستخدام لون مشابهة أو درجات أخف أو أغمق قليلًا من نفس اللون لبقية الدعائم الأخرى في التكوين ، وذلك مع الحرص على عدم ظهور تباين واضح في الصورة بل تكون الصورة متناغمة وتظهر كوحدة واحدة مترابطة.
٤- الإضاءة والألوان الجريئة
يدور هذا الاتجاه حول الصور الجريئة والمعاصرة، من خلال استخدام الألوان الزاهية في عناصر الصورة والخلفية، لإنشاء تكوين نابض بالحياة، ويستوحى المصورين هذا الاتجاه من فترة الثمانينات التي تشتهر بألوانها الصارخة والزاهية.
ويعتمد على الإضاءة الناعمة، مع دمج الإضاءة الناعمة مع الظلال البسيطة، وإنشاء بعض الخطوط - المتوازية أو المنحرفة - باستخدام الطعام وأدوات المائدة مثل الأسياخ الخشبية وخطوط الشواية ، أو أعواد الكرفس، والسكاكين والأواني المستطيلة أو الدائرية، مما يساهم في جذب العين نحو موضوع الصورة مباشرة، وإعطاء تناسق للصورة.
٥- النمط الحركي
ويتجه المصورون إلى توظيف الحركة مع تصوير الطعام لإضافة ديناميكية تُلفت الأنظار وتحيي الصورة، وذلك سواء من خلال عرض صور الطعام في شكل مقاطع فيديو وصور متحركة " GIF"، أو من خلال إظهار حركة ما في اللقطة، مثل حركة الصب ، أو التقليب، او الرش ، فكل ذلك من شأنه إعادة إحياء الصورة الثابتة، وجعل الطعام أكثر حيوية وجاذبية.
فإن مقاطع الفيديو تعد أسلوب رائع لإنشاء رسالة قوية وجذابة، في غضون ثوانٍ، حيث يمكن استخدامها بعدة طرق وعبر العديد من الوسائط المختلفة، بأشكال طويلة وقصيرة، كما يتم دمجها مع الموسيقى ليكتمل بها المشهد، وينتمي لهذا الاتجاه فكر الـ " Stop Motion " والذي يتم إنشاؤه عن طريق تجميع أكثر من صورة ثابتة لصنع قصة ما للطبق بشكل ملفت للنظر
كما يتحقق هذا الاتجاه، من خلال التقاط الحركة في الصورة لخلق إحساس ديناميكي مليء بالطاقة، حيث تحظى هذه التقنية بشعبية خاصة بالنسبة للمشروبات والصلصات، لأنها تخلق إحساسًا بالحركة والإثارة، مثل صورة يتم التقاطها أثناء رش حبات السكر على طبق من الكوكيز، أو تصوير تساقط صوص الشوكولاتة على الكعكة، أو حتى أثناء ذوبان الجبن بين طبقات أحد الساندوتشات.
٦- الإضاءة الأقل
يعتمد العديد من المصورين في مجال تصوير الطعام على خلق أجواء قاتمة نوعًا ما، من خلال استغلال الضوء والتكوين في الصورة لإنشاء صورة تولد استجابة عاطفية من المشاهد، والتأثر بشكل ما مع أجوائها، وهو الغرض الأساسي من الـ " Moody Photo " .
حيث يتم الاعتماد غالبًا على الظلال العميقة، والألوان الدافئة، لخلق جو مريح في الصورة مع التركيز على جعل المنتج هو البطل في الصورة، وتوظيف بعض العناصر والخلفيات الفريدة، مثل الخشب الداكن
ويتم استخدام الضوء الطبيعي والظلال لخلق العمق والتباين في الصورة، بالإضافة إلى ذلك، يتم عمل بعض التعديلات باستخدام تقنيات ما بعد المعالجة مثل درجة التباين، وضبط درجة حرارة اللون أو ما يعرف بـ" Color Temperature " .
ويشتهر استخدام تلك التقنية بشكل خاص لتصوير أصناف المخبوزات والمشروبات الدافئة أو الأطعمة التي تُشعرك بالـ "نوستالجيا"، لأنها تخلق أجواء مريحة وجذابة.
٧- النمط المتساوي
يقوم هذا الأسلوب على جعل المشهد يحتوي على نمط متشابه ومتكرر باستخدام الطعام ، وعادة يقتصر على عدد قليل من العناصر، مثل قطع الكيك على الأطباق، أو قطع الشوكولاتة مع البسكويت، وحتى وإن كانت كل قطعة مختلفة عن الأخرى ولكن من خلال رصها بجوار بعضها البعض يخلق نموذج شبه متطابق مثير للإعجاب وملفت للنظر.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
٧ أفكار تسيطر على مجال تصوير الطعام في المطاعم