يتطور استخدام التسويق بالرائحة " Scent Marketing " في قطاع الضيافة إلى نهج استراتيجي لتعزيز تجارب الضيافة الخاصة بالعملاء، حيث أنه يعزز العلاقة القوية بين الروائح في الفنادق وبين عواطف وذكريات الضيوف والعملاء الخاصة، ومن خلال اختيار الروائح وتوزيعها بعناية في جميع أنحاء الفنادق والغرف الخاصة أو مساحات الاستقبال والضيافة، يمكن للعلامات التجارية إنشاء تجارب فريدة لا تُنسى لها صدى عميق لدى الضيوف، حيث يكون الهدف النهائي من التسويق بالرائحة هو استكمال بيئة الضيافة وتعزيزها دون إرباكها أو تشويش رسائلها المرغوب إرسالها.
وبالإضافة إلى خلق أجواء مميزة ومتسقة مع الضيف، يمكن أن يؤثر التسويق بالرائحة بشكل كبير على سلوك العملاء وأرباح المنشأة المقدمة لخدمات الضيافة ، فيمكن أن يؤدي تخصيص الروائح لتتناسب مع العلامة التجارية أو المنتج إلى زيادة ولاء الضيوف، حيث شهدت مجموعة متنوعة من الصناعات فوائد ملموسة من تنفيذ استراتيجيات تسويق الروائح ، بما في ذلك متاجر البيع بالتجزئة والمطاعم التي تشهد زيادات في المبيعات تصل إلى ٢٥٪ و ٤٠٪ على التوالي.
وترجع فعالية التسويق بالرائحة " Scent Marketing " إلى حد كبير إلى ارتباطها المباشر بالجزء المتحكم بالذاكرة والعواطف، حيث تشير الدراسات إلى أن الرائحة يمكن أن تثير ذكريات أقوى من الصور المرئية، حيث يستطيع البشر تذكر الروائح بدقة تصل إلى ٦٥٪ بعد عام، مقارنة بنسبة ٥٠٪ للصور، وهذا يجعل الإشارات الاستنشاقية أكثر فعالية من إشارات التسويق المرئية.
وتسلط أبحاث التسويق بالرائحة الضوء على التأثير العميق لهذا العامل على الحالة المزاجية والذاكرة والعواطف، فعلى سبيل المثال، يمكن للروائح المميزة والمناسبة للأجواء المحيطة أن تحسن الحالة المزاجية بنسبة ٤٠٪ ، مما يشجع على أوقات ضيافة أو تجارب طعام أو إقامة أطول ويزيد الإيرادات في المنشأة
وقد أظهرت كذلك الأبحاث الحديثة أن الضيوف الذين تعرضوا لرائحة مميزة في الفنادق أبلغوا عن معدل رضا أعلى بنسبة ٢٠٪ مقارنة بأولئك الذين يعيشون في البيئات غير المعطرة، وكان هؤلاء الضيوف أيضًا أكثر رغبةً بنسبة ١٥٪ للعودة إلى الفندق والتوصية به للآخرين.
وعلاوة على ذلك، وجد أن هذا النوع من التسويق يؤثر على القيمة المتصورة والصورة الذهنية للفندق ، حيث يمكن يمكن للفنادق التي تطبق رائحة مميزة وممتعة أن تعزز تصورات الضيوف للرفاهية والنظافة، مما يبرر ارتفاع أسعار الغرف وتحسين الإيرادات الإجمالية.
كما تشير الدراسات إلى أن ٧٥٪ من جميع المشاعر التي تتولد كل يوم هي بسبب الرائحة، ولهذا السبب، نحن أكثر عرضة لتذكر شيء نستنشقه بنسبة ١٠٠ مرة أكثر من شيء نراه أو نسمعه أو نلمسه.
وقد قامت إحدى الشركات بتطوير طريقة تقيس التغيرات المزاجية الذاتية التي تثيرها الروائح، ووجدوا أن ثمانية عوامل رئيسية للمزاج تتأثر بالعطر، بما في ذلك: التهيج، والتوتر، والاكتئاب، واللامبالاة، وتعزيز السعادة، والشهوانية، والاسترخاء، والتحفيز.
فبصورة عامة، يعد التسويق بالرائحة اتجاهًا مزدهرًا في قطاع الضيافة، للأسباب التالية:
إنشاء هوية علامة تجارية فريدة لا تُنسى، ويمكن نشر هذه الرائحة في جميع أنحاء الردهة والممرات وحتى غرف الضيوف، مما يترك انطباعًا إيجابيًا.
إثارة المشاعر، حيث يمكن للروائح المختلفة أن تثير مشاعر معينة، فتقوم الفنادق بتخصيص استراتيجية الرائحة الخاصة بها بناءً على الجو المرغوب فيها.
تعزيز تجربة الضيوف، حيث يمكن للروائح الخفيفة والمنعشة أن تجعل الممرات أكثر اتساعًا، بينما يمكن لرائحة الفانيليا أو القرفة أن تخلق إحساسًا بالدفء والراحة في المناطق المشتركة بين الضيوف
تحسين إنتاجية الموظفين ورضاهم، حيث وجدت شركة يابانية أن بعض الروائح المخصصة تخفف من الإجهاد، في حين أن روائح أخرى تزيد الإنتاجية بنسبة تصل إلى ٥٤٪.
الاتساق مع الاستدامة، فمع نمو الوعي البيئي، تختار الفنادق خيارات العطور الطبيعية القابلة للتحلل، وهذا يضمن أن تكون الروائح ممتعة وآمنة للضيوف الذين يعانون من الحساسية.
الشراكات التجارية، حيث تتعاون العديد من الفنادق مع متخصصين في تسويق الروائح ممن يقومون بتصميم حلول العطور المخصصة مع توفير المعدات والتقنيات اللازمة لبثها في منشأة تقديم الأإذية وخدمات الضيافة، حيث يمكن لهذه الشركات المساعدة في إنشاء تجربة متعددة الحواس مصممة خصيصًا لعلامة الفندق التجارية المحددة والجمهور المستهدف.
ويتضمن اختيار الرائحة المناسبة للتسويق مراعاة عدة عوامل، مثل رسالة العلامة التجارية للفندق، والجمهور المستهدف، والخصائص الفيزيائية للمساحة، فعلى سبيل المثال، تحديد ما إذا كان يجب أن تكون الرائحة منشطة أم مهدئة، والتأكد من أنها تتناسب مع المظهر الجمالي للفندق والتركيبة السكانية للعملاء، فهي خطوات حاسمة في هذه العملية، حيث يؤكد الخبراء على أهمية خلق تجربة استنشاق متوازنة ومتسقة تتماشى مع هوية العلامة التجارية وتلبي احتياجات عملائها المحددين.
وكذلك لكي تتمكن الفنادق من توظيف استراتيجية التسويق بالرائحة بشكل فعال، يجب عليها مراعاة أن تتماشى الرائحة المختارة مع صورة العلامة التجارية للفندق وقيمه، مما يخلق تجربة حسية متماسكة، وكذلك يجب الاهتمام بمعيار الحساسية الثقافية، فقد لا يتم استقبال الروائح التي تجذب الضيوف في منطقة جغرافية ما بشكل جيد كما يحدث في منطقة أخرى، لذا، يعد فهم التفضيلات الثقافية والاتجاهات الخاصة بالسوق المستهدف للفندق أمرًا بالغ الأهمية، كما يجب أن تكون الرائحة رقيقة وغير طاغية، مما يضمن أنه يعزز تجربة الضيف بدلاً من الانتقاص منها.
ومن المقرر أن يصبح مستقبل تسويق الروائح أكثر ابتكارًا وتأثيرًا، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي والفهم الأعمق لكيفية تأثير الروائح على المشاعر والسلوكيات البشرية، حييث أصبحت الروائح والعطور المصممة للاستخدام التجاري تهتم بعلم الأعصاب للتأثير على سلوكيات الضيوف بطرق محددة، مثل تقليل التوتر أو زيادة الطاقة، بالإضافة إلى ذلك، بدأت التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا في دمج صناعة الروائحة بالعوالم الرقمية، مما يشير إلى إمكانية دمج الرائحة في الطبيقات والتقنيات الحيوية والمجالات الرقمية التي تكون حسية بدرجة كبيرة، مما قد يجعل الرائحة في المستقبل أكثر تخصصًا عبر اندماجها بأنظمة التحكم في الغرفة، مما يسمح للضيوف بتخصيص رائحتهم في ضيافتهم الخاصة.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن ظهور تقنيات الروائح الرقمية يمكن أن يحدث ثورة في استراتيجيات التسويق من خلال تمكين العلامات التجارية من إنشاء قواعد بيانات للروائح التي يمكن أن تنتقل عبر الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة.
حيث يهدف مفهوم إنترنت الحواس، المدعوم بالذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس، إلى رقمنة جميع الحواس البشرية، وتقديم تجارب متعددة الحواس، وقد يسمح ذلك بابتكارات مثل اللافتات الرقمية التي تنبعث منها رائحة في المطاعم والفنادق أو سماعات ونظارات الواقعين الافتراضي والمعزز التي توفر تجارب استنشاق خاصة بالغرف والوجهات السياحية والمغامرات والأطباق التي سيحصل عليها الضيف، مما يعزز مشاركة العملاء والاتصال بالعلامة التجارية بطرق غير مسبوقة.
وتشير هذه التطورات إلى أن دمج الروائح الرقمية في استراتيجيات التسويق والعلامات التجارية لن يعزز تجارب العملاء فحسب، بل سيفتح أيضًا طرقًا جديدة لإنشاء روابط عاطفية مع العلامات التجارية، مما يؤثر في النهاية على سلوك الضيف وتفضيلاته.
ويذكر أنه مع استمرار تطور استخدام الروائح في التسويق، فمن المتوقع أن يكون تأثيره على صناعة الضيافة أكثر عمقًا، ومن المرجح أن تشهد الفنادق التي تتبنى استراتيجيات التسويق الخاصة بالرائحة وتبتكرها زيادة في رضا النزلاء، ومعدلات ولاء أعلى، وهوية أقوى للعلامة التجارية في سوق المنافسة، وعلاوة على ذلك، فإن القدرة على تقديم تجربة فريدة وقابلة للتخصيص للضيوف ستميز الفنادق عن بعضها البعض، مما يجعلها وجهات في حد ذاتها.
وقد بدأ قادة الصناعة في ملاحظة ذلك بالفعل، واستثمروا في البحث والتطوير لاستكشاف الإمكانات الكاملة لتسويق الروائح، ومع تزايد هذا الاتجاه، يمكن للضيوف التطلع إلى إقامات فندقية تشغل جميع الحواس، وتوفر مستوى من التخصيص والمشاركة العاطفية لم يكن من الممكن تصوره من قبل.
حيث أن مستقبل الضيافة لا يكمن فقط في تلبية توقعات الضيوف، بل في تجاوزها من خلال تجارب مبتكرة، ومن المقرر أن يلعب التسويق بالرائحة ، بفضل قدرته على إثارة المشاعر والذكريات، دورًا محوريًا في هذا التطور، حيث سيغير طريقة تواصل الفنادق مع ضيوفها ويشكل طفرة في مستقبل اختيار الوجهات الخاصة للسفر
تعرف على كل جديد في مجال خدمات الضيافة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة لقطاع الضيافة وخدمات الأغذية
التسويق بالرائحة .. استراتيجة متطورة لزيادة الإقبال في الفنادق