ترتفع من آن لآخر وفي بعض الظروف الخاصة حاجة زبائن وعملاء المطاعم المختلفة إلى الحصول على خدمات الأغذية من الأطعمة والمشروبات بشكل سريع وبأقل الجهود المبذولة من جانبهم في سبيل الحصول على تلك الخدمات، فإما أن يكون التوجه نحو طلب الأغذية واستلامها من خلال منافذ ومناطق -أو مساحات- التسليم الخاصة في المطعم، سواء تلك الخاصة بالزبائن أو السيارات، أو يكون التوجه نحو طلب أغذية قائمة الطعام عبر الهاتف ليتم توصيلها إلى الزبائن والمتصلين مباشرةً عبر مندوبي التوصيل.
وحتى يتنسى لمنشأتك الخاصة تقديم أو توصيل وتسليم أغذية آمنة وسليمة وصالحة للاستخدام من قبل الزبائن والضيوف، عليك الاهتمام أولًا باتباع أهم الممارسات الصحية المتفق عليها دوليًا فيما يتعلق باستلام المنتجات المختلفة وتخزينها بشكل مثالي، وإجراءات التحضير والتوظيف اللازمة للحفاظ على أمن المنتجات والمكونات المختلفة، وحماية الضيوف والزبائن من أخطار التعرض للإصابة بالأمراض المختلفة.
وهي الممارسات التي يمكنك التعرف عليها بشيء من التفصيل عبر مقالاتنا:
· ٥ ضوابط صحية احرص عليها في مطعمك أثناء التعامل مع اللحوم
· ٤ إجراءات صحية هامة للطهاة في مرحلة تحضير وتجهيز الأغذية المقدمة
· ٤ معايير صحية للحفاظ على نظافة البار في منشآت تقديم خدمات الأغذية
· ٤ أمور عليك إدراكها أثناء الاهتمام بالصحة والنظافة الشخصية للعاملين في مطعمك
· ١٠ خطوات أساسية للوقاية من فيروس كورونا في المطاعم والفنادق
وبتخصيص الحديث حول أهم الإجراءات والممارسات الصحية المتخذة عبر مندوبي توصيل الطلبات وموظفي تسليم الوجبات داخل مساحاتهم المحددة في المطاعم فإن كلًا منهما يتحدد بمجموعة من الممارسات والإجراءات الصحية السليمة للحفاظ على جودة وسلامة وأمن الأغذية التي يتم تقديمها أو توصيلها إلى عملاء العلامة التجارية، والتي تكون على النحو التالي:
أولًا: أثناء التواجد في منطقة تسليم الأغذية
تتضمن العديد من المطاعم مساحات تسليم داخلية خاصة لتقديم الأغذية والمشروبات للضيوف، أو تسليم الطلبات الخاصة لمندوبي التوصيل إلى العملاء خارج حدود المنشأة، ويجب أن يتوافر في هذه المساحات مجموعة من الاشتراطات التي يتم طرحها بالتوافق مع مجموعة من الإجراءات المتخذة من خلال مندوبي تسليم الأغذية إلى الضيوف، ولعل أهمها:
· غسل اليدين دوريًا وارتداء القفازات النظيفة الصالحة للاستخدام، حيث يعد هذا الإجراء -في مهمة تقديم الأغذية- أولى الخطوات الواجب اتخاذها من طرف مندوبي تسليم الطلبات في المساحات المخصصة لهم داخل المطعم؛ وذلك لتفادي تعريض الأغذية للتلوث نتيجة الملامسة المباشرة لجسم المندوب.
· كما أن عدم التدخين ومضغ العلكة والأكل هي ثلاثة أخطاء يقع فيها الكثير من المندوبين المختصين بهذه الوظيفة، فدخان السجائر أو التعامل مع الأطفال أو مضغ العلكة أو حتى الأكل أثناء القيام بمهام التسليم الداخلية يزيد من احتمالية تعريض الأغذية للضرر والتلوث الميكروبي القادر على تعريض الضيوف للأذى.
· تجنب العطس والسعال في مواجهة الأغذية، وبالأخص في حالات الإصابة بالمرض أو انتشار الملوثات والأوبئة المختلفة في محيط العمل، حيث يتعين اتباع سياسة مضاعفة إجراءات الصحة والسلامة الغذائية المتخذة في سبيل وقاية الزبائن وحمايتهم من انتقال العدوى والإصابة بالمرض.
· وبالطبع لن يتحقق أيًا مما سبق إن لم تضمن نظافة وسلامة بيئة منطقة التسليم داخل المطعم، فلن يفيد اتباع إجراءات وقواعد النظافة الشخصية إن لم تكن أسطح الطاولات والأجواء المحيطة والأرضيات والأدوات والمعدات والأجهزة المرفقة جميعها معقمة ونظيفة وصالحة للتواجد على مقربة من الأطباق والمشروبات والوجبات المقدمة إلى الضيوف.
· ارتداء زي العمل الرسمي النظيف والواقي، فهو لا يساهم فقط في إيجاد التجسيد والشخصية الواضحة لهوية العلامة التجارية، ولكنه أيضًا يحفظ الأغذية من احتماليات ملامسة الملابس الخاصة بمندوب التسليم.
· تخزين الأغراض الشخصية بعيدًا عن الأغذية، حيث يمثل تواجد الهواتف والمفاتيح والمتعلقات الشخصية من الأوراق والمحافظ النقدية إلى زيادة احتمالات تلوث الأغذية، لذلك يتطلب ضرورة فصلها عن المساحات المخصصة لتسليم الأغذية داخل المطاعم خلال أوقات العمل الرسمية.
· إزاحة أو تغطية الشعر الطويل، وهي واحدة من أهم إجراءات الصحة والسلامة الغذائية المتفق عليها دوليًا وبالأخص للطهاة السيدات، فخلال عمليات الطهي، وأثناء توافد وكثرة الطلبات وارتفاع درجات الحرارة بسبب الازدحام تزداد فرص اختلاط الأغذية المقدمة إلى الضيوف مع شعر مندوب التسليم.
· تجنب استخدام طلاء الأظافر وتقليمها باستمرار، وذلك بتخصيص الحديث حول تقديم المشروبات والأغذية الساخنة، حيث يسهل الاختلاط فيما بينهما وتلويث الأغذية بالجراثيم المتكونة على -أو أسفل- الأظافر
· تجنب ارتداء المجوهرات والخواتم؛ حيث يصعب تنظيفها، ويسهل حملها للميكروبات وبقايا الأغذية الملوثة وغير الصالحة للأكل، أي مضاعفة احتمالات عودة هذه البقايا إلى الأغذية مرة أخرى، وبالتالي خفض معدلات التقييم الإيجابية على مستويات الخدمة لدى المنشأة.
· تغطية كافة الجروح بلاصقات طبية مضادة للماء؛ حتى يساهم ذلك في حماية الجروح من عمليات الغسيل المستمرة وحمايتها من مضاعفات التلوث الخارجية، وبالتالي حماية الأغذية في المقابل من فرص تعرضها للأذى الميكروبي والجرثومي.
· عدم لمس الوجه أو الأسطح الملوثة أثناء تسليم الأغذية، وبالرغم من بساطة وعفوية هذه الحركة البسيطة إلا أنها تحمل الكثير من المخاطر والسلبيات التي قد تعود على المنشأة بالكثير من الأخطار، وخاصة مع أوقات انتشار الأوبئة الفيروسية مثل فيروس كورونا، حيث يعد لمس الأسطح غير المعقمة والمحتمل تعرضها للأذى في المطاعم والمحال التجارية أمرًا ممنوعًا لسهولة تنقل هذه الفيروسات عن طريق اللمس.
· ويمكن للمنشأة تفادي كافة الممارسات الخاطئة في النقاط السابقة من خلال الحرص على التغليف السليم المطابق لمعايير الجودة أو القواعد والإرشادات المحلية الموضوعة، مع التزام جودة التقديم للأغذية في درجات حرارتها المناسبة.
ثانيًا: أثناء توصيل الطلبات
وتتعلق بتوصيل الطلبات إلى زبائن وعملاء العلامة التجارية عبر كافة الفروع المختلفة مباشرةً، وهي مرحلة شديدة الخطورة وتتطلب الالتزام بالعديد من المعايير والإجراءات الصحية في سبيل حماية الأغذية المنقلة إلى الضيوف، ومنها:
· عدم تعريض الأغذية للملوثات الخارجية، وخاصة في ظروف التقلبات الجوية المختلفة أو كثرة الأمطار أو تلوث البيئة بالجراثيم والميكروبات والفيروسات المسببة للأمراض المختلفة، حيث يتعين على مندوب التوصيل الاهتمام بالأغذية وحفظها بشكل يمنعها عن التعرض للعوامل الخارجية.
· التأكد من صحة وسلامة التعبئة والتغليف، فعدم إيجاد معايير السلامة الموضوعة من قبل المنشأة والمتفق عليها من جانب الهيئات والمؤسسات الرقابية يؤثر بالتأكيد على أمان هذه الأطعمة ومدى صلاحيتها للاستهلاك، وبالأخص تلك المتعلقة بطلبات التوصيل.
· الإبقاء على درجات الحرارة المناسبة للطلبات؛ فبعض الوجبات تتطلب البقاء ساخنة حتى تحافظ على سلامتها وجودتها، وقد يؤدي تعرضها لعوامل الجو المختلفة مثل درجات الحرارة المنخفضة للغاية للتقليل من جودتها، واحتمالية تعرضها لتجمعات البكتيريا والميكروبات.
· تجنب ملامسة الأغذية لجسم مندوب التوصيل، فمن المحتمل أن يكون جسم مندوب التوصيل ودراجة أو سيارة التوصيل هما أكثر عنصرين ملوثين في عملية النقل بأكملها، بما يعني ضرورة توخي الحذر وأخذ الاحتياطات الكاملة.
· لذلك ترى بعض المنشآت المعنية بتقديم خدمات الأغذية أو توصيلها ضرورة الحرص على تغطية الطلب بغلاف إضافي -أي مضاعفة التغليف- أو مصنع من مكون أو عنصر خاص لضمان الحماية الإضافية وغرز إحساس الأمان الكافي في نفوس الزبائن، خاصة في أوقات انتشار الأوبئة أو التقلبات الجوية الشديدة.
· تنظيف وسيلة النقل وصندوق التعبئة دوريًا، كما يتطلب أيضًا تعقيمها جيدًا من الداخل بعد تفريغها من كل وجبة -أو طلب- حتى تصبح صالحة لاستيعاب وجبة جديدة، وهي واحدة من أهم الإجراءات المتبعة حاليًا حول العالم خاصة مع تفشي وباء فيروس كورونا حول العالم.
· خلع قفازات وخوذة القيادة أثناء استلام وتسليم الطلب، وقد تكون واحدة من الإجراءات البسيطة للغاية والتي تحمل أهمية كبيرة في عملية التوصيل، ولكن لا يهتم بتوظيفها العديد من المندوبين، حيث أن هذه القفازات قد تحمل العديد من الميكروبات والجراثيم والفيروسات المسببة للأمراض، والتي يمكن استبدالها بقفازات أخرى طبية أثناء استلام وتسليم الطلبات.
· دعوة الزبائن لتسلم الطلبات بأنفسهم من الصندوق، وهو إجراء حديث أصبحت تتبعه بعض الدول، خاصة في حالة انتشار الأوبئة مثل انتشار وباء الكورونا حول العالم، فبمجرد وصول مندوب التوصيل يقوم بفتح صندوق التعبئة الخاصة بنقل الأغذية، حتى يتسلم العميل الطلب بنفسه ولا يتعرض الغذاء لاحتماليات الإصابة بالتلوث من طرف المندوب.
· التأكد من نظافة اليدين قبل لمس الطلب، فالتطهير والتعقيم الدوري لليدين من أساسيات التوصيل الصحي والمثالي للأغذية والمشروبات، ومن معايير الدقة في اتباع إجراءات الصحة والسلامة الغذائية المتفق عليها دوليًا.
· وضع لاصقات غلق على الأغذية لتأكيد السلامة، كلاصقة أو علامة مطبوعة أو ختم صحي على الغلاف الخارجي يوضح عدم فتح هذه العبوة أو الغلاف منذ إعداده في المطبخ وحتى توصيله إلى الزبائن.
ثالثًا: وفي جميع الأحوال يتطلب دائمًا من جميع المندوبين التالي:
· التنحي عن العمل فور الشعور بالإرهاق أو التعب، ولا يجب أن يخاطر المندوب باستكمال أعماله في ظل شعوره بالمرض لأن هذا يهدد أمن الغذاء وأمن زملاء العمل وكذلك أمن الضيف وسلامته الصحية.
· التعرف على القواعد الصحية المتبعة في محيط العمل، من حيث المنشأة والمنطقة الجغرافية التي يعمل فيها.
· إدراك أدق التفاصيل فيما يتعلق بعملية استلام وتوصيل الطلبات، فالمهارة تعتمد على الاطلاع والتطبيق المثالي وعدم الاستسلام للجهل.
· التصحيح أو الإبلاغ عن الإجراءات المخالفة للقواعد، فكما يقع على المراقبين في المطاعم ومنشآت تقديم خدمات الأغذية مسؤولية الرصد والمراقبة والمتابعة، كذلك يقع على عاتق مندوبي التوصيل والتسليم جزء من هذه المسؤولية، فالجميع يعمل في سبيل الارتقاء من جودة ورقي العلامة التجارية.
· التعرف على شبكة الطرق الخاصة بمحيط العمل، حتى يتسنى لمندوب التوصيل القدرة على تفادي المناطق المزدحمة أو شديدة التلوث، فأي خطوة يتم اتخاذها في سبيل حفظ الأغذية أثناء التسليم أو الاستلام تعد مهمة للغاية في مجال إجراءات الصحة والسلامة الغذائية.
· إدراك مسؤولياتهم فيما يتعلق بمتطلبات الصحة والنظافة المجتمعية، وينبع ذلك من إحساس المندوب والموظف بدوره في المجتمع وانتمائه لوطنه، فهذا ما يدفعه للحفاظ على أمن الوجبات وسلامتها، لأنه بذلك يحافظ على مجتمع وسلامة من حوله.
كما يجب عليك في النهاية إدراك أهمية اتباع بعض الخطوات في سبيل بناء نظام توصيل طلبات مثالي لمطعمك أو المنشأة الخاصة بتقديم خدمات الأغذية، مثل توفير عدد من منصات الطلب وخاصة المتعلقة بإيجاد قنوات اتصال إلكترونية مع المستهلكين والعملاء، وكذلك الاختيار المثالي لمندوبي التوصيل وموظفي التسليم، ووضع سياسة واضحة لكيفية التعامل بشكل مثالي مع المتغيرات والعوامل المختلفة داخل إطار المنشأة وخارجها وبالأخص في أوقات الأزمات والتقلبات المجتمعية.
ويتعلق الأمر كذلك بضرورة تجهيز المطعم ومرافقه لاحتضان هذه الخدمة، وأخيرًا الحاجة إلى المراقبة والقياس والتقييم المستمر لفريق العمل في هذا القطاع حتى يتنسى رصد الأخطاء وتداركها في العمليات المستقبلية وصولاً إلى أرقى مستويات الخدمة، وحفاظًا على مثالية وصحة الأغذية المقدمة، وهي الخطوات التي يمكنك التعمق في تفاصيلها عبر قراءة مقالنا " ٦ عوامل تساعدك على بناء نظام توصيل طلبات مثالي لمطعمك "
تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة في مجال الأغذية والضيافة
٣ محاور تحدد ممارسات الهايجين لموظفي توصيل وتسليم الأغذية