٤ خطوات تساعدك على بناء استراتيجية ضيافة مثالية في المطاعم والفنادق

كيف يمكنك صناعة التميز والانفراد بخدماتك المقدمة إلى الضيوف؟
16 كانون الثاني 2020 بواسطة
٤ خطوات تساعدك على بناء استراتيجية ضيافة مثالية في المطاعم والفنادق
iHoreca Blog Team

يتطلب الارتقاء بالعلامة التجارية للمطعم أو الفندق العديد من الأمور، فهي ليست مهمة سهلة يمكنك إتمامها ببعض الأموال أو المواسم الخاصة، بل هي هدف استراتيجي يحتم على المسؤولين والقائمين على هذه المنشآت وضع الخطط والأهداف بعيدة المدى والمثابرة في العمل في سبيل تحقيقها.

وكما أن للمذاق الحسن والمميز للأغذية والمشروبات المقدمة عبر هذه المؤسسات تأثير قوي على رغبات وتوجهات المحيطين والسائحين والنزلاء فيما يتعلق بالتحفيز على الإقبال والتردد عليك مرارًا وتكرارًا، ولخدمات الضيافة كذلك تأثير لا يختلف كثيرًا عن مقدار التأثير السابق، فكما يكون التفكير في شكل ونوعية الأطباق والمكونات المضافة، يكون التفكير في شكل وأسلوب الخدمة المقدمة للضيف، فهما وجهان لعملة واحدة لا يمكن تجاهل أحدهما.

ولا تنسى أنه للحصول على ميزة تنافسية ضد أي مؤسسة أو وجهة تقدم خدمات الضيافة نفسها أو ما شابه، عليك التغيير بشكل انفرادي في طبيعة الخدمات التي تقدمها عبر مؤسستك أنت، فذلك هو المفتاح، لقد تحولت الرغبة في العصور الحديثة من مجرد تناول الطعام، إلى البحث عن أجواء التذوق وخدمات الترحيب والاستقبال والترفيه المثالية عبر المطاعم والفنادق. 

بالإضافة إلى أن صناعة الضيافة تقدم مساهمة كبيرة في الاقتصاد الوطني والعالم، كونه صناعة عالمية، فإنه يوفر فرصًا مثيرة للخريجين الذين يرغبون في السفر وتولي وظائف على الصعيدين المحلي والخارجي، وهي واحدة من أسرع مجالات العمل نمواً وأكثرها ديناميكية في العالم.

لذا إن كنت تمتلك مطعمًا أو فندقًا خاصًا أو كنت مديرًا يبحث عن التميز بالمؤسسة التي ينتمي إليها، وترغب في إيجاد خطط واستراتيجيات ضيافة مميزة تصنع لك الاختلاف في السوق التنافسي، ما عليك سوى اتباع الخطوات التالية:

Odoo image and text block

١- دراسة وتحليل السوق

حتى يتعين عليك بناء استراتيجية ضيافة مثالية لمنشأتك عليك في البداية دراسة وتحليل السوق التنافسي الذي تتواجد فيه، إن كان تنافسيًا في الأساس، نعم هذه حقيقة، فقد تتواجد في بيئة مجتمعية لا تتواجد فيها فكرتك أو ما ترغب في تدشينه إن كان مطعمًا أو فندقًا يقدم خدمات الضيافة المثالية إلى جانب خدمات الأغذية والمشروبات الخاصة.

ودراسة السوق وتحليل متغيراته وأولياته وطبيعة احتياجاته مهمة دقيقة للغاية تتطلب المرور بالعديد من الخطوات والمتطلبات الأساسية التي ترتبط في مجملها بدراسة أجواء المعيشة والطبيعة الديموغرافية والخلفية الثقافية والقدرة المالية والتوجهات الشخصية التي يمتلكها -ويتميز بها- المقيمين حول منشأتك المرغوب تدشينها، أو حتى السائحين والزبائن المتوقع إقبالهم على خدماتك من آن لآخر أو بشكل دائم.

ومن ناحية أخرى، عليك أيضًا الاطلاع على القوانين والتشريعات التي تتحكم في عملية تأسيس وتدشين المشاريع الخاصة بتقديم الأغذية وخدمات الضيافة مثل المطاعم والفنادق وعربات الطعام والهيئات الخاصة، فقد تجد المهمة شاقة للغاية تتطلب المرور عبر العديد من الإجراءات والتعقيدات الحكومية والمحلية، أو أنها تتطلب الاستعانة بخبير أو شخصية قانونية تساهم في تهيئة الأوراق والعقود الخاصة بك لإنهاء المرحلة التحضيرية لمشروعك بمثالية.

وتساعدك هذه المرحلة في تفهم مدى قابلية المشاريع الخاصة على التطور في السوق التنافسي، والفترة الزمنية المحتملة التي تحتاجها الفكرة الخاصة بك وبضيافتك على البروز، وهو الأمر الذي يمكنك تيقنه من خلال ارتفاع أعداد المقبلين والمترددين عليك عبر المواسم المختلفة.

لذا، وانطلاقًا من السطور السابقة عليك أن تطرح على نفسك العديد من الأسئلة، مثل ما حجم سوق الفندق أو المطعم بشكل عام؟ وما هو معدل نمو هذه الصناعة المتعلقة بتقديم خدمات الأغذية والضيافة؟ وهل هناك طلب متزايد على خدماتك في المنطقة التي تهدف إلى إنشاء مؤسستك فيها؟ وما مقدار قوة المنافسة المتوقعة مع العلامات التجارية الأخرى في محيط بيئة التنافس؟ وما هي القطاعات والفئات والأنواع المختلفة التي تتعلق بفكرة أو مبدأ أو نوع الخدمة التي تقدمها سواء كانت أغذية أو ضيافة؟ وأي شريحة هذه الخدمة تستهدف؟

والعديد من الأسئلة الفرعية الأخرى التي تنبثق خلف المذكورة سابقًا، والتي تساهم في تحليل السوق للوصول إلى نتائج فعالة وممكنة للخطوة التي تليها والمتعلقة بوضع خطة عمل يتخللها العديد من الرؤى والاتجاهات والأهداف الاستراتيجية، وكذلك لخطوة تأسيس هيكل إداري وتنفيذي يضع هذه الخطط موضع التنفيذ، وهو الأمر الذي يتطلب بالضرورة عقد العديد من حلقات العصف الذهني ووضع العديد من المقترحات وتحديد الاحتمالات المتوقع حدوثها، وذلك في سبيل الاختيار الأمثل للتقنيات والأساليب والتكنولوجيات الملائمة لخلق أجواء ضيافة مثالية أو تقديم خدمات أغذية متميزة.

ويتم المرور عبر جميع المراحل السابقة في سبيل الوصول إلى التميز فيما يمكنك تقديمه إلى المحليين والمقبلين عليك، وهو ما يتعلق أيضًا بشدة بكيفية ابتكارك وبنائك لهوية مطعم أو فندق مثالية، كما تحدثنا مسبقًا عبر مقالنا " ٧ توصيات لبناء هوية مثالية لعلامة مطعمك التجارية "، حيث أن الاختلاف والتميز هو الأساس القابع خلف ازدهار تجارتك وما تقدمه من أعمال في فترات التدشين الأولى، ولمدة طويلة أيضًا إن كنت تبحث عن ازدهار الصناعة وليس فقط المحافظة على استقرارها، والفرق بينهما واضح للغاية كما تم شرحه مسبقًا في مقال آي هوريكا " ٨ نصائح تصنع الفارق بين استقرار المطعم وازدهاره "، ولن يتبقى الكثير بعد جميع المراحل السابقة، فليس عليك سوى التوجه نحو دراسة خطط التمويل وما تمتلكه من قاعدة مادية قوية، لتتوجه نحو تنفيذ خطة التدشين.

Odoo image and text block

٢- إيجاد شبكة تواصل

تتعلق هذه الخطوة جوهريًا بأمرين أساسيين، هما التواجد عبر كافة وسائل التواصل الإلكترونية، وإيجاد شبكة معارف وتواصل تجارية واقعية، فالتسويق لخدماتك ولعلامتك التجارية واحدة من أهم الخطوات المصيرية لنجاح أعمالك في العصر الحديث، بدونها تتوقف تجارتك عن بلوغ ذروة أرباحها.

وهذا التسويق يصل إلى أعلى درجات المثالية كلما وصلت درجات التواصل والتفاعل المتبادل مع جمهورك وزبائنك وزوارك وحتى الشركات والهيئات المندرجة في قاعدة بياناتك كذلك إلى معدلات التميز المطلوبة: 

-    بدءًا من الخطوات التنفيذية المتعلقة بخطة التسويق الاستراتيجية الموضوعة بما تتضمنه من حسابات خاصة مختلفة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع إلكتروني خاص بالمطعم أو الفندق الذي يقدم خدمات الضيافة، وحساب بريد إلكتروني وتطبيقات للهواتف الذكية لإتقان سرعة التواصل ونقل المعلومة، وحتى الإعلانات المدفوعة والمطروحة عبر شركات الـ "Third- Party".

وأيًا كانت الوسائل فهناك مجموعة من الأفكار والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها للاستفادة القصوى من شبكات التواصل الإلكترونية، في سبيل تقديم أفضل استقبال وضيافة للزبائن والمتعرضين لعلامتك التجارية، ولعل أهمها التفنن في التقاط الصور والفيديوهات بشكل تحفيزي مثير انطلاقًا من كونها أكثر الوسائل البصرية تأثيرًا في العصر الحديث، كما أنها واحدة من أهم العناصر التي يبحث عنها الزبائن دائمًا في منشآت تقديم الأغذية، بما في ذلك أيضًا عربات الطعام.

كذلك يعد استخدام صيغ الـ "هاش تاج # " وتوظيف الحملات الإعلانية خطوتين مهمتين للغاية إذا ما كنا نتحدث عن الدعاية والترويج في البيئة الافتراضية إلى جانب الاهتمام بطرح الأسئلة وإقامة المسابقات والتحديات المثيرة عبر الصفحات الخاصة بالمنشأة على الـ "سوشيال ميديا".

وبما أن خلق شبكة من التواصل خطوة إلزامية لبناء استراتيجية ضيافة مثالية لمنشأتك الخاصة، فيتوجب عليك الاهتمام بإيجاد سياسات للرد على تفاعلات الزبائن والمعبرين عن وجهات النظر الخاصة من خلال خلق مساحات التقييم والرأي والتعبير عبر قنوات اتصال إلكترونية خاصة، بالإضافة إلى تضمين الأفكار المتعلقة بمشاركة المحتوى الذي ينشئه العميل والذي يعرف بـ " Customer-Generated Content "، لما يمتلكه من تأثير كبير على الارتقاء بمستوى شبكة المعارف التي تهتم ببنائها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تحمل خطط التسويق الاستراتيجية الكثير من الأفكار والتوصيات الهامة التي يمكنك التعرف عليها من خلال مقالنا " ٩ إرشادات تساعدك على بناء استراتيجية تسويق مثالية لمطعمك عبر السوشيال ميديا "

-    وانطلاقًا بالجهود المبذولة على أرض الواقع في سبيل خلق قاعدة جماهيرية من الزوار والعملاء الدائمين، وذلك عبر طباعة المنشورات الدعائية الخاصة، وطرح الإعلانات التجارية المميزة وإيجاد العروض التنافسية والخصومات ومنح الهدايا والتذكارات المميزة، وإيجاد علاقات مشتركة مع الشركات والهيئات وجميع المصالح الحكومية الممكن عقد علاقات تجارية متبادلة معها في سبيل زيادة أعداد الوافدين والمقبلين على الخدمات التي تقدمها، فالأمر لا يتوقف فقط على أن تسوق لنفسك، بل يمكنه أن يمتد لأن تكون مرجحًا، من قبل المنشآت والمؤسسات المحيطة بك في البيئة التنافسية، وهذه الخطوة الثانية تساهم في تعزيز مكانك الجغرافي في هذه المنافسة، خاصة مع تطورات العصر الحديث واهتمام محركات البحث بدراسة إقبال الناس وتضمين تجمعاتهم وتوجهاتهم المختلفة في خرائطها الإلكترونية، أي أنك تسعى من خلال الخطوتين إلى خلق شبكة تواصلية مليئة بعلاقات التأثير والتأثر -علاقات التفاعل المتبادل – التي ترتقي بمكانة مطعمك أو فندقك في البيئة المحلية وعلى الصعيد العالمي إن كنت ترغب في الانطلاق بفكرتك على نحو جغرافي واسع، وهو الأمر الذي تطرقنا إليه مسبقًا عبر مقالنا " ٥ خطوات عليك إدراكها قبل تدشين فروع مطعمك في دول أخرى "

Odoo image and text block

٣- إدراك معايير الجودة

قد تظن الأمر متعلق بمعايير جودة المنتج، ولكنه ليس ذلك فقط، بل هو يتعدى الأمر ليشمل العديد من الجزئيات الأخرى التي تعكس مدى حرص المؤسسة على تقديم أرقى خدمات الضيافة الممكنة وفق استراتيجيتها ومنها على سبيل المثال تقديم أجود مذاق يمكن للضيف الحصول عليه من الأغذية والمشروبات المقدمة له، سواء عبر المطاعم المرفقة في الفندق أو عبر الـ "بوفيه" المفتوح، أو حتى الوجبات المقدمة إلى النزلاء والمتفق عليها ضمن بنود وشروط الحجز والإقامة الفندقية، فالـ "مذاق – Taste" واحد من المعايير المهمة التي يجب الحرص على تقديمها بامتياز وتفرد.

ولعل العامل الثاني يتمثل في اتباع "معايير الصحة والسلامة الغذائية والشخصية – Hygiene " في استلام وتخزين وطهي وتقديم المكونات والمنتجات الغذائية وأساليب الخدمة في المطعم والفندق، فقد كان لاستلام وتخزين المنتجات الغذائية المختلفة عبر مقالنا " ٥ ضوابط صحية احرص عليها في مطعمك أثناء التعامل مع اللحوم " دور كبير في توضيح أهم الإجراءات المتبعة للتعامل السليم مع منتجات اللحوم لحمايتها من التلف وتقديمها بأعلى جودة ممكنة، وذلك إلى جانب دور مقال " ٤ أمور عليك إدراكها أثناء الاهتمام بالصحة والنظافة الشخصية للعاملين في مطعمك " في ذكر أهم إجراءات الصحة والنظافة الشخصية التي يجب على جميع أفراد طواقم العمل المختلفة اتباعها لضمان الأمن الغذائي ورقي وجودة الخدمات المقدمة عبر منشأتك.

ومن العوامل الأخرى المحددة لجودة ما تقدمه من خدمات ضيافة ويجب عليك الاهتمام بها كذلك في صنع استراتيجيتك الخاصة هي "إيجاد الأجواء الخدمية المثالية – Experience & Service"، سواء كان ذلك داخل المطعم أو حتى من خلال تقديم خدمات التوصيل إلى المنازل، أو حتى عبر الاستجابة والتفاعل مع ردود الفعل المختلفة كما ذكرنا مسبقًا، ولصناعة أجواء التذوق داخل صالة الطعام ما عليك سوى اتباع هذه الخطوات المذكورة عبر آي هوريكا " ١٠ خطوات تساعد على جذب الزوار إلى مطعمك.. تعرف عليها "، كما عليك الاهتمام بتضمين برامج الولاء في التعامل مع الضيوف والنزلاء الدائمين لديك، فيتوجب عليك إمدادهم بمميزات وعروض وإيجابيات تشعرهم بمدى اختلافهم وتفردهم في المكانة المتكونة إثر علاقاتهم بمؤسستك.

وكذلك الحديث عن " المناسبات الخاصة – Events " يعد من عوامل توفير تجربة ضيافة وأجواء تذوق مميزة للنزلاء أو المقبلين عليك، حيث أنها واحدة من أهم الخطوات المتبعة في الفنادق والمطاعم للتأكيد على قوة بنيان الخطط الاستراتيجية الموضوعة، فلا يسعك سوى معرفة أهم المناسبات والتقاليد والتراثيات والاحتفاليات الخاصة وأكثر ما يميز كل موسم في بيئة التنافس، وما يكسبه طبيعته الخاصة وأجواء التذوق المحفزة، إلى جانب إدراك توجهات ورغبات وكذلك احتياجات المتذوقين والضيوف في كل موسم وكل فترة زمنية مميزة من فترات العام.

ولا يشترط وجود المناسبة أو الموسم أو حتى الفترة الزمنية المحددة بالضرورة حتى تتمكن من احتضانها والمشاركة في فعالياتها، بل يمكنك إعداد وتقديم فعالياتك الخاصة بما تحتضنه من أجواء تذوق وضيافة مميزة، مثل احتضان أعياد خاصة، أو حفلات دورية تزامنًا مع مرور عد محدد من السنين على المنشأة، أو إقامة مناسبة خاصة بطرح قائمة طعام جديدة كليًا أو النجاح في الحصول على مركز محلي أو دولي أو اعتلاء مرتبة محددة في واحدة من التقييمات الفنية الشهيرة في مجال هذه الصناعة.

وتمتلك خطوة احتضان وإقامة المناسبات والمشاركة في الفعاليات المحلية والدولية أهمية كبيرة في الإبقاء على سطوع علامتك التجارية، واهتمام السائحين والزوار والمحليين من حولك بزيارتك والحفاظ على اسمك وهويتك متصدرة لقائمة الاختيارات التي يمتلكونها لقضاء بعض تجارب الضيافة الممتعة أو الاستمتاع بأجواء التذوق الفريدة، وهو ما تبحث عنه دائمًا من خلال استراتيجيتك للضيافة المثالية، وهو بناء علاقة تبادل دائمة وموثوقة مع الضيف، وهذه الجودة لجميع الجزئيات السابقة لن تتم بفاعلية بدون الاهتمام بعامل الرقابة الدورية والمتابعة المستمرة لكافة الإجراءات والخطوات المتخذة من قبل الإداريين والمختصين في كافة المجالات والقطاعات التي تتضمنها المنشأة.

Odoo image and text block

٤- تكوين فريق العمل

وأخيرًا كيف يمكن أن يتحقق جميع ما سبق بدون إيجاد فريق عمل متماسك يمتلك قدر كبير من الخبرة والتميز في أداء الأعمال وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أكمل وجه، وعندما نتحدث عن الفريق المميز لتقديم خدمات الضيافة فإننا نشير بذلك إلى المضيفين والمستقبلين والمراقبين داخل صالات الطعام أو أروقة الجلوس والخدمة في الفنادق، وفي جميع الأحوال يتعلق الأمر بمدى قدرة المضيف على التركيز مع الضيف والانتباه لكافة تحركاته ورغباته وإدراك حقيقة احتياجاته في وقت قصير للغاية، وذلك من خلال تحليل شخصية الضيف ومساعدته على اختيار أطباقه ومشروباته بشكل يلائم توجهاته، إلى جانب الاهتمام بالعديد من الأخلاقيات والانتباه لمجموعة من المحاذير أثناء التعامل معهم، وهو الأمر الذي يمكنك التعمق في تفاصيله من خلال قراءة المقال " خطوات وقواعد تساعد مضيف المطعم على تقديم أرقى مستويات الخدمة ".

ولكن يظل السبب الجوهري خلف قوة وتماسك الفريق هو مثالية المدير المسؤول عنه؛ لذلك يتوجه العديد من الملاك – في وضع خطط الضيافة الاستراتيجية لمنشأته- لاستئجار أو تعيين المدير أو الاستشاري الخاص الذي يتحمل مسؤولية اختيار الطواقم وأعضاء الفرق المختلفة أو أفراد محددين لأداء مهام خاصة، مثل الطهاة أو أفراد طاقم النظافة، ولعل من أهم الاشتراطات الواجب توافرها في المدير المسؤول أن يكون متسقًا في تأدية المهام المختلفة، واستباقيًا في إدراك الأمور وملاحظة التغيرات ووضع الاحتمالات، وليس هذا فقط، بل والقدرة على وضع حلول جذرية لها قبل حدوثها، أو إنهائها في زمن قياسي قبل بروز تأثيرها السلبي على المشروع، والأهم من ذلك أيضًا تفهمه لطبيعة احتياجات وتوجهات ورغبات المضيفين والعاملين تحت قيادته، بالإضافة إلى العديد من الجزئيات الأخرى المفصلة والشارحة لتركيبة الشخصية المثالية لمدير المطعم المثالي، والتي يمكنك التعرف عليها من خلال مقالنا " ١٠ خصائص لمدير المطعم تساعده على إتمام مهامه بمثالية "

ويأتي وفق هذا البند، وبالحديث عن أهمية تكوين فريق العمل ومدى علاقته بإيجاد خطة استراتيجية محكمة لتقديم خدمات الضيافة عبر المطاعم والفنادق، فيعد من الأمور الهامة إمداد العلاقات بين أفراد جميع الطواقم ومديريها بشعور الثقة، فالثقة التي يشعر بها المضيف أو الطاهي أو المستقبل، سواء كانت الثقة في النفس أو الثقة في زملاء العمل أو الثقة في المديرين، تسمح له بأداء مهامه بمهارة وإتقان، والحرص على المنشأة ككل كما لو كانت تعنيه بشكل شخصي، فالهدف دائمًا من وضع الخطط الاستراتيجية في الأعمال التجارية هو الحصول على ضمان مؤكد باستمرار هذه الأعمال وعدم توقفها، وأن تظل عجلة الربح في حركة مستمرة، وذلك لن يتحقق إن لم تمتلك فريقًا يراقب ذاته وأعماله، ويهتم بإيجابية الإنتاج.

وفي النهاية عليك إدراك أن هناك دائمًا جانبان للعمل في مجال صناعة الضيافة، إما الجانب التشغيلي المتعلق بالضيوف والنزلاء أو الجانب الخاص بالشركات وضيافة العملاء والعاملين، ورغم التقارب الشديد بين المفهومين إلى أن التركيز الأكبر في سطورنا مصوب نحو النوع الأول المتعلق بخدمة المقبلين والسائحين والمترددين على منشأتك، كما أن التركيز على تنفيذ جميع المهام والخطوات الأربع السابقة يتطلب بالضرورة الاهتمام بمعيار الرقابة الدورية والمتابعة المستمرة من جانب الإداريين والمختصين والملاك لجميع حيثيات وفرعيات الخطوات السابقة، فبدون الرقابة والتقييم والتحليل واكتشاف نقاط الضعف ومعالجتها تنخفض جودة ما تقدمه من خدمات ضيافة.

تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة في مجال الأغذية والضيافة

اعرف أكثر