يعد إيجاد بيئة عمل مثالية بين الطهاة في مطابخ المطاعم والفنادق أحد أساسيات النجاح في صنع وترويج العلامة التجارية الخاصة بالمنشأة، وخلق أجواء عمل ممتعة للشيفات والمديرين والمضيفين، مما يساعد في النهاية على استمرارية الأعمال بكفاءة.
فقد لا يظن العديد من الناس –خاصة الزبائن والزوار والمتذوقين الدائمين-أن تصميم وإعداد وتقديم الأغذية المختلفة يعد مهمة شاقة، حيث تتطلب العديد من المهارات والقدرات والصفات الشخصية التي تقف حاجزًا بين الفشل أو النجاح في الإبقاء على السمعة الطيبة والصورة الذهنية القديرة للمطعم أو الفندق.
فكل ما يهتم به الضيف هو الخدمة المقدمة، وأجواء التذوق الممتعة، ومذاق الأطعمة المميز، وهو الأساس الذي يتم وفقًا له تقييم جودة منشأتك، معتقدًا بذلك أنه يتواجد في نظام عمل لا تشوبه شائبة، ولكن حقيقة ما يحدث خلف الكواليس يحمل أكثر من هذه المعايير، فبالنسبة للطهاة والمديرين في المطابخ، التحديات تتعدى ذلك لتصل إلى حدود القدرة على تقديم نفس الجودة في ظل كمية الطلبات الكثيرة خاصة في أوقات الذروة.
حيث يقدم الطهاة والمسؤولين في المطابخ التجارية أعداد كبيرة من أصناف الأطباق والمشروبات المتنوعة في وتيرة عمل محمومة بالمخاطر، من الأراضي الزلقة والأدوات الحادة، ومواجهة النيران والتصاعد المفرط في درجات الحرارة.
وهو الأمر الذي يحتاج إلى ترابط قوي وفريق عمل متناسق ومتماسك من الطهاة، ويتحلى كل فرد منهم بمجموعة من المعايير والصفات الرفيعة والتي يمكنك التعرف عليها من خلال مقالنا: " ١٣ مهارة تفصلك عن التميز في الطبخ "
وذلك بالحديث عن فريق الطهاة، ولكن ماذا عن رئيس الطهاة؟ ذلك الشيف التنفيذي المتميز والمسؤول عن جودة المذاق ورقي الخدمة وسلاسة العمل بين أعضاء الفريق داخل المطبخ؟ كيف يتمكن من مواجهة جميع هذه التحديات واستبدالها بنظام عمل مستقر وفعال؟
فبصفتك رئيسًا للطهاة، سيكون الطهي أسهل عمل تقوم به، على الرغم من أن مهاراتك في الطهي أتاحت لك أن تأخذ حياتك المهنية إلى منصب قيادي، إلا أن مهاراتك الإدارية والتجارية ستحصل الآن على فرصة للتألق، بالإضافة إلى إعداد وجبات الطعام التي يحبها ضيوفك، أي أنه سيتعين عليك ممارسة التفكير بالصور الكبيرة لضمان بقاء المطعم مربحًا وأن فريقك يتطور باستمرار.
كل ذلك يعتمد على وجود الأشخاص المناسبين والمنتجات الملائمة والعمليات والقرارات الصحيحة في المطبخ، وإذا استطعت الجمع بينها جميعًا، ضمنت جودة الخدمة المقدمة من خلالك.
ولكن يظل السؤال، كيف يمكن إتمام هذا الجمع بكفاءة عالية؟
يقول الخبراء والطهاة المتميزين في المجال: "التواصل هو مفتاح النجاح في المطبخ وحجر الأساس، وهو إجابة جميع الأسئلة المبهمة المطروحة بداخله"، فالتواصل الجيد هو ما يجعل العمل برمته مميزًا وسلسًا وهادفًا ومصوبًا نحو تحقيق الأرباح والرغبات الترويجية والتجارية المحددة وفق خطط منشأتك الخاصة، كذلك هو ما يحدث الفارق بين ساعات العمل الهادئة والفوضوية.
فالعديد من أصحاب المطاعم يفتحون مطاعمهم لأنهم يحبون الطبخ أو يرغبون في العمل لأنفسهم، وقليلون منهم يدركون مدى أهمية مكون الموارد البشرية في إدارة المطعم، فلا يهم كم هو مميز طعامك أو موقعك؛ إذا لم يكن موظفو مطعمك ودودين ومتخصصين، فمن غير المحتمل أن يعود ضيوفك إليك مرة أخرى.
لذلك تعد أخلاقيات العمل لدى موظفيك أمرًا بالغ الأهمية لنجاح مطعمك كوجهة رائعة تحمل أجواء تذوق مثالية، والتي تحمل من ضمنها أخلاقيات التواصل الفعالة، لأنها تقدم نتائج إيجابية بسبب دورها في إيجاد علاقة متناغمة بين العاملين في المطبخ، وهو أمر حيوي لتطوير ثقافة العمل الإيجابية والمنتجة في مكان العمل، ولا تنسى أن الهدف هو خلق تجربة مدهشة للضيوف، والذي قد يفسده ضعف التواصل أو التعرض للإجهاد الشديد أو حتى وجود خلافات وعداء شخصي بين الطهاة العاملين تحت سلطتك.
١-التواصل اللفظي وغير اللفظي
لا شك أنك على دراية بمعنى التواصل، فهي رسائل متبادلة بين طرفين، وعندما تكون هذه الرسائل تتبادل داخل المطبخ في المطعم أو الفندق في وقت الذروة وتوافد الطلبات وكثرة الزبائن، خاصة عند ضيافة المناسبات والشخصيات الخاصة، يتطلب الأمر الاهتمام بالعديد من الجزئيات.
فالتواصل اللفظي هنا يعني الاعتماد على تكرار الأوامر أو التعليمات أو الملاحظات السريعة التي تتبادل بين العاملين، فلو أمر الشيف بإعداد ٥ أطباق من الباستا على سبيل المثال، يكون الرد من الطاهي: " ٥باستا – حسنًا شيف"، وتعرف هذه الجزئية بتكرار اللفظ بشكل مختزل وهي واحدة من الخطوات الهامة أثناء العمل داخل المطابخ، فتكرار الأوامر أو التعليمات واختزال الجمل يخلق وضوحًا كافيًا بين طرفي الرسالة، ولا يضيع مزيدًا من الوقت في الشرح.
وحديثًا عن التواصل غير اللفظي أو لغة الإشارة، يمكننا الإشارة إلى لاعبي الـ "بيسبول"، حيث يمتلك كل فريق مجموعة خاصة من الإشارات، فتوجيه إصبعين إلى أسفل قد يخبر الرامي برمي كرة منحنية؛ وإصبع واحد متبوعًا بإصبعين قد يعني رمي كرة سريعة، لذا يجب أن يكون لدى موظفي المطعم لغة الإشارة الخاصة بهم، على سبيل المثال، يمكن أن تشير إشارة اليد، أو بعض الإيماءات إلى شخص تعني مسح طاولة، أو ترك مهمة محددة والانتقال إلى أخرى، أو إبقاء الصنف على النار ليحصل على مزيد من التسوية.
فعندما يتعلق الأمر بالتواصل الفعال في المطبخ، من المهم أن يكون لكل عضو في الفريق صوت ولا يخشى استخدامه، حيث أن الأخطاء تحدث، لكن التواصل هو الفرق بين الخدمة الناجحة والكارثية، فالطاهي الذي لا يتواصل مع فريقه يواجه مشكلة أكبر بكثير مما قد يتصور المرء، لماذا؟ لأنه يؤدي إلى تأخر الطبق عن الصدور للطاولة.
وبالتالي سوف تتباطأ حركة دوران وانتهاء طاولة بأكملها، أي انتظار أطول للضيوف المقبلين، وبالتالي يتأثر جدول الحجوزات والتتابع الذي تنظمه منذ بداية اليوم وتبدأ الزبائن في الانصراف إلى وجهة أخرى، لذا احرص على إيجاد مساحات التواصل اللفظي مع موظفيك، وكذلك التواصل فيما بينهم بشكل خاص، حتى تتمكن من التخلص من مثل هذه الأمور في أسرع وقت ممكن وببعض الكلمات البسيطة.
في النهاية احرص على أن تتعدى علاقاتك مع العاملين حدود المنشأة التي تتواجدون فيها، فلا أفضل من ارتباط أعضاء الفريق بالشيف التنفيذي أو رئيس الطهاة بشكل شخصي أكثر من الشكل الرسمي، مع الاحتفاظ بالمراكز الوظيفية والمراتب العلمية، فهذه الخطوة تساعدك على التقرب إليهم بشكل أكثر إيجابية وتأثيرًا وبالتالي تتوفر لك فرصة التعرف عليهم أكثر وإيجاد علاقة إيجابية متبادلة الثقة تساعدك على استقرار واستمرار أعمال المطبخ حتى وإن كنت غير متواجد.
٢-تعرف على موظفيك
تعد واحدة من أهم الخطوات الناجحة لكفاءة عمل المطابخ في المطاعم والفنادق المختلفة تعدد الخلفيات المعرفية والمرجعيات الاجتماعية للطهاة العاملين تحت إشراف المديرين والشيفات التنفيذيين، فلا ضرر مطلقًا من أن يكون الطهاة من جنسيات أو مذاهب أو حتى مدارس طهي مختلفة، فذلك ينعكس بالإيجاب على ما تقدمه من أفكار للأطباق، وفنون الطهي المتنوعة، والأهم تشكيل مجموعة من أحاسيس الطهي المختلفة في صحن واحد، كأن تشعر ضيفك أنه يتناول وجبة من جميع أنحاء العالم.
ولكن، بالتوافق مع تحقيق هذه الغاية، أنت بحاجة إلى تفهم احتياجات وتوجهات ورغبات العاملين تحت إشرافك، إلى جانب تفهم هذا الاختلاف في المذهب أو الفكر أو المدرسة الخاصة بالطهي، حتى تتمكن من الوصول إلى مفاتيح شخصيتك الخاصة، مدركًا بذلك عوامل التحفيز الأمثل له، وما يشكل له ضغوط ومعوقات نفسية وملموسة لإتمام مهامه بمثالية.
وبعيدًا عن المرجعية الفكرية والتوجهات والميول الشخصية، عليك كرئيس للطهاة إدراك أبعاد شخصية الطاهي المتواجد في مطبخك، فليس الهدف من إدارتك فرض السيطرة وإصدار الأوامر وإعلان السلطة الواحدة، احذر من هذه الجزئية فهي بداية السقوط والفشل للمطبخ، بل إن المعيار الأساسي للنجاح في المطبخ هو التطوير والإبداع وتقديم البدائل والحلول والأفكار الجديدة الملائمة للمطعم أو الفندق ولقائمة الطعام الخاصة.
لذا إن كان يعمل لديك أحد الطهاة ممن يمتلك الفكر الخاص بالإبداع والتجديد وصنع الاختلاف، اتجه نحو تعزيز هذه القدرة، فهذا يساعد على الإعلاء من جودة الأغذية المقدمة عبر مطبخك، ونسبة رضاء العاملين وفق إدارتك، وبالتالي تميز خططك وأساليبك في تنظيم الأعمال والمهام الموضوعة.
كذلك الحديث عن الطهاة الباحثين عن التخصص، أوعن ساعات العمل الإضافية، أو الشهرة الخاصة، أو الممتلكين لقدرات تصميم وبصيرة فنية مميزة، كل هذه طبائع للشخصية إذا ما تمكنت من تفهمها وتوظيفها في أعمالك بشكل سليم، سيُنسب إليك النجاح قبل أن يُنسب لفريقك، ولا تنسى أن الهدف في النهاية الحفاظ على الصورة الذهنية الإيجابية للعلامة التجارية أو الارتقاء بها، وليس الحصول على المرتبة الشخصية العالية في سلم الإدارة.
ولعل أيضًا واحدة من أهم الخطوات الحديثة والمرجحة في هذا الخصوص من قبل الخبراء والطهاة المتميزين أن تجعل هذه الطبائع والميول الشخصية أكثر تحديدًا للجميع وليس لك فقط، فالتواصل دائري بينك وبين العاملين وفق إدارتك وليس أحادي الاتجاه، فالجميع فريق واحد وعليك أن تكون لاعب في هذا الفريق.
لذلك تأتي أهمية وضع وصف وظيفي دقيق ومكتوب لكل موظف في مطبخك يحدد طبيعة مهامه وإجراءاته العملية اليومية الخاصة، وبهذه الطريقة يدركون مهامهم وما يفترض إتمامه من قبلهم، ووضعه في هيئة كتابية يضفي عليه صبغة رسمية، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون العمال على دراية بتوصيف الوظائف للآخرين العاملين في المطعم، حيث يساعد هذا على التواصل ويسمح للطهاة بالعمل بشكل أفضل ومساعدة بعضهم البعض، لا سيما عندما يتعلق الأمر بخدمة الضيوف.
٣-إعطاء النقد البناء
أما حديثًا عن النقض البناء، فيجب أن يكون من الطرفين، فكرئيس للطهاة أو شيف تنفيذي عليك أن تطرح انتقاداتك البناءة على جميع أطباق وأعمال الشيفات العاملين وفق إدارتك، وليس بشكل هجومي سلطوي، بل بشكل هادف وتنموي، يعكس مدى اهتمامك بتطوير قدراتهم وملكاتهم الخاصة، ومدى حرصك على تقديم أفضل صورة ممكنة من الأغذية للزبائن، فبالتأكيد ستنتقل مشاعر الاهتمام والحرص والحب إلى الشيفات العاملين، وبالتالي تحصل على شغف أكثر من قبلهم لتقديم أفضل منتج ممكن خلال ساعات العمل.
كما يتوجب عليك فتح باب النقد البناء من طرف العاملين وفق إدارتك، حيث يوجه هذا النقد إلى مجموعة القرارات التي تتخذها في المطبخ داخل المطعم أو الفندق، فمن المحتمل ألا تتفق الرؤى بين الشيف الـ "جونيور" والشيف التنفيذي، أو توجهات الشيف مع تصميمات وتوزيعات الأدوات والأجهزة في المطبخ، لذا عليك الاهتمام بمناقشة انتقاداتهم ومشكلاتهم الخاصة حتى تتيقن من جاهزيتهم للعمل بمثالية وعدم وجود أي حواجز تعوق كفاءة العمل.
كما يتعين عليك فتح مجال إبداء الرأي وطرح الحلول وتقديم المقترحات حول تصميمات الأطباق وسبل تقديمها، وأنواع وصفات الأغذية والمشروبات المختلفة، وأن تطلبها منهم بشكل صريح، فالأمر لا يتعلق بك فقد، بل يتعلق بالمنظومة بأكملها سواء كانت مطعم أو فندق، وأنتم تسعون جميعًا للإعلاء بهذه المنظومة والارتقاء بعلامتها التجارية والترويج لاسمها في السوق التنافسي، وهي واحدة من الأمور المهمة التي عليك الاهتمام بذكرها أمامهم في كل اجتماع مرارًا وتكرارًا، حتى تصبح يقينًا لهم، أن الرسالة جماعية وليست فردية، وأن كل فرد يمتلك مكانته المؤثرة في هذه الرسالة.
ولعل هذه الجزئية تتطلب منا الاهتمام بذكر ضرورة إنهاء الخلافات الشخصية بين العاملين سريعًا، وهي واحدة من أهم أسس إيجاد تواصل فعال ومثالي بين أعضاء الفريق في المطبخ، فالنزاعات بين الموظفين أمر لا مفر منه، ولكن استبقائها دون حل جذري وفوري قد يعطل جميع الأعمال في مطبخك، وبالتالي ستتعطل في صالة الطعام، لذا قم بمعالجتها عاجلاً وليس آجلاً، حتى لا تتولد المزيد من المشكلات.
٤-اظهر هذه الأمور
· قبل كل شيء اظهر الشخصية التي تبحث عنها، فحتى تجد المعاملة الراقية والأسلوب الحسن والحرص على تنفيذ رغباتك وتحقيق أفكارك في المطبخ عليك الاهتمام بأن تكون قدوة حسنة وتقدم مثل هذه الأمور، فالموظفين يلمحون كافة أبعاد شخصية المسؤول عن متابعة أعمالهم، والتعرف على جوانب القوة والضعف لديه، لذا اهتم بنقل صورة طيبة عن ذاتك.
· لما لا تظهر بعض المرح في بعض اللحظات المعدودة أثناء المناقشات والاجتماعات التي تجمعك بالعاملين لديك؟ فالمرح يعكس مدى اهتمامك بخلق أسرة مترابطة داخل المطبخ وليس فقط فريق عمل قوي، مع العلم أن المرح يزيد من مدى قرب وتعلق الموظفين بك، ولكن لا تفرط في هذا الأمر، فبيئة العمل داخل المطبخ لا تعرف المرح كثيرًا، بل هي تعشق الحزم والضغط وتحقيق المستحيل، لذا عليك الموازنة دائمًا بين المعيارين.
· اظهر التقدير حتى تجد التقدير، ويمكنك تحقيق ذلك بسهولة من خلال السماح بطلب العطلات وأوقات الراحة وإعطاء الجوائز مثل جائزة أفضل شيف هذه الشهر وجائزة شيف العام، والتجاوز عن الأخطاء البسيطة، والسماح بطرح الآراء والمكافئة اللحظية عند تقديم أعمال رائعة، وكذلك يظهر التقدير من خلال تفوهك بكلمة "شكرًا" فهي تعكس مدى رقي الأخلاق والسمات التي يحملها الشيف التنفيذي داخل المطبخ.
٥-عقد الاجتماعات
اعلم أن عملية التواصل قد تستغرق الكثير من الوقت في حالة عدم وجود جدول أعمال أو هدف محدد واضح، أي أنك بصدد مواجهة مشكلة تتعلق بكون عملية التواصل داخل المنشأة مكلفة ومضيعة للوقت، لذا ينصح الخبراء والطهاة المتميزين بوضع جدول روتيني للاجتماعات.
وأي تطورات تشغيلية أو مشكلات أو حتى أفكار خاصة تطرأ على مجريات العمل ولا تحمل صفة الإلحاح في العرض وسرعة الكشف ولا توثر على فعالية المهام المتخذة في المطبخ، يمكن تدوينها لمناقشتها في الاجتماع القادم، حيث يساعد هذا على عدم تعطيل العمل أو إضاعة الوقت نتيجة المناقشات الطويلة بين الزملاء.
وتتنوع أشكال هذه الاجتماعات، فهناك الاجتماعات اليومية على سبيل المثال، وهي اثنان واحد صباحي وآخر مسائي، ويشمل "السو شيف تنفيذي، السو شيفات، ورئيس المضيفين"، والذي يعتمد على إعطاء تعليمات واضحة عن العمل المطلوب تنفيذه، ونقل المعلومات التي يتم تلقيها من المدير العام أو المشرف للمشاركين في الاجتماع، بشريطة التأكد من إعطاء كامل الفرصة للمشاركين بالتعرف على التعليمات التي تم نقلها إليهم.
ولعل واحدة من الخطوات الذكية التي يمكنك اتباعها كرئيس تنفيذي أو مدير للمطبخ أن تقوم بالمرور على جميع الأقسام التابعة لك بعد هذا الاجتماع وسؤال الـ "جونيور شيفات " والمضيفين عن المهام المكلفين بها ومواعيد إتمامها، وأيضًا عن المعلومات التي سبق إعطاؤها إلى المشرفين، وذلك فقط للتأكد من أن رسائلك وتعليماتك المذكورة في الاجتماع مع المسؤولين قد وصلت بالفعل إلى جميع أعضاء الهرم الوظيفي.
في حين يكون هناك اجتماعان أسبوعيًا يشارك فيه جميع أفراد المطبخ ويعتمد على الثقة والشفافية وعدم أخذ انطباعات مسبقة نقلا عن أحد، ولكن يجب الاهتمام بألا يزيد الوقت المخصص لطرح أي موضوع عن ٢ – ٤ دقائق خلال هذا الاجتماع الذي يستمر عادة إلى ساعة واحدة، وألا يزيد الوقت المستغرق في التفسير والتوضيح عن ١٥ دقيقة، وإن تبقى أي وقت، يُترك للعاملين لطرح أسئلتهم والمشاركة في نقاشات الاجتماع.
ويجب التأكد من الإجابة المثالية على جميع الأسئلة التي يطرحها العاملون في مطبخك، وإن لم تكن بشكل فوري وحصري، يجب أن يتم الرد عليها عن طريق تعليق لوحة الإعلانات خلال يوم واحد، على أن يتم أخذ محضر الاجتماع وعرضه أيضًا على لوحة الإعلانات، وإرساله أيضًا إلى جميع رؤساء الأقسام والمدير العام.
كذلك يتطلب منك عقد اجتماع أسبوعي مع مجموعة التفتيش ومتابعة الالتزام بتطبيق قواعد الصحة العامة؛ لما يمثله الأمر من أهمية كبيرة فيما يتعلق بتقديم خدمة الضيافة المثالية وجودة الأغذية الراقية، ويأتي بالتزامن مع ضرورة عقد اجتماع أسبوعي مع مجموعة الصيانة المتنقلة المعنية بالاهتمام بكافة المرافق والأدوات والأجهزة الخاصة بمطبخك وتصليحها وتهيئتها لتتناسب مع أجواء العمل.
ويأتي في ذيل هذه الاجتماعات، اجتماع الفندق أو المطعم، والذي يكون بناءً على دعوة المدير العام أو المشرف أو كليهما معًا، والذي غالبًا ما يتناول مسائل كبيرة هامة لا يعرفها إلا المدير العام، والذي يرغب في مشاركتها مع معاونيه وموظفيه، على أن تكون أحد المهام الأساسية في أي اجتماع التعبير بصراحة ووضوح عن الموقف الحالي، دون تهويل أو تهوين في سبيل تعزيز استقرار المنشأة وتحسين خدمات الأغذية والضيافة المقدمة خلالها.
إلى جانب ضرورة عدم مناقشة القضايا بطريقة استفزازية تشير لمهاجمة أحد الحضور شخصيًا، ويجب أن تظل كمدير للاجتماع موضوعيًا في جميع الأوقات، ومتقبلًا للنقد، سامحًا بالمشاركة الإيجابية من كافة الأطراف الحاضرة في الاجتماع، والتنبه لعدم المجادلة لمجرد الرغبة في فرض السيطرة.
كذلك يهتم الطهاة والخبراء في هذا الجانب بطرح بعض التوصيات مثل:
· عدم طرح المشكلة إلا بعد أن يتضح لك أنه لا أحد يستطيع أو يحاول مساعدتك.
· ضرورة تفهم الموقف المالي للمنشأة قبل طلب تمويل أو مخصصات مالية لا يمكن تدبيرها.
· ضرورة تبني ودعم الأفكار التي قد تكون صعبة ولكنها تدعم وتحسن موقف المطعم او الفندق.
· عدم المشاركة في الترويج للشائعات أو القصص غير ذات الصلة بالمنشأة ومصالحها.
٦-اشرح معاني الأطباق لهم
وهي واحدة من الخطوات الإدارية الذكية التي يجب عليك الاهتمام بها أثناء توليك مهام تشغيل المطبخ في المطعم أو الفندق، حيث تعكس مدى اهتمامك بفن الطهي، وحرصك على جعل جميع من حولك على دراية كاملة من رسالة فنون الطهي في مطبخك، وهي الاهتمام بشرح المعاني المراد استنباطها من الأطباق عن طريق الضيوف.
ويمكنك إتمام ذلك من خلال شرح أنواع المكونات المستخدمة في الوصفة، وأسباب اختيار هذه المكونات والأسلوب الذي ستتبعه في إعدادها، ودرجات الحرارة وشكل التسوية وأدق التفاصيل المتعلقة بوضعها في الأطباق وتصميمها وكيفية تقديمها وما سيرافقها من أطباق ثانوية.
وما يهم في هذا الشرح هو نقل الإحساس المتكون بداخلك اتجاه هذه الأطباق إلى الشيفات العاملين في مطبخك، مما يساعدهم على إدراك الأسلوب الأمثل لإعدادها مثلك وتقديم نفس الجودة إلى الزبائن، فأن يعمل الشيف بحواسه وفنونه واعتقاده التام بمعاني الطبق، أفضل من أن يعمل وفق مجموعة خطوات محفوظة غير محسوسة، فالطهي فن قائم على مشاعر وأحاسيس أيضًا، وليس فقد مجموعة مكونات ومقادير لإعداد وصفات معيارية.
وفي النهاية، اعلم أن التمكن من مهارات التواصل يتمثل في قدرتك -كشيف تنفيذي أو رئيس للطهاة-على التواصل عبر جميع القنوات وفي كل الاتجاهات وعلى جميع مستويات الإدارة، الأعلى والأدنى والمكافئة، فالتواصل الناجح والفعال يعني العمل على إطلاع رؤساء الأقسام بصفة دائمة على المعلومات الأساسية التي يجب أن يدركوها في سبيل إدارة وتشغيل المطعم أو الفندق بكفاءة دون استنزاف لعامل الوقت.
كما تعني قدرتك على الاهتمام بشؤون العاملين تحت سلطتك بمعايير وأسس وإجراءات تتلاءم وتتسق مع تلك المتخذة في الإدارات المكافئة لعملك، فأنت لا تعمل في دائرة منفردة، بل أنت "تروس" واحد ضمن شبكة كبيرة من الحلقات المصممة بدقة وعناية، والتي تهدف جميعها لتقديم فكرة وصورة واحدة جذابة ومعبرة ومحفزة على الإقبال.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
٦ نصائح لخلق أجواء عمل مثالية بين الطهاة في المطابخ التجارية