شهد مجال صناعة وتقديم الأغذية وخدمات الضيافة عام ٢٠١٩ العديد من التغيرات والتطورات المثيرة، سواء على مستوى مذاق الأغذية، أو تصميم أجواء تجربة التذوق، أو رقي خدمات الضيافة والاستقبال المقدمة، أو المذاهب والمبادئ والمعتقدات الفكرية المتبعة في تدشين وإدارة وتنفيذ مهام المطاعم والفنادق، أو حتى على مستوى الأدوات والمعدات والأجهزة والمستلزمات المرفقة في المنشأة.
عام كامل انتقلت فيه عدسة آي هوريكا ترصد ملامح التأثر التي أدت إليها أحدث التغيرات والتطورات في مجال صناعة المطاعم والفنادق، أو ما يمكن أن نطلق عليها لفظ "الصيحات"، التي امتلكت ما يكفي من القوة والبروز لتزيين مجال إعداد الأغذية وتقديمها في مصر والوطن العربي بشكل ساحر جذاب، يمتلك قدرة المنافسة على أرقى وأرفع المراكز في مسابقات الطهي الدولية.
وعندما نتحدث عن الصيحة أو النزعة اتجاه فعل أو سلوك محدد، فنحن نصوب الحديث نحو سببين لهذه الصيحة، السبب الأول يتعلق بالجمهور، والضيوف والسائحين الذين توجهوا بأفكارهم نحو اعتناق هذه المذاهب معتقدين أنها الأفضل والأكثر ملاءمة للصحة والسلامة الشخصية، والسبب الثاني يتعلق باهتمام أصحاب الشأن والمال والملاك والطهاة باحتضان وتوظيف هذه الصيحات بالشكل المناسب للضيوف بما يزيد من معدلات الإقبال، وبالتالي مضاعفة الأرباح، ومن خلالهما تستمر الصيحة في بقائها.
وليس بالضرورة أن تكون الصيحة اختراعًا جديدًا، أو مذهبًا فكريًا مستحدثًا، بل قد تصبح امتدادًا لصيحة سابقة ولكن ببعض التجديد والابتكار، ومزيد من العمل والإتقان، ومع انطلاقة العام الجديد الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، من المقرر أن يمضي مُلاك المطاعم والفنادق والمستثمرين والشيفات قدمًا نحو تطوير مجال هذه الصناعة وخدمات الضيافة، ولن يكتفوا بما شهده العام المنصرم من تطورات، لأن فن الطهي شأنه شأن باقي الفنون، يجب أن يسعى القائمين عليه على تطويره بما يتلائم مع ذوق المضيفين المتطور ومتغيرات الحياة المتجددة، وذلك من خلال رصد آخر الصيحات المتبعة عالميًا في المطاعم والفنادق وكذلك على المستويين الإقليمي والمحلي.
١- الاستدامة
واحدة من الصيحات الأكثر شهرة في ٢٠١٩ بمجال صناعة المطاعم والفنادق، والتي لاقت اهتمامًا كبيرًا من الملاك والمستثمرين والمسؤولين وأصحاب الشأن في المجتمع، كما لاقت إقبالًا ضخمًا من السائحين والزوار وعشاق الأغذية حول العالم، الأمر الذي جعلها واحدة من أهم الصيحات الممتدة لهذا العام لتزاول بعث قيمها ورسائلها في المجتمع حول تقليل استهلاك الماء وهدر المكونات الغذائية وغيرها العديد من المعايير والأسس التي يمكنك التعرف عليها من خلال مقالنا: " ٦ ممارسات تساعدك على تحقيق مفهوم "الاستدامة" في المطاعم والفنادق ".
ولكن يصوب الاهتمام بالأخص تجاه ثلاثًا من مفاهيم الاستدامة العام القادم:
- التعبئة والتغليف الصديق للبيئة: وقد كانت واحدة من أهم الصيحات التي تناولتها المطاعم والفنادق في عام ٢٠١٩، لتستمر وتصبح واحدة من أهمها أيضًا لهذا العام، حيث تختص ببحث وتوظيف المكونات والمواد التي يمكننا إعادة تدويرها مرة أخرى دون إضرار بالبيئة المحيطة، وذلك بسبب تأثيراتها السلبية على البيئة الحيوانية والطبيعية بشكل عام.
كالتخلص من المواد البلاستيكية واستبدالها بأدوات مصنوعة من مواد غير ضارة بالبيئة ولا تحتاج إلى فترة زمنية طويلة للتحلل، مثل نشا الذرة القابلة للتحلل الحيوي، والورق المقوى القابل لإعادة التدوير، وكذلك شمع النحل والسيليكون كمواد قابلة للتحلل السريع، كذلك تتجه بعض المطاعم والفنادق نحو تبديل ورق الـ "تواليت" المستخدم والمناشف الورقية بورق مصنع خصيصًا ليتم ذوبانه بسهولة في الماء.
- المنتجات المحلية والإنتاج الذاتي: لعلها واحدة من أكثر مفاهيم الاستدامة توظيفًا بكثرة ودقة واهتمام في الآونة الأخيرة، حيث يزداد حرص المتذوقين والسائحين تجاه ما يتناولوه من وصفات، والتي يفضلونها معدة من دمج المكونات الغذائية المزروعة محليًا، وذلك بالحديث عن زرع المحاصيل الخاصة بالخضراوات والفواكه والأسماك والدواجن في مساحات مخصصة لها في الفنادق المستضيفة للزوار، في حين أن المطاعم كذلك تتجه نحو الاعتماد على الانتاج الذاتي للمكونات المختلفة إما من خلال زراعتها وتربيتها شخصيًا أو من خلال شرائها من نقاط البيع والتوزيع في البيئة المحيطة بالمطعم.
وهي كذلك واحدة من أسرار نجاح المطاعم، حيث يقوم المطعم على المذهب الخاص بتصميم قائمة الطعام وفق المكونات المتواجدة في بيئة المطعم، ولكن يظل الاختلاف الجوهري بين كل مطعم وآخر هو تكنيك الطهي وأنواع المكونات المستخدمة ومراحل تسويتها ودمجها ببعضها البعض، ويهتم هذا المفهوم المستدام بتقليل التكلفة والجهد المبذولين في استخدام وتضمين المستلزمات والمكونات المستوردة، وتحويل هذا الجهد نحو تطوير البيئة الزراعية المحلية والارتقاء بمعايير الولاء الشخصية بالعلامة التجارية ومحيط البيئة التنافسية، مما يساهم في تعزيز اللقطات السياحية المرغوبة في المنطقة المتواجد فيها منشأتك، فلا يمكننا تجاهل رغبة السائحين في البحث عن تجارب التذوق ذات البصمة المحلية، مما يعطي لزراعتك واهتمامك باستيراد المنتجات والمكونات المحلية وطهيها بأسلوب مميز قيمة كبيرة للغاية.
- Zero -Waste Food: ويختص بالحديث عن الطهي بدون إهدار، أو حتى تحويل بقايا الأطعمة والمنتجات والمكونات المستخدمة في عملية الطهي إلى أصناف يمكن إعادة طهيها واستخدامها كتزيين جذاب في تصميم الأطباق، فالحد من إهدار الأغذية يعد أكثر فعالية من حيث التكلفة، ويساعد على إيجاد قيمة الولاء للعلامة التجارية.
كأن يتم استخدام ما تبقى من طحن البن لإعطاء نكهات مختلفة للأصناف المعدة، أو إعادة توظيف رؤوس الكرنب في إعداد المقليات المقرمشة، ويستطيع الشيفات القيام بهذا الأمر عن طريق اتباع العديد من الخطوات مثل استخدام المنتجات الزراعية قبيحة المظهر والتي يتم رفضها من خلال الكثير من الملاك والطهاة، وإدماجها بأصناف قائمة الطعام، ويأتي إلى جانبه إعادة التدوير، مثل استخدام بقايا الأغذية كسماد عضوي
٢- التوجه نحو الـ "Minimalism"
كذلك التصميم يمتلك صيحته الخاصة في مجال المطاعم والفنادق، وبشكل عام عندما نتحدث عن التصميم الداخلي للمرافق والاستخدامات اللونية والدمج بين أساليب وأشكال التصميم المختلفة، يظهر الـ "Minimalistic Design" كتوجه عالمي جديد تتوافق معه الرؤى العصرية الخاصة بالزبائن والزوار والضيوف المقبلين على المنشآت المقدمة لخدمات الضيافة والأغذية.
وهو تصميم يحاول توصيل رسالة البساطة باستخدام الحد الأدنى من التأثيرات؛ حيث يتم استخدام الأشكال الهندسية الأساسية فقط، والعناصر بدون زخرفة، وتكرار للهياكل والمواد البسيطة، ويستخدم هذا التوجه الحد الأدنى من موارد الأجهزة والبرامج، بمعنى آخر، كلما قلت العناصر المتضمنة في التصميم كلما كان أصدق في تعبيره عن المذهب ومبادئه.
ويستخدمه جيل الألفية لتصميم منازلهم وكذلك يستخدمه مصممو صفحات الويب لإنشاء صفحاتهم، بل إن البعض يذهب إلى حد القول أن بساطتها أصبح رمزًا للمستهلك اليومي؛ وسبيلًا لإيجاد منتج وخدمة فاخرة.
ويقوم هذا التوجه على مقولة : "كلما كنت أغنى، قَل ما لديك"، أي كلما ازدادت تفاصيل ومكونات اللوحة النهائية التي تشاطرها مع زبائنك كلما قل التأثير المراد بلوغه من قبلك، وتكمن بساطته في إعادة التصميم إلى صميمه، فكل عنصر في اللوحة أو المشهد النهائي من صالة الطعام على سبيل المثال يعبر عن وظيفته فقد، ولا تتضمن اللوحة أي عناصر غير ضرورية، وأخيرًا تهتم بتطبيق المعيارين السابقين على كل جزء في المشهد النهائي، وهو ما تتوجه إليه العديد من المطاعم والفنادق في الفترة الأخيرة حول العالم، حيث أجواء التذوق الهادئة البسيطة.
٣- الاعتماد على Open Kitchens & Robot Kitchens
ظهرت هذه النوعية من المطابخ بشدة في الأعوام السابقة ولكن كثُر الحديث عنها في الفترة الراهنة كنماذج حية للإبداع المطبخي والتجسيد البدني في صناعة وإعداد وتقديم خدمات الأغذية لزبائن المطاعم والفنادق، ولكن الفرق الوحيد يكمن في نوعية الشيف الذي يقوم بإعداد الأغذية، ففي المطابخ المفتوحة نحن نتحدث عن فريق متكامل من البشر المشتغلين تحت ضغط الوقت وكثرة الطلبات القادمة من صالة الطعام، بينما في المطابخ الآلية، أصبحت جميع أطباقك ومشروباتك بين أيدي الآليين، إن صدق التعبير، ويمكنك أن تتطلق العنان لتخيلات العقل أن تتصور تصميمات الأطباق والقدرات الخاصة التي يمتلكوها لتصنيع الأطعمة المختلفة بناءً على المعايير والنسب والأحجام والكتل الخاصة بالمكونات الغذائية.
وبين هذا وذاك، يكن التحدي على مدى جودة وتميز أجواء التذوق التي يقدمها كل مطعم، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه الصيحة، كيفية التطوير من أجواء التذوق في صالة الطعام المحتضنة للزبائن في مطعمك أو فندقك، ولعل أبرز الحلول المطروحة في الفترة الأخيرة تصميم مطعم مفتوح يظهر طاقم الطهاة والعاملين خلف الكواليس في المطبخ بشكل مكشوف وواضح أمام جميع الحاضرين وهم يعملون ويقومون بإعداد الأصناف والأطباق المختلفة.
"وقد كانت بالفعل واحدة من أكثر التجارب الحماسية"، كانت هذه هي كلمات الشيف وسام مسعود في لقائه الخاص مع آي هوريكا، في مقالنا: " ١٠ نصائح هامة من الشيف وسام مسعود في حوار خاص مع آي هوريكا ".
حيث كشف عن القيمة والإضافة النوعية التي يقدمها هذا النوع من المطابخ إلى الزبائن والعلامة التجارية في نفس الوقت، فالفكرة القابعة خلفه تستند إلى تحويل المطبخ إلى مسرح مكشوف يتحرك فيه الطهاة في شكل استعراضي مدروس ينجزون فيه أعمالهم ومهامهم الخاصة بمهارة وحنكة ودقة رغم كثرة الطلبات وشدة الضغوط الواقعة عليهم
ولكن، وبرغم ذلك، فكرة إنشاء وتصميم هذا المفهوم ليس بالعسيرة، حيث يمكنك الاستعانة بمقالنا: " ٣ أمور يجب عليك إدراكها قبل تصميم مطبخ مفتوح في مطعمك "، كدليل أولي لتصميم مطبخ تجاري مفتوح مثالي في منشأتك الخاصة.
وكذلك يأتي الحديث عن المطابخ اللآلية، فهل يمكنك تخيل مدى الدقة والسرعة التي سيتبعها الـ "روبوتات" في تصنيع وإعداد الأغذية المختلفة؟ تحدي مثير بين النوعين ولكنهما يظلان صيحتين ساطعتين في مجال تصميم وتدشين المطاعم المختلفة ويمتلك كل منهما دوره الخاص في الارتقاء بأجواء تجارب التذوق المهداة للزبائن.
٤- قوائم طعام خاصة
تتجه أنظار العديد من المطاعم والفنادق والطهاة المتمرسين في المجال نحو مزيد من التخصص في نوعية الأطباق والأصناف المقدمة من خلال تصميم قوائم طعام محددة الجمهور والهدف، ولأننا نتحدث عن أنواع متباينة من الأذواق التي يمتلكها الضيوف، فنحن نتحدث عن قوائم طعام متنوعة كذلك، وليس فقد الأذواق، بل أيضًا "الحاجة" الدافعة لصنع التغيير الجذري والتوجه نحو المزيد من التوفير والترشيد في الاستهلاك.
ولكن، هنا تظهر التحديات!
وهي التحديات التي تحولت إلى نزعات وصيحات واتجاهات خاصة في الاهتمام بمجموعة محددة من المكونات الغذائية والوصفات الخاصة، ولعل أهمها -من الصيحات التي تميزت بظهورها- خلال هذا العام وتستمر في الظهور خلال العام القادم، قوائم الطعام الخاصة، مثل:
- قوائم الطعام المخصصة للأطفال: حيث المزيد من توافر العناصر الصحية في قوائم الأطفال التي تسمح للأطفال باستكشاف نكهات جديدة ومثيرة، ويمكننا أن نتوقع رؤية قوائم للأطفال تضم المزيد من النكهات العالمية من أطباق البحر الأبيض المتوسط إلى أطباق غرب إفريقيا.
- قوائم طعام المطبخ الأفريقي الغربي: يشتهر الطعام في غرب إفريقيا بتقدير متزايد من خلال نكهاته المغرية اللذيذة والقوام الغني وقواعد الفاكهة والخضار الصحية المدهشة، من الرأس الأخضر إلى الكاميرون، وجميع أنحاء غرب إفريقيا، وقد أصبح متداول الاستخدام وبكثرة خاصة مع توابله الشهيرة.
- قوائم طعام الحبوب الكاملة: قوائم صحية خاصة لاقت اهتمامًا كبيرًا في الآونة الأخيرة من الباحثين عن روتين الحياة الصحية، حيث أن الحبوب الكاملة تعد بذور نباتات تم زراعتها واستخدامها في الأغذية بتنوع شديد في الأشكال والأحجام، فهي تبدأ من بذور الكينوا الصغيرة حتى حبات الذرة الكبيرة، مع العلم أنها تتوفر إما بشكل حبوب كاملة أو مطحونة إلى دقيق مع الاحتفاظ بكل أجزاء البذور، وما يعطي لها القيمة المثالية لتصبح لها قوائم طعام خاصة أنها مصادر أفضل للألياف، وفيتامين ب والحديد وحمض الفوليك والسيلينيوم والبوتاسيوم والماغنيسيوم.
ولكننا نتحدث هنا عن قوائم طعام يمثل أساسها النباتات، بل أصبحت تسعى لاستبدال الاعتماد على البروتين بالاعتماد على البروتين النباتي واللحوم المطورة من خلايا الحيوان ولكن بأسس أقل استهلاكًا لعناصر الطاقة والمياه التي تهدر كميات كبيرة للغاية منها في سبيل تنظيف كيلو واحد فقط من اللحم، والتي أصبحت مسألة معقدة يسعى الشيفات جاهدين لإيجاد حلول مثالية لها.
وهو ما ساعد أيضًا على احتلال المطابخ القائمة على الخضراوات والمأكولات النباتية واحدة من مراكز الصدارة في قوائم الاتجاهات الحديثة في الطهي، حيث تعتمد على استخدام مكونات طازجة أساسها النباتات والخضراوات من أجل ابتكار وجبات شهية وأطباق متكاملة في حد ذاتها، تساعد الضيف على الاستغناء عن اللحوم كمكون بروتيني أساسي في الصحن المقدم إليه.
كما أنه بدلًا من تناول اللحوم من النوع التقليدي سيكون هناك المزيد من اللحوم المطورة بشكل علمي عن طريق التقاط خلية أو اثنتين من حيوان بدلًا من قتله، ومن ثم القيام بهندسته وتعديله وراثيًا بمكونات وأصناف وبروتينات نباتية في مزارع خاصة على نطاق واسع لتصبح أمامك قطعة لحم، فيما يعرف بظاهرة "البرغر النباتي".
ويشير النجاح المستمر للبرجر من النباتات في المطاعم المميزة إلى أن المستنبت هو ظاهرة سائدة مع بقاء القوة، في حين أن هناك الكثير من النمو في المستقبل بالنسبة للبرغر النباتي - الذي لا يزال يمثل أقل من مبيعات برغر الوجبات السريعة حول العالم-
وإذا ما تحدثنا عما هو التالي بالنسبة للمنتجات النباتية، فمجموعة كبيرة من المنتجات ستستهلك جرّاء الاتجاه نحو وجبات الفطور الناشئة على أساس النبات، مثل نقانق الإفطار الجديدة الـ "Beyond Meat" ، وكذلك التوجه نحو تصنيع البيض المخفوق من النباتات، ومن المتوقع أن تكون الإصدارات النباتية من السجق وشذرات الدجاج ولحوم الأبقار هي الأمواج التالية من الاضطرابات النباتية.
لقد رأينا بالفعل سلاسل مطاعم حول العالم بالولايات المتحدة والمكسيك على سبيل المثال تحتضن التوجه النباتي في صناعة قوائم الطعام، فاللحم النباتي هو اتجاه عالمي متزايد، ويتوقع المستهلكون بالفعل لحوم البقر والمأكولات البحرية والدجاج في معظم قوائم الخدمات الغذائية.
وقد تطرقنا بالحديث سابقًا في آي هوريكا عن نشأة وتطور هذا الفكر حول العالم في إحدى الجلسات التعليمية الخاصة والتي كان يقدمها الشيف "مصطفى الرفاعي"، يمكنك التعرف على تفاصيلها من خلال مقالنا: " ١٣ سؤال يجيب عليهم الشيف مصطفى الرفاعي في اسأل الشيف "، حيث أوضح الشيف أن هذه اللحوم هي منتجات تم تصنيعها من خلال إعادة بناء وتشكيل القوام الخاص باللحوم من خلال الاستعانة بإحدى الخلايا الخاصة بقطعة اللحم وتمريرها عبر مجموعة من العمليات لتتكاثر وتصبح قطعة لحم كاملة، وهي في الأساس ليست كذلك ولكنها تعطي نفس المذاق النهائي لقطعة اللحم.
٥- البار وعربة الطعام
اثنان من أشهر الصيحات الخاصة بالمطاعم هذا العام والمستمرة في تخطيها لباقي الصيحات، حيث تختص أحدها بالتواجد داخل المطعم أو الفندق أما الآخر فيختص بالتواجد خارج أبعاد محيط المطعم والبيئة التي يتواجد فيها، وكلًا منهما يلعب دورًا رئيسًا في الترويج وزيادة أرباح المطعم، ولكن الأهم هذا العام هو خلق تجارب تذوق مميزة تسعى إلى تحفيز الدوافع بإعادة الزيارة مرة أخرى أو عدم التفكير في تغيير الوجهة أو الاعتماد الخاص بالعلاقة المبنية بين العميل والمنشأة.
فحديثًا عن أهم الصيحات المتعلقة بالبار في المطاعم والفنادق خلال العام القادم، فإن توجه أغلب أصحاب المطاعم والفنادق هو بالتركيز على ٣ متغيرات أساسية، تتعلق الأولى بزيادة معدلات الألوان وأفكار الخلطات المبتكرة وذات الأشكال الجذابة، فمهمًا كانت هذه الصيحة تقليدية أو معتادة من طرف المقبلين على البار، إلا أنها تزال مثيرة وتحمل من الغموض والابتكار ما يكفي لاقناع الناس بتكرار الزيارة.
والعامل الثاني يختص بتصميم الوصفات الصحية الملائمة لتوجهات واحدة من أشهر الصيحات العالمية لهذا العام وهي الصحة واللياقة الجسدية، وتتم عن طرق الخلط الدقيق للفواكه والمنكهات ومحليات الطعم و"السيرب" بمعايير ومقادير محددة لتصدير وصفة نهائية صحية ومفيدة للجسم ولا تتضمن سعرات حرارية مرتفعة.
أما حديثًا عن العامل الثالث فهو يتعلق بتصميم مشروبات فواكه خاصة تتناسب وتتلاءم وتستكمل ما تقوم بطلبه من أطباق ووجبات خاصة، حيث يتصاعد هذا التوجه المتعلق بالربط بين صالة الطعام والمطبخ والبار، جميعهم يعملون في دائرة واحدة متصلة في أجواء تفاعلية مثيرة.
ولا يمكننا إنكار انفراد " بار ستار " بقدرته على تقديم أفضل النصائح والإرشادات، وإطلاعكم على آخر الصيحات والمستجدات المتعلقة بتصنيع وتقديم وصفات المشروبات الغنية واللذيذة والصحية إلى زبائن المطاعم والفنادق، ولعل هذا ما سيجعل صيف ٢٠٢٠ مختلف مع " بار ستار "
كذلك الحديث عن عربات الطعام، فالتوسع في تقديم خدمات الأغذية الخاصة بالمطعم بعيدًا عن محيط المنشأة نفسها واحدة من أهم الصيحات المتبعة خلال العام القادم، حيث ازداد الاهتمام المتعلق بتصنيع وابتكار عربات الطعام الجذابة والهادفة لترويج اسم المطعم ونشر خدماته وتوسيع القاعدة الجماهيرية التي يمتلكها في جميع ربوع المدينة أو الدولة التي يتواجد بها.
فالسر القابع خلف عربة الطعام أنها وسيلة أساسية من وسائل التسويق الفعال لعلامتك التجارية عبر جميع وسائل التواصل الممكنة، وحتى تتم مهامها الوظيفية بمثالية ما عليك سوى الاهتمام بالتصميم الجذاب لشاحنتك، والاهتمام باحتضان المناسبات ودعوة الجماهير عبر وسائل التواصل الافتراضي للحضور والاستمتاع بقائمة الأغذية والمشروبات الجديدة التي يطرحها مطعمك.
وذلك يمكن أن يتم بفاعلية عبر صنع الحملات الإعلانية المختلفة، مع الحرص على التميز في الاستخدامات اللغوية، ومشاركة الآراء والاهتمامات والأفكار، وتوضيح الوصفات المستخدمة للمتعرضين والمقبلين، على أن تكون اختياراتك مثالية لوجبات القائمة، ومميزة فيما يتعلق بموقع عربة طعامك الخاصة.
وأخيرًا يمكنك خلق التميز والانفراد بعربة الطعام من خلال بيع علامتك التجارية للجماهير بتوفير بعض الـ "تيشرتات" والأكواب والهدايا التذكارية المختومة بشعار مطعمك أو علامتك التجارية، وكذلك التميز عن طريق استخدام رمز الاستجابة السريعة "QR Code"، وأخيرًا الحرص على تغليف الأطعمة بتميز وبتضمين مواد صديقة للبيئة - كما ذكرنا مسبقًا في جزئية الاستدامة -، ويمكنك التعرف على تفاصيل جميع الجزئيات السابقة من خلال قراءة مقالنا: " ١٠ خطوات تساعدك على تسويق عربة طعامك المتنقلة بنجاح ".
٦- الشخصية التسويقية
يتوجه الاهتمام من الملاك والمديرين نحو خلق الشخصية المتميزة والفريدة للمطعم أو الفندق عبر قنوات التواصل الاجتماعي، والحملات الإعلانية الممولة، والموقع الخاص بالمنشأة.
فعندما تصبح الحياة الافتراضية واحدة من مقومات الحياة المعاصرة الأساسية للعديد من المتذوقين والمقبلين على المطاعم والفنادق، بل عندما تصبح أساسًا معياريًا لتقييم أصحاب الفن والفكر عن مدى مواكبتهم للعصر الحديث، تأتي حاجة المطاعم لتصويب الاهتمام نحو هذه البيئة التنافسية وخلق القاعدة الجماهيرية الكافية عبرها لتطوير أعمال المطاعم ومضاعفة الأرباح بالشكل الملائم لكل عصر
والاعتماد على التسويق -أو الإعلان- المبتكر والمبدع والمحفز لا يعد أمرًا جديدًا في حد ذاته، بل واحد من أساسيات التدشين المثالي للمطعم كما ذكرنا من قبل عبر مقالنا: " ١١ خطوة تساهم في بناء وتدشين مطعمك بمثالية "، وواحد من قواعد استمرار الأعمال التجارية بكفاءة.
ولكنها تتطور!
لذلك يتطلب التسويق - ضمن قواعد تصميمه بكفاءة وتميز - اتخاذ مجموعة من المهام والخطوات التنفيذية المختلفة التي ترسم في مجملها صورة متكاملة الأركان في مدى قدرتها على صناعة الصورة الإيجابية في ذهن الضيف، أي أنها لا تتعلق فقط بالصورة، بل أيضًا بالصوت والرائحة والفائدة المادية والمعنوية العائدة على الضيف من اعتماده على مطعم أو فندق بعينه.
ذلك أن التسويق الناجح يعتمد على التفنن في التقاط الصور والفيديوهات، واستخدام أساليب الترويج المبتكرة مثل الـ "هاش تاج # "، إلى جانب توظيف الحملات الإعلانية، وطرح الأسئلة وتنظيم المسابقات، وإيجاد مساحات لحرية التقييم والرأي والتعبير والمناقشة في سبل التطوير من قبل الضيوف، والاهتمام بمشاركة المحتوى الذي ينشئه العميل، وغيرها العديد من الجزئيات التي تساعد على تقديم خطط تسويق مثالية لمطعمك، والتي يمكنك التعمق في قراءتها عبر مقالنا: " ٩ إرشادات تساعدك على بناء استراتيجية تسويق مثالية لمطعمك عبر السوشيال ميديا ".
ولكن السؤال هنا، ما الجديد في خطط التسويق لعام ٢٠٢٠؟
كما ذكرنا سابقًا في المقدمة، عندما نتحدث عن صيحة أو اتجاه أو نزعة جماهيرية لتجربة محددة فإن إلقاء لقب الصيحة أو "Trend" عليها أمر مرهون بمدى إقبال الأفراد والإعجاب بها، ومدى اهتمام أصحابها بطرحها مرارًا وتكرارًا.
وبالحديث عن هذين العاملين يمكننا تحديد مجموعة من الصيحات التي لاقت اهتمام جماهيري وحرص تنفيذي من أصحاب المطاعم والفنادق، والتي من المتوقع زيادتها خلال الفترات القادمة وهي كالتالي:
- لغة النص الدعائية: ويمكننا أن نراها بكثرة في مطاعم الوجبات السريعة وعربات الطعام، حيث تعتمد اللغة المستخدمة في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي على التشويق والتحفيز واستخدام الألفاظ والتعبيرات التي يمكننا أن نصفها بالصارخة القوية مثل تلك التي تستخدمها الفرق الموسيقية المتنقلة من موقع إلى آخر أو المتجولة في رحلة بين المدن، وذلك خاصة عند وصف "ساندويتش" أو عرض خاص جديد أو الكشف عن قائمة أطعمة جديدة، فانطلاقًا من المذهب الخاص بوجبات هذه المطاعم وما تتحلى به من صفات تحفيز الشهوة والإقبال على الوجبات الغنية بالعناصر الغذائية المختلفة من البروتين والكربوهيدرات، يمكننا أن نرى جمل مثل: "انتظروا عربتنا في مدينتكم خلال عطلة نهاية هذا الإسبوع، سنحتلها بقائمتنا الجديدة، استعدوا لمذاق لاذع وحار وبأسعار خيالية لا يمكنك رفضها أبدًا .. هذا الشتاء أصبح ملكنا"، والمثير في الأمر، أن هذه العبارات تصنع تأثيرها المطلوب بالفعل.
- الأغاني والإعلانات المرئية: ولا تختلف الإعلانات المرئية عن ذلك شيئًا، وبالأخص تلك المتضمنة لأغنية ملفتة الألحان والإيقاع الموسيقي مما يساهم في التقائها بأذهان المتلقين وتعلقها بأفئدتهم، فيرتبط اسم مطعمك أو فندق بمطرب محدد أو بالأغنية التي تم إنتاجها، وقد كانت واحدة من أهم الصيحات على مدار العديد من الأعوام ومازالت تمتلك تلك المكانة المرموقة في سلم الصيحات المتبعة في عالم هذه التجارة.
- الـ "Influencers": قديمًا كان اهتمام المتذوقين والسائحين موجه نحو القرارات والخطوات المتخذة من الفنانين والمشاهير نحو أفضل مطعم أو فندق لقضاء تجربة تذوق أو ضيافة محددة في فترة زمنية ما، فبمجرد أن يقوم صاحب الشأن بنشر منشوره الخاص يبدي رأيه حول مكان ما وتقييمه عن مستوى الأداء كانت تتلاحق عليه التأييدات والتصديقات والمتابعات الخاصة بجمهوره، وكانت واحدة من وسائل التسويق الشخصية الخاصة بالمطاعم والفنادق لخلق قاعدة جماهرية أكبر في أوقات محدودة.
وهو ما تغير كثيرًا في الفترة الأخيرة، حيث كشفت إحدى الدراسات أنا ٣٪ فقط من المستهلكين يفكرون فقط في شراء منتج يروج له أحد المشاهير، في حين أن ٦٠٪ يفكرون ويتوجهون بالفعل إلى شراء منتج يروج له أحد المؤثرين أصحاب الفكر الخاص في المجتمع أو ما يطلق عليهم مصطلح الـ " Influencers"، حيث يعتبر لهم سلطات قوية ومؤثرة في مواقعهم، ويتم تقديرهم واحترامهم والإعجاب بتوجهاتهم ومقترحاتهم وانتظار توصياتهم من آن للآخر، ويتمتعون بمستويات هائلة من الثقة من أتباعهم.
حيث أوضحت الدراسة أن ٤٠٪ من جيل الألفية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يجدون أن الـ " Influencer" المفضل لديهم يفهمهم بشكل أفضل من أصدقائهم وعائلاتهم، ولتسخير هذه القوة، ليس عليك العمل مع هؤلاء بملايين المتابعين والرسوم أو الأجور المرتفعة، ولكن بدلاً من ذلك، تواصل مع أصحاب النفوذ الصغار المحليين لديك، هؤلاء هم المدونون وشخصيات التواصل الاجتماعي التي يتراوح عدد سكانها ومتابعيها بين 2000 و 100000، وهذا رقم مناسب لك لتوسيع دائرة متابعيك.
- رسائل المتصفح الإخطارية: ويشار إليها بـ " Browser Push Notifications "، وهي رسائل قابلة للنقر تظهر على جهاز الكمبيوتر أو شاشة الهاتف، فلا يتعين على شخص ما أن يكون موجودًا على موقع الويب الخاص بالمطعم حتى تظهر الإخطارات على شاشاته، وتعد إعلامات الدفع وسيلة مثالية لإعلام عملاء المطعم بالرسائل الهامة للغاية والمحددة بفترات زمنية خاصة توافقًا مع مواسم أو عروض أو أطباق جديدة أو تغييرات في القائمة التي يتم طرحها في مطعمك، ورغم أنها صيحة تسويقية جديدة هذا العام، إلا أنه من السهل تحويل الإشعارات المفيدة إلى مصدر للإزعاج، لذا يمكنك أن تبدأ بإشعار دفع واحد في الأسبوع لترى كيف يتفاعل زبائنك، كما يراعى عند إرسال الإخطارات الخاصة بك، الدفع بها خلال أوقات العطل وليس خلال يوم العمل، كذلك يمكنك اختبار أوقات مختلفة لمعرفة ما الذي يحقق لك أكبر عدد من مرات النقر وعدد أقل من عمليات إلغاء الاشتراك.
- نسخة الموقع للهواتف المحمولة: أصبح لها أهمية جوهرية وفق العديد من المناقشات والآراء المطروحة في المؤتمرات الإلكترونية والتكنولوجية الخاصة بتطوير تقنيات التسويق والدفع بالعلامات التجارية عبر شبكة الإنترنت، حيث أعربت العديد من الأصوات اعتمادهم الأول على تطبيقات الهاتف الخاصة بالعلامة التجارية للمطعم أو الفندق لتسجيل حساب خاص، ومتابعة آخر الأخبار والمتعلقات الخاصة بالخدمات والعروض التي تقدمها، وذلك بدلًا من زيارة الموقع الخاص بالمنشأة أو حتى مكالمتها هاتفيًا، وهي تمثل خطوة تسويقية حديثة ومرغوبة من العديد من المستثمرين وأصحاب رأس المال والملاك في مجال المطاعم والفنادق.
- نظام نقاط البيع الرقمية "POS": هل تتذكر عزيزي القارئ عندما تحدثنا عن نظام نقاط البيع الرقمية في مقالنا: " ٩ تقنيات تكنولوجية حديثة عليك امتلاكها لترتقي بمستوى الخدمة في مطعمك "، فهي تقنية تختص بتوفير فواتير وتقارير مفصلة لكل معاملات الضيوف في مطعمك، بالإضافة إلى العديد من المهام الوظيفية الأخرى لكن هذه الجزئية هي جوهر التركيز في سطور حديثنا، حيث تعتمد في هذا العام على الارتباط بأنظمة الجوائز والمكافئات وأفضل العروض وبعث الرسائل إلى العملاء والاهتمام بأمور التذكير بإرسال الإشعارات الخاصة.
- سياسات الرد على التعليقات: حتى في الحديث عن تعليقات الرد التي يجيب خلالها أصحاب المطاعم والفنادق على استفسارات الجمهور وتعليقاتهم وردود فعلهم عن الأغذية وخدمات الضيافة المقدمة عبر منشأتك تظهر صيحة جديدة تتعلق باستخدام الـ "Emotions" وسياسة المزاح واستخدام الصور الـ "Comics" وغيرها من ردود الفعل التفاعلية العصرية الشابة التي أصبحت لغة تواصل اجتماعية عصرية على المنصة الافتراضية، وإذا ما أردت التوافق مع توجهات جمهورك عليك التوافق مع لغات تواصلهم، ولكن لا تنسى الشخصية والكاريزما الخاصة بمطعمك أو فندقك، فهي صيحة بالتأكيد ولكن قد تكون في النهاية وسيلة تأثير سلبية على الصورة الذهنية التي تسعى لخلقها من خلال منشأتك.
يجب أن ندرك في النهاية أن الصيحة أو "الموضة" الخاصة بمجال صناعة الأغذية وتقديم خدمات الضيافة هي جزئية مرنة للغاية فيما يتعلق برغبة مالك المطعم أو الفندق في تبنيها أو رفضها أو استخلاص أفكارها وتحويلها لصيحة خاصة مبتكرة وهادفة وخادمة للمذهب أو المبدأ الذي تتخذه منشأته.
ولكن مع التطور السريع في الحياة المعاصرة أنت دائمًا تبحث عن سعادة الضيف وسعادة المضيف والحفاظ على زيادة الأرباح باستمرار وعدم انخفاضها أو حتى استقرار أعمال تجارتك الخاصة في أضيق الحدود، وحتى تتيقن من حدوث ذلك أنت بحاجة دائمًا لإدراك أمرين، الأول أنك ترصد باستمرار أحدث التحركات والتطورات والصناعات المبذولة في هذا القطاع وأيّها الأفضل لصناعتك وكيف يمكنك دمجها بفاعلية مع سياسات عملك، والأمر الثاني يتعلق بالشخصية والكاريزما الخاصة التي تمتلكها وتسعى لتسويقها في سوق المنافسة، فحتى وإن استطعت توظيف الصيحة الجديدة في منشأتك، ما الذي يجعلك مختلفًا عن البقية؟
تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة مجال الأغذية والضيافة
٦ صيحات تحكم عمل المطاعم والفنادق في ٢٠٢٠