في واحدة من أكثر المجالات العلمية والتجارية تأثيرًا في مصر والعالم، وهو مجال صناعة الهوريكا -الذي يتعلق بجوانب صناعة وتقديم الأغذية وخدمات الضيافة في المطاعم والفنادق- تبرز العديد من الأدوار الفعالة والمؤثرة والباحثة عن التطوير في جوانب الطهي والضيافة، واكتشاف كافة الأبعاد والآفاق التي يمكن الوصول إليها في كلا المجالين، سعيًا للوصول إلى التميز وخلق المعرفة المثمرة.
ويأتي على رأس هذه الأدوار، الجهد الذي تقدمه جمعية الطهاة المصريين - "ECA"، وهي منظمة مهنية غير سياسة أو هادفة للربح، تأسست عام 1997، وتطمح لتحسين وتطوير معايير الطهي في مصر عن طريق التعليم والتدريب والتطوير المهني لأعضائها والعاملين في المجال، وكذلك عن طريق إبداء الآراء والنصائح والإرشادات عن الأغذية المقدمة؛ انطلاقًا مما تمتلكه من صوت قومي مؤثر في كل الأحداث والقضايا المتعلقة بمجال الطهي.
لتنكشف معها قيمة الإداريين والمسؤولين والمنظمين والأعضاء التابعين لها من المتمرسين أصحاب الخبرة أو من الشباب الشارعين في دخول هذا المجال، في لقطة زمنية فارقة في المجتمع المصري، والتي تتزامن مع مرور عدة سنوات من التطور العلمي والصناعي والتجاري في هذا المجال تصل إلى 8 أعوام.
حيث قادت هذه التطورات والتغيرات السريعة في مجال الطهي وصناعة أساليب الضيافة الراقية إلى العديد من التساؤلات المحيرة التي تختص بالمطاعم والفنادق ودور الجمعية اتجاههما.
وذلك في ضوء خدمات جمعية الطهاة ودورها الفاعل في تطوير منظومة الطهي في مصر، وتعزيز المكانة المرموقة التي يمتكلها المطبخ المصري على المستوى العالمي، انطلاقًا من عضويته في المنظمة الدولية الأم "الرابطة العالمية لجمعيات الشيفات" - الواكس –.
وهي الأسئلة التي قادت مدونة آي هوريكا لمقابلة الرئيس التنفيذي للجمعية في محاولة لإيجاد إيجابات واضحة تكشف طبيعة العلاقات والروابط الخفية في هذا المجال، وطبيعة الصعوبات التي يواجهها المجال، وأهم القضايا التي تضعها الجمعية في أجندة أولوياتها، والعديد من الجزئيات الأخرى التي تمحورت في ١٢ سؤال يجاوب عليهم أ/ أشرف جمال ضمن سطور الحوار التالي:
سـ ١ - ما التحديات والصعوبات التي تواجه جمعية الطهاة المصريين في الفترة الراهنة ؟
"من التحديات الهامة التي يجب ذكرها، الجزء المتعلق باللوائح والقوانين واستخراج الأذونات، فجمعية الطهاة المصريين مؤسسة غير هادفة للربح، ولكي تقوم بعمل الأنشطة المختلفة في مجال الهوريكا، يجب أن تحصل في البداية على العديد من الموافقات والتصاريح الخاصة بتدشين هذه الأنشطة.
التحدي الثاني الذي يواجه الجمعية، هو إيجاد مدربين متخصصين في مجال الطهي وتقديم الأغذية، ففي مصر لا نمتلك مدارس أو أكاديميات أو جامعات تقدم هذا العلم بالشكل المطلوب، ولكن في السابق كانت تتواجد بعض المؤسسات المتخصصة في تقديم كافة العلوم والخبرات في هذا المجال.
وفي حقيقة الأمر، هذا التحدي هو ما نعمل على إنهائه الآن، فنحن بحاجة لزيادة أعداد المدربين والخبراء في مجال تدريس مجالات الطهي وتقديم خدمات الضيافة المثالية، لأننا بصدد مشكلة كبيرة تتعلق بضرورة التعامل مع المدربين المتواجدين حاليًا وفقًا لشروطهم وإجراءاتهم المحددة، وتزامنًا مع مواعيدهم المناسبة لتقديم الدورات والجلسات التعليمية.
ومن المقرر أن يتم التصدي له عن طريق برنامجنا الدراسي الجديد "T.O.T"، وهو اختصار لـ "Train of the trainers"، والذي نهتم من خلاله بتدريب شيفات الجيل الأوسط والقديم والطهاة الشباب المهتمين والقادرين على تقديم الخبرات والمعلومات والعلوم في هذا المجال.
حيث سيقع الاختيار على ١٥ فرد منهم سيتم تدريبهم على أسس العلم ونقل الخبرات والمعارف عبر واحدة من أكبر الشركات المشهورة في هذا المجال.
أما التحدي الثالث، فكان المحافظة على الضخ المستمر للكوادر الشابة من الطهاة في السوق المصري، للمحافظة على تطوير المجال بشكل متتابع دون أي توقف، خاصة إذا أدركنا أن أفراد منتخب مصر للشيفات الشباب يجب أن يمتلكوا سن محدد لا يمكنهم أن يتعدوه.
وعلي التأكيد على أهمية هذه التحديات، فبدونها ما كنا استطعنا التطور والارتقاء بمستوى الجهود المبذولة والخدمات المقدمة عبر الجمعية، ففي هذا المجال أنت في حاجة دائمة لتطوير القدرات والأفكار وإيجاد الحلول الملائمة."
سـ ٢ - ما أهم القضايا التي تَشغل أجندة أولويات الجمعية في الفترة القادمة؟
"أول أمر هو الـ "sustainability"، أو ما يعرف بالحفاظ على الثبات والاستقرار، التي أصبحت مشكلة عالمية وغير مقتصرة على مصر فقط، ويتعلق بالحديث عن كيفية الحفاظ على ثبات تجارتك على نسق محدد من الأرباح أو استمرار الارتقاء في مستوى المنتجات والخدمات المقدمة، وحماية المشروع من الضمور أو الفشل.
الأمر الثاني هو الاهتمام بقطاع الحلواني والمخبوزات؛ ذلك أن النسبة الأكبر من الطهاة المقبلين على الجمعية قادمين من الـ " Hot Kitchen"، ومجال الحلواني يحتاج إلى الرعاية والحساسية الشديدة أثناء الطهي؛ لذلك قمنا بإنشاء لجنة خاصة بها تناقش قضاياها وأهم احتياجاتها من الدورات والعلوم، واضعين بذلك الأسس والمناهج المناسبة لإخراج دفعات شبابية متمكنة وقادرة على العمل بمثالية، لأن هذا المجال يتسم بالصعوبة الشديدة على عكس باقي المجالات.
والأمر الثالث، هو أننا نخطط لتدشين الأكاديمية الخاصة بجمعية الطهاة المصريين".
سـ ٣ – حديثًا عن الدورات التدريبية وورش العمل والجلسات النقاشية التي تقيمها الجمعية لتطوير قدرات الطهاة، ما المعايير التي يتم الاعتماد عليها لاختيار الشيفات المدربين من ناحية، وتحديد مجالات التدريب وإقامة ورش العمل من ناحية أخرى؟
"لا نحدد الأساليب والطرق، بل نجعلها مفتوحة للجميع ومتروكة للمقترحات، حيث أننا نستجمع طلبات وآراء الأعضاء من ناحية ومقترحات الشيفات الشباب من ناحية أخرى، أولئك يمتلكون الخبرة والموهبة والعلم الذي يمكن نقله، والشباب يطلبون الحصول على العلم والخبرة في نفس المجال، فلا نقوم نحن سوى بربط الطرفين بعضهم ببعض.
كمان أننا نتواصل مع الفنادق والمطاعم والجهات الخاصة الباحثة عن فرص تعليم وتدريب طواقم العمل لديها، ليتم عقد اجتماعات مع المتحدثين المنتمين لهذه المنشآت أو مع ملاكها حول طبيعة التدريبات المطلوبة من الجمعية حتى يتم الارتقاء من مستويات الأطعمة المنتَجة والخدمات المقدمة.
ولذلك، تقوم الجمعية بتحديد أنسب منهج وأكثر شيف ملائم لتقديم الخبرات والعلوم المطلوبة، سواء كان ذلك عن طريق تقديم دورات تدريبية نظرية لا تحتاج للمطبخ، مثل كيفية كتابة الوصفات أو تصميم قوائم طعام المطاعم أو الدورات العملية المختصة في أساليب الطهي واستراتيجيات التعامل مع الأدوات ونصائح التواجد في المطبخ وغيرها، والتي بالطبع تحتاج لتواجد مطبخ.
كم قمنا بتوسيع أفق هذه العملية باستيعاب مهارات الطهاة الشباب في عمليات التدريس، ففي البداية نوفر لهم فرص تدريب الفئات المعروفة باسم الـ " hobby chef" أو الطهاة الهواة، حتى يتشبعوا من هذه العمليات الأولية ويصبحوا قادرين مستقبلًا على تصميم برامج تدريب خاصة بهم للأجيال القادمة.
وحديثنا عن تدريبات الشباب الأمر ليس هينًا، فنحن نحتاج إلى مزيد من الوقت للسفر خارج القاهرة، وذلك لمنع حدوث التمركز داخل حدود العاصمة، وهذا السفر يكبدنا الكثير من المال والوقت والخامات أيضًا".
- وهل هذه هي فقط العلاقة بين الطهاة والمطاعم والفنادق، أم أن جمعية الطهاة تقدم المزيد في هذا القطاع؟
"تتقدم إلينا أيضًا المطاعم والفنادق بفرص العمل الشاغرة لديهم، طالبين إيجاد طهاة مطابقين للمواصفات، فنقوم بتقديم السير الذاتية الخاصة بالطهاة في المقابل، ويتم ذلك عبر موقعنا الخاص، دون تدخل أو مقابل مادي، وذلك في سبيل إيجاد وظائف مناسبة لهؤلاء الشباب.
ولكن المشكلة تكمن في طبيعة المنافسة بين المطاعم والفنادق في هذا المجال، فالمطاعم تقدم رواتب أعلى من الفنادق، كما أن فرص الارتقاء في السلم الوظيفي داخل المطاعم أسرع من الفنادق، وهنا تأتي العقبة أمام الرغبة في تقديم فرص عمل مثالية للشباب وبين الموازنة بين القطاعات المختلفة لهذا المجال.
وإذا ما تعمقنا أكثر في طبيعة العلاقة بيننا كجمعية وبين الطهاة والفنادق والمطاعم سنجد أنها في الحقيقة علاقة تحمل أربعة أطراف، حيث أن ملاك المطاعم –كطرف أول - يتوجهون لجمعية الطهاة –كطرف ثانٍ- باحثين عن خدمات الشيفات –كطرف ثالث- والذي يقوم بتوفير خدماته وتدريباته إلى جانب منتجات وخدمات رعاة الجمعية –كطرف رابع – والمقدمة عبر الجمعية، فكما يمكنك أن ترى نحن نخلق علاقات منفعة تبادلية بين كل الأطراف".
سـ ٤- كيف تساعد جمعية الطهاة المصريين الملاك وأصحاب رأس المال على بناء وتدشين مطاعمهم الخاصة؟
"قديمًا كان يتوجه لنا ملاك المنشآت بعد انتهائهم من كل الخطوات والإجراءات المطلوبة، رغبةً في توفير مجموعة من الطهاة حتى يستطيعوا بدء أعمالهم، أما خلال الأعوام الثمانية الماضية، تغير هذا الأمر، حيث أصبحوا يطلبون النصائح والإرشادات والتوصيات قبل حتى تدشين المطعم، وذلك انطلاقًا بما تمتلكه الجمعية من خبرات في هذا المجال.
فتقوم الجمعية بمساعدة صاحب المشروع على وضع خطة العمل الخاصة به، سواء من خلال مساعدته على تجسيد فكرته ونوع مطعمه إلى مشروع ملموس أو إعطائه مجموعة من الخيارات وأفكار المطاعم المختلفة والملائمة لتوجهاته، حتى يختار من بينها المناسب له، ومن ثم ننتقل إلى مرحلة الترويج والتسويق وكتابة القوائم وتدريب طاقم العمل الذي يمتلكه المطعم".
سـ ٥ - ما أهم التحديات التي تواجه المطاعم في الوقت الراهن؟ وكيف تساهم الجمعية في مواجهتها؟
"علينا في البداية إدراك أن المنافسة بين المطاعم قوية للغاية، وأن الأمر برمته يتعلق بالإجراءات والعمليات التي يتم اتخاذها اتجاه الأطباق والخدمات المقدمة، أو ما يعرف بالـ "Operations".
فقبل الثورة، كانت الشوارع تزخر بالعديد من المطاعم غير المرخصة والتي انتهى بها المطاف بالغلق بعد الثورة، متجهة إلى الـ"مولات" كوجهة تسهل من عملية الحصول على التراخيص وتوفر الأماكن المناسبة لهذه النوعية من المشاريع، إلا أنها تتسم بارتفاع سعرها فيما يتعلق بمبلغ التأجير، بما ينعكس بالمثل على الـ"Operations" التي يتم اتخاذها في المطعم، وبالتالي يدفع الضيوف مبالغ مضاعفة نظير الاستمتاع بالأطعمة والخدمات المقدمة، وهذه من الأمور الخطيرة في المجال.
ومن التحديات الأخرى، عدم إدراك الملاك وأصحاب رأس المال لطبيعة المجال وأبعاده وصعوباته وتحدياته المختلفة، وعدم عمل دراسات كافية قبل تأسيس وتدشين المطاعم، لذلك نرى العديد من المطاعم تقرر إغلاق أبوابها بعد مضي ٦ أشهر فقط على افتتاحها.
وكذلك من التحديات ما يتعلق بالأجهزة والأدوات والمعدات المستخدمة التي يتم الاعتماد عليها في السوق، فلا يُفتح المجال لشراء وتجربة أجهزة ومعدات جديدة، بل يتم الاعتماد بنسبة كبيرة على ترويج وإعادة استهلاك المعدات المستخدمة من قبل في مطاعم أُغلقت بعد افتتاحها بفترة بسيطة.
وهنا تهتم جمعية الطهاة المصريين بتقديم مجموعة من الدورات التعليمية المختصة بشرح وتوضيح كيفية البدء والانطلاق في تنفيذ المشاريع التجارية الخاصة بسلاسة وبشكل استثماري ناجح.
ونطمح في المستقبل لإيجاد "حضانة أعمال" خاصة في الجمعية، تهتم باحتضان فريق عمل كامل في المطعم أو الفندق أو المطبخ وتدريبه بالكامل، ووفقًا لمناهج محددة ومدروسة شاملة لكافة قطاعات وأقسام المشروع، تخيل أن يتم استقبال فريق لا يدرك شيئًا عن المشروع من واجبات والتزامات ومهام، ونقوم بتدريسه وتدريبه على كل المهام والخطوات المتبعة في منهج واحد.
ولكننا ما زلنا حتى الآن نقدم المناهج بشكل جزئي مقسم، ولعل ما ساعدنا على الاستمرار بنجاح وثبات، هو الدور الفعال لرعاة الجمعية، والذين استطاعوا أن يقدموا العديد من الخدمات والتسهيلات للجمعية، لمساندتها على تحقيق أهدافها".
سـ ٦ - تمتلك جمعية الطهاة المصريين نادي خاص للشيفات الشباب .. ماذا يضيف هذا النادي إلى الجمعية؟ وكيف يؤثر على مجال صناعة الهوريكا في مصر؟
"يقوم أي "Business" في العالم على دائرة حياة أساسية، إذا لم يتم تغذيها من آن لآخر بشكل مناسب، تتعرض للضمور، هذا هو الحال بالنسبة لنادي الشيفات الشباب، حيث يتضمن العديد من الكوادر الشابة التي نعمل على تدريبها وتطوير قدراتها ومهاراتها وجاهزيتها المثالية لسوق العمل، حتى نتيقن في المستقبل من تطور صناعة الطهي وخدمات الضيافة في مصر، لتصبح على أعلى مستوى ممكن.
وهذا أفضل بكثير مما كان يحدث سابقًا، حيث خُلقت بيئة من العمل اعتمدت على أشخاص امتلكوا القدرة على تلقي العلم السليم، في حين أن البعض الآخر من الطهاة لم يمتلكوا هذه الخبرات والعلوم في بدايات رحلاتهم داخل عالم الطهي، وبالتالي ظهر التفاوت الكبير بين المستويات، وأدى ذلك إلى حدوث رداءة في المنافسة داخل السوق الواحد، مما أدى إلى توقف معدلات التطور والنمو في مجال الطهي وابتكار اساليب وخدمات ضيافة راقية.
وتزامن هذا الدور من الجمعية مع التطور السريع في مجال الهوريكا بمصر خلال الفترة الأخيرة، والذي نتج عنه ازدياد في معدلات الاندفاع من الشباب نحو تعلم فنون الطهي وإيجاد مشاريع خاصة في هذا المجال، حتى أن العديد من الوجوه الشابة قررت تغيير مساراتهم المهنية، معتنقين الطهي كاختيار مهني نهائي في لمسيرتهم
ولا تنسَ أننا في زمن يمتلك القدرة على تحويل الشباب إلى نجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع الحركة السريعة لمجريات الحياة اليومية، لذلك كان لا بد من تأسيس هذا النادي منذ ٥ أعوام، حتى يمتلك الشباب القدرة بعد فترة من الوقت على إدارة وتطوير مجالات الطهي في مصر والإعلاء بمكانتها حول العالم.
وذلك عن طريق قدرتهم على استيعاب احتياجات بعضهم البعض، وتقارب أساليب تفكيرهم، وتشاركهم في أحداثها اليومية، فإيجاد فريق من الشباب بهذا الترابط يخلق في المستقبل مطبخ مميز ومثير للغاية" .
سـ ٧- هل تمتلك التكنولوجيا تأثير على مجال صناعة الهوريكا؟ وما طبيعته؟
"بلا شك، فوجود التكنولوجيا في أي مجال يقلل الوقت والجهد والأموال المدفوعة فيه، ويسرع من عملياته ويجعله أكثر دقة ومثالية، حتى وإن كنت تقوم بضيافة أعداد مهولة من الزبائن، وذلك يساعدك على التخلص من أعداد العمالة الكبيرة في مطعمك.
عليك أن تشاهد تجارب العلماء وتحليلاتهم وتخيلاتهم لشكل العالم في عامي ٢٠٣٩ و٢٠٥٠، فالمطابخ متطورة للغاية، فإذا أعطيت العقل الإلكتروني المكونات التي تمتلكها، سوف يقوم على الفور بتحضير وكتابة وصفات الطهي المستخدمة وفقًا لهذه المكونات، فالمطبخ في تلك الأوقات سيصبح ذكيًا، هذا إن لم يدخل الإنسان الآلي في مهام الطهي وتقديم خدمات الضيافة المثالية" .
سـ ٨ - ما الامتيازات التي يمتلكها أعضاء جمعية الطهاة المصريين؟
" العديد من الامتيازات، منها على سبيل المثال أن الأعضاء يحصلون على تدريبات بمقابل مادي منخفض للغاية، على الرغم من أنها مرتفعة في العادة بسبب عمليات تأجير المطابخ وإقامة الاتصالات وعمليات الطباعة وشراء المكونات المستخدمة في التدريبات.
كما أن الجمعية تقيم فرص زيارة وجهات عديدة من المصانع والشركات المختصة بصناعة وتقديم منتجات الأغذية، هذا إلى جانب فرص السفر بين المحافظات أو لدول أخرى لأغراض تلقّي الخبرة والتعليم.
كما أن الجمعية تطرح للأعضاء مكتبتها الخاصة بما تتضمنه من كتب ومجلدات وكتيبات خاصة بمجال الطهي بأسعار منخفضة، إلى جانب إيجاد اتصال مباشر مع الطهاة المتمرسين وأصحاب المطاعم والفنادق فيما يتعلق بمجال العمل وتلقي الخبرات، ومساعدة الأعضاء الشباب على تكوين شبكة اتصالاتهم الاجتماعية الخاصة في مجال الطهي بكفاءة" .
سـ ٩ - من وجهة نظرك الشخصية .. ما أكثر الصيحات تأثيرًا في الآونة الأخيرة في مجال صناعة الأغذية وتقديم خدمات الضيافة؟ وأي الصيحات ترغب في انتشارها داخل مصر لما تمتلكه من فائدة كبيرة؟
" كل عام هناك صيحة جديدة يُسمع صداها في كافة أرجاء العالم فيما يتعلق بمجال الهوريكا، وأغلب ما نراه من صيحات في المجتمع المصري يكون مصدرها في الأغلب من الخارج، ونقوم نحن باحتضانها وإضافة اللمسات الخاصة بالطابع المصري عليها.
لذلك أجد من الصعوبة قياس الأمر بهذه الطريقة، فمهمًا كانت الصيحات شهيرة، تجد كل مطبخ وكل إقليم يعيد استخدامها بالشكل الملائم لصفاته الخاصة، لذلك يقيس الطهاة هذا الأمر من خلال معرفة أشهر المكونات المستخدمة هذا العام والتي يتم تضمينها في الوجبات المختلفة أو يتم اكتشاف وصفات جديدة مثيرة لها، حيث تصبح الصيحة في ذلك الوقت هو المكون المستخدم في الطهي.
فعلى سبيل المثال أتذكر في عام ٢٠١٩ كان "الكركديه" صيحة خاصة، يتم إضافته في العديد من المشروبات والوجبات .
أما إن كنت تتحدث عن صيحة خاصة بالوجبات والأطعمة وأنواع المطابخ بشكل عام فعليك إدراك أن أنواع المطابخ مثل الإيطالي والأمريكي وغيرها، وكذلك بعض أنواع الأكلات والوجبات مثل الـ "سوشي"، فهي في تصاعد وانخفاض مستمر، قد تراها اليوم في المركز الأول، وغدًا في ذيل القائمة، وهذا هو المثير في مجال الطهي، لا يوجد عنصر ثابت، فكل شيء قابل للتغير والابتكار.
ولعل ذلك يدفعني للحديث عن بعض الـ "تريندات" التي أراها مهمة للغاية في الفترة الأخيرة إن انتشرت في مصر، وأولها الخلط بين المكونات المستخدمة في المطابخ الغربية و المكونات المستخدمة في المطبخ المحلي، فكل شيء توضع عليه اللمسات المصرية تمتلك صفة جديدة خاصة، وتعطي قيمة أفضل للوجبات اليويمة في المطاعم، وقد بدأ العالم مؤخرًا يهتم بتضمين المكونات المستخمة في بلدان روسيا القديمة.
وكذلك بالحديث عن الصيحة الخاصة بالـ "Zero Waste"، حيث يتم إعادة استهلاك مخلفات الأطعمة واستغلالها وإعادة بيعها مرة أخرى، حيث بدأت العديد من الجهات الاهتمام حتى بقشرة البطاطس بعد إزالتهاا، حيث يتم تنشيفها وإعادة استخدامها وبيعها مرة أخرى.
كذلك الـ "تريند" المتعلق بتجنب الفنادق لاستخدام المركبات البلاستيكية في المشروبات والأطعمة، فهناك توجه عالمي في هذه الفترة من قبل المطاعم والفنادق نحو التخلص من استخدام مادة البلاستيك في الأطعمة والمشروبات، حيث أصبح التوجه الآن نحو اتباع أساليب أكثر أمنًا وصحة".
- وهل هذا ممكن؟
"بالطبع، لقد اجتمعنا في العديد من المناقشات والدورات التدريبية والجلسات التوعوية مع مجموعة من ملاك المطاعم والفنادق في مصر على وجه الخصوص، ووجدنا اهتمام واسع باتباع نظام الـ "Green Hotels"، بحثًا عن أسلوب حياة صحي أفضل ومتفق مع التوجهات العالمية المتوقعة في المستقبل".
سـ ١٠- ما أهم مشروع يحتاج إليه مجال صناعة الهوريكا في مصر في الفترة الراهنة؟
" إنشاء أكاديميات الطهي بشكل مكثف في كل منطقة، لزيادة غطاء التعليم والخبرة المكتسبة، وبالتالي زيادة حدود الابتكار والصناعة، وهو الأمر الذي يؤول في النهاية إلى التطوير في المطبخ المصري"
سـ ١١ - في المؤتمرات والمناقشات والدورات التدريبية والرحلات التعليمية، ما أهم النصائح التي تحرص دائمًا على توجيهها للشباب؟
- " لا تتسرعوا في رغبة الوصول إلى القمة "
- "تعلموا كثيرًا، واسعوا جاهدين نحو المعلومة والخبرة"
- "سوف يأتيكم المال بعد الوقوف على أرض صلبة، ولن يأتيكم في بداية الرحلة"
سـ ١٢ - هل يمكنك أن تُحدثنا قليلًا عن دور "الطهاة المصريين" في البطولات والمنافسات الدولية؟
"تشارك جمعية الطهاة المصريين على الدوام في العديد من المنافسات والبطولات الدولية، ونمتلك رصيد وافر من الميداليات المختلفة، فمنذ عام ٢٠٠٠ ونحن نحصل على الميداليات، واستطعنا الحصول على ٥ ميداليات ذهبية في إحدى الأعوام أثناء المنافسة على كأس العالم، وأعلى ثاني نتيجة لشيف في بطولة العالم، بالإضافة إلى حصولنا على أكثر من ٢٥ ميدالية في إحدى المسابقات بتركيا.
وعلى المستوى الأفريقي استطعنا تحقيق مناصب عالية في العديد من المسابقات، خاصة هذا العام حيث استطعنا الحصول على لقب الوصيف –المركز الثاني- في " Simi Global Chefs Challenge " بجنوب أفريقيا، في مسابقات الـ "Pastry" و الـ "Young Chef".
ولكن ما أرغب الحديث عنه حقًا هو المسابقة التي تنظمها مصر هذا العام وهي بطولة " African Culinary Cup" لدول أفريقيا والشرق الأوسط، والتي تختص بمجال طهي الحلواني للطهاة الشباب، والتي تنطلق بمشاركة ٥ دول هي : جنوب أفريقيا – الإمارات – غانا – تونس – ومصر
وانطلاقنا نحو تدشين وتنظيم المسابقات يأتي من انضمامنا لمنظمة الواكس العالمية، وهذا هو نوع المسابقات الذي نحتاجه بشدة في المجتمع المصري لإنه ينقل ما يكفي من الخبرة والمعرفة والعلم للطهاة الشباب نتيجة الاصطدام بالطهاة الأجانب؛ وذلك استعدادًا للمسابقات الدولية القادمة" .
ويأتي هذا الحوار الخاص تزامنًا مع مجموعة الأنشطة والجلسات التدريبية المؤثرة التي تقدمها جمعية الطهاة المصريين في الآونة الأخيرة؛ للارتقاء بمستوى مجال صناعة وتقديم
الأغذية في مصر، والتي يمكنك التعرف عليها أكثر من خلال مقالاتنا عبر المدونة
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
١٢ سؤالاً يجيب عليها أشرف جمال في حوار خاص