شرمين مؤنس للطهاة السيدات: التحديات كثيرة .. لكنها ليست مستحيلة

آي هوريكا تقدم توصيات الطهاة والملاك في مجال المطاعم والفنادق
9 نيسان 2020 بواسطة
شرمين مؤنس للطهاة السيدات: التحديات كثيرة .. لكنها ليست مستحيلة
iHoreca Blog Team

امتلك مجال الطهي المصري على مدار الأعوام السابقة قدر كبير من الخصوصية والتميز عبر مختلف القطاعات التجارية والاقتصادية؛ لما امتلكه من تأثير إيجابي على قطاع تقديم خدمات الأغذية في المطاعم والفنادق بشكل خاص، وعلى القطاع السياحي في المنطقة بشكل عام.

وقد كانت إحدى الأسباب الأساسية خلف هذا النجاح والتميز ظهور جوانب الابتكار والاجتهاد والعمل المبدع من جانب الطهاة الشباب والمحترفين ورؤسائهم والأدوار الخاصة بالعديد من الجهات والهيئات غير الربحية والمعنية بتطوير هذا المجال ورعاية الكوادر والفئات العاملة المتخللة له.

حيث استطاع كل قطاع وتمكنت كل فئة عاملة في مجال تقديم الأغذية والمشروبات وخدمات الضيافة عبر المطاعم والفنادق وحتى المشروعات الخاصة من إيجاد زوايا الاختلاف وأبعاد التطوير الممكن توظيفها بمهارة لإيجاد البصمة الخاصة بالشخص كطاهي من ناحية، والبصمة العامة المعنية بمجال الطهي المصري من ناحية أخرى، وبالأخص خلال الأعوام السابقة، حيث شهدت سطوع بريق فئة خاصة للغاية من الطهاة في مجال هذه الصناعة، تمكنت من إيجاد مساحة كبيرة من الخصوصية والتفرد في التعامل مع أساليب وفنون الطهي، وهم الطهاة السيدات.

فكلمة "شيف" تحمل في طياتها الكثير من المعاني والأفكار والفنون والأساليب وكذلك التحديات، فلم يعد الأمر يتعلق فقط بالطهي، أو إعداد وجبة ما، بل أصبحت تتعلق بالتصميم لوصفة وإعدادها بشكل محترف تتفق والمعايير الدولية والإجراءات الصحية المعنية بالأمن الغذائي، إلى جانب القدرة على تصميم قوائم الطعام، والدمج بين أكثر من فن وأسلوب للطهي، بل والقدرة على تجاوز منافسات الطهي وإتمام المهام بكفاءة متحديًا عوامل ضيق الوقت وضغط بيئة العمل وكثرة الطلبات الوافدة إلى مطبخ المؤسسة أو المطعم أو الفندق، إلى جانب العديد من التحديات والمسؤوليات الشخصية الواقعة على عاتق الشيف.

وهي التحديات التي لم تكن مستحيلة حتى وقت قريب للعديد من الطهاة من الإناث، بل كانت أشبه بمغامرة مثيرة، استطاع أن يخوضها العديد منهن بمثالية؛ لامتلاكهن ما يكفي من المقومات والأدوات المساهمة في تجاوز التحديات والعقبات المختلفة.

ولكن ما هي هذه التحديات؟ وكيف يمكن تجاوزها بنجاح؟

كان هذان السؤالان موجهين من آي هوريكا إلى الشيف شرمين مؤنس، مدربة فنون الطهي ومؤسس شركة تويستد لخدمات الأغذية، والتي تمكنت -على مدار الأعوام السابقة- من صناعة وإعداد وتقديم وصفات لذيذة ومبتكرة في مجال صناعة وتقديم خدمات الأغذية، بالإضافة إلى حياتها المهنية كطاهية مستقلة، وتدريبها للعديد من الطهاة الشباب والهواة واللاجئين، وقد تخرجت من كلية الفنون الجميلة، ونالت درجة الماجيستير في تاريخ الفن.

ولكنها توجهت إلى فنون الطهي وتخصصت في العمل فيه بعد أن انضمت إلى العديد من دورات وورش العمل المعنية بالطبخ في مختلف أنحاء العالم وكذلك في مصر، والتي كانت آخرها في كوبنهاجن بالدنمارك، هذا إلى جانب اختيارها للمشاركة في برنامج قيادة الزوار الدوليين من قبل السفارة الأمريكية في مصر، وتمكنت من المشاركة أيضًا في برنامج التبادل المهني الأول، وبرنامج ريادة المرأة، ولا نتجاهل هنا ذكر المنافسات والعروض والفعاليات والمهرجانات الطهوية العديدة التي شاركت فيها الشيف شرمين وتمكنت فيها من الحصول على العديد من التكريمات والميداليات.

 
 

وتطرح الشيف شرمين مؤنس في بداية رسالتها الموجهة للطهاة السيدات مقدمة تشجيعية توضح من خلالها صعوبة المرحلة الآنية والمتعلقة بتفشي وباء فيروس كورونا حول العالم وفرض حظر التجوال بما يتطلبه الأمر من توقف الأعمال التجارية والمهام الوظيفية الخاصة بالطهاة والمديرين والملاك العاملين في مجال المطاعم والفنادق.

موضحةً أهمية هذه المحنة في اكتساب المعرفة والخبرة والعلم، والخروج منها بأقصى استفادة ممكنة، والذي تراه أمرًا محسومًا نابعًا من ثقتها الكبيرة في أسلوب تفكير الطهاة المصريين، حيث ترى أن الصعاب تساعد على تعزيز القدرات واكتساب المهارات وتلقي الخبرات المختلفة، لذلك لا يتطلب الخوف منها والاستسلام لها، بل يتوجب على كل شخص استخلاص أقصى قدر ممكن من فوائدها.

محددةً هذه المرحلة بأنها تحدي جديد يضاف إلى حصيلة التحديات الواقعة على أعتاق الطهاة السيدات، متطرقةً بحديثها عن أهم العقبات التي تواجهها الشيفات الإناث في مجال الطهي في منشآت تقديم خدمات الأغذية والضيافة المختلفة حول العالم بشكل عام، وفي بيئة التنافس المصرية بشكل خاص، متخللةً حديثها بمناقشة بعض القضايا والجزئيات الهامة بتكوين السيدة المصرية وعلاقته بالعمل في مجال هذه الصناعة.

وترى الشيف أن أهم هذه التحديات هي:

·    تعدد وتنوع الالتزامات والمهام التي يتعين على الطهاة إتمامها على مدار اليوم، والتي تتجسد في أداء مهام الأم والاهتمام بشؤون المنزل ومتابعة الزوج والأخوة، إلى جانب إتمام التزامات العمل الأساسية، بما يمثل ضغط شديد على قدرتها الإنتاجية.

·    القوة الجسدية التي يتفوق بها الذكور عن الإناث في أداء مهام هذه الوظيفة بتميز ومثالية، وهي واحدة من الأسباب التي دفعت لأن يسطر الطهاة الذكور على مجال هذا العمل لفترات طويلة عبر الزمن.

·    وهذا إلى جانب السبب الثاني المتمثل في كونها مهنة أساسية بالنسبة للذكور، وهي المكسب الاقتصادي الأساسية لهم، كما أنها تتطلب السهر حتى أوقات متأخرة، والبقاء خارج المنزل لفترات طويلة حتى منتصف الليل، وهو ما يتعارض مع كثير من العادات والتقاليد المجتمعية.

·    الحاجة إلى التطوير المستمر، وهي الحاجة النابعة من أهمية هذا المجال التجاري على مستوى العالم، ومكانته الخاصة والمتميزة التي اكتسبها بمرور الوقت، حيث أصبح الطاهي أكثر من مجرد طباخ، بل تمكن من أن يصبح شخصية ملهمة ومؤثرة في نفوس العديد من البشر حول العالم، كما تمكن من الحصول على مراكز متصدرة في قوائم أكثر الشخصيات الملهمة حول العالم، وهو الأمر الذي يتطلب من الطهاة الإناث التطور والبحث والسعي المستمر خلف الرقي في هذه الوظيفة، حتى تصبح طرفًا في الحركة الطهوية حول العالم.

·    التحدي المتعلق بالحاجة إلى الوقت الكافي والتفرغ التام لهذه الوظيفة، حيث يتطلب الطهي العمل على مدار الأسبوع وحتى أيام العطل الخاصة، سواء في المطاعم أو الفنادق أو من خلال الأعمال التجارية الخاصة، وهو ما يتعارض مع الأوقات المخصصة للعائلة والحياة الشخصية، وهو تحدي شديد الصعوبة لا تستطيع العديد من الطهاة السيدات تجاوزه بسهولة.

·    كما أن التقليل من القدرة والكفاءة التي يمتلكها الطهاة السيدات من قبل بعض المديرين والطهاة في المجال هي واحدة من العقبات الأساسية الواجب ذكرها، حيث يظن البعض عدم قدرة الأنثى على إيجاد محاور التميز والابتكار والتفنن في مزاولة المهنة، أو تحمل مشاقها وتحدياتها وتجاوز عقباتها بنجاح، بما يتطلب بعض الوقت منهن لإثبات العكس في بيئة العمل التنافسية.

·    وبالحديث عن المنافسة، فإنها كذلك واحدة من التحديات المتواجدة في مجال الطهي كما تتواجد في العديد من مجالات العمل الأخرى، والتي تتنوع بين الإيجابية والسلبية، والمنافسة بشكل عام أمر صحي للغاية، حيث تساعد على تعزيز القدرات والقيادة نحو اكتشاف المواهب والإمكانيات،  ويتمثل التحدي هنا في المنافسة السلبية التي تتلقاها الطاهية من زملاء العمل من الطهاة السيدات الأخريات والطهاة الرجال ورؤساء الطهاة المحترفين أو الأكبر سنًا، حيث يكون هناك ندرة أحيانًا في تبادل الخبرات وطرح المعلومات وتعليم المهارات، فتوكد الشيف شرمين على أهمية تبادل المعلومات والمعارف مع الكوادر الشابة الجديدة من الطهاة بمختلف أعمارهم وأنواعهم من الذكور والإناث بدون تفرقة.

وتبعًا لذلك تقدم الشيف شرمين مجموعة من النصائح والتوصيات التي تساعد الطهاة السيدات على مزاولة المهنة بمثالية وتميز والتي كان من أهمها:

·    أولًا ضرورة الاطلاع والتعلم باستمرار، حيث أنها واجب وضرورة على جميع الفئات المنتمية لمجال الطهي، سواء أولئك الحاصلين على تعليم أكاديمي أو الباحثين عن الدورات التدريبية والجلسات النقاشية المختلفة، مؤكدةً على ضرورة إدراك مدى كفاءة ومهنية الجهات التعليمية العديدة التي أصبحت متوفرة هذه الأيام والتي تقدم العديد من المناهج والخبرات عبر دوراتها المختلفة، كما وضحت الشيف سهولة الحصول على المعارف عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فلا حجّة للطهاة من عدم التعلم والتعرف على أحدث الصيحات والاتجاهات والأفكار المتعلقة بالمجال.

·    متطرقةً بحديثها عن أهمية المحاولة مرارًا وتكرارًا والتدوين المستمر للمعلومات والأفكار، ومحاولة التعرف على الأخطاء وكشف جوانب القصور والضعف في الأداء المهني وما يتعلق به من صفات ومعايير شخصية، والعمل على تصويبها وتعديلها وتهيئتها لتتوافق مع متطلبات واحتياجات مجال الطهي.

·    امتلاك الشغف، حيث ترى الشيف شرمين أن الشغف هو السلاح الأساسي نحو تذليل كافة الصعاب، لأنها تساعد الشيف على أداء مهامه المختلفة بحب وإقبال دون تأثر بالعوائق والتحديات المتواجدة على طول مسار الرحلة، موجهة حديثها للطهاة السيدات اللاتي ما زلن يعملن باجتهاد في هذا المجال قائلة: " هذه فرصة لا تعوض للطهاة السيدات العاملات في مجال الطهي حتى الآن، حيث يسهل تكون هذا الشغف بداخلهن، فهنّ يمتلكن ما يكفي من الحب والرغبة لتجاوز كافة المعوقات"

·    وتعلق الشيف بكلمات تشجيعية أن الطموح ليس له حدود، حيث يتطلب الأمر من الطهاة السيدات إعلاء سقف الطموح لديهن وألا يفقدن الأمل بداخلهن.

·    مؤكدةً على ضرورة المحاولة وتحمل مشاق الرحلة وصعابها طالما يمتلكن ما يكفي من الحب والشغف، فالأمر يتطلب مجهود وصبر وعطاء شديد للوصول للغاية المرغوبة، فلكل مجتهد نصيب.

·    وتذيل الشيف هذه النصائح مصوبةً اهتمام الطهاة السيدات نحو أهمية التحديد للأهداف المستقبلية، ووضع الخطط الملائمة لتحقيق هذه الأهداف، فالطهاة الإناث جزء من المجتمع المصري وسيدات عاملات مؤثرة فيه كذلك، تمتلك القدرة على اختيار الأنسب لها كمجال وظيفي، لأنها تمتلك القدرة على العمل والابتكار في العديد من المجالات الوظيفية المتعلقة بصناعة وتقديم الأغذية وخدمات الضيافة، ولكن لن يتم الأمر بدون تحديد للأهداف وامتلاك للشغف وتحمل الصعاب والبحث عن جوانب الضعف ومحاولة تصويبها وتطويرها لتصبح نقاط قوة يتم توظيفها في الارتقاء بالمستوى الوظيفي.

وفي سؤال خاص من آي هوريكا للشيف شرمين حول مدى قدرة الطهاة السيدات على امتلاك شخصية وكاريزما خاصة في مجال الطهي والعمل داخل المطابخ التجارية، وأفضل نهج يمكن اتباعه لتحقيق هذا الغرض، أجابت بتأكيدها على أهمية التخصص والتركيز والصبر على ما تواجهه السيدة في مطبخ المنشأة من صعاب، وكلما تمكنت من الوصول إلى أقصى معدلات التركيز والخبرة في التخصص المختار، كلما استطاعت التعرف على أبعاده ومعالمه المختلفة، مما يساعدها على إيجاد جوانب التميز والشخصية الفريدة والكاريزما الخاصة.

تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة

اعرف أكثر