تتجه الفنادق ومديرو العمليات وفرق العمل الفندقية بشكل متزايد نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتهم والتخطيط لميزانياتهم الآنية والمستقبلية، وخاصة مع استعداداتهم لمواسم العام الجديد ٢٠٢٥، وذلك عبر الاعتماد على مجموعة رئيسية من الاتجاهات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي ، والتي من المتوقع أن تحدث ثورة في إدارة العمالة في الفنادق، مما يساعد أصحاب هذه المنشآت على البقاء في مقدمة سوق المنافسة، ومن أبرز هذه التقنيات الحديثة:

١- البيانات الفورية لتخطيط القوى العاملة - Real-Time Workforce Planning

فلم تعد توقعات العمالة تعتمد فقط على البيانات التاريخية، بل تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة على تحليل البيانات الفورية من مصادر متعددة مثل أنماط الحجز، واتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي، والمؤشرات الاقتصادية، حيث يسمح هذا النهج الشامل للفنادق باتخاذ قرارات توظيف وإدارة عمليات تستند إلى حجم الطلب الحالي.
ويمكنها كذلك من التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات، مما يمكن الفنادق من توقع الفترات المزدحمة وتخصيص الموارد وفقًا لذلك، وهذا النهج الاستباقي لا يعزز فقط رضا الضيوف ولكنه يساعد أيضًا في السيطرة على تكاليف العمالة من خلال تجنب التوظيف الزائد.

يمكنك أيضًا قراءة:

   ٥ أساسيات تتحكم في خدمة الغرف المميزة للفنادق في ٢٠٢٤ 

   سر الضيافة الحديثة .. ١٠ أساليب نفسية لمضاعفة إقبال الزبائن  

   سياحة الطعام .. ظاهرة تؤثر على اتجاهات وخدمات المطاعم

٢- الأتمتة للتحسين المستمر - Automation for Continuous Improvement

حيث تتحسن خوارزميات التعلم الآلي بمرور الوقت من خلال التعلم من البيانات الجديدة، فعلى سبيل المثال، يمكنها تحسين تنبؤاتها بناءً على ملاحظات الضيوف، أو تريندات المواسم، أو مقاييس أداء الموظفين، ويؤدي هذا إلى تحسين قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدة الفنادق في إنشاء سيناريوهات مختلفة والتنبؤ بالنتائج بناءً على متغيرات مختلفة، سواء كان ذلك خلال موسم عطلة مزدحم أو حدث محلي غير متوقع، ويساعد هذا التخطيط المبني على السيناريوهات الفنادق في التحضير وضبط احتياجات القوى العاملة بشكل يقلل من التكاليف غير المخطط أو المعد لها مسبقًا.

٣- آلية إدارة ميزانية العمالة - Labor Budget Management

حيث التوجه لتمكين أنظمة الذكاء الاصطناعي من تعديل ميزانيات العمالة في الوقت الفعلي - الحقيقي - بناءً على الأداء المالي والاحتياجات التشغيلية، حيث يجد بعض الخبراء أن هذا التعديل الديناميكي يساعد الفنادق في تخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة، مما يضمن تكاليف عمالة مثالية دون المساس بجودة الخدمة، ويحدد الذكاء الاصطناعي وفقًا له الأنماط والفرص لتوفير التكاليف، مثل تحسين جداول الورديات أو إعادة توزيع المهام خلال الفترات البطيئة، ولا تقلل هذه الاستراتيجيات من نفقات العمالة فحسب، بل تعزز أيضًا الكفاءة التشغيلية العامة وفقًا لرؤى الخبراء.

٤- أدوات اتخاذ القرار المتقدمة - Advanced Decision-Making Tools

توفر أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة لوحات معلومات متكاملة تعرض نظرة شاملة على مقاييس العمالة، بما في ذلك الإنتاجية والتكاليف والتنبؤات، وهذه اللوحات تزود مديري الفنادق برؤى قابلة للتنفيذ لاتخاذ قرارات مستنيرة سريعة، فمن خلال التنبؤ باحتياجات الصيانة أو الحصول على تدريبات تطوير مهارات محددة على سبيل المثال، يساعد الذكاء الاصطناعي الفنادق على جدولة أنشطة الصيانة أو التدريب في الأوقات غير المزدحمة، مما يقلل من الاضطرابات ويتماشى مع نشر القوى العاملة بشكل فعال وبالتالي يقلل من الخسائر المحتملة من حيث التكاليف.

٥- الحلول الذكية في إدارة القوى العاملة - Smart Workforce Management

حيث تتتوجه الفنادق لتمكين الذكاء الاصطناعي من مطابقة مهارات الموظفين ومدى توفرهم وتفضيلاتهم الشخصية مع المهام المحددة التي يتم توزيعها وتطبيقها، مما يضمن أن يتم تعيين الشخص المناسب للوظيفة المناسبة، ويتزامن ذلك مع تتبع التحليلات المتقدمة الخاصة بأداء الموظفين وتحديد المجالات المتنوعة التي تحتاج إلى تحسين عبر عمليات التشغيل وتقديم الخدمة في الفندق بشكل عام.
وهذا لا يتعارض مع دور الذكاء الاصطناعي الفنادق في التأكد من الامتثال للوائح العمل من خلال مراقبة ساعات العمل والجداول الزمنية تلقائيًا وبشكل مستمر، وهذه الخصائص جميعها تساعد في النهاية من تقديم حلول متطورة وذكية وفعالة في تأثيرها عبر الأزمات أو أوقات الضغط وزيادة الإقبال على الفنادق خلال المواسم المختلفة؛ وذلك في سبيل تقليل التكاليف وإدارة ميزانية القوى العاملة بشكل مميز.