ما أنواع القيادة للفرق في المطاعم ؟ ومتى يُستخدم كل نوع ؟

آي هوريكا تستعرض مفهوم القيادة في المطاعم وقطاع الضيافة وأهم أنواعها وأوقات استخدامها
January 1, 2025 by
ما أنواع القيادة للفرق في المطاعم ؟ ومتى يُستخدم كل نوع ؟
iHoreca Blog Team


تُعد القيادة حجر الزاوية في نجاح أي عمل، لكنها تحمل أهمية خاصة في قطاع المطاعم ، حيث تُعتبر بيئة العمل ديناميكية وسريعة التغير، وتتطلب قدرة فائقة على اتخاذ القرارات بسرعة وفعالية، وفي هذا السياق، تتجلى القيادة كعنصر حاسم لضمان جودة الخدمة، وتحقيق رضا العملاء، وإدارة الفريق بكفاءة في مواجهة ضغوط العمل اليومية.

وقطاع المطاعم هو عالم قائم على التفاصيل، حيث يعتمد نجاح كل تجربة ضيافة لعميل على تناغم العمل بين فريق متنوع المهام والخلفيات، والقائد في هذه البيئة ليس مجرد مدير يضع الخطط وينفذها، بل هو الملهم الذي يقود الفريق نحو تحقيق رؤية واضحة، مع الحفاظ على مرونة كافية للتكيف مع المتغيرات اليومية.

القيادة هنا ليست فقط مهارة، بل مزيج من الفن والإدارة، حيث يُطلب من القائد أن يوازن بين توفير بيئة عمل إيجابية للعاملين وضمان تجربة استثنائية للعملاء


وفي ظل هذا الدور المزدوج، يصبح أسلوب القيادة الذي يتبناه مدير المطعم أكثر أهمية، فالقيادة التوجيهية قد تكون الأنسب أثناء أوقات الذروة عندما تتطلب الأجواء قرارات حاسمة وسريعة، بينما يُفضّل أسلوب القيادة التشاركية في أوقات التخطيط والتطوير لضمان إشراك الفريق في بناء رؤية موحدة.

وفي نهاية المطاف، القيادة في المطاعم ليست مجرد أداة إدارية، بل هي القوة التي تُحوّل بيئة العمل إلى نظام منظم ومستدام، حيث يتمكن كل فرد من تحقيق أقصى إمكاناته، مما ينعكس إيجابًا على أداء المطعم واستمرارية نجاحه.


أساليب القيادة
ما أنواع القيادة في المطاعم ؟

لماذا تختلف أساليب القيادة في المطاعم ؟

يمتاز قطاع المطاعم بطبيعته الفريدة التي تُميّزه عن باقي القطاعات؛ فهو بيئة عمل ديناميكية تعتمد على التفاعل الفوري مع العملاء، والتعامل المستمر مع طاقم متعدد الأدوار والخبرات، فضلاً عن مواجهة ضغوط الوقت والمواقف غير المتوقعة، وهذه الطبيعة تجعل أساليب القيادة التقليدية، التي قد تكون فعالة في بيئات عمل ثابتة ومنظمة، أقل ملاءمة للمطاعم دون تعديلها لتتماشى مع هذه الخصوصية.

وأحد أبرز التحديات في المطاعم هو الجمع بين التوجه التشغيلي والتركيز الإبداعي، فعلى القائد أن يضمن تدفق العمليات اليومية بسلاسة، مثل إعداد الطعام وخدمة العملاء، وفي الوقت نفسه يُحفّز الابتكار والإبداع لدى الطاقم، سواء في تصميم قوائم الطعام أو تحسين تجربة العملاء، وهنا، يصبح اختيار أسلوب القيادة المناسب ضرورة لا غنى عنها لتحقيق التوازن بين هذه الجوانب المتعددة.

كما أن الطابع المتغير لقطاع المطاعم ، مثل اختلاف العملاء واحتياجاتهم من يوم لآخر، يتطلب مرونة قيادية فائقة، فبينما قد يحتاج الفريق إلى قائد توجيهي يتخذ القرارات الحاسمة أثناء أوقات الذروة، مثل عطلات نهاية الأسبوع أو المناسبات الخاصة، قد يتطلب الموقف نفسه قائدًا تعاونيًا في أوقات التدريب والتطوير المهني.


أشكال القيادة في المطاعم
تختلف أشكال القيادة باختلاف عدة معايير

بالإضافة إلى ذلك، يُلقي الهيكل التنظيمي في المطاعم بظلاله على أساليب القيادة المستخدمة، ففرق العمل في المطاعم غالبًا ما تكون صغيرة ومترابطة، مما يفرض على القائد أن يكون قريبًا من فريقه، ويفهم احتياجاتهم ويعمل على تطويرهم، على عكس القطاعات التي تتسم بتسلسل هرمي صارم.

ومن هنا، يمكن القول أن الاختلاف في أساليب القيادة في قطاع المطاعم ينبع من الطابع الفريد لهذا المجال، الذي يجمع بين السرعة، والإبداع، والتفاعل البشري، مما يتطلب من القائد أن يتحلى بالمرونة والقدرة على التكيف مع كل موقف بطريقة تتناسب مع طبيعة المطعم واحتياجاته.


أنماط القيادة الرئيسية وكيفية تطبيقها في المطاعم

تُعتبر القيادة مفتاح النجاح في عالم المطاعم، ولكن أسلوب القيادة الذي يختاره القائد يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في الأداء والتفاعل داخل الفريق، وعلى الرغم من أن أنماط القيادة قد تبدو عامة، إلا أن تطبيقها في المطاعم يتطلب تعديلًا دقيقًا للتعامل مع التحديات اليومية لهذا المجال، لذا دعونا نستعرض أبرز أنماط القيادة وكيفية توظيفها بفعالية في سياق المطاعم:

متى يُستخدم؟

مثال من قطاع المطاعم

المفهوم التفصيلي

نوع القيادة


عندما يحتاج الموقف إلى تنظيم سريع وحاسم أو عند مواجهة أزمة مثل نقص العمالة أو تعطل المعدات المفاجئ


أثناء أوقات الذروة، مثل إدارة فريق في ليلة مزدحمة بالمطعم، حيث يتطلب الموقف اتخاذ قرارات حاسمة وتوزيع المهام بسرعة

تعتمد على إعطاء القائد توجيهات واضحة ومباشرة للفريق، مع التركيز على تنفيذ الأوامر والقرارات بسرعة ودقة دون مساحة كبيرة للنقاش، وهذا النوع فعال في ضمان الالتزام بالإجراءات والبروتوكولات لتحقيق الأهداف الفورية، لكنه قد يكون أقل تحفيزًا للإبداع أو المشاركة طويلة الأمد


القيادة التوجيهية

Directive Leadership

 
أثناء التخطيط طويل الأمد أو عند الحاجة إلى أفكار مبتكرة وتعاون لتطوير الخدمة

 
خلال اجتماعات فريق المطبخ لتطوير قائمة الطعام الجديدة أو تحسين تصميم تجربة العملاء بناءً على اقتراحات الطاقم

يقوم القائد بإشراك الفريق في اتخاذ القرارات، معتمدًا على تبادل الأفكار والمقترحات، وهذا النوع يُشجّع الشعور بالانتماء والمسؤولية بين العاملين، مما يزيد من التزامهم وابتكارهم في العمل، لكنه قد يتطلب وقتًا أطول لاتخاذ القرارات


القيادة التشاركية

Participative Leadership

 
عند الحاجة إلى تحفيز الفريق لتغيير جذري أو تحقيق إنجازات كبيرة تتطلب تضافر الجهود

 
عند التحضير للحصول على تقييم عالي مثل نجمة ميشلان، حيث يُحفّز القائد الفريق للعمل بروح التميز والجودة العالية

تُلهم القيادة التحولية الفريق لتحقيق أهداف أعلى من المعتاد، مع التركيز على التحفيز والتطوير الشخصي لكل عضو في الفريق، وهذا النوع يتطلب قائدًا يتمتع برؤية ملهمة ويمتلك القدرة على بث الحماس والشغف بين العاملين لتحقيق نتائج استثنائية تفوق التوقعات


القيادة التحوّلية

Transformational Leadership

 
بعد فترات من الضغط المكثف أو عند مواجهة تحديات شخصية أو مهنية تؤثر على الأداء العام

 
دعم موظف جديد في المطبخ يحتاج إلى وقت للتكيف مع الإجراءات أو تقديم تدريب إضافي لموظف يعاني من صعوبات مهنية

تهدف إلى توفير بيئة عمل إيجابية، حيث يُظهر القائد دعمًا نفسيًا ومهنيًا للفريق، وهذا النوع يركز على بناء علاقات قوية وتعزيز الروح المعنوية، مما يساعد على تحسين الأداء العام وتقليل التوتر في بيئات العمل المليئة بالضغوط


القيادة الداعمة

Supportive Leadership


عند الحاجة إلى ضمان الالتزام بالقوانين والإجراءات أو أثناء التدقيق الحكومي

 

أثناء تنفيذ معايير الصحة والسلامة الغذائية أو مراجعة قوائم الالتزام بالقوانين المحلية

تعتمد على الالتزام الصارم بالقواعد والإجراءات لضمان الامتثال للأنظمة والمعايير، وهذا النوع يُناسب المواقف التي تتطلب الدقة والانضباط، لكنه قد يكون أقل مرونة في التعامل مع التغيرات السريعة أو الطوارئ


القيادة البيروقراطية

Bureaucratic Leadership

 
في المواقف التي تتطلب حلولًا مبتكرة أو أثناء العمل في بيئات متغيرة وغير مألوفة

 
أثناء إدارة فرع جديد لمطعم في بلد مختلف بثقافة جديدة تتطلب تغييرات في طريقة القيادة والتواصل مع الفريق المحلي

تعتمد على قدرة القائد على التكيف مع المواقف المتغيرة بسرعة، مع تعديل أسلوب القيادة ليتناسب مع الاحتياجات الجديدة، وهذا النوع يحتاج إلى قائد مرن يمتلك خبرة واسعة وقدرة على اتخاذ قرارات مخصصة لكل موقف


القيادة المتكيفة

Adaptive Leadership

تعلّم أونلاين مهارات الضيافة

Food Safety in Restaurants

سلامة الغذاء في المطاعم | كلاس أونلاين


Fundamentals of Coffee Brewing for Baristas

أساسيات تحضير القهوة للباريستا | كلاس أونلاين 

How to Start Your Chef Career?

كيف يبدأ الشيف حياته المهنية؟ | كلاس أونلاين 

الفروق الجوهرية بين أساليب القيادة في المطاعم

عند النظر إلى أساليب القيادة المختلفة، قد يبدو للوهلة الأولى أن بعضها متشابه إلى حد كبير، خاصة عندما تُطبق في بيئة ديناميكية كالمطاعم، ولكن عند التعمق في الفهم، نجد أن كل أسلوب يحمل جوهرًا فريدًا يرتبط بسياق معين وأهداف محددة، ولتوضيح هذه الفروق بشكل أفضل، سنناقش بعض الأمثلة التي تساعد القارئ على التمييز بين هذه الأنماط:

١- التوجيه مقابل التشاركية: الفرق في التحكم والمشاركة

على الرغم من أن القيادة التوجيهية (Directive Leadership) والتشاركية (Participative Leadership) قد تُستخدمان لتحقيق الأهداف المشتركة مثل تحسين الأداء أو ضمان الانضباط، إلا أن الفرق الأساسي يكمن في طبيعة دور القائد ومدى تحكمه في عملية اتخاذ القرار.

  • في القيادة التوجيهية، القائد يوجه الفريق بشكل مباشر، معتمدًا على القرارات الفردية لضمان التنفيذ السريع والفعّال، وهذا الأسلوب مثالي في المواقف التي تتطلب حسمًا سريعًا مثل أوقات الذروة أو عند وقوع أزمة طارئة.
  • أما القيادة التشاركية، فهي تدعو الفريق إلى المساهمة في اتخاذ القرارات، مما يُحفز الإبداع ويعزز الانتماء، ولكنها تتطلب وقتًا أطول للوصول إلى قرارات جماعية، مما يجعلها أكثر ملاءمة للمواقف التي تحتمل النقاش والتطوير مثل الاجتماعات الاستراتيجية.

٢- الدعم مقابل التحول: الفرق في الهدف والمحفز

تبدو القيادة الداعمة (Supportive Leadership) والتحولية (Transformational Leadership) متشابهتين في بعض النواحي، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الروح الإيجابية للفريق. ومع ذلك، الفارق الجوهري يكمن في الأهداف النهائية لكل منهما.

  • القيادة الداعمة تُركز على تحسين بيئة العمل وتلبية الاحتياجات النفسية والمهنية للفريق، مع التأكيد على استقرار الأداء وسلاسة العمليات، وهذا الأسلوب يناسب المواقف التي يكون فيها الفريق بحاجة إلى الراحة النفسية أو الدعم لتجاوز فترة ضغط أو تحدٍ.
  • في المقابل، القيادة التحولية تهدف إلى إلهام الفريق لتحقيق أهداف أعلى من المتوقع، مع التركيز على التحفيز الداخلي لكل فرد، وهذا النوع من القيادة يتطلب قائدًا يملك رؤية مستقبلية ويستخدمها لتحفيز الفريق على الابتكار والتطوير المستمر.


leadership styles
القيادة الداعمة مقابل التحوّلية في المطاعم

٣- البيروقراطية مقابل التكيف: الفرق بين الثبات والمرونة

القيادة البيروقراطية (Bureaucratic Leadership) والقيادة المتكيفة (Adaptive Leadership) قد تبدوان متعارضتين تمامًا، لكنهما تشتركان في هدف تحقيق الكفاءة، وإن كان ذلك بطرق مختلفة.

  • القيادة البيروقراطية تعتمد على الالتزام الصارم بالقواعد والإجراءات لضمان الانضباط وتحقيق المعايير المطلوبة، وهذا الأسلوب ينجح في بيئات منظمة ومستقرة مثل تطبيق معايير السلامة الغذائية أو تنفيذ سياسات الشركة.
  • أما القيادة المتكيفة، فتتميز بالمرونة في التعامل مع المواقف غير المتوقعة أو البيئات المتغيرة، والقائد المتكيف يُعدل استراتيجيته بناءً على التحديات الفورية، مما يجعله الأنسب للمواقف الجديدة أو البيئات غير المستقرة، مثل افتتاح فرع جديد في منطقة بثقافة مختلفة.

٤- التوجيهية مقابل البيروقراطية: الفرق بين الحسم والاستقرار

قد تبدو القيادة التوجيهية (Directive Leadership) والقيادة البيروقراطية (Bureaucratic Leadership) متشابهتين في جوانب تتعلق بالتركيز على الانضباط وتنفيذ القرارات، إلا أن الفرق الجوهري بينهما يكمن في طبيعة دور القائد، وأسلوب تطبيق القرارات، ومدى المرونة في التعامل مع المواقف المختلفة.

القيادة التوجيهية تدور حول سرعة اتخاذ القرارات وتنفيذها، حيث يقوم القائد بتقديم توجيهات واضحة ومباشرة دون مساحة كبيرة للنقاش.

  • الهدف الأساسي:  تحقيق نتائج فورية في مواقف تتطلب تدخلًا سريعًا أو معالجة أزمة عاجلة.
  • أسلوب التنفيذ:  القائد يتحكم بشكل كامل في العملية ويعتمد على خبرته الشخصية لاتخاذ القرارات.
  • المرونة: تتميز القيادة التوجيهية بمرونة نسبية لأنها تتعامل مع المواقف بناءً على الحاجة اللحظية، مثل أوقات الذروة أو الأزمات المفاجئة.

في المقابل، تعتمد القيادة البيروقراطية على نظام واضح ومحدد من القواعد والسياسات لضمان الامتثال والتنظيم.

  • الهدف الأساسي:  تحقيق استقرار طويل الأمد وضمان الالتزام بالمعايير والإجراءات المؤسسية.
  • أسلوب التنفيذ:  القائد يُنفذ قراراته بناءً على لوائح وقوانين مُعدة مسبقًا، مما يقلل من الاعتماد على المرونة أو الاجتهاد الشخصي.
  • المرونة:  تفتقر القيادة البيروقراطية إلى المرونة، حيث تُركز على الالتزام الصارم بالإجراءات حتى لو تغيرت الظروف.


leadership style
القيادة التوجيهية مقابل البيروقراطية في المطاعم

الفروق الجوهرية بين الأسلوبين

  • المرونة مقابل الثبات:  القيادة التوجيهية تتيح للقائد المرونة في اتخاذ قرارات تعتمد على الموقف الفوري، بينما تعتمد القيادة البيروقراطية على الثبات والالتزام بالإجراءات.
  • الموقف مقابل النظام:  التوجيهية تُركز على معالجة المواقف العاجلة، أما البيروقراطية فتُركز على إدارة النظام بأكمله وضمان الانضباط طويل الأمد.
  • الاعتماد على القائد مقابل النظام:  في التوجيهية، يعتمد الفريق على خبرة القائد وتوجيهاته اللحظية، بينما في البيروقراطية، يعتمد الفريق على نظام وإجراءات ثابتة تُوجه عملهم.
  • الأولوية:  التوجيهية تُعطي الأولوية للنتائج السريعة، بينما تُعطي البيروقراطية الأولوية للالتزام بالقوانين والسياسات بغض النظر عن سرعة التنفيذ.

قد تتداخل بعض أساليب القيادة في تطبيقها العملي، ولكن إدراك الفرق الجوهري بينها يعتمد على تحليل الهدف الرئيسي لكل موقف، والخيط الرفيع الذي يفصل بين هذه الأساليب يكمن في طريقة التنفيذ، والبيئة المحيطة، وطبيعة التحدي الذي يواجهه القائد، والقائد الفعّال هو من يستطيع اختيار الأسلوب الأنسب، مستفيدًا من هذا التداخل ليخلق توازنًا بين الاستقرار والإبداع، وبين التوجيه والتحفيز

تعلّم أونلاين مهارات الضيافة

Registration & Protection of Restaurants Trademark

تسجيل وحماية العلامات التجارية للمطاعم | كلاس أونلاين

Managing Restaurants Operations During Peak Hours

إدارة المطاعم في فترات زيادة الطلب  | كلاس أونلاين

The Art of Taste: A Guide to Flavors & Flavorings

فن التذوق: دليل النكهات ومكسبات الطعم | كلاس أونلاين

كيف تختار أسلوب القيادة المناسب في المطعم ؟

اختيار أسلوب القيادة المناسب في المطاعم هو عملية استراتيجية تستند إلى فهم عميق للعوامل المتغيرة التي تؤثر على بيئة العمل، يتطلب هذا التقييم الدقيق للموقف، وفهم طبيعة الفريق، والأهداف المرجوة، مع مراعاة ديناميكية العمل في المطاعم التي تتسم بالسرعة والضغط المستمر، وفيما يلي شرح تفصيلي لكيفية اختيار الأسلوب الأمثل:

١- تقييم طبيعة الموقف وتحدياته - Situation Assessment

المواقف في المطاعم تتنوع بين العمليات اليومية الروتينية والمواقف الاستثنائية أو الطارئة؛ لذلك، يجب أن يكون القائد على دراية كاملة بطبيعة كل موقف:

  • أوقات الذروة: مثل فترات العشاء في عطلات نهاية الأسبوع أو المناسبات الخاصة، تتطلب القيادة التوجيهية لضمان تنفيذ العمل بسرعة ودقة وسط الزحام.
  • مشكلات غير متوقعة: مثل نقص العمالة أو أعطال مفاجئة في المعدات، تحتاج إلى قيادة متكيفة تجمع بين الحسم والإبداع في إيجاد الحلول.
  • اجتماعات تطويرية:  تتطلب قيادة تشاركية لإشراك الفريق في طرح الأفكار والحلول المبتكرة.

٢- فهم احتياجات الفريق ومستوى خبرته - Understanding Team Needs

لا يمكن تبني أسلوب قيادة واحد لجميع الفرق، حيث يختلف الأفراد في مستويات خبراتهم واحتياجاتهم:

  • فريق متمرس: يحتاج إلى مساحة من الثقة والاعتماد على القيادة التشاركية التي تُشركهم في اتخاذ القرارات، مما يعزز روح الابتكار.
  • فريق جديد أو محدود الخبرة: يتطلب قيادة توجيهية لتوفير التوجيه المستمر وضمان التزامهم بالإجراءات المتبعة.
  • فريق يعاني من التوتر أو الضغوط: هنا يظهر دور القيادة الداعمة، التي تُركز على تقديم المساعدة النفسية والمهنية لتعزيز معنويات الفريق.


leadership in kitchen
كيف تختار أسلوب القيادة المناسب في المطعم ؟

٣- تحديد الهدف النهائي للعمل - Defining the Primary Objective

الأهداف التي يسعى القائد لتحقيقها تلعب دورًا حاسمًا في تحديد أسلوب القيادة:

  • تحسين الكفاءة التشغيلية: عندما يكون الهدف هو ضمان الانضباط وجودة الأداء، يكون الأسلوب البيروقراطي الأكثر ملاءمة.
  • رفع مستوى الابتكار: عند الحاجة إلى تقديم تجربة عملاء متميزة أو تصميم قوائم طعام مبتكرة، يتطلب الأمر القيادة التحولية التي تُلهم الفريق.
  • إدارة الأزمات: تستدعي قيادة تجمع بين التوجيه والتكيف السريع لاتخاذ القرارات الحاسمة وحل المشكلات في الوقت المناسب.

٤- مراعاة ثقافة العمل داخل المطعم - Analyzing Restaurant Culture

الثقافة التنظيمية للمطعم تلعب دورًا كبيرًا في تحديد الأسلوب القيادي المناسب:

  • المطاعم ذات الإجراءات الصارمة: مثل سلاسل الوجبات السريعة التي تعتمد على الالتزام بالمعايير والإجراءات المحددة، تحتاج إلى قيادة بيروقراطية للحفاظ على الاستمرارية.
  • المطاعم الفاخرة: التي تركز على تقديم تجربة استثنائية، تحتاج إلى قيادة تحويلية تجمع بين الإبداع والتحفيز المستمر للفريق.

٥- المرونة القيادية لتغيير الأسلوب حسب الموقف - Leadership Flexibility

القائد الناجح هو من يتمتع بالمرونة الكافية لتغيير أسلوبه وفقًا لاحتياجات الموقف:

  • سيناريو متغير: أثناء تقديم خدمة في مطعم مزدحم، قد يبدأ القائد باستخدام التوجيه لضمان سير العمل بسلاسة، ثم ينتقل إلى التشاركية خلال وقت التقييم لتطوير الخدمة بناءً على ملاحظات الفريق.
  • تحديات جديدة: مثل افتتاح فرع جديد في بيئة ثقافية مختلفة، يتطلب استخدام القيادة المتكيفة لضمان النجاح.

٦- استخدام الأدوات لتقييم الأداء والتكيف - Performance Evaluation and Leadership Development

الاختيار الناجح لأسلوب القيادة يعتمد أيضًا على القياس المستمر للأداء وفهم تأثير القيادة على نتائج العمل:

  • مراجعات الأداء: توفر بيانات حول كيفية تأثير أسلوب القيادة على الإنتاجية ورضا العملاء.
  • استطلاعات الفريق: تعطي صورة واضحة عن مدى تقبل الفريق لأسلوب القيادة وتأثيره على معنوياتهم.

اختيار أسلوب القيادة في المطاعم ليس قرارًا عشوائيًا، بل هو عملية مستمرة تتطلب تقييمًا دقيقًا للمواقف، وفهمًا عميقًا لاحتياجات الفريق وأهداف العمل، القائد الناجح هو من يستطيع التكيف مع التغيرات، واستخدام الأسلوب المناسب في الوقت المناسب لتحقيق التوازن بين الكفاءة التشغيلية والإبداع، مما يضمن نجاح المطعم وتحقيق رضا العملاء والموظفين على حد سواء


leadership flexibility
المرونة القيادية في المطعم

سُبل تطوير القادة في قطاع المطاعم

تطوير القادة في المطاعم يُعد استثمارًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، حيث يؤثر بشكل مباشر على أداء الفريق، وجودة العمليات اليومية، ورضا العملاء، وفي بيئة عمل تتسم بالتغير السريع والتحديات المستمرة، يصبح إعداد القادة لقيادة الفريق بكفاءة وقدرة على التكيف ضرورة لا غنى عنها لتحقيق النجاح والاستدامة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

١- التدريب المستمر للقادة

التحديات التي يواجهها القادة يوميًا في المطاعم تتطلب امتلاكهم مهارات متجددة تتجاوز الإدارة التقليدية، والتدريب المستمر يمنحهم الأدوات المناسبة للتعامل مع المواقف المختلفة، سواء كانت أزمات تشغيلية أو تحسين أداء الفريق، ويجب أن تُصمم البرامج التدريبية لتشمل جوانب مثل حل المشكلات، وإدارة الأزمات، وتحليل مؤشرات الأداء الرئيسية، فعلى سبيل المثال، يمكن إعداد برامج تدريبية تركز على تعليم المديرين كيفية التعامل مع شكاوى العملاء بطريقة احترافية تعزز ولاء العملاء.

٢- برامج التوجيه والإرشاد

وجود برامج توجيه وإرشاد داخلية يُسرع من تأهيل الجيل الجديد من القادة، ويضمن استفادتهم من خبرات القادة الأكثر خبرة، والتوجيه يساعد القادة الجدد على فهم الديناميكيات اليومية لبيئة العمل ويمنحهم الثقة لاتخاذ القرارات الصائبة، فعلى سبيل المثال، يمكن تعيين مدير مخضرم لتوجيه مساعد مدير مطبخ جديد، ما يساهم في تعزيز مهاراته القيادية وزيادة قدرته على تحمل المسؤولية.

٣- تعزيز الفهم الاستراتيجي للمطعم

القادة في المطاعم ليسوا مسؤولين فقط عن إدارة العمليات اليومية، بل يحتاجون أيضًا إلى رؤية أعمق لاستراتيجية المطعم وكيفية تحقيق أهدافه طويلة الأمد، والبرامج التي تركز على التخطيط الاستراتيجي تُساعد القادة على ترجمة رؤية المطعم إلى أهداف تشغيلية ملموسة، وتدريب المديرين على تحليل مؤشرات الأداء مثل الإيرادات وجودة الخدمة يمكن أن يعزز من قدرتهم على اتخاذ قرارات استراتيجية فعّالة تدعم نجاح المطعم.


leadership training
التدريب المستمر للقادة المسؤولين في المطاعم

٤- بناء مسارات وظيفية واضحة

القادة بحاجة إلى رؤية واضحة لمسارهم المهني داخل المؤسسة، وتحديد مسارات وظيفية واضحة يساعد على تعزيز التزامهم وتحفيزهم لتحقيق التميز، فعلى سبيل المثال، يمكن وضع خطة ترقية لمساعد مدير مطعم ليصبح مديرًا عامًا خلال فترة محددة بناءً على إنجازاته، وهذا النوع من التخطيط يعزز من شعور القادة بالانتماء للمطعم ويشجعهم على بذل أقصى جهدهم لتحقيق النجاح.

٥- تعزيز المهارات الشخصية والعاطفية

قطاع المطاعم يعتمد بشكل كبير على التفاعل البشري، سواء مع العملاء أو مع أعضاء الفريق، لذا، تحتاج القيادة إلى مهارات تواصل فعّالة وقدرة على فهم مشاعر الآخرين، وتعزيز الذكاء العاطفي من خلال برامج تدريبية تركز على الاستماع الفعّال، والتعاطف، وحل النزاعات.

٦- قياس وتقييم الأداء القيادي

التطوير القيادي يتطلب عملية تقييم مستمرة تضمن تحسين الأداء وتحديد مجالات التطوير، ويمكن استخدام أدوات مثل مراجعات الأداء واستطلاعات رضا الفريق لتقديم تغذية راجعة موضوعية ودقيقة، فعلى سبيل المثال، يمكن إجراء مراجعات شهرية لأداء مدير المطعم بناءً على معايير تشمل سرعة الاستجابة، رضا الفريق، ومستوى الالتزام بمعايير الجودة.

تعرف على كل جديد في مجال المطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا

المنصة المتخصصة لقطاع خدمات الأغذية والضيافة

اعرف أكثر