يشهد قطاع المطاعم و خدمات الأغذية حول العالم تطورًا سريعًا خلال السنوات الأخيرة، حيث ساهمت التكنولوجيا في تغيير طريقة عمل المطاعم وتقديم الخدمات للعملاء، وأصبح من الضروري عليها - في العصر الحديث - أن تفكر في البناء التكنولوجي بشكل استراتيجي.
حيث أوضحت التكنولوجيا قدرتها على إحداث فرق في مجال الصناعة، وذلك عبر ظهور العديد من التقنيات والأنظمة الجديدة التي تساعد المطاعم على تحقيق أهدافها المعنية بزيادة المبيعات والربحية وتحسين الكفاءة التشغيلية وعمليات التصنيع وتعزيز تجربة ورضا العملاء، وينشأ ذلك من قدرة التكنولوجيا على التعلق بالمطاعم بطرق عديدة، اتضح عبر الدراسات المختلفة مدى ما تنتجه من استثمارات ناجحة، وذلك عبر استخدامها في العديد من المجالات، مثل:
إدارة العمليات: مثل إدارة الطلبات، وإدارة المخزون، وإدارة الموظفين.
تقديم الخدمات للعملاء: حيث تقديم خدمات أفضل للعملاء، مثل تقديم الطلبات عبر الإنترنت، واستخدام تطبيقات الهاتف المحمول، وتوفير تجربة طعام مميزة.
التسويق والترويج: مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء محتوى رقمي مؤثر وفعال وجذاب.
ووفقًا له، وتزامنًا مع عمليات الرصد والتحليل المستمرة لتأثير الحلول والتقنيات التكنولوجية المتطورة باستمرار على عمليات التشغيل والتصنيع الخاصة بقطاع إعداد وتقديم خدمات الأغذية والضيافة، أوضحت عدة تقارير وآراء خاصة بالخبراء أهم المحاور والاتجاهات التكنولوجية الأكثر بروزًا والتي ستتوجه لها المطاعم خلال الأعوام القادمة لتحقيق ربحية أعلى ومنافسة أقوى في سوق هذه الصناعة، والتي يمكن تحديدها في المحاور التالية:
أولًا: استخدام أنظمة نقاط البيع أو الـ " POS Systems " لإدارة ومتابعة المشاريع:
أصبحت أنظمة نقاط البيع المستندة إلى التكنولوجيا السحابية أكثر شيوعًا بين المطاعم، ففي الواقع، وجدت دراسة حديثة أجرتها جمعية المطاعم الوطنية على عينة من المطاعم في الولايات المتحدة أن ٦٢٪ من المطاعم تستخدم الآن نظام نقاط البيع المستند إلى الحلول التكنولوجية السحابية.
حيث وجدت الدراسة أن هناك عدة أسباب خلف زيادة استخدام أنظمة نقاط البيع، حيث توفر مزايا عديدة للمطاعم تتمثل في المرونة، حيث الوصول إلى الشبكة السحابية من أي مكان باستخدام جهاز متصل بالإنترنت، وتتمثل في الأمان، حيث تعتمد هذه الأنظمة على أحدث تقنيات الأمان للحماية من الهجمات الإلكترونية، وكذلك تتمثل في ميزة التكلفة، حيث تميل هذه الأنظمة إلى أن تكون أقل تكلفة من أنظمة نقاط البيع التقليدية.
ويشار كذلك لأنظمة نقاط البيع -بشكل عام- بالعديد من المزايا، مثل:
الكفاءة، حيث تساعد أنظمة نقاط البيع على تقليل وقت الانتظار للعملاء، وتحسين إدارة المخزون، وزيادة دقة المدفوعات،
الدقة، حيث تساعد أنظمة نقاط البيع على تقليل الأخطاء البشرية، وضمان دقة الفواتير
وفرة التقارير، حيث توفر أنظمة نقاط البيع بيانات مفيدة للإدارة يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات أفضل بشأن العمليات.
ثانيًا: استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) لتحسين عمليات التشغيل:
يُعد الذكاء الاصطناعي مجالًا ناشئًا في صناعة المطاعم، ولكنه لديه القدرة على تحويل الطريقة التي تعمل بها المطاعم، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المطاعم على:
أتمتة المهام مثل أخذ الطلبات وتلقي المدفوعات، ويندرج تحت هذا التوجه استخدام المطاعم بشكل متزايد للروبوتات، حيث أصبحت تُستخدم على نطاق واسع في قطاع المطاعم، فيمكن استخدامها لأداء مجموعة متنوعة من المهام ، مثل تحضير وطهي وإعداد الطعام تحقيقًا لمفهوم " المطابخ الذكية "، وتقديم وتوصيل الطلبات، وتنظيف المطعم وإزالة النفايات.
التنبؤ بطلبات واحتياجات العملاء عبر المواسم المختلفة، بالإضافة إلى التنبؤ باحتياجات المخزون
قدرته على تخصيص تجربة التذوق وأجواء تناول الطعام للعملاء لتصبح أكثر ملاءمة لاحتياجات الضيف ومتطلبات حصوله على المتعة والمذاق المناسبين، ويمكن الإشارة في هذا المحور إلى توجه مجال الصناعة إلى توظيف تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، حيث يمكن استخدامهما لإنشاء تجارب تناول طعام أكثر تفاعلية وممتعة، فعلى سبيل المثال، يمكن تطبيق القوائم التفاعلية
حيث تمكن قوائم الـ "AR" من إضافة المعلومات الرقمية على قوائم العالم الحقيقي، مما يسمح للعملاء برؤية الأطباق في هيئة "3D"، والوصول إلى المعلومات الغذائية، كما يمكن تقديم تجارب تناول الطعام المميزة، حيث يمكن استخدام الـ "VR" لإنشاء تجارب تناول طعام فريدة، مثل جولات افتراضية في المزارع والحقول ومطابخ الإعداد، أو محاكاة تجربة تناول الطعام تحت الماء.
ثالثًا: استخدام تحليلات البيانات والتعلم الآلي (ML) لاتخاذ قرارات أفضل:
تجمع المطاعم مزيدًا من البيانات من أي وقت مضى، وهي تستخدم هذه البيانات لاتخاذ قرارات أفضل بشأن كل شيء من أسعار القائمة إلى مستويات الموظفين، ويمكن أن تساعد تحليلات البيانات المطاعم في:
تحديد الاتجاهات في سلوك العملاء: يمكن لتحليلات البيانات والتفضيلات أن تساعد المطاعم على فهم ما يريده عملاؤهم وكيفية تلبية احتياجاتهم بشكل أفضل، مثل تقديم توصيات لأفضل خيارات الأطباق والمشروبات وحتى مواقع الطاولات التي من المرجح أن تروق لهم.
تحسين الكفاءة التشغيلية: يمكن لتحليلات البيانات أن تساعد المطاعم على تحديد المجالات التي يمكن فيها تحسين الكفاءة، مثل تقليل الهدر أو زيادة الإنتاجية.
زيادة الربحية: يمكن لتحليلات البيانات أن تساعد المطاعم على تحديد المجالات التي يمكن فيها زيادة الربحية، مثل تحسين أسعار القائمة أو زيادة المبيعات.
حيث ستكون المطاعم التي يمكنها جمع وتحليل واستخدام البيانات بشكل فعال في وضع تنافسي كبير في السنوات القادمة.
رابعًا: استخدام التكنولوجيا المحمولة أو الـ " Mobile Technology " لتحسين تجربة العملاء:
تستخدم المطاعم التكنولوجيا المحمولة بطرق متنوعة، مثل:
السماح للعملاء بطلب وجبات الطعام ودفع ثمنها من هواتفهم الذكية، مما يساعدهم على تجنب الانتظار في طابور أو الدفع نقدًا، وتوفير أوقات انتظار أكثر ملاءمة للعملاء عبر تواجدهم الفعلي لاستلام الطلبات، وبالتالي يمكن أن يساعد هذا العملاء على معرفة متى ستكون طلباتهم جاهزة.
إنشاء تطبيقات الهاتف المحمول، التي أصبحت تعد من الأدوات المهمة التي يمكن أن تساعد المطاعم على التواصل مع العملاء، سواء في قبول الطلبات، والحصول على العروض، والتعرف على أحدث العروض.
استخدام تقنية التتبع الجغرافي لتحديد موقع العملاء وتقديم العروض الترويجية لهم بناءً على مناطق تواجدهم
تقديم توصيات وتفضيلات شخصية عبر سبل ومنصات تواصل خاصة تناسب استخدامات وتوجهات العملاء
استمرار تطبيق نظام قوائم رموز الـ "QR"، حيث يمكن للعملاء مسح الرموز على هواتفهم لعرض القوائم وتقديم الطلبات وإجراء المدفوعات، وكل ذلك دون الحاجة إلى لمس القوائم المادية أو التفاعل مع المضيفين.
تفعيل أنظمة الطلب المثبتة على الطاولة، حيث يتم تجهيز طاولات المطعم بشاشات تفاعلية تسمح للعملاء بطلب الطعام ولعب الألعاب وحتى التحكم في الإضاءة ودرجة الحرارة في منطقة تناول الطعام الخاصة بهم.
توفير أنظمة الحجز والانتظار عبر الإنترنت، حيث تسمح هذه الأنظمة للعملاء بحجز الطاولات وإدارة وقت انتظارهم عن بُعد، مما يقلل من الازدحام ويحسن كفاءة المطعم.
دمج تقنيات مساعدة الصوت مثل أنظمة للطلب والحجز، مما يسمح للعملاء بتقديم الطلبات وتحكم في تجربة تناول الطعام الخاصة بهم باستخدام صوتهم.
التكامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للمطاعم مضاعفة فعالية استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع العملاء، وحتى السماح للعملاء بطلب الطعام مباشرة من خلال المنصة التفاعلية.
وانطلاقًا من رؤية الخبراء لضرورة التفكير في البناء التكنولوجي للمطاعم بشكل استراتيجي خلال الأعوام القادمة، هناك مجموعة من النصائح والتوصيات التي يقدمونها حول كيفية التفكير في هذا البناء في العصر الحديث، وهي:
تحديد الأهداف: فقبل التفكير في التقنيات التي يمكنك استخدامها، من المهم أن يتم تحديد الأهداف، ما الذي تريد تحقيقه من خلال استخدام التكنولوجيا؟ هل تريد تحسين الكفاءة التشغيلية؟ أم تريد تعزيز تجربة العملاء؟ أم تريد زيادة الربحية؟
فهم احتياجات العملاء: ما الذي يبحثون عنه في تجربة تناول الطعام؟ ما هي التقنيات التي من المحتمل أن يستخدموها؟
اختيار التقنيات المناسبة: فبمجرد تحديد الأهداف واحتياجات العملاء، يمكن البدء في اختيار التقنيات المناسبة، وهناك العديد من التقنيات المختلفة المتاحة، لذلك من المهم اختيار التقنيات التي تناسب الأهداف والاحتياجات المحددة.
البدء بالخطوات الصغيرة: فلا تحاول تغيير كل شيء دفعة واحدة، بل تكون البداية بالخطوات الصغيرة، ثم القيام بقياس النتائج وإجراء التعديلات حسب الحاجة.
ومن المتوقع أن يستمر قطاع المطاعم في التطور بسرعة في السنوات القادمة، حيث ستظهر المزيد من التقنيات والأنظمة الجديدة التي يمكن أن تساعد المطاعم على تحقيق أهدافها، ولذلك، من المهم أن تبقى المطاعم على اطلاع دائم بالتطورات التكنولوجية الجديدة، وأن تستثمر في هذه التطورات لتحقيق النجاح.
تعرف على كل جديد في مجال الطهاة والمطاعم والفنادق من خلال آي هوريكا
المنصة المتخصصة للطهاة ومجال الأغذية والضيافة
كيف تحدد التكنولوجيا أسلوب عمل المطاعم في ٢٠٢٤؟